أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابو زيد حموضة - أفكار عامة حول العَلمانية















المزيد.....

أفكار عامة حول العَلمانية


ابو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 18:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لسنا ضد التدين لكننا ضد التطرف الديني .. حكيم الثورة .. المفكر جورج حبش
مقدمة:
تؤسس الحركات الدينية، بكل أطيافها، اليوم لمرحلة جديدة من تاريخ العرب، أو قل لمرحلة جديدة من تاريخ الصراع الداخلي حول المستقبل. ألا وهو صراع بين قوى دينية عنفية او سلمية، وقوى عَلمانية حداثوية. قوى تسعى لاعادة انتاج الدولة الدينية، وقوى تريد دولة مدنية يكون فيها فصل بين الدين والدولة .
تمهيد:
تنتمي العَلمانية الى تاريخ الدولة الحديثة في أوروبا في ق16 وق17 ونشوء الدولة الحديثة على انقاض الدولة الوسيطة ذات الطابع الكنسي، هذا هو التاريخ الذي يدشن قيام الدولة العلمانية في التاريخ البشري.... وكان الصراع بين سلطة البابا الذي يستمد سلطته من الإله مباشرة باعتباره ممثلا له على الارض مباشرة وسلطة الامبرطور أو الملك.
الانقلاب حصل في مفهوم السيادة:
انتقال السيادة من البابا للملك احدث انقلابا عمليا وفكريا ونظريا، بحيث نحى المقدس جانبا وأعلى من شآن الدنيوي، وبداية دحض فكرة الحق الالهي في السلطة التي يدعيها البابا التي بدأت ذروتها في كتاب روسو ( العقد الاجتماعي ) ، بعدئذ انسحب فصل المقدس عن الدنيوي في الدولة على التعليم والحريات العامة وكافة مجالات الحياة.
من أين جاء معنى وأصل كلمة العَلمانية؟
أصل الكلمة أجنبي secula وتعني العالم الدنيوي، العَلمانية لم تشتق من العلم science، وخطأ أن نرد المفهوم الى مفهوم العلم أو نعتبرها مشتقة منه. وانما اشتقت من العَلم أي العالم، وتلفظ العَلمانية بفتح العين لا بكسرها كما أشار الفيلسوف زكي نجيب محمود في مقاله ( عين فتحة عا ). لذا لا يجوز لفظها الا بفتح العين وإلا فقدت مضمونها ومعناها وأصلها الغربي.
هل من ضير أن يكون أصل العلمانية أوروبيا كما يعتقد المعارضون لها ؟
لا نجد ضير في ذلك لعالمية التاريخ والتأثيرات المتبادلة بين أمم الارض ووحدة المشكلات البشرية وخصوصيتها، وحاجات المجتمع التي تنشأ موضوعيا والتي يعبر عنها الوعي في صورة مطالب سياسية اقتصادية ثقافية ..الخ. فلو رفضنا كل مفهوم أو ظاهرة أصله اوروبي فان جزء كبير من حياتنا يتوجب أن نلغيه الغاء كاملا. فالجمهورية والملكية والدستورية، والدستور، والانتخابات التشريعية، وبنية الوزارات وطرق التعليم، والعلوم نفسها هي من منجزات حضارة اوروبية أصبحت جزء لا يتجزأ من واقعنا المعاش.
ماهو مضمون العَلمانية؟
• فصل الدين عن الدنيا، فالدنيا جملة أشكال الحياة المجتمعية والثقافية والعلمية، أما الدين فهو علاقة فردية تقوم بين المؤمن والإله وهذه العلاقة ليست بحاجة الى وسطاء كما اشار مارتن لوثر. هنا يجب عدم الخلط بين الديني والدنيوي بحيث لا يسيطر الديني على النشاط الدنيوي ويوجهه بالحياة الثقافية والسياسية و العلمية.
• فصل الدين عن الدولة، هو جوهر العَلمانية، ومن هنا نفهم معاداة رجال الدين للعلمانية. لأن الدولة هي التعبير السياسي والحقوقي والسيادي للامة والمجتمع. لكن الدولة الدينية تجعل الحكم لأوامر الإهية مقدسة، تفرض على الناس قوانينها وخياراتها دون أن تعبر هذه القوانين عن حركة التاريخ وحاجات المجتمع. فالعَلماتية ترفض الاكراه الديني ولا تعادي الدين بل تجعل من الدين خيارا فرديا لانها دولة الخيارات الحرة وتقف من الاديان على مسافة واحدة لأنها تنأى بنفسها عن المقدس ولا تطلق سهامها على الدين وانما على سلطة الدين السياسية كونها تصوغ قوانين دنيوية صادرة عن سلطات دنيوية ( تشريع وقضاء وتنفيذ ). فالدولة التي تنص على دين الدولة، ودين رئيس الدولة، والدين كمصدر ليست دولة عَلمانية.
• المواطنة، هي انتماء الفرد للدولة بمعزل عن معتقده الديني. البشر أمام المواطنة متساوون، فالمواطنة هي انتقال الفرد من مجرد فرد لا حرية له الى شخص يملك حقوقاً وعليه واجبات يحددها انتماءه الى دولة القانون. فالعَلمانية لا تحصر الترشيح الانتخابي على المسلم أو المسيحي وفق الشروط الدينية، لأن ذلك خرق للمساواة وللمواطنة. المواطنة تصون حق الاعتقاد والتعبير والاختلاف وتحميه.
ما الفرق بين العَلمانية والديمقراطية؟
