أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 12:28
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يتطلّب تغيير المجتمع سواعداً ومالاً. وقد وضع القرآن الجهاد بالمال قَبل الجهاد بالنفس: «وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم». وهناك تعبير فرنسي يقول: «المال عصب الحرب». ومثل سويسري يضيف: «من يدفع يأمر». وصاحب المال لا يرضى أن يصرف ماله خلافاً لمبادئه.

في مقدّمة أعمال المؤتمر الذي عقدته «اللجنة الإفريقيّة حول الممارسات التقليديّة المؤثّرة على صحّة النساء والأطفال» عام 1984، نجد قائمة بأسماء المموّلين تتضمّن ثلاث منظّمات تابعة للأمم المتّحدة هي منظّمة الصحّة العالميّة، وصندوق الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسيف)، وصندوق الأمم المتّحدة للسكّان. ويضاف إليها عدد من المنظّمات البريطانيّة والسويسريّة والسويديّة والهولنديّة والأمريكيّة. وقد موّل مؤتمر أديس أبابا لعام 1987، بالإضافة إلى الثلاث منظّمات الدوليّة السابقة، منظّمات كنديّة وبريطانيّة وسويسريّة وسويديّة وهولنديّة وأمريكيّة ودانمركيّة وألمانيّة ونرويجيّة.

وإذا ما نظرنا إلى قائمة الذين شكرتهم اللجنة الإفريقيّة في منشورها رقم 24 لعام 1998 على مساعدتهم الماليّة، نجد أنها تتضمّن 36 منظّمة وهيئة هي منظّمة الوحدة الإفريقيّة، واللجنة الإقتصاديّة لإفريقيا، وصندوق الأمم المتّحدة للسكّان، وصندوق الأمم المتّحدة للطفولة، ووكالة الأمم المتّحدة للاجئين، ومنظّمة الصحّة العالميّة، والبنك الدولي، ومنظّمات حكوميّة وغير حكوميّة تنتمي إلى أستراليا والدانمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والنرويج وسويسرا والولايات المتّحدة وإيطاليا وألمانيا وكندا والسويد وألمانيا وبريطانيا واليابان.

وقد ذكرت اللجنة الإفريقيّة في نشرتها رقم 20، ديسمبر 1996 نبأ مفاده أن البنك الدولي قد أهدى اللجنة الوطنيّة لمكافحة ختان الإناث في «بركينا فاسو» سيّارة وثلاثين درّاجة «يامها» ضمن مساعدته الماليّة، وهذا حتّى يتمكّن الأفراد الذين يقومون بدور التوعية من الوصول إلى الجماعات في الأوساط الريفيّة البعيدة. ونشير هنا إلى أن الحكومة الهولنديّة موّلت الأعداد الأخيرة من النشرة الإخباريّة للجنة الإفريقيّة.

من الواضح من هذه الوقائع أن الغرب والمنظّمات الدوليّة التي تدور في فلكه مصدر رئيسي لتمويل حملة مكافحة ختان الإناث. ونجد إمتداداً لهذه الظاهرة في دولة مثل مصر. فالمنشورات الصادرة عن الهيئات المصريّة التي تكافح ختان الإناث تذكر أحياناً مصدر التمويل. نذكر منها:
- الإتّحاد الدولي لتنظيم الوالديّة: موّل الحلقة الدراسيّة عن الإنتهاك البدني لصغار الإناث التي عقدت في القاهرة عام 1979. وهذا هو أوّل مؤتمر يعقد في مصر حول هذا الموضوع.
- مؤسّسة «فورد»: تدعم مجموعة العمل المعنيّة بمقاومة ختان الإناث، والتي تتبع اللجنة القوميّة للمنظّمات غير الحكوميّة للسكّان والتنمية، القاهرة.
- السفارة الهولنديّة في القاهرة: موّلت طباعة كتاب «مؤتمر الصحّة الإنجابيّة للمرأة».

وهناك مشكلة كبيرة حول تمويل الجمعيّات غير الحكوميّة العاملة في مجال حقوق الإنسان في مصر الذي يتضمّن موضوع ختان الإناث. وقد كتبت سناء المصري فصلاً كاملاً من كتابها «تمويل وتطبيع» تحت عنوان له مغزاه «ندوات ومؤتمرات تختين السياسة والسياسيين»، تسيطر عليه «نظريّة المؤامرة» التي سوف نتكلّم عنها في مقال قادم.

تشير سناء المصري إلى أن إهتمام المنظّمات غير الحكوميّة بقضيّة ختان الإناث بدأ خاصّة بعد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فينا 1993. وزاد هذا الإهتمام بعد عقد مؤتمر السكّان بالقاهرة 1994، وتوصيات الأمم المتّحدة والجهات الخارجيّة بهذا الموضوع. وتتساءل عن سر إهتمام صنّاع القرار في الدانمارك والسفارات الأجنبيّة بموضوع ختان الإناث وعن سر الإهتمام المبالغ فيه من هذه الجهات الغامضة وسر الملايين المخصّصة للإنفاق على هذه القضيّة. وتشير كيف أنه إمعاناً في إرضاء المانحين يتسابق الحكوميون وغير الحكوميين في إبراز إهتمامهم بقضايا ختان الإناث وغيرها من الموضوعات المفضّلة لدى الخارج. وهي ترى أن للحكومات الغربيّة المموّلة أهدافاً سياسيّة تجنّد لها المثقّفين العرب وتملي عليهم أنواع النشاط الذي تريدهم أن يقومون به. وهم يتسابقون في تنفيذ رغبات تلك الحكومات جرياً وراء المال فيعقدون المؤتمرات في الفنادق الفخمة دون أن يتوصّلوا إلى نتيجة تذكر رغم الملايين التي تصرّف على نشاطاتهم.

