أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - الاختراق الصهيونى للوهابية















المزيد.....



الاختراق الصهيونى للوهابية


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 01:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتحدث البعض عن أنه من الممكن أن يحدث اختراقا ما للفكر الإسلامي المعاصر، أو للإسلاميين من قبل الصهاينة أو الصهيونية، وخاصة فى قضايا الصراع مع العدو الصهيوني والأمريكي ، هذا فى الوقت الذي يدعى آخرون أن هذا الاختراق حدث بالفعل، بشكل أو بآخر من قبل هؤلاء الذين دخلوا الإسلام وهم متأثرين بثقافتهم اليهودية، ومن هنا كان للثقافة اليهودية والتشريعات اليهودية أثرا فى الاعتقاد والفقه، بل ومجمل الثقافة الإسلامية ، بيد أننا نرى مثل مجموعة أخرى من الباحثين والكتاب والمفكرين أن هناك اختراقا وليس تأثرا،وهذا الاختراق اختراقا صهيونيا وليس تسربا يهوديا حدث،إلا أن الخلاف بين هذا الفريق ليس حول الاختراق من عدمه بل حول الوقت الذي حدث فيه هذا الاختراق، مدى التأثير الصهيوني اليهودي على مجمل الأوضاع والثقافة والاعتقاد الإسلامي ككل.
وبناء على ما سبق ، فنحن نعتقد أن التيار الفكري الذى يبلور الرؤية الإسلامية الصهيونية هم " الوهابية" حصرا بكل تياراتهم وأشكالهم، وقد انطلقت "الوهابية" فى العصر الحديث والمعاصر من العربية السعودية إلى كافة أرجاء المعمورة .
النظام السعودي يمثل الحالة السياسية التي أنتجتها الوهابية، وقبل التعرض لقضايا الاختراق اليهودي للإسلام عن طريق الوهابية فى مسائل الاعتقاد، نستعرض فى هذا المدخل بعض من المواقف السياسية للوهابية السعودية التي تضع أقدامنا على أول طريق بحث ودراسة هذا الموضوع .
جاء النظام السعودي الوهابي – اليهودي الأصل ،في ضوء عملية تزاوجية بين حركة دينية أسسها محمد بن عبد الوهاب بمساعد العميل المخابراتي الإنجليزي اليهودي"مستر همفر"وقوة مسلحة كانت على هيئة عصابة غزو وقتل وتدمير وتآمر بقيادة محمد بن سعود ،استطاعت أن تلحق بها كل مناطق شبه الجزيرة بعد أن قضت على النفوذ الهاشمي في منطقة الحجاز،وبعد أن انتهت وعود الإنجليز للشريف حسين إلى "سايكس بيكو"، ووعد بلفور،وتم إجهاض المشروع الوحدوي العربي ، وبعد استولى آل سعود على مقاليد السلطة في شبه الجزيرة العربية بدأت ممارستهم الخيانية خدمة لحلفائهم الصهيو- صليبيين وعلى رأسهم الإنجليز ثم الأمريكان والصهاينة ،وقد ساهمت الثروة النفطية في استخدام المال لشراء الذمم والضمائر العميلة والدنيئة وجاءت كل ممارستهم في الاتجاه المضاد لأي مشروع مقاوم وضد أي حركة نهضوية عربية،يضاف إلى ذلك أنهم مارسوا العدوان على كل ما وصلت إليه أياديهم السوداء القذرة.
ومن جرائم هذا النظام اعتدائه على كل دول الجوار وقضم بعض من أرضها، ففى اليمن قام بتمويل نظام الإمامة الفاسد ودعمه من أجل القضاء على قوات وأنصار الثورة اليمنية، ثم قام باغتصاب الأرض ووقف ضد تطلعات والأماني الوحدوية لشعب اليمن وقاوم توجهاته التقدمية .
ومن هذه الجرائم تنازله – النظام السعودي الوهابي- طوعا عن الحدود التي تربطه بأرض فلسطين ( المحتلة) حتى لا يكون من دول المواجهة مع مع دولة الكيان الصهيوني،وعلى مدى أكثر من ستين عاما من عمر الصراع العربي-الصهيوني لم يشارك بطلقة واحدة ولا بجندي واحد،ومع هذا لم تسلم فلسطين من مؤامراته.
أما فى سوريا فقد وقف نظام الخيانة لآل سعود ضد الوحدة السورية-المصرية وقام بتمويل عملية الانفصال،وقد هرب كل قادة الانفصال للالتجاء إليه بعد قيام حركة الثامن من آذار- مارس 1958 .
كما قدم فهد بن عبد العزيز(الملك السابق) مشروع الاستسلام للتصالح مع العدو الصهيوني والذي سُمي فيما بعد بمشروع فاس عام 1982، ثم قدم عبدالله بن عبد العزيز(الملك الحالي) مشروعا آخر للصلح مع دولة الكيان الصهيوني والمعروف بالمبادرة العربية للسلام في قمة بيروت قبل سنوات،ويبدو أن آل سعود يتنافس ملوكهم و أمراؤهم على تسجيل أسمائهم في سجلات الخيانة،فمن مشروع فهد إلى مشروع عبد الله .
