محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 18:02
المحور:
حقوق الانسان
العصيان المدني أسمى مراحل الاحتجاج الذي يمارسه الشعب أو بعض قطاعاته ضد السلطة التنفيذية حتى تحقق مطالبهم.
شباب ثورة يناير انفض منهم البعض، ويأس آخرون، ومايزال كثيرون منهم يحملون أكفانهم على أيديهم وتحرّكهم روح مصر وعشقهم لوطنهم.
لكن اللعب مع الكبار ليس أمراً هيــّـناً، فلصوص الثورات يقفون على كل ناصية، ويُخرجون رؤوسهم من كل شاشة صغيرة، وهم قادرن على اللعب مع الجميع وضد الجميع في نفس الوقت، فينتصرون وينهزمون، لكن سيد القصر يحمل دائما قطعتي سُكــَّـر للحصان الأسرع حتى لو لم يفز.
العصيان المدني تفرزه الجماهير بعدما يصل ما في المرجل إلى مرحلة الغليان، والرئيس الاخوانجي جبل من الغطرسة، ولو سقط مئات من أبنائه .. الشباب المصري أمام قصر الاتحادية لما تحرك له جفن.
الصورة غير واضحة أمام الجماهير فالغالبية لا تدري شيئا عن كنه العصيان المدني، ومصر كلها، من مائها إلى بحرها لم تلد الشجاع الذي يقرر قيادة الثورة بكل مطالبها رغم أن أم الدنيا ولاّدة، وتستطيع أن تدفع إلى كل مؤسسات الدولة بقيادات لو تولــَّـتها لخرجت مصر من الضائقة إلى العالم الرحب!
السلطة التي سرقت الثورة تتفاوض مع أنياب تريد أن تقضم جزءاً منها، وتــَـرَهــُـلّ كبار رجال المعارضة المخضرمة يوشي بأنهم موتى في حالة حياة، أو أحياء يحتضرون، والحل أمام أعيننا قبل أن يقفز على الثورة لصوص المرحلة الثالثة، جنرالات ثم متأسلمون ثم لاعبو الثلاث ورقات.
العصيان المدني مشروط نجاحُه بمجلس قيادة الثورة الشبابي الذي لا ينتمي أي فرد فيه إلى حزب أو جماعة دينية أو توجه سياسي منحاز.
ينبغي أن أعترف أن خوفي الأكبر على مصرنا الحبيبة هو من الذين صادروا الدين العظيم لحساب بلطجية ومسجلين خطرين وارهابين وقتلة فشعبنا في مصر ما يزال واقعا تحت تأثير التخدير الديني.
عندما يتعرف الناس على أن الجزار ليس بالضرورة تقياً إذا أعمل سكينه في الضحية باسم الله، فسيكتشفون أن أسهل أعمال إبليس منذ الوسوسة بأكل التفاحة هو زعمه أنه مبعوث من السماء، بل يستطيع أن يلقي خطبة الجمعة ويستحسن المُصــَـلـّون نصائحه الثمينة!
المليونة أو العصيان المدني أو أي صورة من صور الاحتجاج ستخيف طاغية وتأتي بطاغية آخر إذا لم يكن لها قيادة منها، وليس قيادة من بقايا الأنظمة الفاشية الثلاثة، المخلوع والمشير والمرشد.
يا شباب الثورة الأطهار والأشراف والأبطال والشجعان،
عجّلوا في تأسيس مجلس قيادة الثورة الشبابية إذا أردتم فعلا أن لا يخجل منكم زملاؤكم الشهداء، فقد دفعوا حياتهم ثقة بكم.
التفاوض مع الكبار جزء من اللعب معهم، وستخسرون على الطاولة لأن مكانكم الحقيقي في الميدان.
أنتم أسياد الشارع وهم أسياد الطاولة الخضراء، وأنتم المستقبل المشرق وهم الماضي القبيح.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 26 فبراير 2013
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