أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - شمعة الشعر ومصباح النقد














المزيد.....

شمعة الشعر ومصباح النقد


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



إن الحياة ليست سوى شمعة ومصباح اندمج لهيبهما؛ ليكونا شعلة مضيئة في سنوات الجمر، إذ يصرح الأستاذ الدكتور الناقد عبد الكريم راضي جعفر في مقدمة كتابه الأخير عن تراقص تلك الشعلة المخبوءة في النص من خلال بعثه لومضاتها في الذهن وعن الظروف التي كتبت فيها هذه البحوث ( هذه بحوث كتبتها في سنوات الجمر العشر التي امتدت ـ بكل أثقالها ـ على حياتنا الخاصة والعامة .... السنوات العجاف .. سنوات الحصار التي قبضت على الأنفاس ) ص 5 ، فليس من قبيل المبالغة أو التمجيد المتحيز أن نكتب حول هذا الكتاب ؛ ذلك لأن المرء ليشعر عند قراءة هذا الكتاب بالمتعة الشعرية في متانة نصه النثري ، أقول الشعرية ؛ لأنه صدر عن صدر شاعر ، وأي شاعر ... يسعى المؤلف في سفره إلى إكساب تجربته النقدية خاصية الفن الشعري ، بما تلح عليه روحه الشعرية على خلاف سواه الذي يطلسم نقده غير المفهوم ؛ لأنه ـ المؤلف ـ يستقبل النص بكل حواسه استقبالاً صادقاً بذوق رفيع في الاختيارات للنصوص ، التي تتناسب مع ما يهدف إليه فــ( انتهت البحوث إلى تأسيس الشمعة والمصباح ؛ ليكون شاهداً للتوق و الإبداع اللذين يشكلان خرماً لسنوات الجمر فكانت الشمعة ميلادا لبحوث في الشعر والنقد وكان المصباح ميلادا لبحوث في النقد والشعر ) ص5 وإذ يوصف الكتاب بأنه يحترم تجارب الآخرين قديماً وحديثاً ؛ لمعيار فني خالص ، وإذ يسمو الكتاب بهذه التجارب إلى مرحلة الخلق النقدي التنظيري والإجرائي ؛ فيأتي في بابين : الأول جعله مؤلفه (في النقد) وضمنه بحوثاً لا يستغني الباحث عنها ولعل من أهمها : اهتزاز العقلنة الذي كان مادة دسمة لطلاب الدكتوراه في الجامعات العراقية ، أما الباب الثاني ، فجعله المؤلف ( في الشعر ) وفيه مباحث ، ولعل من أهمها ( بنية الرمال المتحركة : بحث في غموض قصيدة النثر للشبان العراقيين ) و( تكرار التراكم وتكرار التلاشي ظاهرة أسلوبية ـــ تطبيق على الشعر العراقي الحديث ) وهنا نود أن نسجل براءة اكتشاف الظاهرة والمصطلح للمؤلف ؛ لأنه وقف على ظاهرة أسلوبية في الشعر العراقي الحديث وهي تكرار التراكم الذي عرفه بقوله : ( هو التكرار الذي يشير إلى الزيادة أو كثافة الإضافة المؤدية إلى دلالة تجسد نوعاً من التضخم المنظم على شكل ثنيات مرتبة ) ص 237 ويطبق إجرائيا على نماذج من القصائد العراقية ، يبدؤها بقصيدة نازك الملائكة ( بقايا ) ثم السياب في قصيدته ( في السوق القديم ) وآخرين ثم يعرج ؛ ليعرف لنا تكرار التلاشي بقوله : ( المقصود به إقامة دلالة الاضمحلال على لحظة شعرية ) ص 248ويأتي أجراؤه النقدي على قصيدة السياب ( اتبعيني ) مشيراً إلى أن السياب قد يلجأ إلى الحذف والقطع لتحقيق هذا التكرار كما في قصيدة ( نهاية ) وغيرها من قصائده أو قصائد سواه من الشعراء كيوسف الصائغ ؛ أما بحثه الموسوم بــــ ( قراءة في نص قديم : ثنائية الزمن الوجداني : الزمانية السلبية والزمانية الإيجابية ) فجاء بقراءة مبتكرة وواعية للزمن الذي اصطلح عليه الزمن الوجداني ( بوصفه إحساساً إنسانياً تشترك فيه أمم الأرض جميعاً في كل زمان ومكان ) ص 261 متخذا نصاً وهو قصيدة لجميل بثينة مثالاً إجرائياً ليسجل فيها رؤاه النقدية حول الزمن الوجداني السلبي / الإيجابي في النص الشعري ؛ ليسجل فيه ذرات الزمن لا كما سقطت ، بل كما أوحت بزمن خاص ، فلسفه المؤلف ، بأنه ينبسط وينقبض ، يتأخر ويتقدم بالهمس ، بالصمت والكلام ، حافل بالحاضر والعود للماضي . تنماز بحوث المؤلف في هذا الكتاب بأنها انتصرت على الزمن السلبي ( الحصار ) ليندمج في زمن إيجابي إلى حد ما منتقلة ـ البحوث ـ من دائرة القدر والمصير إلى دائرة الوعي والحرية فحسبه أنه يلتقط ما تقع عليه عدسته الشعرية / النقدية؛ فالكتاب مناخ كامل من الأفكار والرؤى ؛ بيد أن صاحبه من الذين يعتدون أولاً وأخيراً بحرية الخلق وإطلاق العنان للخيال ، والكشف عما هو مخبوء داخل النص لأنه التمس السير في دروب مضاءة بالشموع والمصابيح سائلاً نفسه وإيانا( ترى هل كانت سنوات الجمر قادرة على إنضاج الخبز والكتابة ؛ لنكون : أنا وأنت ـ على الرغم من ضآلة أجسامنا ـ بثقل حجر كريم ؟! ).



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة المركبة في قصيدة مشهد نهايته انتحار
- المتعاليات النصية في قصص ثورة عقارب الساعة
- مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي
- المرأة في شعر زهير بردى
- قصيدة النثر ومعطلات التعبير
- التحقيب السردي عند القاص حسين رشيد
- ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال
- الذي رأى الاعماق كلها
- الصورة المشهدية في مجموعة مدن وحقائب
- صورة الرجل الفنية في مجموعة الليلة الثانية بعد الالف
- بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء
- جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - شمعة الشعر ومصباح النقد