أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مأزق المثقف تحت ظلال المنابر














المزيد.....

مأزق المثقف تحت ظلال المنابر


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 17:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اخيرا تم للجزيرة ما ارادت, واصبحت لجمعنا اسماءً نترقبها ونحتزرها كل جمعة , واخيرا اصبحنا نترقب يوم الله الاعظم لننتقل بين المنابر بالريموت كونترول ونقيس المدى الذي من الممكن ان تصل اليه خطب العلماء الاعلام الذين تكاثروا بفيضان من زعيق وعمائم وجلابيب بغتة حد سد الافق امام الحلم-مجرد الحلم-بان يعيش العراق كباقي امم الارض..
وفي مثل هذه النكبات التي تأخذ الوفاق الوطني على حين غرة..والتي تصيب النسيج الاجتماعي في اعمق مرتكزاته هناك كثير من المبررات للتساؤل عن دلالية مفهوم الدولة في الممارسة الاعلامية والسياسية والخطابية للعديد من الفعاليات التي ترفع من شعار مدنية الدولة وديمقراطيتها, وان كانت هذه المتبنيات مجرد غطاء لتصفية حسابات سياسية او التسقيط اكثر ما تكون شعارا مبدئيا او عنوان للنضال.
نتفق في تشوش الافق في هذه الايام التي تتحول فيها الساحات الى بازار كبير من الصراخ والصفق تؤمه الوفود ويخرجون وكل منهم بما لديهم فرحون ,ولا نريد مصادرة النوايا, ولا ندعي وصاية على العقول , ولكنه التساؤل فقط عن التخريج –العقلي والنقلي- الذي ذهب اليه العديد من المثقفين الى ان هدف المنابر الضاجة هو اقامة دولة مدنية ديمقراطية, رغم الاستهداف المعلن للديمقراطية كـ" نظام الحادي جاهلي لا يصلح في بلد إسلامي يؤمن أبناؤه بالله وبوحدانيته ويتبعون رسول الله"كما يلقن القوم ويمسون عليه ويصبحون..وكيف استطاعت ناشطة نسوية بارزة مثل (هناء ادور) الاستدلال على مدنية التوجه وديمقراطيته وسط هذا الاعلاء البواح للخطاب الطائفي التحريضي الذي لا يرى في السيدة ادور وقومها الا مشروعا للقتل او دفع الجزية.
لا نلوم الجزيرة,فهي تعرف –كما نعرف-ما تريد, ولا نلوم الافواه الفاغرة امام هذا المدى من الخراب الذي يتأبط الافق ,ولا نستطيع ان نجادل من عسر عليه فهم أي الفسطاطين هو الاقرب الى الله, فنحن ايضا لا نعرف أي اسلام ذلك الذي يقصدون, أي اسلام ذلك الذي ينادوننا ويخوفوننا ويستلبون النوم من اعيننا به.
ولكننا نستطيع ان نوجه اللوم –بل الاتهام –الى المثقف الذي يجاهد بجلد يثير الاشفاق لاسقاط متبنياته ورؤاه –وحتى معاركه الخاسرة- على الضوضاء المبثوث في الارض علها تثير بعض الغبار المستل من الايام الضائعة من عمر الوطن.
فلا نشك ان السيدة ادور , وهي المدافعة عن حرية التعبير والمساواة والعدالة تعرف ان "الدولة المدنية الديمقراطية" تعني المرجعية المطلقة للقانون والدستور والمساواة التامة في المواطنة بين افراد الشعب, وحياديتها تجاه الاديان والمعتنقات وحمايتها لها,وهذا ما لا نستطيع تلمسه في الاستخدام المفرط للعامل الديني في إثارة الجماهير عاطفيا، وتحشيدها بدواعي المساس بالمقدسات استدرارا للمقبولية الشعبية العالية للمقدس والموروث, واللعب على كل التمايزات التي جعلها الله بين الناس للتعارف والتكامل والتراكم المعرفي الذي يعود بالمنفعة على البشرية ليتحول بيد الإنسان إلى أداة قتل ومعول هدم وتمزيق.
لا نجد هذه الثقة ولا الاريحية, في نعت مدنية وديمقراطية الاحتجاجات حتى في اكثر خطابات المنابر خلطا وتماديا في استخدام المصطلحات المجانية, بل لا نجده في كل الادبيات التي يتداولها المتأسلمون, فقط نجدها عند السيدة ادور,فلا يوجد مصطلح غائم ومضبب هذه الايام كالاسلام في افواه الدعاة, فتارة هو الاستجلاب السادي لكل مخزون وتراث القمع والارهاب الخنوع حتى لو ضرب منا الظهر واستلبت الكرامة وتارة الفوضى حتى اخمص القدم, وهو الخروج عن السلطان والطمع فيما يده في نفس الوقت, ولا تراودنا أي اوهام في ان الاسلام هنا-وفي هذه الحالة بالذات- ليس الا وسيلة آمنة وتغطية لممارسات لا تبغى الا تقويض بنية الدستور والقانون بحجة الأسلمة من خلال الالتفاف عليهما وتثوير الشارع تجاه اهداف عجز السياسيون عن تحقيقها بالوسائل والآليات الديمقراطية والدستورية.
إننا اليوم أمام مأزق معرفي حقيقي سبّبه تخاذل المثقف وتخليه عن دوره الطليعي الريادي تجاه ذيلية محبطة لتغول الخطاب الطائفي الاقصائي, والتحايل على تقنيات الوقوف على التل من خلال انتحال مواقف تتماهى مع تسليك سياسي اسلاموي متقاطع مع نواميس الديمقراطية وبديهياتها.
وما نحتاجه فعليا هو وقفة مع النفس لتعرف كيف يمكنها الوصول للحقيقة، ومن ثم التحرك على أساسها. وأن نخرج أنفسنا من سجون الذات والقبيلة والمذهب والحزب إلى فضاء الوطن الذي يسع الجميع, وان لا نستثمر هذه المنعطفات التي تمس مستقبل الوطن وسلامه وامنه في تحقيق مكاسب لحظوية غير مجدية,ومحاربة التسلط والفساد لا تكون بفساد آخر، ومواجهة التفرد لن تكون باستبدال الكتب المصفرة العتيقة باخرى, وبالتاكيد ان هذه ليست مسؤولية المثقف.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمائم ملونة..افق كالح
- الشعار..بين الواقعية والتلفيق
- نأمل بالحب..
- اسرائيل العدو..اسرائيل الصديق
- ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف
- الكلمة..مسؤولية
- حادث متوقع..تصرف متعجل
- انتخابات جديدة..وعود قديمة
- حرب الاصفار
- مدينة على شفا قطرات من مطر
- القانون فوق الجميع..القانون للجميع
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مأزق المثقف تحت ظلال المنابر