أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نشوى محمد عبد الحميد - فجوة الثقة فى القرارات الرئاسية .. لماذا تستفز شعبك ؟!














المزيد.....

فجوة الثقة فى القرارات الرئاسية .. لماذا تستفز شعبك ؟!


نشوى محمد عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 23:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في مبادئ العلوم السياسية،، أى قرار يصدر من المؤسسة الرئاسية لابد أن يكون مدروس الجوانب والأبعاد والنتائج وإلا سيقع صانع القرار في الكثير من المشاكل والأخطاء فخطواته محسوبة ومتربصة من المعارضة والمواطنين على حد سواء طوال فتره حكمه.

على أرض الواقع المصري، يتضح وبشده أن هناك لبث وعدم فهم من قبل مؤسسة الرئاسة بين طريقة "صنع" القرار وطريقة "سلق" القرار، ومن هنا يسلط هذا المقال الضوء على عملية التخبط والضبابية في صنع القرار المصري وخاصةً بعد إنتشار العديد من المشكلات فى مؤسسة الرئاسة فى ظل إدارة الرئيس محمد مرسى.

بدأت قصة ضبابية صنع القرار وفجوة الثقة في القرارات الرئاسية بتراجع الرئيس محمد مرسي عن قراراته والتي تكررت غير مره بحيث أصبحت سمة مميزة للرئيس، بدايتها في أول 8 أيام قضاها الرئيس بعد توليه مباشرة حينما أعلن عوده مجلس الشعب المنحل مما أشعل الصراع بين مؤسستى القضاء والرئاسة، ليعلن الرئيس بعدها تراجعه عن القرار مؤكدا احترامه الكامل للقضاء.

ومن بعدها زادت موجه التخبط أكثر فأكثر فمن القرارات التي تم الرجوع فيها كذلك، تعيين المستشار عبد المجيد محمود سفيرا لمصر فى دولة الفاتيكان والذي تراجع فيه الرئيس، ولم تقف الضبابية عند هذا الحد بل اتضحت أكثر حينما أصدر الرئيس يوم 21 نوفمبر على لسان متحدثه الرسمى ياسر على إعلاناً دستورياً، ألغاه يوم 8 ديسمبر على لسان الدكتور محمد سليم العوا، بإعلان دستورى جديد تنص أولى مواده على إلغاء السابق ولكن هذا التراجع تم بعد بحور دماء سالت فى عدد من الميادين وبعد حالة تقسيم رهيبة يعانيها المصريون منذ هذا الإعلان، ولم يكن الإعلان الجديد آخر خطوات التراجع للرئيس، فبعد 24 ساعة تراجع للمرة الرابعة، لكن هذه المرة عن قرارات تتعلق برفع الضريبة على عدد من السلع؛ حيث أعلن الرئيس التراجع عن التنفيذ لحين إجراء حوار مجتمعى حول الزيادات المقررة.

إستمراراً لمسلسل التخبط دعى الرئيس مرسي الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب وسط خلافات ومشاحنات وإراقة دماء على مستوى البلاد، على أن تتم الإنتخابات على على أربع مراحل، تبدأ المرحلة الأولى منها يومي السبت والأحد 27 و28 إبريل، والإعادة لهذه المرحلة يومي 4 و5 مايو المقبل. ولأن القرار بالطبع غير مدروس تزامنت هذه المواعيد، مع أعياد تحتفل بها الطوائف المسيحية الثلاث في مصر (أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين) وهي : بداية أسبوع الآلام السبت 27 إبريل، وأحد الشعانين الأحد 28 إبريل، وسبت النور السبت 4 مايو، وعيد القيامة الأحد 5 مايو. وكالعاده تم التراجع وتعديل القرار بعد مطالب الأقباط بتعديل موعد إجراء الإنتخابات بإصدر قرار رقم 148 لسنة 2013م بتعديل مواعيد المراحل المختلفة بما يضمن مشاركة المواطنين . من جهة أخرى، إنتقدت العديد من القوي المجتمعية لهذه الدعوة لأن توقيتها يأتي وهناك إراقة لدماء المصريين وما تشهده مدن القناة، والعديد من المحافظات من دعوات للعصيان المدني.