يمكن أن تكون الدولة علمانية من جانب واحد، مثل فصل الدين عن السياسية، وتكون استبدادية، ويمكن أن تكون عرقية ذات ايديلوجيا قومي عنصري كألمانيا النازية وايطاليا الفاشية.
العَلمانية جزء من نظام سياسي عام هو النظام الديمقراطي.
فالديمقراطية تقود الى العَلمانية لكن العلمانية لا تقود الى الديمقراطية.
الديمقراطية نظام كلي شامل يؤكد حرية الفرد في خياراته السياسية والفكرية والاجتماعية، وهذا لا يستقيم في دولة دينية، أو دولة ليس فيها المواطنة نمط حياة. والديمقراطية ليست صناديق الاقتراع الذي هو ثمرة مجتمع مدني بخلاف الحكم الديني باسم الحق الإلهي أو باسم ولاية الفقيه التي تعتبر شكل من أشكال الحكم الديني ( الثيوقراطي ) فهذه الاشكال من الحكم غير علمانية وغير ديمقراطية حتى لو جرت فيها الانتخابات.
العَلمانية والهوية
الهُوية: شعور بالانتماء الذي ينجب التمايز بين البشر من حيث شعورهم الذاتي ... اذ يمكن للبشر في مجتمع واحد أن يعبروا عن انتماءاتهم وهوياتهم بأشكال مختلفة بأن يعبر عن هويته كمسيحي أو نابلسي أو قيسي أو عربي ... لكن في الدولة العلمانية تنتصر فيها الهوية الابرز . القومية – الوطنية – كونها الهوية الابرز بوصفها هوية المجتمع ككل.
العلمانية والاصلاح الديني
لتحديد الاصلاح الديني لا بد من التمييز بين الدين واللاهوت
الدين منظومة من التصورات الماورائية حول العالم.
اللاهوت نمط من المعرفة المتراكمة عند بعض الناس اختصوا بالدعوة والتلقين والشرح والتفسير والاجتهاد. اذن اللاهوت هو نص من وحي النص الاصلي يتطور ويتغير بشكل مستمر ويصبح المسيطر في تفسيراته للواقع السياسي والفكري. والمشكلة أن الاجتهاد أو التفسير للملقنين يصبح موازياً للنص القرأني لا يمكن النقاش فيه باعتباره مقدسا ... وهنا يحضر الفكر السلفي الذي يقصي ويكفر الاخر ويصدر فتاوي الغائه وقتله حتى لوكان مسلما مثله فما بالنا لو كان عَلمانياً...
فالسلفية ( هي لاهوت ما ) لكنها لا تندرج في اطار الاصلاح الديني كون التسامح والحوار واحترام الاجتهاد الآخر لغة اعجمية. السلفية لاهوت من حيث أنها قول بشري مؤول للنص ذاته وتعتبر اجتهاداتها وتفاسيرها وصلت الى حد المقدس فلا نقاش فيه ولا غبار عليه، مثل فكر القاعدة والسلفية الوهابية السعودية وجبهات السلفية النصرة وغيرها التي تدمر سوريا الان باسم الدين والممولة من قطر والمسلحة نظريا بفتاوي القرضاوي ومن لف لفه، والمتحالفة مع الاستعمار الغربي للدفاع عن الصهيونية واسرائيل وللاجهاز على ما تبقى من فلسطين .. هذه المشكلة السلفية ( الماضوية ) تطرق لها محمد أركون الذي دعا الى تحرير النص الاول من النص الثاني، كون الثاني أصبح تراثا مقدسا. ورأى أركون لانطلاق الامة وجب تغير النص الثاني وتأويله، كونه ليس منزلا، ولا ربانيا وانما اجتهاد بشري، يجب اعادة صياغته من اجل النهوض بالحاضر والتطلع الى المستقبل .
أما الاصلاح الديني فهو مظهر من مظاهر اللاهوت المتعددة .. بل هو اللاهوت الحديث المعاصر الذي يسعى للتلائم مع مشكلات العصر. وهو ثمرة التناقض بين النص والتاريخ ومحاولة ايجاد التصالح بينهما واستنباط المهم للاجابة على أسئلة العصر، والتصالح والاصلاح يتم فيه استخدام العقل لاصلاح الواقع وليس لاصلاح الدين، فالاصلاح الديني العربي وسيلة لاصلاح الواقع العربي عن طريق العقل البشري الذي تاثر بالدول الاوروبية المتقدمة كالافغاني ومحمد عبده وغيرهم التي اصبحت أوروبا مصدر وعيهم وخاصة في مسالتي العلم والحكم الدستوري.
هل يمكن التصالح بين النص والتاريخ دون العقل؟
يتبع
عن كتاب العرب والعَلمانية
ل د. أحمد برقاوي رئيس قسم الفلسفة في جامعة دمشق
تلخيص أبو زيد
19/2/2013



#ابو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المجلس الوطني ملك لجميع أبناء الشعب الفلسطيني- .. ورشة عمل ...
- كيف يرى المنتدى التنويري في نابلس تفعيل م. ت. ف. مستقبلا .. ...
- الاستاذ الدكتور عادل الاسطة في المنتدى التنويري يحاضر عن روا ...
- العولمة وأمريكا الاتينية: دروس للعالم العربي .. د بلال الشاف ...
- قراءة اخرى للثورات العربية في ذكرى الحكيم د. جورج حبش ... د. ...
- الخلافة بين الدين والسياسة .. ا.د. جمال جودة و د.ناصر الدين ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابو زيد حموضة - أفكار عامة حول العَلمانية