أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - استحضار كربلاء في -قلعة العلمانية-!














المزيد.....

استحضار كربلاء في -قلعة العلمانية-!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 19:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المؤشرات المهمة، والخطرة، على نوعية التحديات التي يحتمل أن تواجه سورية في وقت قريب ما تواتر مؤخرا من معلومات تخص المحور الأسدي الإيراني الحزباللهي. عموم المتابعين من أمثالنا في الظلام في شأن العلاقة بين مكونات هذا المحور، لكن لا شيء يمنع أن نستند إلى ما نعرف لتخمين بعض ما لا نعرف.
خلال ثلاثة أيام أو أربعة في منتصف هذا الشهر تواردت ثلاث معلومات مهمة.
أعلن عن مقتل الجنرال حسن شاطري، الضابط الكبير في الحرس الثوري الإيراني في سورية أو على حدودها مع لبنان (أول المعلومات من السفارة الإيرانية في بيروت تكلمت على المهندس حسام خوش نويس، رئيس "الهيئة القانونية الإيرانية لإعادة الإعمار" في... لبنان). ثم كشف حزب الله اللبناني عن مقتل ثلاثة شيعة لبنانيين في سورية "دفاعا عن النفس". وهذا قبل أن تنتشر تصريحات الملاّ مهدي طائب، رئيس "مركز مكافحة الحرب الناعمة على إيران"، عن أن سورية هي المحافظة الإيرانية 35، وأن من شأن انفلاتها من المدار الإيراني أن يمهد لسقوط طهران ذاتها. في "سورية الأسد" لم يسمع أحدا بهذا التصريح، ولم يرد عليه أحد.
ليست تفاصيل التدخل الإيراني المباشر أو عبر الوكيل اللبناني معلومة، لكن لا يكاد يكون هناك ريب في أنها كبيرة ومتعددة المستويات، و"مظلمة".
في واقعة غرائبية قبل شهر ونصف، جرى الإفراج عن 48 إيرانيا في أسر المقاومة المسلحة السورية مقابل إفراج النظام السوري عن أكثر من 2000 سوري في سجونه. قال حازم الأمين في حينه إنها أغرب صفقة تبادل أسرى في التاريخ.
وفي خريف العام الماضي تكلمت "التايمز" البريطانية على 10 مليار دولار قدمتها طهران لدعم النظام السوري. وفي منتصف الشهر الأول من هذا العام كان رئيس الوزراء السوري في إيران، وجرى الكلام عن قرض إيراني مُيسّر بمليار دولار، وعن مساعدات متنوعة للنظام في دمشق. وبعد الزيارة بأيام قليلة أعلن علي أكبر ولايتي، المرشح لرئاسة الجمهورية الإسلامية في الانتخابات المقبلة، أن بشار الأسد خط إيراني أحمر.
إلى ذلك، يتكلم مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام إيرانية، الأصيلة منها والوكيلة، بلغة لا يسمع المرء مثلها إلا أدوات النظام السوري. ويزايد بلد على عداء ثقافي للعرب على العرب في قضايا العرب، فلسطين بخاصة. ولم يجد المللا طائب ما يقارن به موقع دمشق في التخطيط الامبراطوري الإيراني غير الأحواز، موطن الأقلية العربية في إيران الشاهنشاهية، ثم الإسلامية. تبدو سورية في عين أطراف من النخبة الإيرانية عربستان أخرى.
وما يضفي صفة مظلمة وغير عقلانية على العلاقة بين قوى هذا الثالوث هو اللاحم الطائفي بينها. لسنا هنا حيال علاقة عقلانية، تنضبط بالمصالح المتبادلة بين دول وأطراف سياسية، تجمعها مصالح ظاهرة، محسوبة أو قابلة للحساب، بل حيال "سياسة أعماق"، تسبح المطامح والمخاوف والهوامات الطائفية على سطحها.
قبل عشرة أسابيع عبر عن الأمر بهجت سليمان، سفير النظام الأسدي في الأردن، وأحد قدامي المعبرين الأمنيين الثقافيين عن النظام، بقوله: "إما أن نهزم المؤامرة الصهيو- أطلسية- العثمانية- الوهابية، ونسحق جميع أدواتها، مهما كان الثمن... أو أن كربلاء العصر (كذا) سوف تتكرر ثانية، لنكون شهداء، دفاعا عن أرض بلاد الشام الطاهرة، ولينتصر الدم على السيف مرة أخرى... وإنا لمنتصرون، في الحالتين"! "المؤامرة" هي طبعا الثورة السورية، التي هي أيضا سيف يزيد، فيما النظام الأسدي هو الحسين، وهو الدم البريء.
الرجل كان من ضباط رفعت الأسد، البطل الشهير لمذبحتي تدمر (1980) وحماه (1982)، ثم أحد كبار ضباط جهاز أمن الدولة. وفي تكلمه، ويفترض أنه رجل دولة، بلغة محرض طائفي ما يعطي فكرة عن الذهنية التي يخاض بها الصراع الجاري في سورية من طرف النظام. الجنرال بهجت من أهم رعاة بشار الأسد أيام كان وليا لعهد أبيه. ابنه مجد يدير مجموعة يو جي، وهي شركة متعددة المهام، من بين ما تقوم به نشر مجلدات مثقفين سوريين يشبهون فكرا وأصلا المفكر الكربلائي... بهجت سليمان. نكون في أحسن العوالم جين تجتمع كربلاء والسلطة المطلقة والمال الوفير.
لا يترك النموذج الكربلائي مجالا لغير صراع مطلق، صراع الحق والباطل، الدم والسيف، على قول الجنرال السفير. وإذا كان المرجع القياسي لتفكير رجال النظام هو كربلاء والحسين ويزيد، وهي إحالات متواترة كثيرا على لسان حسن نصر الله، وتشكل أسطورة مؤسسة أو الأسطورة المؤسسة لجمهورية إيران الإسلامية، دخلنا عالم الحروب الوجودية. أي العدمية.
ذلك أن يزيد والحسين ليسا شخصيتين تاريخيتين، وجدتا في زمن بعينه وزالتا بعد حين، بل هما "نموذجان أصليان"، يتكرران اليوم في نسخ معاصرة، يؤمل أن تجمع بين "الأصلية" وبين انقلاب الأدوار، بحيث يسحق الحسين يزيدا "مهما كان الثمن". نتكلم على علاقة غير عقلانية وعلى صراع مطلق لهذا السبب بالذات. صواريخ سكود من أدوات الحسين المعاصر في حربه ضد الأموي الشرير.
نحن هنا في عالم بعيد جدا عن عالم الدول والمصالح والحساب العقلاني. في هذا العالم يقتل لبنانيون في الأراضي السورية "دفاعا عن النفس"، ويقتل جنرال إيراني وهو يقوم بدور... الدم البريء.
وحيث يستنفر بعض أشباح الماضي صراحة على هذا النحو الفاجر، هل هناك أدنى احتمال في أن لا تكتمل الدراما بحضور الأشباح الآخرين؟ لا بد من يزيد من أجل مأساة الحسين، ولا بد من الحسين كي يكون يزيد طاغية. هل يبقى للتساؤل عن جبهة النصرة أي معنى؟ وهل يمكن تمثيل كربلاء برعاية يو جي في "قلعة العلمانية" دون مشاركة... أبو محمد الجولاني؟
دمشق تشغل موقع رمزيا بالغ الكثافة في هذا الضرب من الدراما فوق التاريخية. عاصمة سورية المعاصرة هي أيضا مقعد حكم يزيد و...السلالة الأسدية.
بعد 1333 عاما من كربلاء التاريخية لا يبعد أن تكون المدينة الأقدم في العالم هي الضحية الجديدة، قربان ملفات في السياسة والدين، قد يكون لا بد من فتحها اليوم إن كان لها أن تغلق يوما.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر عزيز
- قطع رأس أبي العلاء
- عن الانتقال الديمقراطي والثورة الديمقراطية...
- ثورة أكثر، سياسة أكثر
- سورية الفلسطينية... -النظام- الإسرائيلي
- ... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟
- هل هناك عرب في سورية؟
- تحطيم متعدد الأشكال للمجتمع السوري
- اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!
- ما هي مشكلتنا مع -جبهة النصرة-؟
- المرحلة الأخطر في الثورة السورية
- الأسد أو لا أحد/ الأسد أو نحرق البلد: نظام العدمية السياسية
- المراقب المثالي والصراع السوري
- المنسى السوري... المنساة السورية
- في شأن -جبهة النصرة- والسياسة الملائمة حيالها
- ليس لدى -السيد الرئيس- من يشاركه!
- قبول -الحل الإبراهيمي-، وليس رفضه، هو ما يؤدي إلى -الصوملة-؟
- الثورة، الإسلام، وامتلاك السياسة: في نقد -التيار المدني- وال ...
- تحولات صورة الأميركيين أثناء الثورة السورية
- خوارج الثورة السورية و-خوارجها-


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - استحضار كربلاء في -قلعة العلمانية-!