من هنا نستنتج أن التخبط في صنع القرات الرئاسية ليس له إلا معنى واحد فقط، أن مثل هذه القرارت لم تخرج من مؤسسة متكاملة ولا من مؤسسة احترافية قامت على موازنة الآراء وحساب مردودات كل خطوة، وإنما خرجت بحسابات وبفكر أحادى وهذا الفكر لا يتوفر فيه الدقة في صنع القرار لدرجة أنه أصدر قرارات غير مدروسة ولم يحسب لها النتائج والمردودات المحتملة بدقة.

فكل قرار يصدره صانع القرار في مصر وخاصةً بعد الثورة محسوباً عليه، فقرار واحد من مؤسسة الرئاسة كما تدعى ذلك قد ينتهى إلى دوامة عنف وحرائق سياسية ومجتمعية واسعة، ولسنا في منأى عن ذلك فلقد شهدته مدن القناة بالفعل ومازالت تعانى منه بعد فرض حالة الطوارئ وحظر التجول عليها ودعت لعصيان مدنى يؤثر بالسلب على المنظومة الاقتصادية.

ومن الناحية العملية، التراجع في هذه القرارت الغير مدروسة النتائج أظهر صانعها بمظهر الضعف الشديد، فبدا الأمر كهزيمة للجماعة ومجمل الإسلاميين، على نحو يهدد قاعده الرئيس الانتخابية التي يدافع بها عن نفسه في كل لقاء أو خطاب أو حوار صحفي، فلقد أصبح الرجوع في القرارات سمه مميزة للرئيس وبإستمرار هذا التخبط في صنع القرارات يصدم الرئيس والجماعة صدام لا محالة له بموقف قد يكون شبيها بموقف الرئيس السابق مبارك يوم 11 فبراير 2011، فما يحدث على الساحة السياسية الآن نتيجة لتخبط القرارات الرئاسية، ومن الواضح أن كرة ثلج جديدة في طريقها للتكوين والتي تكونت من كم الغضب والإستفزاز الذي يقوم به الرئيس وجماعة الأخوان المسلمين والذي يقفز بالبلاد قفزة بعيدة نحو المجهول ويضعها في موضع أكثر خطرا.
وحتى عندما يصدر الرئيس قراراً ويرجع فيه لا يقدم وجهة نظر أويطرح رؤية بديلة إنما يقوم بذلك بعد إنقلاب المواطنين والقوى السياسية علي نتائج هذا القرار السلبية، وحتى الإعتذار عن إصدار هذه القرارت لا تقدمه الرئاسة فقط إما التبرير أو السخرية من القوى المتحدثة بإسم الجماعة المؤيدة للرئيس أو للمرشد بمعنى أكثر دقة.

من هنا، فالمطلوب من رئيس الجمهورية إلا يتمادي في إستفزاز الشعب المصري أكثر من ذلك، ويدرس توابع ونتائج أى قرارت يصدرها فهى محسوبة عليه، ولتصمت الجماعة ومن يتحدث منها فهى تزيد الطين بله ولا تقدم حلولاً بل تزيد النار إشتعال، فيكفي كم التخبط والضبابية في صنع القرار السياسي من مؤسسة الرئاسة، والذي نتج عنه فجوة ثقة بين الحاكم والمحكومين في مصر.



#نشوى_محمد_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المهددة الأركان ... مصر تسير على خطي الدولة الفاشلة ! ...
- البنك الدولى والازمة المالية العالمية
- دور المرأة فى البرلمان اليمنى والكنيست الاسرائيلى 1990 - 200 ...
- يا ثورة ...... ما تمت
- رؤية شخصية لدستور مصر مابعد الثورة 25 يناير 2011 م
- الديمقراطية الرقمية وعلاقاتها بالديمقراطية التشاورية بالتطبي ...
- رأس المال الاخلاقى وثورة 25 يناير2011 م


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نشوى محمد عبد الحميد - فجوة الثقة فى القرارات الرئاسية .. لماذا تستفز شعبك ؟!