أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - العراق يستغيث ابنائه














المزيد.....

العراق يستغيث ابنائه


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذاك العراق الذي كان محطا للانظار ومثالا وقبلة للاخرين في شجاعة اهله ونخوتهم ومروئتهم وسمو نفوسهم ..ذاك العراق الذي كان
ملاذا وعمقا وحاضنة للخيرين والطيبين والمحتاجين، و مقصد العلماء والمفكرين والشعراء ..ذاك العراق الذي يحتذا به في الاخوة والتماسك والمحبة والتعايش الاخوي السلمي لما يحتضن بين جنباته من اقوام وشعوب وطوائف يكمل احداهما الاخر ..عرب ،كرد ،مسيحيين ،ايزديين ،مندائيين..اليست هذه جنينة تفوح بعطر الياسمين ..ذاك العراق الغني بثرواته وخيراته العميمة .. زراعة وصناعة ونفط وغاز ،عراق دجلة والفرات واهوار الجنوب وجبال كردستان الشماء..عراق العتبات المقدسة، ومهد حضارة الاشوريين والبابليين يقصده العلماء والمفكرين للبحث والتنقيب والاثراء من معارفه وكنوزه التي لا تنضب .. هوذا العراق وهذا غيظ من فيض وهذه كلمات قليلة وبسيطة يمكن ان تقال على عجالة في حق العراق واهله المحرومين من كل خيراته وطيباته العميمة.
فكيف كان..؟ وكيف اصبح وامسى..؟ انها حقا لمفارقة تاريخية فهل يمكن ان نقنع انفسنا بان هذا هو قدر العراق واهله؟ وان هناك من دعى على العراق والعراقيين بأن لا تقوم لهم قائمة حتى يوم الدين ..؟ وعلى اساس تلك الدعوى ابتلا العراقيون بحفنة من الحكام الجائرين والظالمين وفترات حكم سوداء مدلهمة راعدة بارقة حارقة غير ممطرة .. حيث احترق العراق والعراقيون على مدى اكثر من ثلاثينن عاما وعلى ايدي البعث الفاشي متمثلا في القتل والعذاب والسجون والتهجير والمنافي والحروب الظالمة التي احرقت الاخضر واليابس وافقدتنا خيرة ابنائنا واجزاء طاهرة معطاء من اراضينا ومع كل ما فعلوه ها هم نجدهم اليوم يتباكون على العرب والعروبة وتصلنا اصواتهم النشاز منادين بالزحف على بغداد لحرقها عن بكرة ابيها بنيران الفتنة الطائفية المقيتة ..لقد تضامن الكثيرون من ابناء الشعب العراقي مع مطالب المتظاهرين ولكن الكل يرفض البعث والقاعدة وسيطرتهم على التظاهرات وتوجيهها لمصالحهم الهدامة.
اليوم وبعد عشرة سنوات من الحكم الطائفي المقيت ثبت وبشكل قاطع يعترف به الجميع وخصوصا من هم في الحكم انه حكم فاشل سيؤدي بالبلاد الى الجحيم ولكن المفارقة العجيبة انهم يدينون الطائفية المقيتة وبنفس الوقت يتمسكون بعراها لانها مصدر قوتهم وبقائهم في الحكم وهذه الطامة الكبرى.
اليوم اصبح العراق اضعف الدول في محيطه سواءا كان في العدة والعتاد والتدريب والتسليح ، سماء مكشوفة ناقص السيادة اراضيه مستباحة لاحرمة لها يدنسها كل من هب ودب من اللصوص والارهابيين والقتلة.
والامرّ والاخطر من هذا وذاك استشراء روح العداء والفتنة الطائفية على حساب الاخوة واللحمة الوطنية، وشيوع الفوضى والمحاصصة والعودة بالعراق الى الوراء والتخلي عن سيادة قانون الدولة لصالح الحكم العشائري والاقطاعي واحتماء سياسيي العراق وراء تلك الاعراف والاساليب البالية والتي لا تتماشى والتطور الحضاري والحياة البشرية العصرية.
وها هي ثرواتنا تنهب من قبل الجيران امام مرئى ومسمع حكامنا سواء كان النفط اوالمياه اوالاراضي وهم لا يحركون ساكنا وفي افضل الاحوال يلجأ حكامنا الى المناشدات والاستجداءات لا اكثر.