وإن كان الغرب هو المصدر الرئيسي للتمويل، فمن الطبيعي أن يملي شروطه. وبما أن الغرب يرفض الدخول في جدل حول ختان الذكور، فإن تلك المنظّمات تتفادى هذا الموضوع خوفاً من دخولها في صراع مع مصدر التمويل. وعلى سبيل المثال، رفضت الدكتورة ناهد طوبيا وضع إجاباتها بالإنكليزيّة على أسئلتي على شبكة الانترنيت بينما وافقت على نشرها بالعربيّة. فهي تعارض كل من ختان الذكور والإناث، ووضع موقفها هذا على الانترنيت باللغة الإنكليزيّة قد يعرّض مؤسّستها (رمبو) إلى قطع المعونة الماليّة عنها. وقد أشار محاضر من الكمرون أنه إشترك في مؤتمر للجنة الإفريقيّة في بلده عام 1997 وحاول إثارة موضوع ختان الذكور ولكنّه أسكت في الحال. فقد إتّهمته إحدى السيّدات بأنه يمثّل التيّار الذكوري الذي يحاول أن يحيد النقاش عن مجراه ليجذبه إليه كلّما طرح موضوع نسائي. وأضافت أن التمويل الذي جمع للمؤتمر مخصّص للكفاح ضد ختان الإناث وليس ضد ختان الذكور. وعندما أوضح أنه أيضاً يدافع عن النساء أستهزئ به.

ولا تكتفي الدول الغربيّة بتمويل حركات مناهضة ختان الإناث، بل تلجأ أحياناً إلى التهديد بقطع معونتها الإقتصاديّة عن الدول التي لا تناهض هذه العادة كما سنرى في فصلنا القادم. وتشير منظّمة «أرض النساء» الألمانيّة بأن أحد أهدافها حجب المساعدة الماليّة عن مثل تلك الدول.

وسلاح المال ليس حكراً على الحكومات. فمؤيّدو ختان الذكور يلوّحون بالملاحقات القضائيّة المكلفة لكي يستمر الأطبّاء في إجراء ختان الذكور وشركات التأمين في تغطية تكلفة هذه العمليّة. فقد كتب الطبيب «وايزفيل»، صاحب نظريّة حماية الختان من إلتهابات المسالك البوليّة، مقالاً يقول فيه بأنه إذا تم وضع صبي في عمليّة غسل كلى بسبب إلتهاب المسالك البوليّة لعدم ختانه، فإن شركات التأمين التي ترفض دفع تكاليف الختان سوف تعتبر مسؤولة عن ذلك. وخوفاً من تلك الملاحقات، جاء في قرار هذه الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأطفال لعام 1989 وفي قراراتها اللاحقة أن «لعمليّة الختان بعض الفوائد الطبّية المحتملة كما لها مضارّها وأخطارها». فهذه الصياغة تحمي الأكاديميّة من الملاحقات. فلا يمكن للطبيب التحجّج بقرار الأكاديميّة لعدم إجراء الختان. ومن جهة أخرى، يمكن للطبيب تبرير إجرائه للختان بأن له فوائد محتملة.

ونجد تهديداً بالملاحقات القضائيّة لإسكات معارضي الختان في رسالة نشرها حاخام يهودي أسترالي يقول فيها: «يجب أن يسمح للأطفال والأهل الذين وقعوا تحت تأثير دعاية حركات معارضي الختان أن يلاحقوا هذه الحركات قضائيّاً بسبب الأمراض التي أصابتهم لعدم ختانهم».

هذا وتشجّع الجمعيّات المعارضة للختان رفع قضايا ضد الأطبّاء الذين يجرون ختان الذكور. ويشير محامي أمريكي دافع في قضايا ختان بأن تلك القضايا سلاح فعّال. فهي وسيلة لتثقيف الأطبّاء وردع المستشفيات وتنبيه شركات التأمين بأن الختان عمليّة خطيرة وغير ضروريّة. وهي وسيلة للربح لكل من المحامي وموكّله. وكل قضيّة يتم كسبها يعني مزيد من ضغط شركات التأمين على المستشفيات والأطبّاء للكف عن هذه العمليّة المكلفة قضائيّاً. أضف إلى ذلك أن هذه القضايا سوف تثير إنتباه العامّة وتثقّفهم.

--------------------------------------
اطلبوا واهدوا كتبي
http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 8000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد
- صلى الله على سامي وسلم
- الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان
- مسلسل جريمة الختان 104: ربح للأطبّاء والخاتنين وغيرهم
- غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها
- مسلسل جريمة الختان 103: الجذور الاقتصادية للختان
- مسلسل جريمة الختان 102: الختان بين المحبّة والساديّة
- الإسلام المخمج والإسلام السليم
- القرآن تأليف حاخام مسطول


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال