أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الغشاشون














المزيد.....

الغشاشون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


مشكلتنا ليست مع أولئك الذين نقول عنهم بأنهم مجانين بل مشكلتنا مع الذين يدعون بأنهم عقلاء.. مشكلتنا ليست مع الذين نقول عنهم بأنهم كفارٌ بل مشكلتنا مع أولئك الذين نقول عنهم بأنهم مسلمون ومشكلتنا ليست مع أولئك الذين يبيعوننا بضاعة محرمة علينا دوليا ودينيا بل مع أولئك الذين يبيعوننا بضاعة محللة دينيا ودوليا ولا غبارَ عليها,ومشكلتنا ليست مع أولئك الذين يظهر عليهم طوال النهار بأنهم ثملين وسكرانين بل مشكلتنا مع(الصاحيين) ليلا ونهارا,وسلوك السكرانين في المجتمع ومعاملتهم مع الناس هي أطيب طعما ورائحة من معاملة(الصاحيين) ليلا ونهارا,والتعامل مع المجانين أفضل وأقل ضررا من تعاملنا مع العقلاء,ومشكلتنا ليست مع أولئك الذين يعترفون بأنهم غشونا بل مشكلتنا مع أولئك الذين ينكرون أنهم خداعون وكذابون وغشاشون.

سمعتُ مرة من أن رجلا كان يطوف في أرجاء مدينتنا ليبيع زيتاً مغشوشا للناس إذ كان يخلطه ببعض أنواع الزيوت النباتية الأقل سعرا من زيت الزيتون الأصلي والنقي 100%,وكانت لهذا التاجر لحية طويلة ومتدلية جدا,وكان الناس يستحلفونه:أقسم أو احلف على عيونك- وليس على أولادك- يا رجل بأن هذا الزيت هو زيت زيتون أصلي100% ,فكان الخبيث يضع يده على عيونه وتكون يده مشبعة بزيت الزيتون الأصلي خلافا لِما يبيعه للناس فيمسح عيونه بزيت الزيتون لكي يكون صادقا بيمينه ويقسم بالله قائلا :(والله على عيوني زيت زيتون) وهو يقصد الزيت الذي على عيونه فقط لا غير وهذا اليمين والقسَم لا يشمل عبوات الزيت المغشوشة أي المخلوطة بزيت الذرة التي في سيارته,وكان الناس كلهم بسطاء يصدقونه كونه يضع يده على عيونه ويحلف بحياة عيونه...إلخ,وكان في نفس الوقت تاجرٌ مسيحي بنفس المدينة يبيع في متجره بعض أنواع الخمور وأغلب الناس تشهد بأنه خلال ربع قرنٍ لم يشترِ منه أحد أي بضاعة مغشوشة علما بأن المستهلك لبضاعته أغلبهم من المسلمين وبضاعته في الدين الإسلامي محرمة غير أن صاحبها لا يغشُ فيها أبدا,ولم تسجل عليه طوال تلك السنين أي نقطة غش ومكر وخداع للناس.

ومما يحزننا جميعنا هو أن حكامنا العرب أيضا هم من يغشونا ويتهمون الاستعمار والغرب بأنهم يغشونا,ومؤسساتنا الحاكمة هي التي تخدعنا وليس الغرب,وكل أصحاب الديانات الأخرى لا يساهمون في غشنا وخداعنا ولكن من يساهم في ذلك هم المؤسسات العربية المنتشرة هنا وهناك,ونحن اعتدنا أن نعلق أخطاءنا على شماعة الآخرين فنتهم إسرائيل بأنها هي سبب تخلفنا علما أننا متخلفون فعلا من دار أبونا وليس من دار من نصفهم بأنهم كفار ومحرمة عليهم رائحة الجنة.

ومما يدمي القلب هو أن مشكلتنا في الغش الذي نسميه شطارة ليست مع التجار الذين يتاجرون ببضائع ومأكولات محرمة بل مشكلتنا مع التُجار الذين يبيعوننا مأكولات ومشروبات محللة في ديننا الإسلامي وبنفس الوقت مغشوشة بشطارة..تُجارُ الخمور والحشيشة وتُجار الدخان بكل أصنافه وألوانه وتُجار كل بضاعة محرمةٌ بديننا الإسلامي لا يغشوننا ولا يخدعوننا فيما يقدمونه لنا من بضائع ولا يبيعوننا الصنف الثالث على أساس أنه الصنف الأول والذين يغشونا ويخدعوننا هم تجار البضائع المحلل أكلها وشربها وحملها وبيعها: الأرز والقمح والبندورة وكافة أنواع الحبوب والخضروات والفواكه وكل شيء نأكله ونشربه وهو غير مُحرمٍ علينا في ديننا الإسلامي,فكم سمعتُ عن أصحاب محلات باعوا لنا لحوم الحمير على أساس أنها لحم(عجل),وبنفس الوقت لم أسمع عن تاجر باع للناس لحم حمير على أساس أنه لحم خنزير أو أنه باع لنا لحوم كلاب على أساس أنها لحوم خرفان أو (جدي) صغير.

المشكلة أن التجارة بكل شيء حلال نجدها مغشوشة وبمقابل ذلك التجارة بكل شيء حرام نجد أنها غير مغشوشة بل مطابقة للمواصفات وللمقاييس أما أولئك الذين يبيعون لنا الأرز والقهوة والسكر فمعظمهم قد غشونا وباعوا لنا بضائع يكثر فيها الدود والسوس والدرن والعفن.

والمشكلة الأكثر إيلاما لنا من أي وقتٍ مضى هي أن المسيحيين في بلادنا أصدق في التعامل من 99% من المسلمين أنفسهم,فلم أسمع أنا شخصيا عن إنسان مسيحي قام ببيع بضاعة مغشوشة أو أكل حق عامل عمل عنده,وأنا كاتب هذه السطور عملت في حياتي ما يقربُ من 8 سنوات في منطقة قريبة علينا كل السكان أو غالبية السكان المتواجدون فيها هم المسيحيون وأنا عملت في بيوت هؤلاء الناس كثيرا ولكن لم يسبق لي وأن صادفتُ مسيحيا أكل نقودي بالباطل ولم يسبق لأي مسلم وأن صادف فيها مسيحيا أكل حقه ورزقه وقوت عياله,ولكن من المؤسف أن نجد بأن المسلمين هم من يغشونا وهم من يخدعونا والمشكلة أيضا ليست مع تجار الممنوعات والمحرمات وإنما المشكلة مع تجار البضائع المحلل لنا بيعها وأكلها وشربها وحملها أما تلك البضاعة التي يلعن اللهُ حاملها وبائعها وشاربها فهم على الأغلب صادقون ولا يغشون في بضاعتهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة
- جهاد في عالم الضياع
- اليوم الذي كنت خائفا منه
- الكل مشهور
- ألم الحرمان
- الأصدقاء المزيفون
- رحلة العذاب


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الغشاشون