أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة















المزيد.....

متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
كتب مروان صباح / أن نحمد الله في بعض الأحيان يبدو لا يكفي ، فنعمه بالتأكيد لا تعد ولا تحصى وعلى وجه الخصوص ذلك الغشاء الذي ضربه على أعيين الأمم الغير عربية ومنها خاصةً الغربية عندما جنبها الاقتراب من محيط المأكولات الشرقية كالفول والحمص والفلافل وغيرهم من أطباق اشتهر بها المطعم العربي بل أنه تباهى بمطبخه في المحافل الدولية وأروقتها كتعويض نقص عن عدم إنتاجه لأي شيء تستفيد منه البشرية على الإطلاق حتى لو كان ذلك إبرة أو عود كبريت رديء الجودة بعد محاولات عديدة فاشلة انعكست سلباً لمن أراد تشجّيع السلع العربية بحرق ملابسه ، فلم يطرأ منذ زمن بعيد أي تعديلات اضافية على الحمص والفول من حيث الشكل أو النكهة رغم تطور الحياة وإيقاعها المتسارع الذي أصاب كل شيء على هذه الأرض من متغيرات أرادت أن تواكب العصر المليء بالتنافس المستدام حيث لا يعترف أبداً بالتوقف لأن ما من فسحة للاستكانة في ظل سوق استهلاكي كبير مقابل قلة تعتني بالإنتاج ، يدور داخل قنواتها صراع خفي تتطلب استحضار عقول لديها أفكار متجددة على الدوام كي تحظى دائماً برغبات المستهدفين من المستهلكين .
لقد أختص العرب بالقهوة وكانت مضاربهم في الصحراء على امتداد رمالها الساحرة تمتزج بأدخنة البخور والقناديل الخافتة في المساء ، بيد أن استمر تعلق بالقهوة على الرغم من الحداثة المدنية التى طرأت والتى أدَّخلت من وسائل حديثة سهلة صناعتها ، إلا أنها حافظة على محتواها ولفترة لا بأس بها من الزمن وورطت من تذوقها بالمطالبة بالمزيد دون أن يمل أو يستنكف عن شربها ، لكن ما الذي أختلف في الآونة الأخيرة من متغيرات أصبحت واقعاً يحاكي دون الاختباء أو التواري عن الحقائق ، حيث بات يشير إليها كل عاقل أو غيور لما بدأ يحاصرها من تلاشي سلس بين الأجيال الأصغر سناً لفرط ما يعرض من كميات متنوعة للقهوة الغربية التى أخذت على عاتقها التطور الدائم ومجاراة المزاج والتذوق الإنسان أين تواجد لتحتل الصناعات الغير عربية المقاهي بقالب حديث ينسجم بلقائه مع التطور الإنساني للناحية المعيشية التى تحمل من التفاصيل الكثيرة إلا أنها مهمة لدرجة تتقدم على كثير من الأمور الآخرى وعلى رأسها الثقافة والإبداع ، فتلك الوسائل المختلفة التى طرأت على صناعة القهوة من معدات توالت إنجازها من حيث السرعة ، وأسلوب التقديم لما يرافقها من تابعيات تواكب العصر ، وبالتالي حولتها من دخيلة وغربية إلى جزء لا يتجزأ للحياة العامة بل ضرورة للتلاقي اليومي رغم تكلفتها الباهظة والتى إذ ما قورنت بتكلفة القهوة العربية تعتبر الثانية متواضعة ، لهذا حوصرت داخل مربع الجيل الأكبر بل أصبحت مع مرور الوقت غريبة أو يتيمة .
لن تبارح ذاكراتي لتلك الصورة التى ترسخت في مكان عميق ليس من السهل أن يحذفها المرء بالرغم أنها بقت داخل إطار يمنع المساس أو اللمس كأنها داخل معرض للمشاهدة فقط ، عندما كنا أكثر شباباً نحرص على الدوام في رحلنا الجماعية اصطحاب قهوتنا بالإضافة للركوة التى كانت تُعّبأ من النهر المحاذي لإقامتنا العابرة كشرط اساسي لإتمام الرحلة ، لكن كما يبدو تبدلت الأمور ولم تعد كما مضت ، فما المشكلة يا ترى ؟ ، هل هي مقتصرة على القهوة أو تشمل جميع الإنتاجات والزراعات العربية النادرة التى ورثناها من أجدادنا ليس بالتأكيد لنا أي فضل في ذلك بل اللوم يصيبنا من الرأس إلى القدم كوننا لم نبني على ما تراكم عبر السنوات من موروث كان الأجدر أن يوضع ضمن خطط متطورة يستفاد من عراقته وأصالته بطريقة تتماشى مع التقدم والحداثة ولو كان هناك وعي بأن لا بد من انجازها ضمن جهود ، لكانت أتت أُكلها يوماً ، إذ لا بد أن يعقبها ذيوع وانتشار أوسع في العالم كما هو حاصل في البرازيل وبالتالي ينهض الاقتصاد ويزدهر وينمو بشكل متوازي مع الآخرين ، فثمة أنماط سائدة جعلت من المجتمعات عالة مستكينة مستسلمة تلهو في ثنايا الفراغ القاتل وبين الثرثرة التى تُعطل على من يجتهد ويعمل من أجل نهوض بالمجتمع ، فالعرب لديهم تاريخ طويل وعميق ضارب بجذور هذا العالم الذي يعج فيه التناقضات لكن لم تتح الفرصة لاستثماره بشكل اللائق ، لِّما لديه من آثار وتراث ، كما هو حال لغة الضاد حيث كان لها الغلبة على امتداد قرون سابقة من دون شريك لما تحمل من غنى وقوة وسلاسة وإنفتاح وتسامح كالأم الحنون تأخذ وتعطي بسخاء وكرم ، إلا أن الانحطاط التى تشهده الأرض العربية حولت اللغة إلى غريبة وفي أحسن الأحوال إلى عرجاء تفوقت عليها اللهجات العامة والدارجة حيث احتوت اللهجات العربية على الكثير من الكلمات الدخيلة ، فالموريسكيون تركوا أثر عميق باللهجة الجزائرية وعلى وجه الخصوص في مدينة وهران كما احتوت حسب ما أرخوه المؤرخين على أكثر من 800 كلمة اسبانية .
ما مشكلة العرب وأين تكمن المسألة في الحقيقة ، أتقع على عاتق الفرد والعائلة أو الدولة أو كلاهما معاً ، بالرغم من الإمكانيات المتعددة التى توفرت داخل العقل البشري أو في باطن الأرض من معادن وخامات تستطيع أن تجعل منّ هم فوقها في أعلى سلالم القوة الاقتصادية والرقي الاجتماعي ، بيد أن ما يدور داخل جزء من هذا الكوكب لا يقبله العقل ولا المنطق ، أيعقل أن يسبح سطح الأرض العربية على مياه سوداء من البترول ومشتقاته ويرتعش أبنائه طيلة فصل الشتاء من الصقيع بعد صقيع الروح ليتضاعف الشقاء والبؤس بالإضافة للتعليم والجامعات التى انتقلت تدريجياً من التعريب أو الترجمة نحو الاستسلام الكامل اللغات الأجنبية كون الإنتاج المعرفي في المحيط العربي معدوم بل أصبحوا ناطقين اللغة وبشكل مقصود يمررون كلمات أجنبية كي ينتشلوا أنفسهم من القاع الذي يشعرون به ، ومن هنا نستطيع أن نضع يدّنا على المعضلة القائمة التى لا يهتدي لوجهها القائمون ، حيث لا سبيل للخروج ما دام المشروع النهضوي مغيب وغير مدرج ضمن اهتماماتنا كأشخاص كما هو الحال لدى الدول الرعوية التى اقتصرت وظيفتها على إقتياد من فيها كالقطعان ، والنتيجة ظاهرة كالشمس لا تحتاج للبحث المطول حيث تتراجع المجتمعات من الشكلية المصطنعة التى تورطت بها إلى فئات منقسمة على حالها ضعيفة متناحرة داخل دول مستباحة بعد ما كانت حسب تصنيفات ومعايير الدولية رخوة فاشلة ، لهذا لا نرى بصمات جمعية عربية مضيئة باستثناء افراد قلة تكاد المستنقعات تطفو وينقرضون .
ليس مستهجناً على الغرب بأنهم لم يلتفتوا لبعض ما نصنع لكن هناك في شرق أسيا من يتعقب غذاء النملة ، فالصين باتت الدولة الأولى بل الوحيدة التى لا يشاركها لا العرب ولا دولاً آخرى في احتكار موسم الحج وما يتطلب من احتياجات يترقبها الحجاج بفارق الصبر من السبحّ وملابس الإحرام حتى سجادة الصلاة لم يسلم العربي من الإقصاء لتصنيعها التى جعلت من الدخل القومي الصيني يرتفع كون المعتمرين والحجاج يزيد تعدادهم في السنة عن 10 ملايين قاصد بالإضافة للمقدسات الآخرى ومستخدمين تلك الصناعات في الدول الإسلامية على مدار السنة ، في حين تتواصل تلك السخرية التى تعممت في أذهان العامة بأن تكلفة البضائع الصينية أقل بكثير لو صنعت داخل مصانع عربية أو معاملها التى أفقدت الصادرات العربية مبالغ باهظة خيالية كانت ستحد من البطالة المنتشرة على امتداد الجغرافيا المجففة السليّبة والتى جعلت دون تخطيط أو هدف يسعى من هم عاطلين إلى تسجيل اسماءهم في أكبر حزب للبطالة لكنه يفتقد لمقر و رئيس ومكتب سياسي .
تغّيب الرؤية ومنع الآخرين الالتفاف حول من تجرأ بطرحها بالإضافة للمحاولات الحثيثة المصحوبة من انتزاعها من سياقاتها الفكرية والمعرفية تحوُل بين الفرد ومعرفة طاقاته الذاتية مع تعزيز ذلك الكابح للنمو الذي ينتج عنه مصادرات تعترضه من بداية الطريق في اختيار ما يرغب أن يكون ، وذلك لأن وباختصار هناك من رمى جميع المرايا بالحجارة ولم يبقى سوى مرآته المهشمة التى تعكس على الدوام الصورة الجميلة لفرط المتزاحمين من أهل دغدغة النرجسيات ، لهذا فأن هذه المرآة تَحّرم الأغلبية من وطأة قدم بل هم أشبه بالمطرودين .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة