أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟















المزيد.....

انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 13:05
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لقد أصبح ملحوظا، في السنين القليلة الأخيرة، سقوط مؤامرات الصمت والتستر وعدم مواجهة ظواهر التحرش وحقائق الاغتصاب المؤلمة، وزوال الكثير من طابوهات أوهام وضلالات الطابوهات التي عانت منها الشعوب المغاربية والعربية والإسلامية خلال قرون من الزمن، والتي ظن الكثير أنها اختفت نهائيا كما هو الحال، في الدول الغربية بفضل وعي نضالات فاعليات جمعياتها المدنية الكثيرة، والمتنوعة. لكن، وللأسف الشديد، مازالت تلك الظواهر متحكمة في عوالمنا العربية والمغاربية والإسلامية، وتشكل عصب الأحداث والقصص والأخبار التي تمر على مجتمعاتها مر الكرام، دون أن تثير فيهم أقل اهتمام أو تساؤل لكثرتها، فبالأحرى أن تكون شرارة ودافعا للثورة ضدها، خاصة حينما يتعلق الأمر بقصص وأخبار حوادث اغتصاب الإناث، الذي يعد الانتهاك الأكثر خزياً وانتهاكاً لحقوق الإنسان، والأفظع والأشد ضيما واحتقارا للنساء اللواتي أوصى نبينا الكريم بالرفق بهن في حديثه "رفقا بالقوارير".
ربما يقول قائل أن ذلك ليس حكراً على المغرب وباقي البلدان العربية والإسلامية وحدها، بل هو شائع ومنتشر في أصقاع أخرى غيرها من العالم، والكثير من البلدان التي هي أيضا في ذلك الهم سواء. لكن واقع حال عالمنا وأحواله، تكذب ذلك الادعاء، حيث لا نكاد تضميد الجراح النفسية والوجدانية التي تخلفها فاجعة اغتصاب فتاة أو امرأة وانتحار أخرى بسبب الظلم و"الحقرة"، حتى تنزل عليهنا كالصاعقة فواجع أخرى تذهب ضحيتها فتيات أخريات لم يجدن وليا ولا نصيرا، أمثال للاتهم حليم، والسعدية جلون، وفتيحة التي قتلت مغتصبها دفاعا عن شرفها، وفاطمة مربوع، فتاة قاصر من ورزازات ذات السبعة عشر سنة، التي تعرضت للاغتصاب من طرف شخصين، فحاولت الانتحار خوفا من الفضيحة، وأمينة الفيلالي التي أرغمت على الزواج من مغتصبها بمقتضى المادة 475 -غير رادع-، والتي تسمح للمغتصِب بالزواج من ضحيته تجنباً للملاحقة القانونية على حساب الضحية، مما يثني النساء المعنفات والمغتصبات عن التقدم ببلاغات ضد مغتصبيهن والمتحرشين بهن، فلا تجد المغتصبة –مع ذات القانون- من وسيلة للهروب من واقعها، وأداة للتعبير عن سخطها على المجتمع الذي لم يحسن حمايتها ولم يسن قوانين تصون كرامتها، إلا الانتحار المشرف، كملاذ للخلاص من معاناتها المزدوجة.
لم أكن أتصور البتة، أن يصل عدد حالاته الانتحار في العالم إلى مئات الآلاف، حيث يموت كل عام 873 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة، بمعدل منتحر في كل 40 ثانية، لأسباب مختلفة، وتبقى "الحقرة" والعنف، على رأس كل تلك الدوافع، حيث بلغ عدد المعنفات بالمغرب حسب تقرير عرضته "شبكة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة"، إلى ما يزيد عن 15111 امرأة خلال سنتي 2010 و2011 وسجل 72 حالة اغتصاب ضمن العنف الجنسي، و46 حالة تحرش جنسي، و21 حالة اغتصاب قاصر، و4 حالات زنا المحارم، و117 حالة اغتصاب زوجي، و19 محاولة اغتصاب، و3 حالات تغرير بقاصر، وسجل نفس التقرير أن هذا العنف شمل كل المدن المغربية، بدءاً من الدار البيضاء التي تصدرت لائحة المُعَنَفات بـ 1315 حالة، واحتلت كلميم المرتبة الأخيرة بـ 71 حالة، وتوزع الباقي على بني ملال، الرباط، ورزازات، تمارة، مراكش، سلا، الفقيه بن صالح، العرائش، المحمدية، وطنجة، وفاس وغيرها من المدن.
فإذا كانت كل هذه المعطيات والبيانات حول ما مورس ويمارس من عنف واغتصاب على المغربيات ضحايا المآسي الهمجية، والعشوائية المنفلتة المؤلمة، التي تقض المضاجع، وتعكر الصفو والسلام، حتى أصبح من المستحيل السيطرة عليها، لاتخاذها أبعاداً متنوعة وخطيرة، في غياب تطبيق القانون بالصرامة اللازمة لمواجهة همجية الجرائم، خاصة في بعض التجمعات الفقيرة، وإذا كانت كل هذه الظواهر التي يرفضها كل المغاربة، والتي لا تتوقف الصحف المكتوبة، والجرائد الالكترونية عن نشرها يوميا، لا تكفي للفت أنظار القائمين على الأمور، ولا تتمكن من وضعهم أمام مسؤولياتهم الجسيمة، فلنا أن نتخيل ما سيكون عليه حال المرأة والفتاة المغربية في الأعوام القادمة إذا استمرت الانتهاكات المتوالية على النساء، وغضت الحكومة الطرف على ازدياد وتيرة العنف المهولة ضدهن، بكافة أبعاده الجسدية، الجنسية، والنفسية، والاجتماعية، والقانونية، الاقتصادية، والتي لم تسن لها العقوبات الرادعة، كما في حالة فاطمة مربوع التي لم ينصفها حكم المحكمة الابتدائية بسنتين فقط، على الشخصين اللذين نشبا أظفارهما في عودها الغض، ومارسا عليها كل أنواع الفض وسرقة الجسد وإهانة النفسية، واللذان تمت تبرِئتهما في المرحلة الاستئناف.
فلا يُعقل أبداً أن تظل الأنثى "المغتَصَبة" في عالمنا العربي والإسلامي دائما هي الضحية والمجرم في نفس الوقت، فلطال ما لام الناس الضحية على أنها السبب، وتعاملوا معها بما يندى له الجبين، ويُخالف الفضائل والمبادئ الدينية، والتقاليد والأخلاقيات والقوانين الوضعية، إذ بدلاً، من محاسبة ومعاقبة المغتصب والمتحرش، الذي نصت الكثير من آي القرآن، ونصوص الحديث النبوية على إنزال أشد العقوبات عليه، والرأفة بالضحية المستباح جسدها.
فإذا أريد الإطاحَة بهذا الظلم، وهذه الكظلمة، التي لا ترسم صورة حضارية عن الإسلام بسبب الجهلة والمتحجرين الذين يتصرفون وفق العادات المتخلفة، أو التقاليد البائدة، و الاعراف الخائبة المخالف للإسلام..
وأمام الصمت الحكومي تجاه تكرار الاغتصاب واتساع جرائم الاعتداءات المتنوعة على الحرمة الجسدية والنفسية والجنسية للنساء، وإلحاق الأذى والضرر المتفاوت بهن والذي يدفع بالكثير منهن إلى الانتحار، تأمل المنظمات والجمعيات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة، في ردة فعل سياسية مؤسساتية حكومية وبرلمانية ضمن خطة إستراتيجية ذات أبعاد قريبة ومتوسطة وبعيد المدى، تحقق العادلة الناجعة بسن قوانين رادعة تكون في صالح "الأنثى" لتحميها، وتقضي على ظاهرة الاغتصاب والعنف، وحتى مجرد التحرش بالنساء، على غرار ما تستعد وزيرة " شؤون المرأة" في حكومة هولند الفرنسية الجديدة، نجاة فالود بلاكمي -المغربية الأصل- لإصدار قانون ضد التحرش ينص على تجريمه كجناية يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلى عامين، وغرامة تصل إلى 37 ألف دولار وليس كجنحة فقط.
وفي انتظار ذلك عندنا، ما على النساء المغربيات ونظيراتهن العربيات إلا أن يغبطن النساء الفرنسيات على اهتمام حكومتهن بشؤونهن، لأن الحكومة المغربية مازالت مشغولة عن التفكير في المرأة وسن القوانين الرادعة، التي تحول دون تكرار ما جرى و يجرى من استباحة جسد المرأة وجنسها، بالاغتصاب أو بزواج القاصرات، ما سيجعل انتظارها سيطول لسنوات عديدة ريتما تتخذ الحكومة والبرلمان بعض إجراءات الإعداد لقوانين إطار مناهضة للعنف ضد النساء، بمنهجية تشاركية مع المعنيين وضمنهم المنظمات النسائية.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- تفريخ الأحزاب بمغرب اليوم أية آفاق!
- ما الذي يخيف الظلاميين في الحب وفي عيده؟؟
- رد على تعليق
- أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.
- هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارس ...
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان
- الزعامة أو الرئاسة؟
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