أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )















المزيد.....

البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )
بقلم د. كريم المظفر
في البداية أود الإعتذار للأغنية العراقية وللفنان الرائع كريم منصور لأني أخترت عنوان أغنيته لهذا المقال ( بس تعالوا ) للتعليق على زيارة " الحلم " التي قام بها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الى موسكو بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقدمة منذ يونيو العام الماضي عند زيارة مبعوثه الشخصي الى العراق ميخائيل بوغدانوف ، لكنها تأجلت لعدة مرات بسبب زحام جدول أعمال الرئيس الروسي .
الزيارة التي عول عليها الأخوة الأكراد كثيرا وكانت " كالحلم " بالنسبة لرئيس إقليم كردستان العراق بأن يلتقي بوتين حتى وإن كانت خارج أسوار الكريملين وبوقت قصير ومقتضب وبعيدا عن كاميرات الصحفيين والتلفزة ( وهذا ما لم يكن يتمناه السيد البارزاني ) والذي أنتهى نصف وقته بكلمات المجاملة بين الطرفين واستذكار الشخصية الكردية المعروفة مصطفى البارزاني الأب ، الزيارة لا يمكن إلا وصفها بأنها ناجحة بمقاييس " البارزاني " لأنها حققت له حلم الجلوس أمام رئيس دولة عظمى لم يحققها أي مسئول كردي من قبل سوى والده الذي لجأ الى الإتحاد السوفيتي ويقال أنه كان صديقا لجوزيف ستالين .
رئيس إقليم كردستان ووفق مصادر مقربة من الكريملين راح يطرب الرئيس الروسي بالأغنية العراقية ( بس تعالوا ) وفتح له ابواب منطقة كردستان العراق للإستثمارات الروسية في جميع المجالات الطاقة الكهربائية والنفط والغاز وكذلك الأعمار ، وإن الرئيس الروسي والحديث للمصدر كان مستمع جيد و لم يقاطع ضيفه وهو يعزف على أوتار أغنيته ، وفي النهاية رحب بوتين بضيفه معربا عن أمله في أن يستقر العراق الذي يعتبر بالنسبة لبلاده صديقا استراتيجيا عبر التاريخ وإن للشركات الروسية باع كبير في العمل فيه وفي كافة المجالات .
كما يقال في المثل العام " الكتاب معروف من عنوانه " فالزيارة على ما يبدو كانت لتحقيق " حلم " السيد البارزاني والإستماع منه ليس إلا ، وإن حرص الأخير على اطلاق تصريحات " رنانة " غير موفقة منذ اليوم الأول لوصوله وعقده مؤتمر صحفيا مصغرا عقد في مقر السفارة العراقية ولم يدعى إليه سوى ما تسمى ب( اشباه وسائل الإعلام ) كإذاعة صوت روسيا التي تبث لمدة ساعتين يوميا وقناة روسيا اليوم وصحفية معروفة بعلاقاتها مع الأكراد وهي يلينا سوبونينا التي أنتزعت منه هذه التصريحات في لقاء صحفي لم يتجاوز الخمس دقائق لإذاعة صوت روسيا .
إستغل رئيس أقيم كردستان هذا اللقاء الصحفي المصغر ليعلن حتى قبل أن يلتقي أي مسئول روسي " أن مسألة التسليح الروسي للجيش العراقي قد فشلت وستفشل " فلا ندري من أوحى له بذلك !! لأنها سرعان ما نقضت بتصريحات أخرى لوزير الخارجية هوشيار زيباري ( الذي هو من أقارب البارزاني ) في موسكو وفي أحدى وكالاتها الكبرى " إنترفاكس " عندما أكد " إن العراق لا يتخلى عن هذه ألصفقة ولا توجد أية تغييرات في ذلك " وربط زيباري التأخير في دخول عقود توريد السلاح المبرمة مع روسيا حيز التنفيذ بصعوبات بغداد المالية .
ولم يقف الحد فقط على مسألة تسليح الجيش العراقي فقد نقض وزير الخارجية العراقي تصريحات رئيس الإقليم ايضا في مسألة عما يعتبره البارزاني بعرقلة الحكومة المركزية لعمل الشركات الروسية في العراق وفي إقليم كردستان بالتحديد وقال " ما زالت الحكومة الاتحادية تعارض العقود التي وقعتها حكومة الإقليم مع شركات أجنبية لتطوير احتياطيات النفط والغاز ومن بينها أنشطة شركة غاز بروم الروسية " في حين أكد زيباري أنه ليس لدى بغداد اعتراضات على شركة "غاز بروم نفط الروسية التي تعمل في إقليم كردستان العراق، طالما يتم ذلك في إطار دستور البلاد !!!.
صفقة أكتوبر التي وقعها رئيس الحكومة العراقية في موسكو بقيمة 4.3 مليار دولار بعد مفاوضات ناجحة تشمل طائرات مروحية هجومية ومضادات للطائرات وأنظمة صواريخ وعربات مدرعة قابلها صفقة طائرات اف 16 ومعدات وأسلحة بقيمة ( 5.3 ) مليار دولار مع الولايات المتحدة وسيتم الإنتهاء من توريد الوجبة الأولى عام 2014 وحاليا تجرى محادثات مع الولايات المتحدة لتوريد صواريخ مضادة للطائرات وطائرات هليكوبتر هجومية طراز اباتشي ليصبح المجموع ( 12 ) مليار دولار في حين سيكون العراق في عام 2020 قادرا على حماية مجاله الجوي وهو أم لا يغيض قادة أقليم كردستان فحسب بل حتى دول المنطقة.
الروس على دراية كبيرة بمستوى المواجهة بين مسعود بارزاني ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والتي باتت أكثر وضوحا وبالتالي فهم على علم مسبق بنوايا وأهداف الجانبين خلال زيارتهما الى موسكو ، فإنها في الوقت الذي تتعامل دائما مع الحكومات المركزية وليس الأقاليم فإنها تحاول النأي بنفسها عن تهمة " التدخل " في شؤون الداخلية وهو أمر معروف لدى الدبلوماسية الروسية على مر التاريخ فإنها في الوقت نفسه ترفض بيع اسلحة لإقليم كردستان لأنه مخالف للدستور العراقي ، ولأنها أيضا لا تريد أن تكون طرفا في خلافات داخلية بل على العكس ترحب دائما بلعب دور الوسيط لحل هذه الخلافات ، والإستماع الى وجهات نظر المتخاصمين وعدم قطع جسور العلاقة معها ، ويعفون أن قرار فسخ العقود مع الشركات الأجنبية لا يستهدف الشركات الروسية فقط وإنما حتى الأمريكية منها عقد شركة اكسون موبيل .
يخطأ من يعتقد بأن النوايا تسير نحو إعلان الأكراد " دولتهم المستقلة " في المستقبل المنظور على الاقل وإن كان ذلك حق طبيعي للشعوب ، إلا أن الفيدرالية التي يتمتعون بها الآن تكفل لهم إبتزاز الحكومة المركزية في أي وقت ، وشعار التعايش مع الأطياف الأخرى العراقية على أساس المصالح المتبادلة والحقوق هو شعار " زائف " يراد فيه تحقيق أفضل عناصر الابتزاز المباشر والواضحة ، وحصتهم في الميزانية العامة ( 17 ) بالمئة ، وإصرارهم الى زيادتها هذه الحصة على حساب المحافظات الأخرى التي هي أكبر منها مساحة وعددا في النفوس خير دليل على ذلك ، وإن الإستقلال " المزعوم " لن يحقق لهم مثل هذه الموارد !! .
المتتبع لشؤون المنطقة العربية وبالأخص ما يجري في سوريا يفهم جيدا المغزى الحقيقي من زيارة رئيس إقليم كردستان العراق ، المراقبون الروس يرون أن البارزاني يسعى الى تحقيق حكم ذاتي لأكراد سوريا على غرار ما موجود في إقليم كردستان العراق لمشروع مستقبلي هو الآخر بمثابة " الحلم " لتحقيق دولة كردستان الكبرى وهذا الأمر ترفضه تركيا بشدة وتعتبر تهديدا لأمنها القومي لأنه سيثير اكرادها للمطالبة بذلك ايضا حيث حذر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان " أنه في حالة مثل هذا السيناريو في سوريا ، موقف تركيا لن تكون هي نفسها كما كان في العراق " ، بالإضافة الى أن زيارة البارزاني لموسكو في هذا الوقت هو نتيجة شعوره بأن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على تقاسم المنطقة وفقا لمصالحها ، وبالتالي فإن قدومه الى موسكو هو للحصول على شرعية دولية للقضية الكردية عبر البوابة الروسية ومرددا لهم " بس تعالوا " .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين دولة مراقبة
- ( إرهاب ) معاناة الأطفال في العراق
- الفساد ( الإرهاب )
- الإرهاب العشائري في العراق
- العراق والكويت .. إلى أين ؟؟
- هل سنأسف على ثوراتنا !!!
- كذب أوباما وإن صدق
- ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!
- من يضحك على من !!!!
- الثورات العربية من وجهة نظر روسية
- كتاب جديد - إمبراطور الغاز
- أنا وضعي مختلف .. !!!
- هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
- كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
- أفتخر .. لأنك عربي
- ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
- صحوة موت عمرو موسى سياسيا
- أيها الليبيون .. العبرة لمن أعتبر
- في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية
- بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )