أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطائفية ولعبة الشطرنج .














المزيد.....

الطائفية ولعبة الشطرنج .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 09:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا أذكر في المجتمع العراقي أنه بنى إقتصاده على أساس طائفي ولا علاقاته الإجتماعية أو قيمه وأعرافه , فقد كانت شوارع العراق مسكونة من قِبل الشيعي والسني والمسلم والمسيحي والصابئي يأكلون خبز بعضهم بعض ويتزاوجون ويحبون كل ما يخص بعضهم البعض , وهذا يشمل أعرافهم ومشايخهم وأئمتهم , وحقيقة ما المانع في هذا إذا كان ( إلاهنا وإلاهكم واحد ) وكل ما عداه أمر يسير , ولِمَ إذاً الطائفية ! .
الطائفية كما أرى هي مصالح سياسية لذوي الجباه الضيقة , فهذا يرى مصلحته في الجزء المجاور له وذاك يرى العكس , وإذا ما كثر هؤلاء في هذا الجزء أو ذاك فأغلب الظن أنهم سيزعزعون ( كرسي الملك ) وهذا ظنهم لذا فهم يعملون على أساس هذا الظن وينفذون ما يجب فعله ومباح في هذا كل الوسائل , والهدف من هذا كله هو الحفاظ على نقطة صغيرة واحدة قد يرونها شاسعة تمتد الى ما لا نهاية وهي الحفاظ على ( البقاء والسلطة ) , ويحللون في هذا ما حرمته كل الشرائع السماوية ألا وهو القتل ولا عجب إذا أصبح الدين الإسلامي في المجتمعات الغربية مقترناً بمجرد لثام وصرخة ( الله وأكبر ) لسفك دماء بريئة وليست لنصرة الحق .
إن التشوه الديني يجري الآن في وريد الكثير من المسلمين , ليصبح الغضب لنصرة المظلوم منقلباً الى الغضب لنصرة المواقع السلطوية , وللأسف يُستخدم الأبرياء كجنود في ( لعبة الشطرنج ) هذه فتتدافع الشرائح المعنية للتصادم مع بعضها ويصبح هذا الأسلوب الخفي والغير منطقي هو الوسيلة لتحقيق الأهداف .
إن إستخدام رقاب الناس للضغط من الشرق الى الغرب ومن الغرب الى الشرق قد أسال الكثير من الدماء البريئة والتي ليس لديها أية مصلحة حقيقية في هذا كله , ومصلحة الفرد العراقي في خبزه اليومي وفي إحساسه بالطمأنينة لنفسه ولإطفاله وفي رؤيته لبلده منعماً كريماً ومعطاءاً يزدهر فيه نخيله الباسق ولا تُقطع رؤوسه ليُحرق في المعارك اليومية , وليعود الهواء كما كان نظيفاً وعليلاً تشم فيه رائحة القداح والياسمين وليس رائحة البارود ودخان المحارق .
لا مانع لدعاة الطائفية أن تغرق اللعبة كلها ليبقى الملك وحده ولا أهمية للجميع فقط أن لا يُقال ( كش ملك ) .
لم يعد الإنسان العربي ساذجاً وإن أراد , لأن العولمة في الإعلام قد علمته ما لا يعلم , وأعجب لمَ لا يُدرك المساهمون في هذه اللعبة أن الثمن سيكون دماؤهم ايضاً ولن يكون هناك من رابح إلا ( الملك ) وهو من سيضحك أخيراً , ولن يهمه الإمام الفلاني أو العلاني , لكنه يجب أن يبقى لتحقيق التخلف العربي المنتظر , ولم أخطأ في الكلمة لأن التطور العربي المنتظر لن يأتي من الشوارع المظلمة والبيوت الخالية من النور , ولا من المصانع أو المزارع الميته بدون الطاقة , ولن يكون هناك تفوق تعليمي أو علمي بدون هذه الطاقة , كما أنه لن يكون هناك قيَّم جديدة وبديلة عن القيّم القديمة بدون قاعدة مادية جديدة تقام على أساس علمي وشريف , وأقول شريف أي بدون لصوصية تسحب الموارد قبل وصولها الى هذه القاعدة المادية , وإن بقي الحال على ما هو عليه فسيعود العراق والكثير من الدول العربية الى مرحلة القرون الوسطى , وقد لا يحصل حتى هذا إذ أن للقرون الوسطى قيمها النبيلة التي إندثرت .
إذاً فالطائفية وسيلة وليست غاية , كما كانت قنبلة هيروشيما وسيلة وليست غاية , وكانت لأجل إنهاء الحرب العالمية , ولكن الفارق هو أن هذه الوسيلة في بلادنا وبيئتنا والتي تعتمد على قيمة ( الثأر ) العربي العريق لن تنهي هذه الحرب بل ستؤجج الغضب لسنوات وسنوات وستحقق القول العربي وبالمقلوب ( زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ) .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات نسائية متفردة - 4
- شخصيات نسائية متفردة - 3
- شخصيات نسائية متفردة - 2
- وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بقيت ..... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذه ...
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثالث ) .
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثاني ) .
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الأول ) .
- شخصيات نسائية متفردة
- الغضب الفردي والغضب المجتمعي .
- المرأة العربية المهاجرة الى أين ...
- سمفونية الشارع العربي .
- تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .
- العُنف ضد المرأة .
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطائفية ولعبة الشطرنج .