أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة/الجزء الثالث















المزيد.....

يوميات مدينة/الجزء الثالث


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


يوميات مدينة/الجزء الثالث
عبد الستار نورعلي




هذهِ الأضواءُ تغزو العينَ والرؤيةُ صفرٌ

وأنا أسمعُ جازاً يطرقُ الأسماعَ
كالماء الذي ينسابُ في جدولِ هذا الكونِ
نحو البئرِ ، والبئرُ صموتْ

سمعَ الصدِّيقُ صوتَ الذئبِ
في ألسنةِ الإخوةِ
والذئبُ براءٌ من دمِ الماءِ
فيابئرُ ارفقي
فالطفلُ في خاصرةِ الحُلْمِ انتظارٌ
نازفٌ سبعاً سماناً
في تواريخ الممرّاتِ العجافْ

كانتِ الرؤيا نجوماً في سماءِ القمر البازغِ
والشمسُ سجودٌ، وبقايا السِـفر ظلَّـتْ
تُمطرُ الريحَ ، انطفاءَ العينِ
في البيتِ العتيقْ

ودمُ الأنيابِ مرسومٌ على لحم الأشقّاءِ
اهبطوا، بعضٌ لبعضٍ لعنةٌ
والجنةُ الموعودةُ الدانيةُ الأعنابِ
والأرطابِ والشهْدِ المُصفّى غربةٌ
في غابةِ الطوفانِ والقُمّلِ
والطاعونِ والليلِ وأفواهِ الحريقْ




* الخميس 11 فبراير 2010
الساعة 14.00 / المكتبة العامة


في حانةٍ في شارعِ الرشيدِ
همٌّ وسُكارى
وغناءُ الحزنِ مبحوحٌ
صراخٌ ، هذرٌ ، ضحكٌ ، بكاءْ

الجنديُّ العائدُ من جبهات الحربِ
أمامي في الكرسيّ الخشبي

كأساً ...كأساً ... تفرغُ مائدةُ الليلةِ
وسجائرُ تشتعلُ
وكلامٌ يبحثُ عن أجوبةٍ

وجهٌ أسمرُ شاحب
في فمهِ توليدُ الخوفْ

عينانِ تدورانِ

ـ هل تبحثُ عن شيءٍ ضاع هنا ؟
أم في رابية الحرب هناك ؟

سنواتُ رضاعةِ أحلامٍ
عشقٍ وخيالٍ قد ضاعتْ
من أيدي التاريخِ
سقطتْ في قارعةِ الحربِ المشتعلهْ

لا تطفئها أنفاسُ الأيامْ

وطنٌ في عينيه السوداوين الساطعتينْ

يتحدثُ عن وطنٍ ضاعَ هناك
بين بساطيل الجنرالات وسوط القائدِ

أطبقَ عينيهِ على الكرسيِّ ونامْ


* الاثنين 22 مارس/آذار 2010
الساعة 13,00/المكتبة العامة

* الشاعر:

يرتدي قبعةَ الريحِ ويلقي بعصاهْ
بينَ أمواج هياج البحرِ
والليلُ اقترابُ الرأس
منْ أجنحةِ النارِ ، وحلمٌ
أنْ يكونَ الصبحُ أعياداً لعشبِ النورِ
في قاربهِ المبحرِ نحو النبعِ
في فردوسِ آدمْ

ثمّ يصحو دهشةً تهبطُ
منْ علياءِ عينيهِ على الأفْقِ انبهاراً
صبحُهُ كرّاسةُ الرسمِ
فضاءُ الطيفِ في زاويةِ الشارعِ
صمتٌ بينَ أمواجِ المحيطْ
وخشوعٌ ، وخضوعٌ لمواعيدِ الهبوطْ


* الجمعة 23 تموز 2010
الساعة 13.00/المكتبة العامة

أمسكتُ العتمةَ منْ أذنيها

أقبلتِ الريحُ الباردةُ
تتماوج
الساعةُ واقفةٌ
تتراوحُ في قبو الماضي

ها نحن نجرُّ الأذيالْ
نحو كهوفِ دواخلنا

عيناكَ العصفورانِ يقتفيانِ
أثر َ الشمسِ
وثمارَ الأشجار

حبّـاتُ اللؤلؤ
المعقودةُ بالبؤبؤ
تنفرطُ
مثلَ الأغصانِ عن الأشجارْ

هل تلتقط الحباتِ
أم لا تحفلُ أن تنحدرَ
في الهوةِ بين الرملِ
وأعشابِ الحقلِ المسدود ؟

عيناك شهابان اقتحما التاريخَ وعادا
بخفي حنين

نعلاك تمزّقتا
من كثرة أشواك الدربِ
وقيعانُ الرغبةِ أصداء رنين الأجراس

أتواصلُ سيرَكَ بعد الساعةِ
أم أنّ الساعةَ واقفةٌ عند القدمين؟

تلك الأيامُ نداولها عشقاً
شوقاً ، عرَقاً ، نزفاً،
تاريخاً يتراجعُ
جغرافيا تحترق
وأناساً من شمع

المتحفُ حدٌّ ما بينَ الرغباتِ الكبرى
وجمود الأعصابْ

حين وقفْتُ بباب القافلةِ
رحلتْ منْ دون وداعٍ
أو وعدٍ بلقاءْ

صرتُ وحيداً
أتعرّى من جلدي
في دار الغرباءْ

نعق غرابٌ فوق الرأس
ذكّرني بسفينة نوح
أنتظرُ طلوعَ حمامة غصن الزيتون
أنتظرُ... أنتظرُ ...

