أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مُظاهرات العراق . الى أين ؟














المزيد.....

مُظاهرات العراق . الى أين ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أدري لماذا ، عندما اُراقبُ مُظاهرات الأنبار والموصل ، عن كثب .. في الأيام العادية ولا سيما في الجُمع .. فأنني لا أشعرُ بالتعاطُف المُنتَظَر ! .. في حين تَشّدني مُظاهرات العمال في اليونان مثلاً او إحتجاجات الجماهير في اسبانيا او تشيلي وغيرها وأشعرُ بالتعاطُف الكامل مَع كُل الذين يخرجون للتظاهُر ضد العولمة المتوحِشة حول العالم .. بل أنني لم أكن أنَم في لياليٍ كثيرة أبان الثورتَين التونسية والمصرية وأتابع لحظة بلحظة ما يجري في ساحة التحرير وسط القاهرة ومحيطها .. هاتَين الثورتَين اللتَين لم تكتملا ، ولكن فصولهما مازالتْ مُستمرة . أعتقد ان ما يُمّيِز الثورتين التونسية والمصرية منذ إندلاعهما ، هو العفوية التي بدأتْ بها ، و " الشباب " الذين قادوها .. الشباب غير المُلّوثين بالإنتماء الى الاحزاب السياسية .. الشباب الداعين الى التغيير والى الثورة .. المندفعين والمتكاتفين والحائزين على نَفَسٍ طويل .. هؤلاء الشباب وأصدقاءهم وأهاليهم .. هُم الذين أسقطوا حُكامهم المُستبدين .. ثم جاءت ْ الأحزاب مُحاولةً اللحاق بهم وركوب الموجة .
لا شّكَ ان لدينا في العراق ، الكثير مِما يدعو الى التظاهُر والإعتصام والإنتفاض .. هنالك الكثير من اللاعدالة والتمييز والظُلم .. هنالك الفساد المتعاظم ، هنالك إحتكار السلطة ، هنالك سوء الخدمات والوضع الأمني المُتردي .. الخ . ولكن المُظاهرات التي خرجتْ في الفلوجة والرمادي ثم إنتشرتْ بسرعة الى اماكن اُخرى .. كانتْ في يومها الأول ممتازة وصحيحة وشعاراتها داعية الى الإصلاح الجذري وغير مُسيسة ولا طائفية وضد الطبقة السياسية الفاسدة برمتها .. ولكن سُرعان ما تلقّفها وتَبَناها طَرفان كلاهُما ليسا مَحل ثقة : شيوخ العشائر ورجال الدين ! . وهذّين الطرفَين بعد إلتحاق السياسيين الإنتهازيين الفاسدين بهما ، أفرغا المُظاهرات والإعتصامات ، من مُحتواها الثوري المنشود والمُنتظَر .. وتدريجياً أصبح صوت الشباب الداعي الى التغيير الجذري وطرد الطبقة السياسية الفاسدة ، خافتاً .. بل انه إختفى تحت وطأة تَحّكُم شيوخ العشائر ورجال الدين .
دلّوني على دولةٍ نجحَ فيها الإسلام السياسي بقيادة ثورةٍ " حقيقية " ( فحتى في إيران كان رجال الدين جُزءاً من الثورة التي إشترك فيها اليسار والنساء والقوى الثورية جميعا ) .. او إستطاع ان يُدير الحُكم بعد التغيير ( ومثال تونس ومصر خير دليل ) .. فلقد دأبَ الإسلام السياسي المُنظَم جيداً والحاصل على الضوء الأخضر من الغرب .. أن [ يسرق ] الثورات الجماهيرية ويستولي عليها .. والنتيجة الواضحة للعَيان .. هي تراجُع هذه الدُول على كافة المُستويات .. وليس إيران ومصر وتونس ، هي الامثلة فقط .. فهنالك السودان وافغانستان والصومال وغيرها . إذن ان المُظاهرات التي يقودها رجال الدين في الموصل وغيرها ، لن تفضي الى أي تغييرٍ حقيقي ، وحتى إذا أدتْ الى سقوط الحكومة ، فأن الآتي سيكون أتعس وأكثر بُؤساً . ومن البديهي ان شيوخ العشائر ، ليسوا بأحسن من رجال الدين .. فهؤلاء أيضاً ، برؤاهُم القبلية المُتخلفة وإنتماءاتهم العشائرية الضيقة .. ليس من أولوياتهم مُستقبل الوطن ولا الجماهير العريضة .
هذا لايعني على الإطلاق .. انه لاينبغي التظاهُر ضد الحكومة ، او الإعتراض على كُل السلبيات الكبيرة الموجودة .. بل على العكس من ذلك .. يجب تصحيح مَسار الإحتجاجات ، وتخليصها من نفوذ وسيطرة رجال الدين وشيوخ العشائر .. وتوسيع جغرافيتها لتشمل كُل العراق .. بحيث تكون غايتها : الإصلاح الجذري والحقيقي لمنظومة الحُكم .. وليسَ إستبدال فاسدٍ ومُستبِد .. بِفاسدٍ ومُستبدٍ من نوعٍ آخر !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُقعة ضوءٍ صغيرة
- ميزانية الاقليم : اللحم والعَظم
- طرطور
- إشاعات من الموصل
- أم كلثوم المُنّقبة والمعّري المقطوع الرأس
- نحنُ مُستعجلون .. والعَجلة لا تدور
- قضية - سيمون - وتداعياتها
- نصيحة
- صديقي الراحل والجّنة
- لا وجود لأي فسادٍ في أقليم كردستان
- بين تركيا وحزب العمال .. مُلاحظات
- مُحّمَد ( ص ) يدعمُ مُظاهرات الموصل !
- كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟
- مَشهدٌ بسيط من الحِراك الفكري
- في العراق .. المياه لاتعود الى مَجاريها
- الإسلام السياسي ، مُشكلة بحاجة الى حَل
- خريجون بلا مَعرِفة
- الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !
- لا ثورة حقيقية في الموصل
- صراعٌ أقليمي على -رأس العين-


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مُظاهرات العراق . الى أين ؟