أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عندما تحلق سوسن غطاس في فوضى الذات ومتاهات الدّنى














المزيد.....

عندما تحلق سوسن غطاس في فوضى الذات ومتاهات الدّنى


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


"فوضى الذات" الصادر عام 2012 عن دار الراية للنشر والتوزيع في حيفا، ويقع في 102 صفحة من الحجم الصغير، و"على متاهات الدّنى"الصادر عام 2010 بدون دار نشر، ويقع في 86 صفحة من الحجم المتوسط. مجموعتان من القصلئد النثرية للبنة الرّامة الجليلية الكاتبة سوسن غطاس.
من يقرأ هذين الاصدارين سيجد نفسه أمام ابداع نثري يندرج تحت قصيدة النثر، من خلال الايقاع والموسيقى واللغة الشاعرية المنسابة كخرير المياه العذبة، وإن كانت قصيدة النثر تدخلنا في اشكالية المصطلح، وما يدور حولها من خلافات، خصوصا التناقض في التسمية"قصيدة نثرية" لكنها في المحصلة ترسخت كواحدة من الأصناف الأدبية المتعارف عليها، كما أنها تدخلنا في اشكاليات تحديد الأصناف الأدبية، ومدى حصرها في مسميات بعينها، مع وجود أصوات عالية تدعو الى أن يكتب الأدباء كيفما يشاؤون دون التقيد بشروط تصنيف المسميات.
وأديبتنا سوسن غطاس لجأت الى كتابة "قصيدة النثر" لتفرغ من خلالها ما تختلجه في صدرها من مخزون الفكر والفرح والألم والحزن والهموم، مستعملة لغة بليغة شاعرية كلماتها منتقاة بعناية فائقة، فقدمت لنا وجبات أدبية شهيّة أطلقت عليها"ثمار الروح"، تحررت من قيود الخليل بن احمد الفراهيدي وبحوره الشعرية. و"ثمار الروح" تحمل في طياتها فلسفة الكاتبة وجوانب من فهمها للحياة، وهي فلسفة لافتة وتدعو الى التأمل والتفكير. وهي لم تخطط لذلك، وانما سكبت لواعج نفسها كلمات على الورق تاركة الحكم للمتلقي وهو القارئ.
لقد باحت بمكنونات نفسها، وما يؤرقها كما كلّ الكتاب الجادّين، باحت بالحبّ حبّ المرأة للرجل، وحبّ الرجل للمرأة، حبّ الحرية والحياة الكريمة، حبّ الوطن والشعب، حبّ الحياة الانسانية...الخ.
وعودة الى ديوانها"فوضى الذات" ويبدو أنها متأثرة هنا برواية أحلام مستغانمي"فوضى الحواس" وهذا لا يضيرها، فتفتتح ديوانها بالاهداء الى" وحدها البلابل ...تستطيع إدراك...حرية الغناء بعيدا...عن أقفاص الذهب...في فوضى الغيوم تنام" وتواصل"أهديكما حبي وفرحي وثمار روحي" وهي تثير هنا قضية الحرية، ورفض السجن والحصار، مستشهدة بالطيور التي تجد حياتها وهي تحلق في الفضاء الرحب، بينما أقفاص الذهب تقتلها وتقتل فرحها بالحياة، وأعتقد أن الكاتبة تقصد زوجها وابنتها عندما قالت "أهديكما حبّي وفرحي وثمار روحي" وهي بالطبع حرّة في اهدائها، ولمن تهدي، ولا يحق لأحد أن يعترض على ذلك، لكنها لو جعلت الاهداء بالجمع"أهديكم" لتركت الباب مفتوحا أمام المتلقي ليفهم ويفسّر الحرية المهداة كيفما شاء، محلقا في ابداع الكلمات، متسائلا عمّا وراءها.
وعنوان الديوان"هو عنوان قصيدة وردت في صفحة 66، وفي هذه القصيدة يظهر التشاؤم والحزن،" لا حب في الميلاد...لا صليب...لا شهوة ...لا جموحا" وتتساءل:"ميلاد الموت...أم صليب الميلاد...على أنغام جيوش تحوم حولي... فيما يشبه اللاشيء" لكنها في النهاية تتشبث بالأمل" والغياب يربض...في الضلوع...في انتظار ميلاده الآتي"ص67، وليت الشاعرة هنا وضعت تاريخ كتابة مقطوعتها هذه، وتاريخ كتابة بقية قصائدها أو مناسبتها لتمنح القارئ مفتاحا يلج به الى مكنوناتها...فما الذي جرى في عيد الميلاد ذاك وذهب بفرحته؟ وماذا تفعل الجيوش التي تحوم حول الشاعرة وتركتها في هذه الرتابة تنتظر الفرح القادم؟
وفي قصيدة "لعبة اسمها أول الحبّ"ص13 وهي هنا تتكلم عن فوضى المشاعر التي تنتاب الجسد اذا ما وقع في الحبّ، وتخاطب الرجل غير مصدقة اخلاصه وصدق مشاعره فتقول" عفوا سيدي...هذا كان مشهدا...من مشاهد دجلك العابر"ص14، لتنقلب بذكاء على الرواية الدينية حول غواية حواء لآدم، وأكلها للتفاحة ليطردهما الله من الجنة، وتعكس ذلك بقولها "أدركت حواء...أنك آدم الغواية...تأكل التفاحة...وتتقلب فوق زند أنثاك...كطفل يهيم بلعبة...تنتشي لأول الحبّ...تسطر قصيدة...لتبدأ المشهد من جديد"ص14، وهذا ردّ ذكي على الثقافة الذكورية في التعامل مع المرأة، فاذا كان الذكور يعتبرون المرأة غواية للرجل، وأنها سبب خروجه من الجنة، فان العكس صحيح أيضا، وطبيعي أن ينجذب المرء لنصفه الآخر، وقد أبدعت شاعرتنا هنا عندما وصفت الرجل بالطفل في خلوته مع المرأة، وهذا وصف حسّي واقعي وصحيح.
وفي قصيدة "أمّي نيروز الفرح" ومعروف أن النيروز عيد فارسي يحتفل به في دخول فصل الربيع، والأمّ ربيع دائم لأبنائها، والقارئ قد يستشف هنا أن الأمّ هي أرض الوطن، فالأرض أمّنا الكبرى، ووالدتنا التي أنجبتنا الأمّ الصغرى، وكلاهما لهما البرّ والوفاء "وأعشق وحي الجمال في صلاتك...ودفء التراب...فتيلا مريميا يضيء...فوضاي في الزحام...لأعيد ترتيب الوطن...وشهادة الميلاد...وتبقين في روحي نيروز الأيام".
أما قصيدة "دمك الزكي فينا" وهي مرثية للراحل جوليانو صليبا خميس، الذي اغتالته أيادٍ جاهلة حاقدة، مصابة بعمى الحقيقة، في مخيم جنين، حيث كان يقيم مسرحا ليدخل الفرحة لقلوب أطفال المخيم، بعد المجزرة التي حلت فيه في العام 2002، وقد استغلت الشاعرة عمل جوليانو في المسرح بقولها:" ليت عيونك... تهب لنا...ذلك المشهد الأخير....على مسرح الياسمين الآخر...هناك حيث...روّضت ايقاع الحلم... وامتطيت حصانك جامحا...الخ"ص50 لكنها تجد العزاء في الأطفال الذين علمهم ودرّبهم قبل اغتياله" زرعت أجنّة....تحفظ عن ظهر قلب....لغة الحوار...وضوء الشمس والقمر....الخ"ص50.
وفي قصيدة"عناق لهامات الشرفاء"ص64 تبدي الشاعرة تعاطفها وتضامنها مع أسرى الحرية من أبناء شعبنا، فتقول"طوبى لكم...هامات في الريح....نحن أسرى قنوطنا...وأنتم الأحرار."
يبقى أن نقول أن جماليات نصوص هذا الديوان لم يكدر صفوها سوى بعض الأخطاء الاملائية خصوصا ما يتعلق بكتابة الهمزة.
24-2-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-سامر العيساوي وزملاؤه -عرب طيبون-
- -خطوات على الثلج- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- تقبلوا العزاء بأمتكم يا أسرانا
- نقاش لا برّ لمن لا بحر له في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عولمة الثقافة باسم الاسلام
- ثنائية ديمة السمان الروائية في اليوم السابع
- نقاش -سباحة بين الحروف-لكاملة بدارنة في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف
- لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية
- الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله
- نقاش رواية ظلال متحركة في ندوة اليوم السابع
- محمود شقير يمتطي فرس العائلة ويحلق في عالم الابداع
- نازك ضمرة وظلاله المتحركة
- نقاش ديوان-بيت المقدس في حيرة وصمت- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عام مضى وعام يهلّ
- الفرح القادم
- شوارع القدس الحزينة
- بدون مؤاخذة-يجب وقف الكارثة في سوريا
- الخيال الواسع في قصة الأطفال -أولاد الحي العجيب-
- مناقشة أولاد الحي العجيب في اليوم السابع


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عندما تحلق سوسن غطاس في فوضى الذات ومتاهات الدّنى