رياح خريف الاسلام السياسي

الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 11:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

مر إلى الآن أكثر من عامين على انطلاق أحداث سماها البعض "ثورات الربيع العربي "والان الكل يتساءل ما الفرق بين وضع بلدان الربيع العربي قبل وبعد انطلاق هذا الربيع؟ وهل تحول الربيع العربي إلى صيف حارق أم إلى شتاء قارص؟ وهل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها التي من أجلها انطلقت هذه الثورات ؟ أم أن شعوب الربيع تتحسر على ماض أليم بعد أن عاشت واقعاً أشد ألماً؟ أم أنها ملت من انتظار مستقبل يبدو لها بعيد الأمد، فما بين شعور بالرضا يتملك البعض، وشعور بالغضب يسيطر على البعض، وشعور بالقلق والخوف ينتاب البعض المتبقي، تعيش شعوب دول الربيع العربي واقعاً لا تستطيع معه أن تعود به إلى الوراء حين يجرها الحنين إلى ماض تعايشت معه بكل سماته، ولا أن تنهض إلى حلم لطالما يراودها تحقيقه.

قبل عامين من الان وفي لحظه مسروقه من الزمن أستطاعت الشعوب العربيه أن تستعيد أملها في تحقق أحلامها أخيراُ بغد فجر جديد تشرق فيه الحريه والكرامه وتنال الشعوب حقوقها التي تستحقها كامله غير منقوصه , ولكن تلك الحاله أو ربما هي بالاصح الفرصه التي منحها القدر لهذه الشعوب المطحونه قد أفلتت من بين أيديها باكراً وصارت كسراب ذهب في خبر"كان" , وذلك بعد اجتياح رياح خريف الاسلام السياسي واصصدامها بنسائم الربيع العربي ووروده التي كانت قد بدأت في النمو , وكان لزحف واجتياح قوى الاسلام السياسي والعمل على اقتلاع ما نما من بذور لورود وأزهار ذلك الربيع السبب في انهيار وتلاشي أحلام ذلك الربيع الذي لم يقطف من وروده أحداً سوى أولئك الانتهازيون الذين كشفت الايام بانهم يلعبون الدور الرئيسي الموكل اليهم لانجاح تقسيم جديد

هناك الكثير من الإثباتات والدلائل على انهيار وتلاشي حلم الدولة المدنية في العالم العربي ومُجتمعاته حالياً، خصوصاً بعد كذبة الربيع العربي التي روّج لها الإعلام المسموم المأجور للإسلام السياسي والقوى الداعمة له، وصدّق شعاراتها الفارغة وهلل لها الشارع الساذج بمُستقليه ويسارييه ولبرالييه.
إنه لأمر مُؤسف ومُحزن أن نرى شُعوباً ومُجتمعات كانت تريد أن تواكب ركب التقدّم والتطور وتعيش الربيع بشكله الإنساني وأجوائه المُشرقة تعود اليوم القهقري إلى الخلف بهذا الشكل المُريع، وتنزع عنها ثوب التمدّن والتحضّر لترتدي ثوب الجهل والتخلف وتشوّه الربيع لتجعل منه رمزاً للبُؤس والظلام

#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات