أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا















المزيد.....

حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قام الشعب العربي السوري قبل عامين بانتفاضة مشروعة تنادي بالتحرر والديمقراطية غير أن الامبريالية الأمريكية والأوربية سرعان ما اقتنصت الفرصة فحولتها بسرعة إلى حرب رجعية خدمة لمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني والرجعية العربية و اليوم فإن ما يجرى في سوريا لا علاقة له بالانتفاضة و إنما هو حرب رجعية تستهدف السيطرة على سوريا وعموم الوطن العربي .
و في المقابل قامت روسيا بتوظيف كامل قوتها لمجابهة المخطط الأمريكي الأوربي و جرت إلى جانبها الصين لإدراكها أن تلك الحرب تستهدف مصالحها الجيوإستراتيجية و قد استعرضت قوتها و نظمت مناورات ضخمة غير مسبوقة في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية و أبقت قطعا حربية بشكل دائم هناك و لا تزال تدعم النظام السوري سياسيا و عسكريا وهي تعتبر انه لا حل للازمة بدون موافقتها و يتمسك الروس و الصينيون بإعلان جنيف و يرفضون كل تدخل عسكري غربي و في الأيام الأخيرة قامت روسيا بمحاولة جدية لتحييد الأردن الذي أصبح ينظر بحذر إلى قطر التي تدعم الجماعات الدينية في المملكة الهاشمية و هناك حديث عن إقامة مصنع روسي ضخم للأسلحة في الصحراء الأردنية .
إن القوى الامبريالية التي اتحدت إلى حد كبير خلال الحرب في العراق و ليبيا أصبحت منقسمة أكثر فأكثر في علاقة بسوريا و هذا ما يصح حتى على فرنسا وأمريكا فبينما تدعم الولايات المتحدة "الجيش الحر " دون تحفظ و تركز بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا فإن فرنسا تعيد النظر في حساباتها و تقترب أكثر فأكثر من الموقف الروسي و الصيني.
وغدا واضحا اليوم أن ما يجري في سوريا حرب تشترك فيها عديد الدول التي تتسابق من أجل إعادة التموقع والانتشار على الخارطة العالمية وهو ما لا ينفيه مثلا وزير خارجية السعودية الذي اعتبر المعركة في سوريا معركة عالمية فإمارات الخليج وأمريكا و الاتحاد الأوربي و الكيان الصهيوني و تركيا وروسيا والصين أطراف فعلية في هذه الحرب التي تنتشر مراكز تدريب مرتزقتها في بلدان عديدة مثل ليبيا و مصر و أفغانستان وباكستان و مالي و الجزائر و اندونيسيا وتونس و إمارات الخليج و في مرحلة ثانية يتم تجميع هؤلاء في بلدان مثل تركيا ولبنان و الأردن و من هناك يتم إدخالهم إلى سوريا و تصرف لهم رواتب ضخمة و يتم تسهيل دخولهم و خروجهم خاصة عبر الأراضي التركية و بالتالي فإن ما يجرى في سوريا ليس حربا أهلية بل حرب رجعية عدوانية خارجية ممولة من قبل قوى إقليمية و دولية و هي تعتمد بشكل خاص على المرتزقة القادمين من مختلف البلدان و قد اعترفت وزارة الخارجية الاسترالية بأن حوالي مائة مقاتل من استراليا يحاربون في سوريا منذ 2011 وعندما يتطلب الأمر تدخلا مباشرا و معلنا فإن الطائرات التركية أو الصهيونية لا تتردد في قصف المواقع السورية و هو ما حدث عديد المرات .
وهناك محاولات متكررة لتوسيع نطاق الحرب لكي تشمل المقاومة الفلسطينية واللبنانية و قوات الدفاع الشعبي التابعة لحزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردي و قد جرت معارك طاحنة في مخيم اليرموك و المناطق الكردية .
و تحاول الامبرياليات الغربية و الرجعية الخليجية ترجيح كفة " الجيش الحر " لذلك تدعمه بالمال و السلاح و توفر له غطاء سياسيا فقد أرسلت السعودية كميات كبيرة من الأسلحة الموردة من كرواتيا و قامت قطر بتوفير عربات عسكرية متطورة ومولت تدريب و نقل المرتزقة بينما شحن الأمريكيون صواريخ مضادة للطائرات وعربات مدرّعة و رصدوا أموالا ضخمة ويعقد هؤلاء بين الفينة و الأخرى مؤتمرات دولية تحت مسمّى " أصدقاء سوريا " لمزيد تنسيق جهودهم و غلق الملف السوري الذي ظل إلى حد الآن و بعد عامين من بدء الحرب مفتوحا .
