أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الحايل عبد الفتاح - حركة 20 فبراير مستمرة














المزيد.....

حركة 20 فبراير مستمرة


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 08:17
المحور: المجتمع المدني
    


هاهي الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير تمر اليوم وكأن شيئا لم يحدث. مرت وكأن المغاربة يعيشون خارج التاريخ وبمعزل عن كل ما يقع في العالم العربي. لماذا طمست هذه الحركة التاريخية طمسا ؟ ومن طمسها وقلل من شأنها بل وحاربها؟
20 فبراير 2011 كانت مناسبة لن تعوض. مرت والمغاربة في غفلة عما يحيط بهم. وكأن المغاربة لا يحتاجون لشيء وكلهم يقولون "العام زين". خرصت أفواههم وكبلت حريتهم بطريقة سيستغرب لها المؤرخون والفلاسفة ورجال السياسة وغيرهم ممن يهتم بالحركة النضالية للشعوب المقهورة.
فالتعليم والصحة والقضاء بالمغرب في أسفل الرتب العالمية، والفقر خاصة بالبوادي وهوامش المدن يبعث على الحزن والشفقة. والديمقراطية ما تزال مجرد كلمة لا معنى لها في واقع غالبية المؤسسات الدستورية وداخل الأحزاب...ورغم ذلك شلت حركت 20 فبراير...لم تؤتي أكلها والنتائج المتوخات منها...
المسؤولون عن خيبة أمل المؤيدين لحركة 20 فبراير هم أولا الأحزاب السياسية الممخزنة وبعدها الأحزاب التقليدية. فحزب العدالة والتنمية اشتري مقابل سحب حصة مؤيديه من الحركة. وحزب الإستقلال لم يكن في صالحه الحراك الجماهري لأنه كان في سدة الحكم. أما الإتحاد الإشتراكي فقد بيعت أجهزته بل أن من قياداته من سب أو استصغر الحركة. فهي أحزاب كلها مخزنية باعت مقابلة ومناسبة لن تعوض...وستجني عواقب فعلها مع مر الأيام...فوتت على المغاربة وعلى نفسها فرصة الإنبعاث وكسب ثقة الشارع...فضلت في الغالب الصمت والحياد...
بقيت قلة قليلة من الغاضبين داخل هذه الأحزاب وخارجها يستهلكون نظريا فكرة حركة 20 فبراير. ولكي تشل الحركة شنت عليها حملة دعائية غير مسبوقة. أصبح مناظلو 20 فبراير ككثلة خارجة عن القانون أو شردمة لا تفقه شيئا...
أما المثقفون من المغاربة فقد التزموا الحياد...لم تكن لهم نظرة واضحة عن الحركة وأهدافها...فظلوا الإنتظار لعل شيئا يخلصها من حيرتها وورطتها التاريخية التي لا تغتفر...بل أن منهم من دخل في تخمينات المخزن ومن يحوم حوله من الأفراد والجماعات والأحزاب. وبعد أن تبين لهم أن حركة فبراير ستندحر أصبحوا يقولون : "نفضل أي نوع من الإستبداد والقهر والقهر عوض الوقوع فيما وقعت فيه تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا". وكأن الثورات عبر العالم نجحت بالأحلام فقط أو بالحماس لا غير...فالثورات الناجحة عبر العالم، خاصة الثورات الحقيقية التي أنتجت الدول الديمقراطية، باهضة الثمن وعالية التكلفة...ومن الطبيعي أن يضحي عدد من المواطنين، قل أو كثر، بأرواحهم ومستقبلهم من أجل الديمقراطية ومن أجل الوطن ليعم العدل والحرية وتوزيع خيرات البلاد بشكل شفاف وعادل...
أما وأن يخوفنا البعض، ممن تمخزن، من الوضع الحالي للدول التي اختارت سبيل الثورة للتغيير، فهذا تثبيط للهمم وقتل لروح المواطنة وهدم للثقة في الأحزاب ونخبة المثقفين والإعلاميين المغاربة...
حركة 20 فبراير خدلت من طرف الأحزاب السياسية ومن طرف ما يسمى بالنخبة...فسترى الأحزاب نتيجة تصرفها مع حركة 20 فبراير خلال الإنتخابات القادمة...
الإعلام المغربي في خضم الأحداث صامت لا يتكلم...باع حرية التعبير بعد أن اشتراها...هو الآخر بيع بثمن بخس...فقد مشروعيته ومصداقيته...كرس تسويد سمعة 20 فبراير...
هذا ولتهدئة الوضع وربح الوقت وخلط الأوراق، كان لزاما على السلطة المخزنية أن تفبرك بديلا لما يحدث بالدول العربية الأخرى... فظهر دستور 2011 بقوة قادر ليشتري هو الآخر ما تبقى من أصوات 20 فبراير...
وبعد سنتين من تطبيق هذا الدستور لا شيأ تغير في وضع المغاربة...تعليم وصحة وقضاء يرثى لهم، وطرقات مرقعة، وبراريك منتثرة وسط حتى العاصمة الإدارية. بقي غالبية المغاربة ينهشهم الفقر والنصب والرشوة والمحسوبية والإستحواد على مالهم العام ويتعرض بعضهم للمحاكمات الصورية باسم النظام أو الأمن العامين أو محاربة الإرهاب...
خلاصة القول أن المغاربة غير مهيئين للتجربة الديمقراطية، لا يريدون أن يضحوا في سبيل تغيير الوضع المزري...
ورغم ذلك فحركة 20 فبراير مستمرة أبا من أبا وكره من كره. شباب جيل آخر سيحييها، وسيعلمون أننا نحن أيضا نحافظ في قلوبنا وعقولنا على ذكرى 20 فبراير. ومن يكره 20 فبراير فهو لا يحب الوطن ولا الإنسانية...ومن طرد حركيي 20 فبراير بالباب فهو سيصادفهم عبر النوافذ...
كل عام ونحن وأنتم فبرايريون
الحايل عبد الفتاح، محام من هيئة الرباط



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاق نظام التوقيت المستمر بالمرفق العمومي المغربي
- الإدارة المغربية لا تعمل إلا صباحا ؟
- مذكرات محام
- غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطي ...
- تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية المغربي
- هل بالجزائر آخر نظام عسكري في الدول العربية؟
- كيف نميز بين الصحيح من الخطإ ؟
- قلة المتخصصين والخبراء بالمغرب مشكل حاد وعويص.
- لوبيات بوزارة التربية والتعليم بالمغرب
- الفيروزات والميكروبات الفكرية الضارة
- مساهمة في إصلاح منظومة القضاء بالمغرب
- رسالة مفتوحة إلى معالي السيد الوزير الأول المغربي بن كيران
- الثورة المصرية بين جهل التابعين والمفسدين وتقاعس غالبية المث ...
- هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟
- سرقوا منا مؤقتا إنسانيتنا ووطنيتنا وكينونتنا.
- المهم هو إنجاح الثورة المصرية بالتصويت بنعم
- الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد
- اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين
- التصويت المصري بنعم للدستور انتصار للمسار الديمقراطي


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الحايل عبد الفتاح - حركة 20 فبراير مستمرة