أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد تهامي - نهاية إسماعيل يس














المزيد.....

نهاية إسماعيل يس


محمد تهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


في 15 سبتمبر 2011 قامت جوجل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوضع خربشة غوغل لإسماعيل ياسين في شعارها في مواقع غوغل في البلدان ذات النطاقات العربية بمناسبة الذكرى ال99 لميلاده. الخربشة تمثل إسماعيل ياسين وهو يقوم بثلاثة أدوار


رغم هذا النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، خصوصاً فترة الخمسينيات، لكن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته
فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين فقط هما (زوج بالإيجار) و(الترجمان) وفي العام الذي يليه قدم (ملك البترول) و(الفرسان الثلاثة) و(انسى الدنيا) ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فلمين هما (المجانين في نعيم) و(العقل والمال).
ويقال أن انحسار الأضواء عنه يرجع إلى:
مرض أصابه (القلب) وابتعاده عن الساحة الفنية في مرحلة تحول على الساحة الفنية
تدخل الدولة في الإنتاج الفني في فترة الستينيات وإنشاء مسرح التليفزيون
اعتماده شبه الكلي على صديق عمره أبو السعود الابياري في تأليف جميع أعماله مما جعله يكرر نفسه في السينيما والمسرح (على سبيل المثال فيلم المليونير وزوج بالايجار)
ابتعاده عن تقديم المونولوج في اعماله الأخيرة والذي كان يجذب الجمهور إلى فنه
لانه لم يكن من المقربين من المسؤولين في الحكومة، فقد فوجيء بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وحجز علي العمارة التي بناها بكفاح عمرة لتباع امام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويله خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها (فرسان الغرام، وكرم الهوى، ولقاء الغرباء، وعصابة النساء) وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدا ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل ولم يرحمه أحد أو يقدرة أحد، وبدون مقدمات. وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريم هذه القيمه الفنيه غير المسبوقه في تاريخ الفن المصري الشريف فقد وافت نجمنا المنيه في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى (بالمضحك الحزين) فرغم أن أكثر افلامه كوميديه ومضحكه إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر ايام عمره.

لا أحد يختلف على أن إسماعيل يس كان أسطورة سينمائية حتي ان التصريح الأخير للفنان عمر الشريف الذي انتقد فيه إسماعيل يس يدل على أنه مازال باق و مؤثر بدليل اهتمام الكثيرين بمشاهدة مسلسل يتناول قصة حياته الذي قام به الفنان أشرف عبد الباقي .
فقد كان يقوم بأداء أكثر من 7 أفلام في السنة الواحدة و كان الأعلي اجرا و أعماله الأعلي إيرادات , تميز إسماعيل يس بروح جميلة و بسيطة , و لكنه كان يمثل بدون هدف , و تركه نفسه لمخرجين غير جيدين قدموا به أفلام لا تليق به ,, و لذلك تظل أفلامه الباقيه هي الأفلام التي اخرجها مخرجين محترمين مثل فطين عبد الوهاب مثل إسماعيل يس فى البوليس الحربي , إسماعيل يس فى بيت الاشباح, إسماعيل يس فى الجيش.

إسماعيل ياسين لم يستطيع أن يطور نفسه , و لم يستطيع أن يقف امام الجيل القادم وقتها مثل فؤاد المهندس و محمد عوض و عبد المنعم مدبولي ,و لم يستطيع أن يفعل مثل ما فعل فؤاد المهندس حيث وافق أن يظهر خلف تلميذه عادل امام فى أفلامه ,و قد يكون ذلك نقطة تحسب لفؤاد المهندس الذي احب الفن بعيدا عن ترتيب الأسماء , عندما أغلقوا السينما فى وجه اتجه إلي فرقته المسرحية يقدم مسرحياته بنفس الأسلوب و الطريقة .

في أواخر الثلاثينيات، عندما وفد إسماعيل ياسين إلى العاصمة كان شارع عماد الدين ،فقد كان الشارع المزدهر فنياً يمتد إلى العتبة شمالاً، وقصر النيل جنوباً حيث المزيد من المسارح والكازينوهات والفرق. تعرض إسماعيل ياسين إلي سخرية من الجميع خاصا أنه كان يري نفسه مطربا و لكن ملامحه الشكلية كانت تؤدي إلى حدوث حالة من السخرية و لكنه طور من نفسه بدأ يتقن الفن المنولوج الذي يجمع بين الغناء و الكوميدية ,قدم إسماعيل ياسين أكثر من ثلاثمائة فيلم واشترك عام 1949 في أربعة عشر فيلماً، ووصل الرقم في العام التالي 1950 إلى سبعة عشر فيلما.

نستطيع أن نقسم أفلام إسماعيل ياسين إلى قسمين: أولهما كان يؤدي فيها الدور الثاني او الدور المساعد , وكان يضفي على الأفلام طابعا محببا من الحيوية والمرح ,اما القسم الثاني فيقوم فيه بدور البطولة المطلقة وفيه حقق بعض النجاح مثل الآنسة ماما و دهب .اما الأفلام التي قام ببطولتها المطلقة فالكثير منها يكاد يخلو تماماً من الفكر والفن ويعتمد على شعبية إسماعيل ياسين. لكن هذا لا يعني ان كل الأفلام التي قام ببطولتها هي بلا قيمة، على العكس منها ما يتميز بقيمة حقيقية تجعلها قادرة، حتى الآن، على مخاطبة الجمهور المتغير، الذي لا يزال يجد فيه ما يستحق المشاهدة مثل فيلم إنسان غلبان و الآنسة حنفي .

حققت أفلام إسماعيل يس أعلى الايرادات في تاريخ السينما العربية حتى اليوم ولا زالت أفلامه العديدة القديمة "أبيض وأسود" هي المادة المفضلة لدي قطاع عريض من الجمهور في مصروالعالم العربي لأنه استطاع أن يرسم البسمة علي شفاه الجماهير بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة. وساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل علي مدي 12 عاما منذ عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها مايزيد علي خمسين مسرحية بشكل شبه يومى.و لكنه لم يستطيع أن يحافظ على نجاحه فقد عاد فى اواخر أيامه إلي فن المنولوج فى الصالات مرة أخري.

من الأشياء المحزنه أن إسماعيل يس فى أواخر أيامه سجل كل مسرحياته التلفزيون المصري حيث كان يسجل فى اليوم الواحد أكثر من ثلاث مسرحيات ولكنها فقدت بسبب أهمال العاملون فى التلفزيون حيث سجلوا على نفس الشرائط مباريات كرة القدم ولم يبقي سوي مسرحية واحدة



#محمد_تهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى كتاب الإخوان في الخليج
- أنها مصر يا صديقي
- عساكر خورشد باشا
- سر سيدي الغريب في محافظة السويس
- عبد الناصر بين الشاشة و الواقع
- الفرصة الذهبية
- صراع الحضارات فى مصر
- حالة التسويق السياسي فى مصر‏
- فكرة المعارضة في نظرية الدولة الإسلامية
- خريطة الشباب الإسلامي في الحياة السياسية المصرية
- الأحزاب السياسية فى مصر 2012
- مستقبل الحركات الشبابية في مصر:


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد تهامي - نهاية إسماعيل يس