واليوم اصبح العراق يعتمد على ثروة النفط الناضبة بعدما فقد مصانعه ومعامله وورشاته ولا تلوح في الافق اية بوادر وتحركات جدية لاعادة تلك الصناعات الى سابق عهدها ..كما اصبح العراق يعاني من انهيار الزراعة وشحة المياه بعدما حبسوا الجيران كل مصادر المياه عنه ونرى العراق عاجز عن المطالبة الجدية بفك ذلك الحصار لعدم وجود قوانين تحكم وتحدد علاقاته بالاخرين في هذه المجالات..وعليه فقد اصبحنا نستورد كل شئ من الخارج.
لقد اصبح العراق من الدول الاولى في الفساد الاداري والمالي وتهريب العملة وتبديد المال العام كما اصبح المتنفذون لا يخجلون ولا يعيرون اية اهمية لتهمة السرقة او الرشوة اوالفساد اوالتحايل التي توجه لهم ويتهمون بها لان الكل سواسية في الجريمة وليس هناك احد احسن من الاخر ( اللهم الا ما ندر).
في كل يوم يطلع علينا قائدا هماما يستل سيفه ويعلن نفسه ناطقا باسم الدين والمذهب معلنا عن عديد جيشه الجرار وارتباطه العلني بالاجني دون خجل محذرا كل من يقف بوجهه ويحاول منعه من تطبيق الشريعة وحكم الله، بالويل والثبور والقصاص بحد السيف والدولة خائرة القوى لا تحرك ساكنا وهذا ما يثير الشك ويزرع الريبة في نفوس العراقيين ..وعدا ذلك هناك العديد من اشكال والوان العصابات التي تمارس الخطف والقتل والسرقة واخذ الاتاوات والقتل الطائفي وسرقة الاثار والاطفال فاين هم حكام العراق من كل ذلك فجميع الاحزاب والقوى المتنفذة المشاركة في الحكم يتحملون المسؤولية عما يجري للعراق واهله جراء صراعاتهم اللآمبدئة وتخندقهم وراء مصالحهم وطوائفهم وعشائرهم ومناطقهم وابتعادهم عن الوطنية الحقة والنظر لكل العراق والعراقيين بروح المسؤولية الوطنية العابرة للمحاصصة والطائفية.
واخيرا اريد ان اقول للمواطن العراقي آن الاوان لكي تقول كلمتك الشجاعة وتنفض يدك من تاييد تلك الاحزاب في الانتخابات القادمة وصدقوني ان حكامنا جميعهم لايخدمون لا هذه الطائفة ولا تلك انما يخدمون انفسهم فقط..وهم ومع الاسف الشديد يضحكون على الجميع.. من الشيعة والسنة.. والرد المناسب على الاحزاب الطائفية هو اسقاطها في الانتخابات القادمة اذا اردنا ان نثبت المقولة التي تصف العراقيين بانهم (مفتحين باللبن) وعكس ذلك فالذي يبصم للاحزاب الطائفية هو من يتحمل جريرة عمله ولا يظهر على شاشات التلفاز ليعلن عن ندمه ويعض على اصبعه.

احمد عبد مراد



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نصحوا متاخرين؟
- هذا برلمان الشعب- ام برلمان الطوائف
- ثورة مصر مستمرة
- على من نلقي لومنا
- ما هي حدود الفساد المالي والاداري في العراق
- قطع الاعناق ولا قطع الارزاق
- اول الغيث قطر
- البرلمان العراقي يتعثر بخيباته
- عشية مفاوضات الكتل السياسية..الديمقراطية اولا:
- الاسلام السياسي بين الاقوال والافعال
- كاتم الصوت يعتمر طاقية الاخفاء
- الغارقون في وحل الطائفية
- هل حقا انها راية (التوحيد..ام راية القاعدة)
- لماذا لم يلتزم المسؤولين العراقيين بمواقف المرجعية
- اخوان الشياطين
- وزير التعليم العالي يؤسس لبؤر التوتر المذهبي
- ديمقراطية الاتجاه الواحد
- فقاعات الديمقراطية الزائفة
- ماذا قدمت احزاب الحكم للشعب العراقي
- هل تبحثون عن حلول ام دوي مدافع


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - العراق يستغيث ابنائه