وعلى صعيد العمليات العسكرية فإن المحاولات المتكررة لاقتحام العاصمة دمشق و الوصول إلى ساحة العباسيين باءت حتى الآن بالفشل لذلك يحاول المخططون الإستراتيجيون الامبرياليون تشتيت الجيش السوري و إبعاده عن العاصمة بتركيز انتباهه على محافظات بعيدة مثل ادلب و دير الزور و حمص ودرعا حتى تسهل السيطرة على العاصمة و قد اكتفى الجيش السوري بالتمركز في الأماكن الاستراتيجية و توجيه ضربات مركزة للقوات المعادية في الأرياف مما منعها من احتلال مراكز المحافظات وإقامة قواعد ارتكاز دائمة رغم سيطرتها على بعض المواقع و تهديدها لخطوط الإمداد و التموين .
و كرد فعل تلجأ تلك القوات المعادية إلى عمليات التفجير الانتحارية ومهاجمة الحواجز الأمنية و تصفية الكفاءات السورية من ضباط و مهندسين و أطباء وصحفيين و فنانين و تدمير المصانع والجامعات والمستشفيات و المطارات واقتراف مذابح مروعة و إعدامات عشوائية و ضرب البنية التحتية بما في ذلك تفكيك المصانع و بيعها في تركيا و تهريب الثروة البترولية .
و قد أدى ذلك إلى تفاقم معاناة اللاجئين الذين بلغ عددهم مليون لاجئ ثلثهم من النساء و الأطفال يعيشون في ظروف مزرية منها غرق الخيام في المياه بفعل الأمطار و الثلوج و أحيانا نشوب الحرائق وتعاني النساء من استغلال مهين حيث تتفشى الاعتداءات الجنسية و في معظم المدن السورية تزداد أوضاع المدنيين سوءا جراء المعارك الطاحنة وهناك اضطراب كبير في التزود بالماء و الكهرباء و الدواء والمواد الغذائية و المحروقات .
واليوم يتزايد نفوذ الجماعات الدينية المرتبطة بالقاعدة في سوريا وتجد أمريكا والاتحاد الأوربي نفسيهما في ورطة بينما يحاول الجناح الاخواني المرتبط أكثر من غيره بالولايات المتحدة وإمارات الخليج إنقاذ الموقف و الدخول في مفاوضات سلمية و أصبح الصراع بين "الجيش الحر" و جبهة النصرة مكشوفا فإذا كان الإخوان المسلمون و حلفاؤهم الليبراليون وأداتهم العسكرية "الجيش الحر " يريدون بناء سورية مشابهة لمصر و تونس و ليبيا فإن جبهة النصرة تريد إمارة دينية شبيهة بإمارة طالبان الأفغانية و هي الجبهة التي وضعتها أمريكا في قائمة المنظمات الإرهابية .
إن الحرب الرجعية في سوريا جزء من حرب أشمل تشنها الامبريالية و عملاؤها ضد الأمة العربية و هي مرشحة للتصاعد ففي أقطار مختلفة تدق طبول الحرب فلا شيء حسم بعد اندلاع الانتفاضات العربية وفي النهاية فإن المستعمرين سيتركون الوطن العربي مدحورين فهكذا كان الأمر بالأمس و هكذا سيكون أيضا في الغد .



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريف التونسي : افتكاك الأراضي وسرقة المواشي
- بيان حول اغتيال شكرى بلعيد
- سقط حكم مبارك يسقط حكم المرشد .
- عن الجبهة الشعبية التونسية
- 14 جانفي فى تونس بين الأسطورة و الواقع
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة ( جانفى 2013 )
- اضراب عام في الحوض المنجمى
- جني الزّيتون : هذا ما جناه المعطّلون !!
- تونس: أزمة الدّولة أم أزمة -الثّورة- ؟
- افتتاحية العدد الجديد من طريق الثورة .
- الرجعية الدينية تقمع الجماهير الشعبية في سليانة بالسلاح .
- حلم الهجرة إلى الجنة الرأسمالية
- القمع و المقاومة في تونس اليوم .
- من أجل دعم كفاح غزة .
- روسيا و معركة استعادة النفوذ
- تونس : كفاح الشعب و الصراع بين الكتل الرجعية .
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة .
- الكادحون في أرياف تونس
- بيان توضيحى
- حرية الإعلام من حرية الشعب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا