أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سارة محمد الخطاب - الضبط الاجتماعي في العراق قبل عام 2003 وبعده














المزيد.....

الضبط الاجتماعي في العراق قبل عام 2003 وبعده


سارة محمد الخطاب

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 23:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الضبط الاجتماعي في العراق قبل عام 2003 وبعده
سارة محمد الخطاب
متخصصة بعلم الاجتماع-

الضبط الاجتماعي هو عبارة عن مجموعه من القواعد والقوانين والضوابط التي تهدف إلى تنظيم المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره من خلال مجموعه من الوسائل وهذه الوسائل تكون أما رسمية مفروضة، أو غير رسمية. فالوسائل الرسمية هي كل من الدين في المجتمعات المتدينة والتقليدية، والقانون. أما غير الرسمية، فهي الأعراف التي تتمثل بالقيم والعادات والتقاليد. فكل من هذه الوسائل الرسمية وغير الرسمية، هي التي من خلالها يتم الضبط الاجتماعي في المجتمع .
وتختلف وسائل الضبط الاجتماعي من مجتمع إلى مجتمع آخر، ومن زمن إلى آخر. فما يعتبر وسيلة مهمة ومؤثره في مجتمع ما، قد لا يعتبر كذلك في مجتمع آخر. وكذلك بالنسبة للزمان، فما يعتبر في زمن ما أو فترة ما وسيلة مهمة، قد تضعف هذه الوسيلة وتظهر أخرى غيرها لتكون أكثر تأثيرا وفاعلية في ضبط المجتمع. وهذا ما يعرف بنسبية الشيء، وهنا نشير إلى نسبية وسائل الضبط الاجتماعي ومدى ديمومتها أو تباين تأثيرها من مجتمع إلى آخر.
ومن هذا المنطلق وهو ما أود الحديث عنه في موضوعي هذا (الضبط الاجتماعي في العراق قبل عام 2003 وبعده). حيث أن الضبط الاجتماعي في العراق قبل 2003 كان قد شهد سطوة وقوة بأسه. فقد كان الوسيلة الأكثر فاعلية وتأثيرا في الضبط الاجتماعي في العراق، حيث كانت الدولة هي التي تدير المجتمع من خلال القانون وبذا فقد كان وكما ذكرنا اكثر الوسائل فاعليه وتأثيرا في ادارة المجتمع وتسيير اموره .
لكن هذا لا يعني أن بقية الوسائل الضبطية لم تكن تمارس دورها في عملية المجتمع. فقد كان هناك دور لكل من الدين والعرف لكن بدرجات أقل. أن ذلك قد نتج بالطبع نتيجة استقرار الأمن الداخلي إلى حد كبير رغم الحروب الخارجية والانتفاضات التي حصلت، وعد تغير نظام الحكم في العراق الذي كان يمسك بقبضة من حديد، منذ عام 1968 وحتى وقتها.
أما بعد عام 2003، فإن ما حصل في المجتمع العراقي من حرب ودمار وخراب وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية قد أدى إلى ضعف القانون، كوسيلة ضبطية تمتلك أدوات تنفيذ قراراتها ويتمثل ذلك بالقوى الأمنية وحتى الجيش أحيانا، بمقابل غياب ذلك لدى الوسائل الأخرى رغم قوة سطوتها ذات البعد الاجتماعي بالنسبة للعرف والروحي بالنسبة للدين. ونتيجة لضعف القانون، فقد برزت الوسائل الأخرى التي غيرت معادلة الضبط الاجتماعي إلى حد ما. ففيما يتعلق بالعرف مثلا، عاد اعتبار العشائر نتيجة لدواع غياب أو ضعف القانون من جهة وشيوع نظام الصحوات التي لعبت دورا في محاربة الإرهاب في بعض المناطق من البلد. حيث أصبحت كل عشيرة تقوم بوضع عدد من رجالها في الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل مجتمعها المحلي.
أما فيما يتعلق بالدين ولنفس الأسباب المتمثلة بغياب الأمن والحروب والأزمات، فقد برز إلى الواجهة، ومارس شيئا فشيئا دورا في عملية الضبط الاجتماعي من خلال قيام رجال الدين بإلقاء المحاضرات الدينية التي تدعو إلى الحفاظ على المجتمع والالتزام بقوانينه تارة أو بالتثقيف على عاملي الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.
خلاصة القول أن الضبط الاجتماعي قد اختلت معاييره وتباين دور وأولوية وسائله وأدواته في المجتمع العراقي بين مرحلتي ماقبل عام 2003 وما بعده. وأن ما ننشده هو أن يتم ترجيح قوة القانون لأنه وضع طبيعي لا استثنائي ويعتبر معيارا للتحضر والمدنية التي تقوم عليها دولة المؤسسات الحديثة لا التقليدية.



#سارة_محمد_الخطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سارة محمد الخطاب - الضبط الاجتماعي في العراق قبل عام 2003 وبعده