أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - الحرية لأحمد القبانجي














المزيد.....

الحرية لأحمد القبانجي


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 11:09
المحور: حقوق الانسان
    


احمد القبانجي، باحث ومفكر في الشأن الإسلامي، هو ابن المؤسسة الدينية الشيعية والعارف بالكثير من خباياها وممارساتها وصمتها ومساوماتها. ما يطرحه من مراجعات وانتقادات للنص الديني وكتب التراث وسير الكثير من رموز الإسلام وممارسات شيوخ وفقهاء الدين وفضحه للكثير من الحكايات والاساطير الباطلة التي يعج بها هذا التاريخ عبر كتبه ومحاضراته بشكل جريء وصريح وصادم للعقل المستتب الذي أعتاد الصمت والتسليم بما تطرحه هذه المؤسسة ورجال الدين من تفاسير وفتاوى، يشكل صدمة لتلك المؤسسة التي تريد ان تعمل بصمت وان تبقي الغشاوة تحجب الرؤية والرؤيا عن اتباعها. ولذلك فانها لجأت، عبر رموزها او المتحدثين بإسمها، الى اتهامه بالخروج عن الدين !!! لنستعيد معها الاتهامات التي وجهتها الكنيسة ومحاكم التفتيش التابعة لها للمفكرين والفلاسفة والعلماء بالهرطقة والزندقة ومعاداة الله والملوك والامراء. ولعل اعتقاله اخيرا يأتي تتويجا لحملة متواصلة من التخوين والإتهامات التي وصلت حد البراءة منه.

ليست المرة الأولى التي يبرز فيها شخص من داخل المؤسسة الدينية واحد طلابها ليعمل على إزالة الصدأ الذي يعلو مسامات الفكر الديني ويدفعه نحو التقوقع والتشبث بالتحريم والتحليل والتستر بكم هائل من مقدسات لا يجوز المس بها، تشكيكا ومراجعة وانتقادا، فقد سبقة في ذلك العديد من الذين حاولوا كشف المستور و قد واجه الكثير منهم التسقيط والتشهير و الاغتيال والسجن وحرق الكتب سواء في العراق او في دول أخرى. وان الساحة الان تعج بعدد كبير من الذين غادروا اروقة تلك المؤسسة الدينية ومدارسها فتحولوا الى دعاة للدولة المدنية العلمانية ويتمتعون بحضور فاعل على الساحة الثقافية والإعلامية. ولكن مشكلة احمد القبانجي انه ظهر في وقت تمارس فيه المؤسسة الدينية دورا مرعبا في تشديد أسلمة (أو أشيعة) المجتمع والدولة وان فئات وشرائح كثيرة سلمت أمرها لكلمة تصدر من هذا المرجع الديني او ذاك.

ايران، التي اعتقلت أحمد القبانجي بواسطة جهاز مخابراتها "الإطلاعات" لتوحي للمتابع اننا ازاء قضية تمس أمن الدولة القومي!!! تمتلك سجلا مريعا في قمع الحريات ومصادرتها وان سجونها، السرية والعلنية منها، تشهد على مأساة اعداد كبيرة من اصحاب الرأي والفكر ومن الفنانين والصحفيين ودعاة الاصلاح السياسي والدستوري في هذا البلد الذي يعد احد البلدان التي يحكمها رجال الدين وبسلطات مطلقة للحاكم الفعلي المتوج بسلطة " الولي الفقيه".

ان سجل هذه الدولة مع المفكرين التنويريين من الديانة نفسها والعقيدة والمذهب الذي تنتهجه وتؤمن به،هو سجل بشع ومليء بالانتهاكات والسجن والتشريد والإغتيال. ولم يسلم منها حتى أولئك الذين ساندوا استيلاء الخميني على الثورة الايرانية وحرف مسارها وإن خطوته الاولى لتثبيت حكم الدولة الإسلامية كانت اعدام عشرات الالاف من الشيوعيين والقادة العماليين الذي كانوا القوة الاساسية التي أسقطت حكم الشاه. ولذلك فإن المخاوف على حياة وسلامة احمد القبانجي، بالنسبة لمن يدافعون عنه، هي مخاوف جدية.

اعتقال اي انسان بسبب رأيه وموقفه عمل مدان لانه يشكل انتهاكا لحرية الرأي والتعبير التي تشكل مَعلمًا من معالم عالمنا المعاصر رغم كل ما فيه من بؤس وقتل وحروب وإنتهاكات. اننا نؤمن بهذه الحرية وندافع عنها ونقف ضد من ينتهكها أو يصادرها بدواعي الخلاف الفكري والايدلوجي او الدين والمذهب او سلطة الولي الفقيه وسلطة الزعيم القومي المقدس.

منذ ان أُعلن عن اعتقال احمد القبانجي، فإن الكثير من المثقفين العراقيين يطالبون بإطلاق سراحه فورا وتحميل ايران مسؤولية الحفاظ على سلامته. وان هذا الموقف قد جوبه بجملة مواقف مستهجنة ورافضة لم تكن بقصد التقليل من اهمية اعتقال احمد القبانجي و مهاجمته بقسوة لا تختلف عن قسوة من سجنه فقط، بل ان هذه المواقف تأتي دفاعا عن ايران ومواقفها وممارساتها بإعتبارها حكومة تمثل مذهباً اسلامياً محدداً.

ان الصمت على اعتقال أحمد القبانجي هو مشاركة فعلية لسلطات القمع والاستبداد في ايران بجريمة اعتقاله ومنحها الموافقة على إعتقال وتعذيب وإغتيال كل من يختلف معها وان من يسعى لتبرير هذا الاعتقال او تجميل صورة نظام الملالي الاستبدادي بدافع الدين او المذهب، سيحظى بقسط وافر من عار الدفاع عن القمع وخنق الحريات.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير
- التعليم في العراق : نظام متردي وأبنية آيلة للسقوط
- صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!
- السلطة : رموزها ونُصبها
- مناقصة مجلس النواب وشذاذ الدملوجي
- صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - الحرية لأحمد القبانجي