أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - القول باعتدال حركة الاخوان مجرد أسطورة ترمي إلى مخادعة الناخبين والغرب















المزيد.....


القول باعتدال حركة الاخوان مجرد أسطورة ترمي إلى مخادعة الناخبين والغرب


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الوقاية من أمراض الشيخوخة خير من علاجها؟ أليس مثقال وقاية خير من قنطار علاج؟ أن فكرة الشباب الخالد ليست اختراعا جديدا، فهناك الكثير من الأساطير التي تحدثت عن محاولة الحضارات القديمة وقاية ملوكها من الموت، وتعويضهم بشباب دائم.... فقد ذكرت المؤلفات الصينية القديمة قصة لأحد أباطرة الصين حاول أن يعيش حياة أبدية، فأرسل بعثة استكشافية مؤلفة من مجموعة من الشباب والشابات في سفينة إلى أعماق المحيط، للبحث عن لؤلؤة مدفونة، لاعتقاده بأنها ستطيل عمره.... ولم يفلح البحارة في العثور على لؤلؤة الحياة الأبدية، ولكنهم اكتشفوا جزر اليابان، التي يقطنها أناس اشتهروا بطول العمر.... كما تحدثت كتب التاريخ عن البحار جوان بونس دي ليون، الذي قاد بعثة استكشافية في القرن السادس عشر الى جزر الكاريبي، للبحث عن ينبوع الشباب، الذي يقي شرب مائه من الشيخوخة... كما نقلت الكتب القديمة عن حضارات حاولت إطالة عمر ملوكها، وذلك بنومهم مع العذارى وامتصاص دمائهم.... وتعتقد الأديان السماوية أن الإنسان يتجدد شبابه بعد الموت قبل دخوله الجنة.... كما ذكر في الكتاب المقدس، الإنجيل، شخص يسمى ميتهيسلاه، وهو أحد أحفاد آدم عليه السلام، قد عاش تسعمائة وتسعة وستين عاما.... ويتساءل البعض: إذا تمكن ميتهيسلاه أن يعيش حوالي ألف عام في ذلك الوقت، فما الذي يمنع إنسان الألفية الثالثة أن يعيش شبابا خالدا؟....من وجهة نظرى الخلود هو فترة الزمن التي لا تنتهي، ومن المعروف أن الإنسان يصبح خالدا بما يتركه وراءه من أعمال خالدة.....الخلود هو ما فعله السادات مع سفارة بلغاريا .. من اجل كرامة إمرأة مصرية .. !!

حيث استأجرت الحكومة البلغارية مقر السفارة البلغارية فى القاهرة من إمرأة مصرية ... ثم إمتنعت السفارة البلغارية عن دفع الإيجار لهذه المرأة في شهر من الشهور ... وعندما طالبت المرأة بحقها لم تجده ولم تجد من يعينها للوصول اليه .. فإشتكت لكافة المسئولين في الدولة حتى الوزراء أنفسهم ....ولكن لا حياة لمن تنادي ...لذلك ذهبت إلى الرئيس السادات وحكت له الحكاية ....ثم أمر السادات على الفور بالتأكد من هذه القصة ...ولما علم السادات بأن القصة حقيقية 100% ...
إتخذ السادات قراراته وكانت على النحو التالي :طرد السفارة البلغارية ، وسحب السفير المصري من بلغاريا ، ودفع المبالغ المستحقة عليهم !!..وقال السادات حينها :(لما الست المصرية دي يتعمل فيها كده في بلدها .. أومال لما تسافر بره مصر هيحصل لها إيه )...اين مرسى وجماعته واهله وعشيرته عندما قام سعودى بقتل مواطن مصرى بالرصاص يوم الجمعة 22/2/2013الساعة 8مساءا فى القصيم !!.. حيث لقى عامل مصرى مصرعه، فى إحدى إشارات المرور بشارع الملك عبد الله بإمارة القصيم، ويدعى عبد اللاه فتوح عبد الوهاب القصاص، وشهرته عبادة 32 سنة نجار مسلح من أهالى قرية المنشية الكبيرة بكفر الشيخ، بعد أن أطلق مواطن سعودى النار عليه فأرداه قتيلا برصاصتين فى الرأس...وانتقلت سيارات الشرطة لموقع الحادث وفرضت كردونا أمنيا على سيارة القتيل وتم نقل الجثة لمستشفى الملك فهد، حيث تجمهر المئات من المصريين العاملين بالمنطقة احتجاجا على مقتل الشاب المصرى!!...أين مرسى !! اين السفارة المصرية !!.. اين من يريدون تطبيق الشريعة قى بلد يدعى تطبيق الشريعة !!!..كلهم يشاركون فى خداع الفقراء والجهلة بأكذوبة سعيهم لتطبيق الشريعة....شريعة ام خديعة... لا شريعة ولا شرع، القصة كلها خديعة وزيف...

فها هو ذا التيار المتمسح بالإسلام المدَّعِى كذبا وزورا أنه يريد تطبيق الشريعة، ويدعو إلى جمعة تهديد وجمعة ترويع وجمعة تكفير وجمعة شريعة من أجل الخديعة، جلس بعضهم مبتسما فرحا مدهوشا مبهورا بأنه يزور مرسى فى قصر الرئاسة مواليا له، وهو يخالف الشريعة حين يقترض بالربا، وحين يعذب المعتقلين، وحين يظلم المواطنين، وحين يقول ما لا يفعل طول الوقت، ويحنث باليمين ويخالف العهد، كما أنه طبعا لم يطبق الحدود!...هؤلاء لا يفهمون فى الشريعة لضيق عقولهم وقصرتفكيرهم الى جانب أن هؤلاء لا مشروع لديهم إلا التكفير والانفصام عن الواقع وإقفال باب الاجتهاد وتقديس الشخص لا النص....مع الوضع فى الحسبان انهم يتاجرون بتشددهم من أجل الفوز بالمكاسب والغنائم بعد طول إرهاب فاشل السعى وقتل خائب المسعى، وليس فيهم من يَصْدُق فى عزيمته إلا حين يهدد بالقتل ويروع المخالفين لأفكاره (إن كان ما يملكه أفكارا أصلا!)، لكن لا مشروعات حقيقية ولا خطط واقعية ولا حلول يومية ولا إدارة ولا كفاءة ولا فكر ولا رأى...لم يقدم أى اخوانى او حزب متأسلم أو حركة سلفية تسانده قائمة تضم حصرا بالقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية أو المواد المخالفة داخل قانون هنا أو هناك فى شبكة التشريعات المصرية، لا حزب ولا جماعة ولا حركة ولا دعوة فعلتها أبدا، هى تكتفى فقط بشعار المطالبة بتطبيق الشريعة، لكنها لا تتحدث إطلاقا فى تفاصيل، لأن التفاصيل سوف تكشف أن مصر تطبق الشريعة فى جوانب تشريعاتها كافة، فيما عدا اللَّمَم، حتى مسألة فوائد البنوك فيها اختلافات، لكن مرسى مندوب الإخوان فى قصر الرئاسة تَجرَّأ على الادعاء حين خطب فى ٦ أكتوبر الماضى حالفا أنه لا يمكن أن يرضى أن يأكل المصريون بالربا، بينما هو يتعامل منذ جاء بالربا (من وجهة نظره) بلا ذرة من تردد، فيحلل لنفسه ما حرمه الله (قال مرسى وإخوانه ألف مرة إن الفوائد ربا وحرام)، لكن هؤلاء هم الإخوان الذين يتغاضون عن عقيدتهم بمنتهى الخفة، وهؤلاء هم المتمسحون بالدين الذين يرضون بمخالفة الشريعة ما داموا هم الذين يخالفونها وما دامت مصلحتهم تتحقق بمخالفتها!!..إنهم لا يريدون تطبيق شريعة ولا يحزنون، بل تهييج جمهورهم من الأميين تعليميا ودينيا ...

عندما اندلعت الثورةالشعبية المصرية افترض الجميع أن الديمقراطية والتعددية السياسية ستنتصران !!..لكن الاخوان والتيار المتأسلم اختطف الثورة واصبحوا هم المستفيد الاكبر من الثورة !!..الاخوان المتأسلمون عندما وصلوا الى كرسى الحكم والسلطة أبدوا نزعة للتسلط واحتكار الحكم كما أنهم تسببوا في خلق انقسامات حادة في صلب المجتمع المصريالى جانب انهم و التيارات السلفية المحافظة لايمتلكون أي خلفية ديمقراطية كما أن عقليتهم وخلفيتهم الفكرية تجعلهم لا يؤمنون بالمبادئ الكونية مثل حقوق الانسان والحريات الانسانية وغيرها من المبادئ الأخرى...الى جانب أن الاخوان معروف عنهم ايديولوجيا معادية للتيارات الليبيرالية والعلمانية !!..لقد افرزت الثورة المصرية خيبة أمل كبيرة نتيجة النسق البطيء في عملية بناء المؤسسات إضافة إلى نزعة الاخوان المسلمين للسيطرة على مفاصل الدولة وأسلمة المجتمعات بعد وصولهم إلى السلطة !!..العلمانيون والليبراليون يتعرضون لاعتداءات ممنهجة على أيدي الاخوان المتأسلمين والسلفيين الذين وصل بهم الأمر إلى حد تكفير المفكرين والكتاب وتحريم الحق النقابي في الاضراب كما أنهم وجهوا سهامهم إلى المرأة فيما كفرت التيارات السلفية الراديكالية الديمقراطية والمنادين بها علنا!!...فعلى عكس التيارات الليبرالية والعلمانية التقدمية التي كانت قد ساهمت كثيرا في تلك الثورة غير أنها غرقت الآن تحت وطأة الشعارات التي يرفعها الاسلاميون الذين يعتبرون أكثر تنظيما وأوسع قاعدة شعبية ظلت التيارات المتأسلمة وبخاصة جماعة الاخوان «تستثمر» على مدى عقود طويلة في الطبقات الاجتماعية الضعيفة والفقيرة من خلال شبكة من الخدمات الاجتماعية ونجحت في بناء «مخزون انتخابي» تستغله اليوم فى العمليات الانتخابية ...وأن هذه العملية من شأنها أن تشوه المسارات الانتخابية إذا أنها لا تعدو أن تكون عملية شراء مبطنة للأصوات في الوقت المناسب !!...


إن صعود جماعة الاخوان الأحزاب المتأسلمة المتطرفة قد أثار مخاوف المرأة المصرية التي باتت تخشى أن تفقد حقوقها المكتسبة لأن هذه الحركات بصدد اختطاف الثورات حيث يزعم الاخوان أنهم يمثلون وجه الاعتدال الاسلامي غير أنهم يحملون أجندة راديكالية غير معلنة هدفها أسلمة وأخونة المجتمع والتغلغل في مفاصل الدولة تدريجيا!!... لقد ظلت حركة الاخوان تختلق مختلف الذرائع لتبرير العنف الذي يمارسه السلفيون وما يسمى (حازمون) لحماية الثورة ضد المعارضين السياسيين والمثقفين والفنانين، علما أن ما يسمى من وجهة نظرهم روابط حماية الثورة هي في الحقيقة مجرد ميليشيات فاشية تابعة لجماعة الاخوان الحاكمة...خلاصة الأمر لقد اختطف الاخوان والمتأسلمون الثورة في مصر... ويخشى المثقفون وحتى الناس العاديون أن تفقد البلاد صورتها التقليدية كدولة معتدلة، ليبرالية ومنفتحة على العالم.... لقد كانت الأمور أكثر بساطة قبل نحو سنة ونصف السنة من الآن.... فقد ذهب في الاعتقاد إلى أن سقوط حسني مبارك علامة على أن فجر الديمقراطية قد ينبلج في مصر المحروسة.... لقد خرجت التيارات المتأسلمة التي تحمل أجندة تثير القلق أكبر مستفيد من هذه التحركات الشعبية واستطاعت أن تفوز في الانتخابات التي أجريت في مصر ووصلت الى رئاسة الدولة !!! مما لاشك فيه ان مصر مقبلة على مستقبل قاتم نشهد فيه ردة وانقلاب على مختلف القيم الحداثية التي تكرس التطور والتقدم...

مما لاشك فيه ان نظام مبارك كان فاسدا ولكنه نجح على الأقل في فرض الأمن والقانون والنظام العام كما أنه كان معتدل اجتماعيا ويسعي الى النهوض بحقوق المرأة وتعزيز فرصها في التعلم والعمل....لقد كانت الحكومة في مصر في عهد حسني مبارك تكبح جماعة التوترات الدينية كما أنها نجحت في إبعاد الاسلاميين وأجندتهم الرجعية عن السلطة!!..مما لاشك فيه أن التحولات الأخيرة بعد وصول الاخوان قد قوضت ذلك النظام الاخوانى وأضعف هيبة الدولة المركزية فأصبحت الاعتصامات شبه يومية كما أن الاسلاميين المتطرفين يمارسون العنف ضد التيارات العلمانية... أما على الصعيد الاقتصادي فإن الحصاد في مصر أشبه بالكارثة ناهيك عن أن السياحة التي تعتبر دعامة اقتصادية حقيقية في مصر قد تكبدت خسائر فادحة وتراجعت إيراداتها...لايختلف اثنان ولاينتطح كبشان الى ان القول ب «اعتدال» حركة الاخوان المسلمين في مصر مجرد أسطورة ترمي إلى مخادعة الناخبين والغرب على حد السواء...يجب ان يعلم الجميع أن الغرب قد أساء فهم الثورة التي حدثت في مصر والتي لم تكن تتعلق أساسا بالديمقراطية أو بحقوق الانسان بقدر ما كانت تتعلق بتدهور الأوضاع الاقتصادية والفساد وتفاقم البطالة !!.. في النهاية لم يؤل الانتصار للقوى المنادية بالديمقراطية والحداثة وحقوق الانسان بل إن الاسلام السياسي هو الذي خرج المستفيد الأكبر من الثورة المصرية ... وعندما سنحت الفرصة لتكريس الديمقراطية فإن الاخوان وبقية التيارات الدينية الراديكالية هي التي انقضت على الفرصة...

لا يعود هذا الأمر إلى كون الاخوان او التيار المتأسلم يتمتعون بتأييد شعبي كبير بل لقد ظل الشعب المصرى بصفة عامة يحجمون عن المشاركة في الانتخابات الصورية التي كانت تجري في ظل نظام مبارك... لكن الغريب أن قلة فقط من المصريين قد شاركوا في أول انتخابات حرة في مصر!!..لقد ساهم هذا التناقض الغريب في تمهيد الطريق أمام المتأسلمين - من إخوان وسلفيين - مستفيدين كثيرا من تدني نسبة المشاركة في التصويت...لقد استطاع المتأسلمون الحصول على «أغلبية الأقلية» ...مما لاشك فيه ان جماعة الاخوان كانت تصنف كحركة راديكالية متطرفة.... أما اليوم فقد أصبحت تتصدر المشهد السياسي في مصر وتسوق نفسها كرمز للاسلام المعتدل!!... هل الأمر كذلك فعلا أم هل أن مفهوم الاسلام السياسي الراديكالي نفسه قد تغير بحيث أن ما كان بالأمس متشددا أصبح اليوم رمزا للاعتدال؟!..

لقد تنامى نفوذ الاخوان والسلفيين الذين لا يترددون في اللجوء إلى العنف ولغة التهديد من أجل الدفاع عن آرائهم مع ميل إلى عدم احترام حق الآخرين في الرأي والتعبير والاختلاف وهي من أهم أساسيات الديمقراطية والتعددية السياسية... إن هذه التيارات الاسلامية الراديكالية هي نفسها التي ظلت تحظى بتأييد على مدى عقود كاملة بتأييد الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في ذروة الحرب الباردة في إطار الصراع ضد الاتحاد السوفييتي... لقد انتهت الحرب الباردة وانهار الاتحاد السوفييتي ولم يعد له أي وجود وبدأ الغرب بقيادة واشنطون يحصد ثمار سياساته الاستراتيجية «السديدة والبعيدة النظر»...لاشك أن «الربيع العربي» اعاد منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية إلى واجهة الأحداث في العالم... وبقدر ما خدمت هذه التحولات التيارات الاسلامية الراديكالية فإنها أججت الصراعات بين القوى الاقليمية والدولية الباحثة عن الهيمنة والنفوذ...قد نعتبر أن التيارات الاسلامية الأصولية شيء من الماضي أو أنها قد فشلت من قبل غير أن «الربيع العربي» قد أتاح لهذه التيارات الفرصة كي تطفو على السطح من جديد في ظل الظروف التي باتت مواتية لها.... لقد ظلت الأنظمة السابقة -على غرار مصر وتونس- تضيق الخانق على هذه التيارات الأمر الذي دفعها إلى العنف المادي والتشدد الفكري والديني... لو سنحت الفرصة لهذه التيارات الأصولية في الماضي لكانت قد أقامت الدولة الدينية وقضت على الدولة المدنية....

الاخوان والتيارات المتأسلمة -ورغم ما يقال عنها- قد أصبحت تحمل رؤية براجماتية في مقاربتها للمسألة الديمقراطية.... فهي لا تطرح اليوم مسألة العلاقة بين الاسلام والديمقراطية بل إنها قد تبنت مبدأ حكم الأغلبية، علما أنها تدرك أن مثل المبدأ يخدم مصلحتها من دون أن يعكس ذلك إيمانها بالديمقراطية !!!...في الحقيقة لقد أدرك المتأسلمون إمكانية توظيف «المسالة الديمقراطية» حتى من قبل «الربيع العربي» من أجل الوصل إل الحكم وتصفية خصومهم اللبيراليين والعلمانيين.... في الجزائر انتصرت جبهة الانقاذ الاسلامية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي أجريت في سنة 1990-1991 وقد كانت تلك أول مرة يحقق فيها المتأسلمون مثل تلك النتائج الجيدة في انتخابات حرة وتنافسية... لم يخف المتأسلمون بعد ذلك نيتهم في الانقلاب على الآليات الديمقراطية التي كانت ستوصلهم إلى السلطة وهو ما عبر عنه بكل وضوح علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الانقاذ الاسلامية...وفي سنة 1994 انتصر حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان في الانتخابات المحلية وفاز في كبرى المدن التركية بما في ذلك اسطنبول وأنقرة... في سنة 1995 استطاع حزب الرفاه الاسلامي الفوز في الانتخابات غير أن الحكومة التي شكلها لم تعمر طويلا حيث أن المؤسسة العسكرية قد أطاحت بها.... في سنة 2006 فازت حركة حماس، المتفرعة عن حركة الاخوان المسلمين الأم في مصر، بالانتخابات التشريعية والمحلية وقد استفادت بذلك من الآليات الديمقراطية لتتولى بعد ذلك تصفية خصومها العلمانيين - وخاصة حركة فتح !!..
على صعيد أخر تدخلت المؤسسة العسكرية في الجزائر وألغت الجولة الثانية من الانتخابات الأمر الذي أدخل البلاد في دوامة من العنف والقتل استمرت سنوات.... أما في تركيا فقد أجبرت المؤسسة العسكرية المتأسلمين بقيادة نجم الدين أربكان على التنحي عن السلطة... أما في قطاع غزة فقد ظل الغرب يرفض الاعتراف بشرعية الفوز الذي حققته حركة حماس !!...

لقد تعلم المتأسلمون أنهم الأقرب للوصول إلى السلطة في ظل أى نظام سياسي تنافسي....لكن بعد الربيع العربي، أصبح المتأسلمون في كل من تونس ومصر على وجه الخصوص ينظرون إلى الديمقراطية الانتخابية على أنها تمثل استراتيجية للوصول إلى الحكم.... لقد أصبح المتأسلمون الاخوان في السلطة الآن أقل ميلا للتنظير الديماغوجي وهم يدركون نقاط ضعفهم وقوتهم...في الأيام الخوالي، كان الهدف الاستراتيجي لهذه التيارات الدينية الأصولية يتمثل في إقامة الدولة الاسلامية عبر الأساليب الثورية..... بعد ذلك ستتولى هذه «الدولة الاسلامية» محاربة ما أسماه سيد قطب «الجاهلية» من أجل بناء «مجتمع جديد» من خلال سياسات اجتماعية وثقافية...لقد أصبح الاخوان بعد الثورة يراهنون على استراتيجية جديدة مستخدمين الشعب والسلطة و«شرعية الصندوق» من أجل بناء «الدولة الجديدة» - ليست دولة دينية بل هي دولة تشرع القوانين وفق الاتجاهات الدينية والثقافية في المجتمع... وبما أن الاخوان المتأسلمين غير قادرين اليوم على إقامة الدولة الايديولوجية الدوغمائية فإن الاخوان والمتأسلمين يراهنون على دولة تضع القوانين الأخلاقية من أجل إرساء «المجتمع الفاضل»...لذلك يخشى الكثيرون اليوم أن يمهد هذا المفهوم إلى إقامة دولة استبدادية بعد الثورة بديلا عن الدولة الاسلامية الثيوقراطية.... إن الاخوان والجماعات المتأسلمة في مصر يتحدثون اليوم عن الديمقراطية والحرية دون أن يقنعوا بأنهم يؤمنون فعلا بهذه المبادئ «المستوردة من الغرب الكافر».... إن الاخوان والجماعات المتأسلمة الذين لا يترددون في المشاركة في العملية الديمقراطية يحملون رؤية خاصة لما يسمونه «المجتمع السوي» و«الأخلاق السوية» و«المجتمع المثالي» وهم يريدون أن يستندوا إلى هذه المفاهيم في تشريع القوانين...

لا شك أن الإخوان يكتبون في الوقت الحالي سطور السخط واللعنة عليهم في التاريخ المصري فهم يتجهون بمصر الى الهاوية بنجاح ويتحججون دائماً أمام الشعب بشرعية الانتخابات بكون مرسي رئيس منتخب ...كأن إنتخابه تصريح له بأن يفعل كما يشاء وكما تشاء جماعة الإخوان وهو أمر مرفوض ... لقد تم إنتخبناه لكي يكون رئيس لكل المصريين ويحقق أهداف الثورة ويأتي لنا بحقوق الشهداء ويشارك في نهضة حقيقية لمصر ... فكان علينا تقويمه عندما تفجر الغضب بداية من الإعلان الديكتاتوري الذي أعلنه دون أن يشعر به أحد من الرئاسة كأنه قادم بتوصية من خارج الرئاسة ....ثم كانت لعبة الدستور مدخل لخداع الشعب تحت شعار الإستقرار الزائف ولم تشهد البلاد غير التدهور وأصبحت أقرب للإنهيار بدلاً من الإستقرار أيضاً لم تكن هناك معارضة مثالية ودخل بعض الفلول متخفين تحت قناع المعارضة وسط معارضين شرفاء وسط إستياء الشعب من الرئاسة وتخبط المعارضة على حداً سواء ...وكان الشارع المصري يغلى فلم يشاهد إستقرار ولا تقدم لعجلة الإنتاج وكان يشاهد أيضاً حكومة فاشلة برئاسة هشام قنديل تتأخر البلد بها بدلاً من أن تتقدم وظهر أسلوب العصيان المدني لثاني مرة في تاريخ مصر بعد أن أستخدمه المصريين أثناء ثورة 1919 وقت الإحتلال الإنجليزي وظهر في بورسعيد ثم الإسماعيلية وسط دعوات لتطبيقه في كافة أنحاء الجمهورية في حين كان هناك طرف أخر يراقب ما يحدث بين الرئاسة والإخوان وبين باقي قوى المعارضة وغليان الشارع المصري ...


هذا الطرف هو الجيش الذي سلم السلطة لمرسي مندوب الإخوان في الرئاسة الذي لاحت في الأفق علامات إحتمالية تدخله إذا إحتاج الشعب ذلك وسيتدخل في لحظة إذا إحتاجه الشعب وبدأت الرغبة تنمو بعد الإشاعات السخيفة بإقالة السيسي فهو لن يسمح بتكرار تجربة طنطاوي وعنان حتى لن يسمحوا بسرد قصة إحتجازهم في قصر الرئاسة لحين حلف السيسي اليمين وفي تلك الأثناء يرحب البعض بإنقلاب عسكري والمثير للتعجب أنهم كانوا ينددون بحكم العسكر طوال 60 عام ويهتفون بيسقط يسقط حكم العسكر ويطالبون بحكم مدني وهو يعكس حالة من التناقض السياسي والتنازل عن مبادئهم مقابل إعتقادهم أن ذلك سيخلصهم من الإخوان بدلاً من أن يلجأوا لأقصى درجات الضغط الشعبي وهو العصيان المدني .. تدخل العسكر مقبول في حالة واحدة فقط من وجهة نظري وهو أن يكون بصراحة أداة تستخدم وسط عصيـان مدنـي للتخلص من مرسي بعد إستنفاذه للفرص المتاحة له وعدم تجاوبه للمعارضة بعد عدم وفاءه لوعوده الذي قطعها على نفسه أثناء عملية الإنتخابات .... غير ذلك أن يحكم العسكر وتكون السلطة معهم أمر غير مقبول بالطبع فهو تكرار لتجارب فاشلة على مدار سنين طويلة ماضية وأن يفعل العسكر شئ لا يجيدونه وغير مؤهلين له وخارج عن إختصاصاتهم التي هي فقط حماية حدود الوطن وبمثابة أن تقول لمهندس قم بعمل طبيب بعمل عملية جراحية ولكن - إن جاز التعبير - يمكن أن تقول له قف عند باب العمليات لحراسته حتى أحضر طبيب ماهر أخر لإجراء العملية وسط رفض الطاقم الطبي ممارسة عملهم وإجراء الطبيب الأول إجراء العملية للمريض وبذكر رفض الطاقم الطبي هنا نذكر العصيان المدني الذي هو في كل الأحوال أفضل الحلول حتى تتجاوب الرئاسة مع مطالب المعارضة الشريفة وإن لم تتجاوب فلا تلوم الا نفسها...


حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاهرة الاخوانية تضاجع الامريكان واليهود على فراش الخيانة
- لولا دى سيلفا كان اكثر عدلا ورحمة واحساسا بشعبه من مرسى المت ...
- العهر الاخوانى الزائف التمويهى
- اتلم المتعوس على خايب الرجا
- الشارع المصري لم يعد مراهقا وأصبح قادرا علي فرزالمواقف
- مرسى يحمل المعارضة فاتورة فشله السياسى (لقد فقدت شرعيتك)
- على مرسى وجماعته أن يتمصروا لأن مصر لن تتأخون
- الى حمد حاكم دولة قطرائيل لاتغتر بجزيرتك فيومك قريب
- الفوضى الخلاقة الاخوانية دفع ثمنها اولتراس الاهلي وجماهير بو ...
- حاكموا طنطاوى ومجلسه العسكرى على مذبحة بورسعيد يستقيم ميزان ...
- الاخوان المجرمون نكبة على أمننا القومى
- وداعا (عاصم عبدالعزيز حموده ) ورحمة الله عليك
- سليمان خاطر القديس الذى فتح أعيننا على أشياء كانت غائبة عنا ...
- سلاح الصحافي قلمه وعدسته... وحمايته تقع على عاتق الدولة
- امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية لل ...
- الاخوان والامريكان تاريخ طويل من العمالة !! فلما الانكار؟؟
- جاسوسة عراقية هى السبب الرئيس لاقالة وزير داخلية مصر حسن الا ...
- اعلان ماسونى يهدد مرسى ... كل عميل بالاشارة يفهموا يامرسى
- بانوراما ثورة 25 يناير
- الجنيه ابو شفايف


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - القول باعتدال حركة الاخوان مجرد أسطورة ترمي إلى مخادعة الناخبين والغرب