ذبُلَ الغصنُ على الشاطئ
والطيرُ تقافز من رمل والى حجرٍ

رملٌ حرّاق
حجرٌ صوان
ورياحٌ هبّتْ عاصفةً
بوجوهِ الأشجار

العصفور الغافي فوق الغصن
تهاوى في النار

أنا مسروقٌ
أنا محروقٌ
أنا مشنوقٌ
في داخل أقبية الكتبِ
وعيون الناس

لم تُفتحْ نافذةٌ
رغم الأنواءِ ورغم الإعصار




* الأثنين 24 يناير 2011
الساعة 23.00


ماذا يحدثُ في هذي الساعة؟

الصمتُ حديدٌ صُلبٌ
لا يتغيرُ من حالٍ الى حال
رغم الدقّ الهائلِ بالمطرقةِ
منْ داخلِ هذا الصمت

أأنا أهذي
أم أنّ الوقتَ ثقيلٌ؟

لا أدري

مَنْ يدري؟

العلمُ لدى العرّافِ النائمِ
في كتبِ الصمتْ

دقاتُ الساعةِ تُشعلني
منْ قمةِ رأسي
حتى أخمص قدَمَي حَرفي

قالَ أبي يومَ وُلِـدتُ:
في حُلمٍ بالأمسِ
كانَ ينامُ على حدِّ القمرِ
هذا المولودُ وحيدي
فليسترْهُ الستّار

اليومَ أنامُ على حدِّ الرأسِ
وعلى جمرِ الأسرارْ

الليلُ سميرُ الحيرانْ
ونديمُ السكرانِ ونارُ العاشقِ
المحرومِ من النيرانْ

كنتُ أصلّي في محراب الكوكبِ
كوكبِ ذاك الشرقِ
وهي تغني:
"سهرانْ لوحدي
أناجي طيفك الساري"
فسهرْتُ لوحدي... ولوحدي
حتى آخر رمقٍ في الكأسْ
فامنحْني ياربّي كأسَ رضاكْ
حتى آخرِ رمقٍ في الجمرةِ

أنا أهواكَ فأطلقْ أجنحتي ويديّا
أمّا القدمانِ ففي السعيِّ
وأنا الحاملُ قلبي قنديلاً في الصحراءْ

ايامُ السبيّ توالتْ
منْ أيامِ التابوتِ وأيامِ النعلينِ
وعمامتهِ

أنا ابنُ السبيِّ الدائمٍ
منْ غير كلامْ

أوقدتُ كلامي منْ جمرٍ
منْ زهرٍ
منْ ماءٍ
منْ عبقِ الأيامْ

فاستلوا الخنجرَ طعنوني
ومنَ الخلفْ،

نصفي الروحيُّ ينامُ الآنَ
في المشفى منْ غيرِ كلامْ
لا ينطقُ... لا يتحركُ
لا يسمعُ قولي ونشيدي ونشيجي
لا يسمعُني
فالآلاتُ الأنفاسُ ، الدمُ ،
رمقُ الروحْ *

اللهمّ اسمعْ ما أدعو
فلْيسمعْني
فالروحُ
منْ أمركَ
فاسمعْني!



(*) اشارة الى أخي في الرضاعة وتوأمي الروحيّ وصهري الذي نشأنا وتربينا معاً منذ اليوم الأول الذي وُلدتُ فيه ولم نفترقْ يوماً ، هو لاعبُ كرة السلة الدولي السابق وعضو المنتخب الوطني الكابتن داود سلمان رمضان (داوي) ، وهو في لحظة كتابة اليوميات هذه راقد في المستشفى غائباً عن الوعي يحيا على شبكة من الآلات والأنابيب يصارع المرض .


عبد الستار نورعلي
اسكلستونا/ السويد



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الكلمات المسروقة
- قرأتُ كثيراً
- الميناء
- الزحف
- آني أمك يا شاكر
- سيدتي بغداد
- الساحات ملأى بالخيل وأزهار الشوق
- وصايا داخلية
- من سيرةِ داوود سلمان
- الخيول
- مرثية شارع أبي نؤاس
- الرواية الثالثة
- ثورة 14 تموز من الذاكرة (3)
- اختلال
- فوضى
- الظلُّ والشرفة
- البُغاث
- في عمق مدينتك
- وعشقت : في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- مؤتمر القمة


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة/الجزء الثالث