أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - عمر عزيز














المزيد.....

عمر عزيز


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 16:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خسر عمر مدخراته في مضاربة مالية خرقاء شارك فيها في تسعينات القرن الماضي، فكان أن اضطر إلى العمل في السعودية شيئا لم أفهمه رغم شرحه أكثر من مرة. شيء يجمع بين الإدارة والتخطيط والكمبيوتر ووضع الميزانية. لا مهرب من ذلك، لديه أسرة يعيلها، شاب وبنات ثلاث هم اليوم في عمر الجامعات والتخرج منها.
يتصل يوم وصوله إلى دمشق، ونتواعد للقاء بعد يوم أو يومين في مقهى الروضة.
أليف أغامين وباليبار وجيجك، وفوكو، كان لدى عمر حلم: الديمقراطية المباشرة، وأسف: أنه لا يكاد يعرف شخصيا كثيرين من المشتغلين في الشؤون العامة في بلده، ومشكلة: قلما يتمكن من شرح أفكاره في النقاش الشفهي، وقلما يكتب أيضا. تشعر أن ما يقوله مهم لا يشبه قول غيره، لكنه يفلت منك بصورة ما. يفلت مني على الأقل.
بعد إلحاح، كتب عمر في أواخر عام 2008 مقالة مهمة في "السفير الثقافي" بعنوان: "حالة الاستثناء، القانون، والتوق إلى الحياة". توافق على رؤيته أو تتردد حيالها، لكن فيها أكسجين نقي 100%. هذا أيضا هو الشعور الذي يعطيه عمر لمن يعرفه: النظافة والنقاء وفرط النزاهة الشخصية... وغير قليل من الخراقة. مزيج نادر قلما تجد له شبيها.
عمر هو صاحب ورقة متميزة جدا عن "المجالس المحلية"، رأى فيها أن المجالس شكل حضور الثورة في الحياة اليومية للثائرين، وإطار للحياة وليس للسياسة وحدها. "المجلس المحلي"، يقول أبو كمال، "تكوين اجتماعي ثوري لإدارة حياة البشر اليومية"، وهو "مجموعة من الوجوه الاجتماعية الفاعلة، يتم انتخابهم من أهالي البلدة أو المدينة (...) ويهدف أساسا لتسيير الحياة اليومية للمواطنين". ولعله أقرب إلى مقاصد عمر القول إنه المجالس غاية بحد ذاتها، وأنها تجسيد لفكرة الديمقراطية المباشرة التي كان على ولاء عميق لها. والفكرة تستأنف تقليدا عريقا في التفكير اليساري، تميزه عن يسار منحط، سوري وعربي، وعن مزاج ليبرالي يجد نفسه في كل حال قريبا من نظم الطغيان القائمة.
منذ بضع سنوات عمل عمر بجهد للتعويض عن قلة تعرفه على الوجوه الأكثر حياة في المجتمع السوري المعاصر. كانت لديه غريزة صحيحة جدا في هذا الشأن، يميز جيدا أين الحياة وأين الموت، أين المقاومة و"التوسعة" والفرح، وأين الاستسلام والضيق والاختناق. كانت له تجربة تعرُّف محبطة جدا في تسعينات القرن الماضي، لم أكن أوفره من السخرية حين تأتي سيرتها. يضحك بخجل، ويلتمس لنفسه الأعذار، ويحتقر بقوة.
لم ألتق عمر بعد الثورة. ربما مدفوعا بشعور بالذنب لكونه كان خارج البلد عمليا طوال عقود، عمل عمر على الانخراط العملي في الثورة ومحاولة التأثير المباشر، والاتصال والتعاون مع شباب ناشطين على الأرض. كان خياري عكس ذلك تماما: لم أحاول أي شكل من التأثير المباشر.
عمر المحب للحياة، والهش في معالجة مشكلاتها ومشكلاته معها، والرجل الذي جعل من مفهوم الحياة صلة وصله بالسياسة والناس من حوله، هذا الناشط البيوسياسي جعل من الثورة تجربته المؤسسة على نحو ما قد يفعل شاب في العشرين. كأنما كان يستعيد شبابه الشخصي من وراء ثلاثة عقود أو أكثر.
لكن من يفعل هذا يمت أو يجازف بالموت في سورية المتمردة، المكافحة لاستعادة حياتها وزمام أمرها و... شبابها.
عمر مات. خذله قلبه في سجن عدرا الذي كان أحيل إليه بعد نحو ثلاثة شهور من الاعتقال عند جهاز الأمن الجوي، برئاسة القاتل المسعور جميل حسن.
لم يمت تحت التعذيب. مات بعد التعذيب.
- هل هناك فرق؟
- بلى، إنه تعريف مساحة الحرية المتاحة للسوريين في "سورية الأسد".



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطع رأس أبي العلاء
- عن الانتقال الديمقراطي والثورة الديمقراطية...
- ثورة أكثر، سياسة أكثر
- سورية الفلسطينية... -النظام- الإسرائيلي
- ... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟
- هل هناك عرب في سورية؟
- تحطيم متعدد الأشكال للمجتمع السوري
- اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!
- ما هي مشكلتنا مع -جبهة النصرة-؟
- المرحلة الأخطر في الثورة السورية
- الأسد أو لا أحد/ الأسد أو نحرق البلد: نظام العدمية السياسية
- المراقب المثالي والصراع السوري
- المنسى السوري... المنساة السورية
- في شأن -جبهة النصرة- والسياسة الملائمة حيالها
- ليس لدى -السيد الرئيس- من يشاركه!
- قبول -الحل الإبراهيمي-، وليس رفضه، هو ما يؤدي إلى -الصوملة-؟
- الثورة، الإسلام، وامتلاك السياسة: في نقد -التيار المدني- وال ...
- تحولات صورة الأميركيين أثناء الثورة السورية
- خوارج الثورة السورية و-خوارجها-
- ثلاث قوى منظمة و...ثورة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - عمر عزيز