التحرش الجنسي

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 12:07
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    

مقدمــــــــــــــــــــــــة
نتذكر باعتزاز بمناسبة يوم المرأة العالمي الرعيل الاول من النساء في كل العالم و منهن العراقيات وهنا اذكر الراحلة الكبيرة نزيهة الدليمي والمناضلة سعاد خيري اللتان يكيفهما فخرا انهما كن من العراق و في ذلك الوقت الصعب و تطوعن للعمل النسائي و السياسي...ومعهن كل المناضلات العراقيات... وأذكر هنا باعتزاز الشهيدات رجاء كاظم و عميدة الخميسي من زميلاتي في كلية الزراعة /ابو غريب والراحلة ليلى محمد/منى علي ووالدتها (خالتي قدرية/ام قيس)(تحببا اطلقت عليها خالتي ...واتذكر بفخر و اعتزاز والدتي(بدرية) والتي اهديتها و خالتي ام قيس الكلمات المموسقه التالية:وهي بعنوان: يُمــــه...الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=249496
واتذكر باعتزاز كبيراخواتي اللائي عشن ظروف صعبه بعد عام 1978 واختفاء اخوتي و اتذكر بفخر واعتزاز زوجتي ام الحيدرين المهندسة الكيمياوية وعد الجواد التي وقفت معي مواقف كبيره حمتني فيها و ساعدتني على تجاوز الصعاب والمخاطر و القلق و اهدتني الحيدرين بدل اخوتي كما قالت لأمي يوماً لتكفكف دموعها على اولادها... و تحية للمناضلة نوال السعداوي وكل المناضلات...اتمنى ان يذكر كل مساهم هنا من يعرفهن من المناضلات.
الموضوع:
التحرش الجنسي من اسمه تعني الجنس وتشمل كل الكائنات الحية بما فيها النباتات(تتعرض النباتات للتحرش من نباتات اخرى والبعض منها يتعرض للاغتصاب مصحوب العنف عندما تهاجم مياسمها حبوب طلع غريبه البعض يمكن ان ينتج عن ذلك ابناء غير شرعيين كنباتات جديده...وحتى تتعرض للتحرش الجنسي من الانسان من خلال التغزل بها او الاقتراب منها لشم عطرها او حتى ممارسة الجنس تحت ظلالها...وهناك صور اخرى يمكن ان يستنبطها الاخرين بنفس الاتجاه).
يتعرض لها(التحرش الجنسي) او يمارسها الكائن الحي من كلا الجنسين وهي اقدم اعتداء ربما بداء مع ظهور الانسان ...حتى مغازلة آدم لحواء او اغراء حواء لأدم كانت من ضمن التحرش الجنسي
هذه الحالة او الظاهرة او من يطلق عليها من دون وجه حق بالجريمة منتشرة ربما اكثر من الحُب و بالذات عند البشر ...تجدها في كل المجتمعات في كل الدول المتقدمة او النامية او المتخلفة...في الريف او المدينة و في اصغر وحده اجتماعية هي العائلة.
لكنها في اماكن تكون هادئة انيقة او بصوت خافت لا يلفت الانظار في الغالب لكنها تنطلق احيانا...و في بلدان تكون صارخة حادة قوية عنيفة تستل لأجلها السيوف و تسيل لأجلها الدماء
في اماكن يكون باللطف وبالاتفاق احيانا و قد يصاحبه العنف و لكن هناك اي في مكان اخر بقوه وعنف و تحايل و اغراء و اجبار و اضطهاد وضغط واهانه و تحقير
البعض عزاه الى الاقتصاد لكننا نرى ميسور ربما بدرجة ملياردير او مليونير يتحرش بفقيرة او فقير...وهذا منتشر في ارجاء المعمورة والخليج فيه الكثير
البعض ادخل الدين في التحرش ولكننا نجده اي التحرش يحدث في الجوامع والكنائس او الأديرة والحسينيات وحتى في رحاب الاماكن المقدسة وفي المواسم الدينية
البعض حدده من الذكور باتجاه النساء ولكننا نجد ان الطرفين يمارسونه بشتى السبل وما اغراء حواء لآدم الى بداية التحرش واهتمام المرأة بمكياجها واناقتها و تعطرها الا شكل من اشكال التحرش الجنسي بنا نحن الضعفاء المساكين.
البعض ادخل الوراثة فيه لكننا نجد انه يحصل حتى بين افراد العائلة الواحدة وقصص تحرش الاباء بأبناهم وبناتهم عديده او تحرش الاخ بأخته او اخوه او امه.
ربطة البعض بالمستوى الثقافي لكننا نرى ان مثقفين عالميين على عصور التاريخ مارسوه واليوم نجد البعض منهم و بكل المستويات والاخبار تصل للجميع
ربطه البعض بالكبت لكننا نراه حتى بين المنحلين اجتماعيا او عائليا وحتى في بيوت الدعارة
ربطه البعض بالسياسة لكننا نجده في البيت الابيض و مكتب الرئيس الإسرائيلي السابق تكساف وفي مقرات الحكومة وبين اعضاء الحكومة وما فضيحة احد السياسيين الفرنسيين بتحرشه مع وزيرة سابقه او تحرش مدير البنك الدولي بالعاملة في احد فنادق نيويورك و فضيحة وزير العلوم الايراني الأخيرة والفضائح الجارية في العراق.
البعض ربطه بمستوى التعليم لكننا نجده يحصل في كل المدارس بكل مراحلها و منها الجامعات في العالم...المختلطة او غير المختلطة وحتى في رياض الاطفال
البعض ربطه بالعمر و لكننا نجده في كل الاعمار و يمارس من كل الاعمار باتجاه كل الاعمار
ربطه البعض بالمخدرات وحبوب الهلوسه والخمر لكننا نجده حتى عند من لا يتعاطى المخدرات والمسكرات
البعض يربطه بالعمل او المهنة او الانحدار الاجتماعي لكننا نراه من الرجال والنساء على حدٍ سواء و حتى من العاملين في المهن الانسانية مثل الاطباء و مرضاهم وبالعكس وحتى بعض اطباء النفس!!!! يمارسونه مع مرضاهم او غيرهم او مع انفسهم.
البعض ربطه بوجود شخص اخر لكننا سمعنا و قرأنا عن تحرش جنسي بين حيوان وانسان او بين الانسان و نفسه من خلال العادة السرية
البعض ربطه بالاتصال و القرب و الاحتكاك لكننا نجده بين الشعوب البعيدة وعبر الانترنيت.
البعض يعتبره تصرف غير لائق لكن البعض يعتبر بعضه تشجيع و مدح و تعبير عن اعجاب من خلال الكلام او النظرات او الاشارات.
التحرش الجنسي اكثر عملية او تصرف يجري او جرى وربما يعادل عملية التدخين او شرب الخمر يوميا والثلاثة فيها الارتياح والتلذذ والنشوة والعنف على النفس و الغير سواء كان الشخص او المجتمع.
التحرش يُمارس يوميا في كل بقعه من الارض و في كل دائرة و مدرسه و ملعب و نادي و دار عباده و مؤسسة دوليه او اقليمية او وطنية و من كل المستويات صعوداً للرئيس و نزولاً للمتسول من الجنسين
لذلك هو جزء من الحياة اليومية للكائنات الحية لا يخضع للضوابط و لا تحده حدود و لا يمكن السيطرة علية او منعه...وفي ذلك هو يشبه الهواء و عملية التنفس حتى تمنعه يجب ان تقتل المتنفس لكن منعك هذا باتجاه شخص واحد لأنك انت ايضا تتنفس.
التحرش مثل التنفس و شرب الماء و الاكل و العمل... مارسه كل انسان ويمارسه.
لا يمكن منعه لكن يمكن تنظيمه او تلطيفه ان صح القول....
حاولت الاديان قبل القوانين الوضعية محاربته ففشلت حاولت تنظيمه ففشلت ابتدعت وبالذات الاسلام طرق كثيره في محاولة للسيطرة عليه لكن دون جدوى(تعدد الزوجات او تنوع الزواج)حتى وضعوا لكل حالة نوع من الزواج لكن كلها تبدء بالتحرش الجنسي
حاولوا منعه في الحجاب و النقاب لكنهم فشلوا لانهم فكروا بطرف واحد هي المرأة و تركوا الرجل الذي يقوم بكل ما تقوم به المرأة من إظهاره للإثارة بالملبس و ابراز المفاتن الذكورية والعطور و التأنق و الكلام المعسول و الاغراء و الترغيب و استخدام المال و الوعود والتَصَّنُعْ.
حاولوا الفصل بين الرجل و المرأة لترتفع حدة اللواط والسحاق..وحتى عندما عزلوا الاشخاص (نساء و رجال) ارتفع التلذذ بالعادة السرية.
النتيجة التحرش الجنسي حالة طبيعية حياتية تخرج من العقل و الخيال الواسع ليدخل اعماق...مشكلته انه صعب التنظيم لان العقل و الخيال غير متساوي عند البشر و لا يمكن وضع صيغة واحده تحاكي التحرش الجنسي سوى القبول به او الاستمرار بالحد من خطورته
اشد العقوبات وهي الاعدام لم تمنع او تحد من جرائم القتل او التزوير او الاغتصاب او التجسس او الهروب من ساحات المعارك عندما تحدث.
لذلك كل رادع غير انساني تنظيمي لا يمكن ان يمنع التحرش وبالذات عند البلدان مثل البلدان العربية التي يكون نتيجته دماء و عداوات ولذلك فهو يحتاج الى شهود اثبات لن تجدهم عندما يحين وقت الحساب لأنهم يحسبون للعواقب.
اخرج البعض و نشر جداول لتسلسل المجتمعات والدول حسب التحرش الجنسي و جميعها غير دقيقة لأنها تصدر من دوائر تُثار عليها علامات استفهام كثيره حقيقية او غير حقيقية و لأنها تصدر من مستويات ثقافية او سياسية تختلف مع مستويات الشريحة التي تدرسها و بالذات في البلدان العربية والاسلامية حيث ينتشر الكذب و التشوية والمبالغة وغيرها.
س4: ما هو دورنا في حماية المرأة من تلك الانتهاكات التي فاقت جميع التصورات و التي اصبح الرجل وكأنه العدو اللدود للمرأة و كيف يفترض أن تكون ردود افعالنا لمعالجة هذه الظاهرة؟
ج4: هذا سؤال يمكن تجزئته
ما هو دورنا في حماية المرأة؟
الجواب على هذا الجزء...دورنا ان نعترف لها بحقها علينا كأشخاص...فهي من نشعر برائحتها لأننا عشنا او تكونا في رحمها و تبادلنا الغذاء المشترك والتوزيع العادل له و ربما الغير عادل لأنها كانت تؤّمن لنا احتياجاتنا اولا قبل احتياجات جسمها ثم هي من تألمت وصرخت صرخة الطلق المدوية معلنه خروجنا للحياة اي انها تألمت في سبيلنا
وهي من تسرع لنا عندما نبكي لتتعرف على الاسباب و تتفحصنا ونحن غير قادرين على الشكوى وهي من ساعدتنا على الحركة وهي من كانت و لا تزال حريصة على نظافتنا و تقديمنا امام الغير بأزكى الرائحة و لولاها لقتلتنا فضلاتنا
وهي من علمتنا نطق اول الحروف لذلك علينا ان لا ننطق حرف مسيء لها وهي من ساندتنا و ساعدتنا على الوقوف وهو بداية مواجهة الحياة فعلينا ان لا نمنع عنها الحياة و هي من علمتنا ان نرتدي ملابسنا و نغسل وجوهنا وايديا وان نتناول طعامنا بأنفسنا واشياء كثيرة اخرى
لذلك لا يحق لنا عندما نريد ان نكون بشر ان نسيء لها او ننتقص منها...سُنة الحياة تقول ان الطلاب سيكونون في الغالب احسن من معلميهم لأن المعلم يبقى معلم ولكن الطلاب من يكون طبيب او مهندس او عالم في مجال معين لكن لا يوجد احد منهم من الرجال من يتفوق على المعلم الاول الام لا بقوتها و لا برجاحة عقلها و لا بذكائها و فطنتها و لا بصبرها و لا بعملها...لذلك على الرجل ان يمشي خلف المرأة وان يقدمها على نفسة و يعترف بفضلها كما يعترف للمعلم بالفضل وهذا يتأتآ من الاعتراف بإمكانياتها الهائلة...ومن ينكر ذلك هو مريض يجب ان يُعالج وربما يحتاج في النهاية الى الكي ليستفيق.
اذن لا يمكن ان يكون هناك رجل يحترم نفسة وتاريخه وعلمه وحياته واصله لا يحترم المرأة ويقر لها بكامل حقوقها التي ربما تتفوق على حقوقه لان الواجبات التي قدمتها و تقدمها اكبر بكثير من الرجل لذلك فحقوقها يجب ان تكون اكبر. وكلٌ حسب عمله.
كل هذا واضح لكن ما العمل للوصول اليه...انه بسيط جداً و لا يحتاج الا الى خلوه بسيطة مع النفس يعيد فيها الرجل مسيرة حياته ويتذكر انه احتاج المرأة و ركض اليها مستنجداً متوسلاً فأنجدته سواء والدته او اخته او حبيبته او زوجته...وان يكون شجاع ليعترف لها بحقها و لا يدع قدرته على ظلم الناس تظلمه. و ليُجرب اي رجل للقيام بدور المرأة يوم واحد ليجد الفرق بينه و بينها بين خبثه و نفاقه و جبنه و تخلفه و بين حبها و صبرها و تضحيتها و عقلها الراجح الذي يوان بين الواجب و الحق و العاطفة و الصب و القسوة...وبين عقله الفارغ او المملوء بالغيرة منها و الظلم والكذب و الاختلال في معرفة الحق من الباطل.
من هنا البداية ومن يقوم بذلك على اكمل وجه هي المرأة نفسها بأن تطلب من الرضيع وباستمرار اجورها عن كل عمل تقوم به اتجاهه و تذكره بذلك كل حين وهذا الاجر هو الشكر و العرفان وان تُعلمه ان لا يظلم و لا يتكبر و ان يتعظ من تجارب الغير و يعامل الغير بالإحسان والمحبة ليعيش حياة هانئة هادئة جميله هو و من معه.
ولا يتباهى بفحولته التي تُقربه من الحيوان وقتها في حين يجد المرأة لحظتها تلك الرحيمة الرقيقة...فلا يمكن من يتلذذ بالحيونه(من حيوان) ان يكون اكثر عدلاً و انصاف و رجاحة عقل مِنْ مَن يتلذذ بالفرح والسعادة.
عندها ستُنْتَجْ اجيال تحترم العمل ومن هنا تحترم المرأة...
القوانين في مجتمعاتنا توضع بشكل غير واضح و لا يطلع عليها العامة لانهم ببساطة اميون لذلك يتبعون الغاوون من كبار السن ورجال الدين والعشيرة... وهذه القوانين في اول هزه يتعرض لها الحاكم يقوم بإلغائها او تجميدها فلا يُعّول عليها
ومن يطلع على الدساتير في كل البلدان التي تحتقر المرأة يجدها تحمل الكثير من الجيد الجامد او المركون لا يستعمل و لا ينفذ... علية القانون الوحيد هو ما ينغرس في عقل الطفل و تفكيره و ليس على الورق.
التشريع الوجيد الذي يمكن ان يُعَّول علية هو انصافها اقتصادياً كأن يكون لها أجر عن خدمتها في البيت اذا لم تكن تعمل و ان تحدد لها ساعات عمل تستفيد منها في التقاعد عندها تجد ان العناترة(الرجال) يتوسلون و يقدمون التنازلات لها
كذلك قانون تكفل الدولة بموجبه السكن لها و لا طفالها عند الخلاف مع زوجها عندها تجد الزوجة ان هناك من يقف معها عندما لا تتحمل ظلم الزوج او العائلة...كثيرا ما نسمع ان المرأة الفلانية (زعلانة)من زوجها ولجأت الى اهلها الذين يفتخرون بانهم اجبروها على الاعتذار للمعتدي و العودة معه الى سجنه ليغلقوا امامها اي فرصة للاستنجاد بهم مستقبلاً وهذا الموقف من الاهل أسبابه انهم لا يتحملون مصاريفها و مصاريف اطفالها.
اتمنى ان تُربط كل الزيات في اجور الرجال بعدد النساء في عائلته ...يُحرم منها عندما يسء معاملتهن...على ان لا يعني ذلك تعدد الزوجات مطلقاً.
يجب النضال من اجل اقرار حقوقها الاقتصادية التي ستكون المدخل لإنصافها واحترامها .اليكم الروابط التالية فيها بعض الاجابات
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=345427
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=297609
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=299464

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات