أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد الحمّار - تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟














المزيد.....

تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 17:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أعجب لتواتر المحاولات لتشكيل حكومة جديدة في تونس ولكني لا أعجب لاستحالة التوفيق في إنجاز هذا المرفق الأساس التي سجلناها على امتداد أشهر. فهل ينفع تحديد صنف الحكومة المزمع تشكيلها، إن حكومة كفاءات أم إنقاذ وطني أم ائتلاف (ومحاصصة) أمام التحدي الأكبر والمتمثل في إيجاد السبل المؤدية إلى إحياء الفكر السياسي بعد أن عاينا موته واهتراءه وعدم نجاعته وبقاءه في حالة جمود؟

فالمتأمل في كيفية تناول الطبقة السياسية لأزمة الحكومة على امتداد الأشعر التي خلت يسهل له التأكد من أنّ كل شيء تقريبا يحصل بطرق التفكير وبطرق الممارسة القديمة أي الموروثة عن العهد البائد. وفي ما يلي بعض الأمثلة على الاجترار: الأحزاب السياسية (عدا الجبهة الشعبية) تعاطت مع مقترح رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي لتشكيل حكومة كفاءات بتسرع مفرط يدل على غياب رؤية للحكم وللإصلاح تكون سابقة لهذا العمل لكي تتوفر للحكومة المشَكلة فكرةٌ محركة ودافعة نحو الأمام؛ ليس لهاته الأحزاب أيّ برنامج نابع من فكر سياسي مستقبلي؛ ليس لحزب حركة النهضة هو الآخر أيّ برنامج يمكنه من جلب الأنصار له ومن تفنيد الاتهامات التي يوجهها له الشارع باستمرار والتي مفادها أنه حزب يخدم أجندات أجنبية ولا علاقة له بالمسار التاريخي والحقيقي للشعب ولا بالهوية الاجتماعية للبلاد، مما جعله يتوجس خيفة من مغبة هزيمة شعبية وشيكة فيُنصّب مؤخرا، قبل استقالة الحكومة، العديد من الكوادر في الأماكن الحساسة من جهاز الدولة على غرار وزارة الداخلية بمختلف مفاصلها؛ عموما حزب الأغلبية يلجأ بصفة لاشعورية إلى إعادة إنتاج النظام السياسي المتنحي في ثورة 14 ديسمبر- 14 جانفي.

هذه الأعراض وغيرها تزيدنا يقينا أنّ التغيير الثوري لن ينجح في ظل الغياب الموصوف لأيّ منهاج للارتقاء وأنّ تأسيس العلم السياسي الثوري المستقبلي في صدارة أولويات المرحلة الحالية من المسار الانتقالي لتونس الجديدة. وبالتالي فهي تزيدنا يقينا بخصوص ضرورة إرساء ثقافة جديدة ترمي إلى تدريب الشعب والشباب على الأخص، ومنه الطبقة السياسية الصاعدة، على كيفية وضع البرامج السياسية الثورية ابتغاء التغيير أي الخروج من حالة الاحتقان.

في هذا السياق يتوجب إدراك أنّ البلاد بحاجة لأناس مدربين على ممارسة التغيير ليقودوها إلى بر الأمان. كما ينبغي أن تكون من بين خصال المنقذين الإلمام العلمي والميداني بمعارف وتجارب نلخصها في ما يلي:

أ. نظرية "الفوضى" وما ترتب عنها من نظريات وتطبيقات مجتمعية على غرار "الفوضى الخلاقة" التي هي من مرتكزات السياسة العالمية المهيمنة والتي بواسطتها تتم الآن محاولة إنجاز النظام العالمي الجديد ورافده الأساس "الشرق الأوسط الكبير".

ب. النظريات والتوجهات العالمية (على غرار حركة "استوطن وال ستريت") المناهضة للعولمة الثقافية وخصوصا لعقيدة الرأسمالية المتوحشة ولتداعياتها على شعوب العالم عموما وعلى الانتقال الديمقراطي في بلدان نامية مثل تونس.

ج. النظريات المتعلقة بالحركة وعلى الأخص تلك التي تتناول الماضي كعامل إيجابي لتأسيس الحاضر وبناء المستقبل.

بالنهاية سواء تشكلت لتونس حكومة جديدة في الأسابيع القادمة أو لم تتشكل، وسواء آلت رئاستها، في حال التوافق على تركيبها، للسيد علي العريض بصفته الشخصية التي عينت (في 22-2-2013) رسميا للقيام بذلك أو، لو افترضنا جدلا، للزعيم اليساري السيد حمة الهمامي، فلن تحظى هاته الحكومة بأية حظوظ للنجاح في مهمة إخراج البلاد من طور الجمود إلى طور الحركة طالما لم يقع ضخ دماء جديدة في العقل المجتمعي وعلى الأخص في عقل الطبقة السياسية.

بل ونذهب إلى الاعتقاد أنّ جهود تكوين الحكومة ستتعثر مرارا وتكرارا ما لم يتم التطرق إلى موضوعها وحيثياتها وشروط إنجازها، لا داخل الإطار الإجرائي والسياسوي الضيق والجامد التي تأبدت فيه، وإنما في الإطار الحضاري الشامل، وهو الإطار الذي يبدو الأكثر انحيازا لحركة التاريخ.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟
- رحيل بلعيد والحاجة لحكومة تصلح الدولة قبل المجتمع
- استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل
- تَعرَّينا...
- شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام
- هذا ما يريده الشعب التونسي، فماذا تريد -النهضة-؟
- هل طاب من الخطاب ما يمحو الاستقطاب؟
- هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟
- ما معنى أن تكون لنا وزارة للغة؟
- من أجل إحداث وزارة للشؤون اللغوية
- هل وحّدتنا صواريخ غزة؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد الحمّار - تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