على مدار الثمانينيات من القرن الماضي مول النظام السعودي الوهابي الصراع الدائر في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي تحت لافتة الجهاد ، ودفع ما يقارب العشرين مليار دولار في سبيل ذلك ،ليس من أجل الجهاد بل لخدمة الأمريكان وعلى مدار نفس الفترة لم يدفع آل سعود دولارا واحدا لتمويل الثورة الفلسطينية،وكل الأموال التي كانت تصل منظمة التحرير الفلسطينية كانت أموال تجبى من العاملين الفلسطينيين على أرض شبه الجزيرة العربية .
شارك في غزو العراق بتقديم الأرض والماء والسماء والمال لتدمير العراق تحت عنوان تحرير الكويت، وبذلك فتح الباب من أمام الجيوش الغربية للإقامة فى المنطقة ، شارك في غزو العراق عام 2003 وقدم كل التسهيلات للقوات الأمريكية الغازية .
وإذا نظرنا إلى الموقف السعودي الوهابي من المقاومة الإسلامية المشتبكة مع العدو الصهيوني في لبنان والتي هزمت هذا العدو في حرب يوليو 2006 نقول لهؤلاء ليست هناك مفاجأة على الإطلاق إذ أن الفريقين يلتقيان على هدف مشترك هو الذي دعا الإنجليز لزرعهم في قلب جزيرة العرب ومنحهم السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة لتدمير أقصى ما يمكن تدميره منها كما يقول مؤدب الوهابيين ضابط المخابرات فيلبي.
أما على مستوى العمل الدعوى الوهابى فهو موقف متماس تماما مع الموقف السياسى الرسمى أى أنه خادما لقضايا العدوان وضد قضايا الامة ، ويمكننا أن نجد ذلك كنموذج فى فتوى ابن جبرين: هل يجوز نصرة (ما يسمى) حزب الله الرافضي؟ وهل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة؟.
الإجابة: لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي, ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم, ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين, ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرؤا منهم , وأن يخذلوا من ينضموا إليهم , وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة , فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم , وإذا كان كذلك فإن كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) .
أما التحالف مع العدو الصهيوني بشكل واضح وسافر، فهو ما عرف إعلاميا باتفاق العقبة،والذي ظل الكثير لا يعلم عنه شيء حتى فضحته مجلة "انتليجنس" الفرنسية، التي تخصصت في تحليل المعلومات الاستراتيجية في العالم كله، ونشرت حكاية، وتفاصيل اتفاق العقبة كاملة بعنوان "تحالف إقليمي سري ضد إيران".
اتفاق العقبة، هو أحد أهم خطوات التنسيق الاستراتيجي بين أهم خمس دول في المنطقة.. أربع دول سنية، وإسرائيل.. هو اتفاق جاء ليقف مرة واحدة، وبقوة في وجه إيران، وتزايد النفوذ الشيعي في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد ظهور قوة حزب الله في مواجهته الأخيرة مع إسرائيل.
إن اتفاق العقبة، كما يؤكد التقرير، هو اتفاق، بدأ بمبادرة من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، الذي قرر ان يجمع بين كل من السعودية والأردن ومصر وتركيا وإسرائيل، للعمل في إطار اتفاق واضح، ينظم تبادل المعلومات والتنسيق بينها، لمواجهة إيران..
ويبدو أن فكرة التحالف الاستراتيجي السني، راحت تختمر في ذهن الملك عبد الله الثاني، منذ أغسطس 2006، أي بعد انتهاء الحرب بين حزب الله وإسرائيل.. مواجهة خرجت منها إسرائيل مهزوما..و ضعيفا، وهو ما أثار قلق الملك عبد الثاني، الذي تقع بلاده على مرمي حجر من لبنان، وما يحدث فيه ينعكس على الأردن بأسرع من لمح البصر.
الملك عبد الله الثاني كان هو بداية سلسلة الاتصالات التي بدأت لتوقيع اتفاق العقبة.. أما الحلقة الثانية في سلسلة الاتصالات، فكانت الملك عبد الله بن عبد العزيز( ملك العربية السعودية).. منذ نهاية الحرب الإسرائيلية اللبنانية، صار ملك الأردن على اتصال مستمر بملك السعودية، الذي لم يخف قلقه بدوره من تزايد النفوذ الشيعي في منطقة الشرق الأوسط.
لكن، لم يكن من الممكن أن يكون ذلك التحالف قوياً ومؤثراً من دون وجود قوة أخري في المنطقة.. إسرائيل.. لقد نشرت صحف العالم كلها أخباراً مبهمة، عن لقاء تم بين كبار المسئولين في إسرائيل، وبين مسئول سعودي رفيع المستوي، قيل مرة انه وزير الخارجية السعودي، وقيل انه الملك عبد الله نفسه.. جاء تقرير المجلة الفرنسية ليعلن إن اللقاء تم بالفعل بين السعودية وإسرائيل، لكن قصته نفسها.. كانت هي الأساس الحقيقي لاتفاق العقبة.
كان معروف الدخيل، رئيس وزراء الأردن، ومدير مخابراته الأسبق، وسفيره السابق لدي إسرائيل، هو من
استطاع إقناع نظيره السعودي بضرورة إعلان السعودية عن الروابط مع الحكومة الإسرائيلية، بهدف تنسيق تحركاتهم في مواجهة إيران..ونقل السعوديون وجهة النظر الأردنية إلى الملك عبد الله.. لكنه لم يوافق عليها على الفور.
لم يرحب الملك عبد الله في توريط بلاده مباشرة في اتصالات معلنه مع إسرائيل في مثل هذا التوقيت الحساس.. لكن، كان هناك رجال حول الملك عبد الله ، نجحوا في إقناعه بالفكرة، وبالموافقة عليها.. لقد أجري الملك عبد الله عدة مشاورات مع الأمير بندر بن سلطان، الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي، وكان بندر متحمسا لفكرة بدء الاتصالات السعودية مع الإسرائيليين، خاصة انه يحتفظ بعلاقات وثيقة مع العديد من مسئوليهم، منذ أن كان سفيرا للمملكة في واشنطن.
لم يكتف الملك عبد الله بمشاوراته مع الأمير بندر، الذي كان في وقت من الأوقات، "مايسترو" العلاقات السعودية الأمريكية، وإنما أجري مشاوراته أيضا مع الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس المخابرات السعودي.
وكان رأي الأمير مقرن يتفق مع رأي الأمير بندر في ضرورة فتح قنوات اتصال مع إسرائيل، بهدف تبادل المعلومات في الوقت الحالي.
وجاء وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، الذي يعد من اقرب رجال الملك عبد الله، و أكثر من يحظون بثقته، ليؤيد بدوره فكرة بدء الاتصالات مع الإسرائيليين، ويحسم قرار العاهل السعودي في إطلاق الاتصالات مع إسرائيل، ومشاركة السعودية بكل ثقلها في اتفاق العقبة. وهنا بدأت الحلقة الثالثة في سلسلة اتصالات العقبة، التي دخلت فيها تركيا.
دخلت تركيا إلى اتفاق العقبة على أعلى المستويات.. طرح الملك عبدالله ملك السعودية الفكرة على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي كان أحد أكثر الموجودين قلقا من فكرة تزايد نفوذ إيران الشيعي.. فتركيا بالذات تكاد تقع بين فكي الكماشة الشيعية ما بين العراق وإيران، لذلك، بدا له اتفاق العقبة اقرب إلى طوق النجاة الذي يلقي لغريق، فتشبث به بكل قوته، وأعلن على الفور موافقة تركيا على المشاركة فيه، وتأكيدا لذلك، قرر اردوغان إرسال عدة مسئولين كبار من المخابرات التركية إلى الرياض.
وفي الرياض، عقد الأمير بندر بن سلطان، والأمير مقرن بن عبد العزيز عدة لقاءات ومشاورات مع مسئولي المخابرات التركية، لتصبح الرياض مقرا غير رسمي لوضع الخطوط الأساسية لاتفاق العقبة.. خاصة بعد أن سافر إليها عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية مرتين، ليعلن دخول مصر إلى الاتفاق.
يقول التقرير إن الوزير عمر سليمان سافر إلى الرياض مرتين .. وكان السبب الظاهر لزيارته كما نشرت الصحف، هو تنسيق التحرك العربي بين مصر والسعودية، وتبادل وجهات النظر بين البلدين حول ما ينبغي اتخاذه في فترة ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان.. وجاءت زيارته الرسمية الثانية لبحث تكوين حكومة ائتلافية في الأراضي المحتلة بين فتح وحماس لوقف الصراعات المشتعلة بين الجانبين، لكن الواقع، كما يقول التقرير، هو أن الوزير عمر سليمان سافر إلى الرياض في المرتين، لبحث مشاركة مصر في اتفاق العقبة الاستراتيجي، وليحمل أيضا، تأييد الرئيس مبارك للاتصالات السرية بين السعودية وإسرائيل، التي تبحث تنسيق الجهود في مواجهة إيران.
اطمأن الملك عبد الله ملك السعودية لهذا الدعم السياسي والدبلوماسي الذي حصل عليه من جميع الأطراف، الداخلية والخارجية، فأصدر أوامره للأمير بندر ببدء الاتصالات مع إسرائيل.
تقول مصادر التقرير الفرنسي ، إن اللقاء الذي تم فيه الإعلان غير الرسمي عن اتفاق العقبة، تم يوم 18 سبتمبر 2007.. أما مكانه، فكان في قصر الملك عبد الله الملكي على خليج العقبة في الأردن. أما أطراف اللقاء نفسه، فكانت من السعودية، والأردن، وإسرائيل.
بدأ الأمير بندر بن سلطان، بأوامر من الملك عبد الله اتصالاته، مع مائير داجان، رئيس الموساد الإسرائيلي، ووصل داجان إلى قصر الملك عبد الله في الأردن بصحبة يوران كوبوفيتز، رئيس طاقم العاملين الخاص بايهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي (السابق)، وكان معهما أيضا، جادي شاماني، رئيس طاقم أولمرت الأمني.
ظهر الأمير بندر بعدها في القصر الملكي بصحبة ثلاثة من كبار المسئولين في المخابرات السعودية، وهناك استقبلهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن بنفسه.
وانتهى اتفاق العقبة إلى ما هو أهم .. إلى ضرورة بدء تطبيقه بسرعة ، وتطبيق ذلك يعني إطلاق نوع من التحالف بين مخابرات الدول الخمس ، يضم مخابرات مصر وتركيا ، يتم فيه تبادل المعلومات بينهم للتعامل مع التهديد الإيراني في المنطقة ، لكن ظلت فكرة الاتصالات السرية بين السعودية وإسرائيل تشكل عائقاً أمام أطراف الاتفاق ، خاصة بعد الضجة التي أثيرت مؤخراً بعد نشر خبر لقاء مسئول سعودي بإسرائيليين ، فوافق رئيس المخابرات الأردنية على أن يقوم بدور الوسيط ، أو همزة الوصل بين المخابرات السعودية والموساد ، لتنسيق التعاون بينهما لتحقيق أهداف اتفاق العقبة .
رد فعل إيران على اتفاق العقبة كان سريعاً ، وقوياً ، ومباشراً .. فهو اتفاق لا يعرف أحد هل سيسصير بالفعل "عقبة" في طريق إيران .. أم في طريق من صنعوه ؟ .
مثلث السعودية وإسرائيل واميركا :
ما الذي يجمع هذا المثلث الغريب ؟ قد يظن البعض لأول وهلة أن علاقة هذا المثلث غير كاملة ، فإذا كانت أميركا وإسرائيل تربطهما علاقة تحالف استراتيجي فكيف يمكن أن تكتمل أضلع هذا المثلث خاصة في شأن العلاقة بين إسرائيل ونظام آل سعود .
يعرف الجميع أن علاقة النظام السعودى بأمريكا هي علاقة تابع ومتبوع أو علاقة آمر ومأمور .. إن ما يجمع هذا المثلث هو هدف واحد للجميع ، فإسرائيل تسيطر على فلسطين وأجزاء من دول عربية ، وأميركا تسيطر على العراق وعينها على الباقي وآل سعود يسيطرون على الجزيرة العربية ، إذا القاسم المشترك في هذا المثلث هو السيطرة على المنطقة العربية ، وقد يستنكر البعض من الساذجين حشد النظام السعودي في هذا المثلث ، لكنني أتحدى هؤلاء أن يأتوا بمكرمة واحدة للنظام السعودي قام خلالها بتقديم خدمة للأمة العربية أو الإسلامية ، وفي المقابل يمكن أن يورد المرء سجلاً حافلاً بالعمالة والخيانة ، وطعن الأمة العربية والإسلامية من الخلف تلك السياسات التي دأب النظام السعودي على انتهاجها منذ علاقة روزفلت - عبد العزيز نهاية بعلاقة عبد الله- بوش الأكثر شبهة .
لقد دأب النظام السعودي على تنفيذ الأوامر الأمريكية في المنطقة ، وتحول بذلك هذا النظام إلى أداة أمريكية يتم من خلالها قمع كل معارض عربي أو غيره لسياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط ، فمن خلال النظام السعودي دخلت أمريكا بجيوشها إلى الجزيرة العربية والكويت والعراق ، خلال المدة الماضية تحول هذا النظام إلى جوقة تردد ما تنادي به السياسة الأمريكية حول تجريد إيران من حقها في استخدام الطاقة النووية .
في المقابل ينسى النظام السعودي أو يتناسى أن إسرائيل على بعد مرمى حجر من المملكة وأنها ترسانة نووية تعج بأسلحة الدمار الشامل ، لكن هذا النظام لا يستطيع أن يقول كلمة حق ويستطيع أن يشهد بالباطل ألف مرة مادام ذلك يرضي الولايات المتحدة الأمريكية ، فالمهم بالنسبة لهذا النظام هو أن يبقى مسيطراً على الجزيرة العربية وثرواتها ولو تحالف مع الشيطان .
ليست المصالح السياسية الآنية فقط التي تجعل التقارب السعودي ـ الإسرائيلي أمراً حتميا ظهرت ملامحه في الأشهر السابقة ندما توافق الطرفان في رؤيتهما السياسية خلال حرب لبنان الأخيرة وأشادت القيادة الإسرائيلية بالمواقف السعودية وتحولت لفتاوى السعودية إلى مادة دسمة تستهلكها الصحافة الإسرائيلية وتم الإعلان عن لقاءات سرية بين القيادات في الدولتين تحت مظلة وسيط عربي.
لهذا التقارب جذور وقواسم مشتركة تؤلف قلوب القيادات في كل من إسرائيل والسعودية. وليس قرار النظام السعودي إنشاء جدار عازل بين السعودية والعراق إلا رمزا لحالة التقارب الفكرية بين دولة صهيونية عنصرية وأخرى عربية تشاركها بعض البنية الفكرية والخلفية التاريخية. هذا التقارب نابع من مشتركات تجعل الكيان الإسرائيلي أكثر تشابها مع نظيره السعودي. لهذا التقارب عدة وجوه:
أولاً: قامت دولة إسرائيل والدولة السعودية على علاقة متشنجة مع الدين. الأولي استغلت نصوصا قديمة دينية في سبيل مشروع حديث طعم بالفكر القومي الأوروبي وخاصة المتصل بمفهوم الدولة القومية وجمعها لشتات اليهود المنتشرين في العالم. وتصدرت إسرائيل تمثيل هؤلاء في المركز الجغرافي والذي يحمل الرمزية الدينية وبذلك يستطيع توحيد الصفوف. كذلك السعودية والتي قامت هي أيضاً على تفعيل الخطاب الديني في مشروع سياسي بحت مستغلة بذلك رمزية الموقع الجغرافي وثقله عند المسلمين لتكسب شرعية ولو آنية حتى يتم تثبيت الدولة وهيمنتها.
ثانياً: قامت الدولتان السعودية والإسرائيلية على تفعيل الخلاف بين جغرافيتين الأولى جغرافية الداخل النقي الطاهر الذي يمثل روح المجموعة والخارج المعادي والآخر المتربص. ديمومة المشروعين الإسرائيلي والسعودي تعتمد على هذا الانفصال حيث تتكون نظرة للعالم وكأنه جاهز للانقضاض على الداخل الصافي.
ثالثاً: تقسيم الجغرافيا إلى مناطق يقطنها الطاهر وأخرى يقطنها المدنس تجد تكريسا صريحا في فكرة الجدار العازل الذي يفصل بين الجغرافيتين. إسرائيل تبني جدارا يفصل بين الداخل والذي يصور على انه تحت التهديد والخطر والخارج الفلسطيني مصدر الخطر. كذلك السعودية بجدارها ذي الكلفة المرتفعة يفصل ما يصور على انه الداخل السعودي الآمن والخارج العراقي الملتهب. يقلب الجداران المعادلة وبينما إسرائيل هي المعتدية على الفلسطيني ومصدر الخطر الأول والأخير. رابعاً: يتميز الكيانان الإسرائيلي والسعودي بالعنصرية أولا تجاه أطراف في داخل الكيانين وبين الكيان نفسه ومن هو خارجه. نجد ان في الداخل الإسرائيلي تمايزا بين اليهود أنفسهم حيث يتصدر يهود أوروبا المقام الأول لأنهم أصحاب المشروع منذ بدايته ويأتي اليهود الشرقيون والفلاشا وحتى الروس القادمون بعد إتمام المشروع في مراتب متدنية ويشكل هؤلاء حلقات بعضها يعاني من التمييز والدونية التي تعبر عن ذاتها في الإقصاء والابتعاد عن مركز القرار السياسي والاقتصادي ورغم محاولات إسرائيلية لدمج هؤلاء إلا ان التمايز و الاقصائية لم يقض عليهما بعد بشكل تام. وفي الداخل السعودي نجد أيضا ان العنصرية والتمايز يلازمان تطور الدولة وتكريس هويتها الضيقة حيث تستثني وتستبعد هويات هامشية أخرى لم تكن ضمن الجوقة والتي يعتقد أنها اختيرت وانتخبت إلهيا لبلورة المشروع الديني الأزلي.
وكما في إسرائيل يبقي الجدل حاميا بخصوص من هو اليهودي الحقيقي الأصلي نجد أن في السعودية أيضا لا يصمت الجدل لمختص بتعريف من هو المسلم الحقيقي مع الاستنتاج المسبق أن رعية الدولة الضيقة هي صاحبة الحق والكلمة الفصل في تحديد مواصفات هذا المسلم وخصائصه وصفاته.
خامساً: التقارب في الخصائص بين السعودية وإسرائيل ينطلق من كون الكيانين نتجا عن العنف ضد الغير. قامت دولة إسرائيل على عنف منظم تحت مظلة ومباركة خارجية "بريطانيا" حتى نتجت عن هذا العنف حركة توسعية تستمد شرعيتها من الدين وجنودها من المستوعبين للخطاب الديني او الانتهازيين الذين يقتنصون الفرص التاريخية وكذلك كانت السعودية منذ بدايتها دولة اعتمدت على الدعم الخارجي البريطاني والعنف المحلي لتثبيت مشروع متلبس بالدين ولكنه سياسيا بالدرجة الأولي.
لم ينشأ الكيانان عن عقد اجتماعي أو تكافؤ اقتصادي بين إطراف جغرافية متفرقة أو وحدة ثقافية بين هذه الإطراف بل قام الكيانان على العنف التوسعي وبسط الهيمنة بحد السيف وشرعية النص الديني المستغل للمشروع السياسي الآني.
سادساً: يعتمد الكيان السعودي والإسرائيلي على العنصر الخارجي ليس فقط في بداية المشروع بل من اجل استمرارية هذا لمشروع. حتى هذه اللحظة لا تستطيع السعودية أو إسرائيل أن تقف على قدمين صلبين دون الدعم والمساندة من الخارج. هشاشة لكيانين تتطلب العنصر الخارجي لأنهما مشروعان يتصفان بهشاشة الشرعية وتزويرها. تنبع هذه الهشاشة من تجنيد الخطاب القديم الديني في سبيل مشروع حديث لا يمت بصلة إلى هذا الخطاب القديم وتنبع أيضا من تزوير الحقائق التاريخية وربطها بمحاولات لشرعنة العنف الموجه ضد الآخر.
وبدون الدعم الخارجي المعنوي والمادي والعسكري تسقط المنظومة الإسرائيلية ونظيرتها السعودية ولا يبقي سوى كيانات مرتجفة تعتاش على تصوير نفسها وكأنها تكثيف لمعني الطهر والنقاء الذي يعاني من مخاطر أزلية وقوي شريرة تحاول النيل منه وتقويض دعائمه.
التقارب السعودي الإسرائيلي الحالي ما هو إلا تقارب لكيانات تشترك في خصائص معينة تجعل من دول الجوار والجدار منظومة شاذة عن تاريخ الأمم ونهضتها ...
ولعل فضيحة تقرير ويكيليكس الذي خرج إلى العلن نهاية نوفمبر 2010،عن تعاون إسرائيلي سعودي أمريكي من أجل شن هجوما على الجمهورية الإسلامية الإيرانية خير شاهد على ذلك .
هذه الصفحات رغم إسهابها والوقوف أمام التفاصيل إلا أننا نجدها ضرورية بخصوص البحث، فالموقف العقائدي والايديولوجى هو الذي يحدد بوصلة التحالف والاتجاه لأي نظام سياسي، وعليه وبما أننا استعرضتا الموقف السياسي وتحالفات النظام السعودى ( الوهابى العقيدة) يمكننا إذا أن ندخل إلى صلب موضوع البحث والمتمثل فى قضية هل الاختراق الصهيونى للإسلام المتمثل فى الوهابية حدث أم لم يحدث ؟
البروتستانتية مدخل إلى التهويد:
يختلف البحث في قضايا تاريخ الفكر عنه في قضايا التاريخ،فالبحث في قضايا التاريخ يشبه البحث الجنائي حيث يتوجب إثبات الوقائع بالدليل الذي لا يقبل التأويل؛ أما قضايا الفكر فيكفي إثبات تطابق الأفكار لإثبات أن ثمة مصدر بشري أو شيطاني واحد لها (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) .
الماركسية في أمريكا اللاتينية في أقصى الجنوب الغربي للعالم هي نفسها ماركسية روسيا في أقصى الشمال الشرقي ولا حاجة بنا للبحث عن أول من تبنى هذه الفكرة هنا أو هناك رغم أن كارل ماركس كان أوروبيا ألمانيا.
ظهرت الحركة البروتستانتية في القرن السادس عشر على يد مارتن لوثر في ألمانيا، وجمع صاحبها حوله العديد من الرافضين لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية . وحاولت الكنيسة البابوية دفع لوثر إلى التراجع عن محاربة الكاثوليكية، لكنها فشلت وراح مذهبه ينتشر في ألمانيا ثم إلى بلدان أوروبا الغربية، ورافق هذا المذهب طلائع الغزاة الجدد لأمريكا . حتى استقر الأمر له وأصبح مذهباً كبيراً في أعداد معتنقيه وكثرة ما فرخ من كنائس إنجيلية اختلفت في تفاصيل العقيدة والتشريع.
أطلق الأوروبيون على حركة – الرافضين – أي البروتستانت الحركة الإصلاحية الدينية في أوروبا،لأنهم اعتبروها رافضة لصكوك الغفران التي كانت تسنها البابوية الكاثوليكية إضافة لرفضها الكثير من تعاليم ونفوذ تلك السلطة المتحالفة آنذاك مع الإقطاع الأوروبي ولكن الحقيقة تقول : إن الحركة المسماة بالإصلاحية ليست سوى إصلاحية في وجه من الوجوه ولكنها مخربة في بقية الوجوه .
وذلك للأسباب التالية : بالنسبة للمسيحية الأوروبية اتخذت البروتستانتية موقفاً من اليهود أدى إلى بروز التيار الصهيوني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين .
فمارتن لوثر اعتمد نصوص التوراة ( العهد القديم ) كمرجع أساسي للتعاليم والتشريع المسيحي . إضافة لذلك ، فقد كانت الحركة البروتستانتية الخطوة الحاسمة في تدمير الكاثوليكية الرافضة لعنصرية اليهود آنذاك . وهذا من المخطط اليهودي الصهيوني الذي يريد تدمير المسيحية من داخلها . فكما دمر الكاثوليكية ، دمر الأرثوذكسية في روسيا على إثر الثورة الشيوعية في روسيا عام 1916 م .
ومازالت آثار البروتسانتية تفعل فعلها في الأوساط السياسية الأمريكية وغيرها ، حيث إن البروتستانتية أفرزت المحافظين الجدد الذين يتحالفون مع الصهيونية وإسرائيل ويعادون العرب والمسلمين .
وقد يندهش القارئ حين نقدم بهذه المقدمة التي ليس لها علاقة من بعيد أو من قريب ببحثنا . فما شأن البروتستانتية بموضوعنا المعنون . الوهابية والاختراق الصهيونى للإسلام ؟ ظهرت الحركة الوهابية كحركة عام 1143 هـ واشتهر صاحبها بعد الخمسين من عمره ، ولعل أغلب الذين كتبوا عن هذه الحركة وحتى وقت قريب وصفوها بأنها حركة إصلاحية لما كان يظهر عليها من الباطل من العادات والتقاليد ، وتناسى الناس الكثير من الوجه الآخر لهذه الحركة،كما حدث تماماً مع البروتستانتية . وللحقيقة يطرح السؤال نفسه ، هل من تشابه بين الحركة البروتستانتية والحركة الوهابية ؟
هل هناك تشابه بين مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب ؟ وهل هناك تشابه في النتائج جراء ظهور هاتين الحركتين في الغرب الكاثوليكي والشرق الإسلامي ؟
إذا اقتصرنا على الظاهر من أمر الحركتين ، وجدنا أنهما تمردتا على الواقع الديني الموجود ونبذت كل أشكال التخلف والهيمنة الدينية البائسة .
ولكننا إذا أردنا التحقيق الدقيق فيما أتت به الحركتان نجد أنهما حركتان تخريبيتان على المدى المنظور آنذاك وعلى المدى الاستراتيجي ، أي في وقتنا الحاضر .
فالبروتستانتية رفضت الكثير الكثير من تعاليم العقيدة المسيحية - بغض النظر عن موقفنا العقيدي الديني تجاهها - فالبروتستانتية لا تقر (البابوية) التى هى عبارة عن الرئاسة العامة في شؤون الدين ولذلك ليس لكنائسهم رئيس عام كما هو الشأن في الكنائس الأخرى، كما تنكر البروتستانتية إنكاراً باتاً جميع ما تقيمه الكنائس الأخرى.
تبرئ البروتستانتية اليهود من دم المسيح ، بل تعتبر كما قال (لوثر) اليهودية هي السيدة وكلنا حسب قوله عبيد على موائد اليهود . والوهابية لا تقر إلا بالمذهب الخاص بها فتتهم ما عداها من أصحاب المذاهب الإسلامية بمخالفتهم للشرع، بل يصف هؤلاء المذاهب الأربعة ب" الأديان الأربعة". كما أنها – الوهابية- هى الأخرى لا تعترف بمرجعية دينية إلا بمرجعية أصحاب المذهب الوهابي وهم (آل الشيخ) حفدة ابن عبد الوهاب الذين يتوارثون زعامة المذهب ويتلمذون الأتباع والدعاة على أيديهم وحسب رؤيتهم ومنهجهم، أما بخصوص إسرائيل، فإن موقف الحركة الوهابية من الكيان الإسرائيلي هو اللا موقف ، حيث ظل غامضاً تجاه قضية فلسطين واليهود وقتا طويلا من الزمن. وما فضح هذا الموقف هو التحالفات بين السلطة السياسية السعودية الوهابية مع الولايات المتحدة الأمريكية تماماً كما هو التحالف بين الكيان الإسرائيلي والمحافظين البروتستانتيين الجدد في أميركا .
وإذا نظرنا نظرة معاصرة للحركة البروتستانتية والحركة الوهابية .
نجد تشابهاً كبيراً في أسلوب الدعوة ، في تكفير الخصوم ، في الانقسامات الداخلية داخل كل حركة من الحركتين، وعلى أية حال ، فإن العالم الغربي في أوروبا اليوم ، وفي الولايات المتحدة يعاني من تسلط دعاة البروتستانتية المتحالفة مع الصهيونية، وهى المعاناة نفسها التى يعانيها العالم العربي والإسلامي من الحركة الوهابية بسبب أساليبها الدعوية التي تزرع الفتن بين المسلمين ، وتبعدهم عن الصراع الحقيقي مع المحتلين الصهاينة لفلسطين . لقد أثاروا في المجتمعات العربية كثيراً من الإشكالات، وباتوا يناقشون في الشكليات على حساب الأساسيات من الأمور .
وغالوا في الدين حتى أهدر الوقت في نقاش حول طول الثوب وقصره ، وحول حجم اللحية وطولها وكثافتها، وحول زيارة القبور وجوازها أو عدمه , وما من نقاش يثيرونه إلا وفيه تكفير وإخراج من دائرة الإسلام .
ولعل الأخطر من ذلك كله ، أنهم بفكرهم المضلل دفعوا الشباب المسلم لمحاربة الاتحاد السوفيتي فى أفغانستان لخدمة المشروع الأمريكي، ثم تحولوا بعد ذلك إلى عصابات تزرع الخوف والدمار فى كل مكان ولا تخدم إلا الأجندة الغربية الأمريكية .
المناخ الاجتماعي والسياسي لنشأة الوهابية :
من المعروف أن القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين شهدا ضعفاً واضحاً في الدولة العثمانية المترامية الأطراف .
وتكالبت دول أوروبا على الخلافة العثمانية وراحت تنهش فيها وتقلصها . وذلك من خلال حروب متتالية في المشرق العربي والمغرب العربي وعلى حدود البلقان وروسيا القيصرية .
ولا شك أن الجزيرة العربية كانت أكثر أقسام العالم العربي تخلفاً وتأخراً، فقد سادت الحركات القبلية الإقطاعية ، ولم يكن في الجزيرة من موارد سوى تربية الماشية وبعض الزراعات في الواحات والمناطق الجبلية المحدودة في اليمن وعسير وحضر موت وعمان , وظل قلب الجزيرة ، أي نجد والحجاز ، يعيش حالة من التخلف الاقتصادي والاجتماعي لم يسبق لها مثيل.
ظلت القبلية هي السيد في هذه المناطق ، ورئيس القبيلة زعيم مطلق لا تقيده حدود، وكان تركيب المجتمع البدوي القبلي معقداً بما فيه الكفاية . وكانت السلطة على القبائل الرحل تعود إلى الشيوخ الذين أصبحوا حكاماً بالوراثة في أغلب الأحيان .
وكان نظام الرق منتشراً بشكل خالف فيه كل تعاليم الإسلام ، خاصة بين القبائل الرحل وبعض مناطق الاستقرار .
لكن ، أهم ما يلفت النظر في هذا الواقع الهجمات التخريبية والقاتلة التي تشنها القبائل على بعضها ، أو على مراكز المدن والقرى الكبيرة .
في مكة ، كان يحكم الأشراف، أي الذين ينتسبون إلى آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان آل رشيد يحكمون في شمال الجزيرة وكذلك كل زعيم عشيرة يحكم منطقة ما كمنطقة نفوذ له ولعشيرته .
وفي هذا الجو ، مهد الواقع المنقسم إلى غزو الأساطيل الغربية لأطراف الجزيرة ، وتنافس الإنجليز مع البرتغاليين والهولنديين على تلك المناطق ، حتى استطاعت بريطانيا أخيراً الاستيلاء على عدن والإمارات والبحرين وقطر والكويت إضافة إلى العراق فيما بعد .
وقد وجد الإنجليز صعوبة في الدخول إلى عمق الجزيرة ، فكان لابد لهم من إيجاد أسلوب آخر للوصول إلى المناطق الداخلية ، فعقدوا تحالفات متناقضة مع شرفاء مكة تارة، ومع بعض القبائل تارة أخرى .
وكان لابد لهم من إيجاد مخرج للسيطرة على الداخل ، فكان ظهور محمد بن عبد الوهاب العلاج الناجح الذي أراده الإنجليز وعملوا عليه حتى استطاعوا تثبيت آل سعود الذين تحالفوا مع داعي الحركة الوهابية ومع الإنجليز على السواء.
التوحيد الوهابي اليهودي:
من المعلوم أن محمد ابن عبد الوهاب كان عالة في (توحيده) على ابن تيميه وأن كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) هو مجرد تلخيص لكتاب ابن تيميه (اقتضاء الصراط المستقيم: مخالفة أصحاب الجحيم)، ويمكن لمن أراد التأكد أن يقارن بين الكتاب الأصل (الاقتضاء) والكتاب المقتبس (التوحيد)!!.
ولكن من أين اقتبس ابن تيميه نظريته التوحيدية التي لم يسبقه بها أحد من الأولين وخالفها أغلب الآخرين بل وانتفض عليه أهل زمانه وأودعوه السجون جزاء لما اقترف من إثم ؟!.
هل كان ما قدمه ابن تيميه من رؤى ونظريات هي من بنات أفكاره أم أنه اقتبس من غيره وكان أكثر جرأة في مخالفته لوصية سيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب التي قال فيها: (أَيُّهَا النَّاسُ، اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاح وَاعِظ مُتَّعِظ، وَامْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَيْن قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ الْكَدَرِ. عِبَادَ اللهِ، لاَ تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ، وَلاَ تَنْقَادُوا لاِهْوَائِكُمْ، فَإِنَّ النَّازِلَ بِهذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُف هَار، يَنْقُلُ الرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِع إِلَى مَوْضَع، لِرَأْي يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْي، يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لاَ يَلْتَصِقُ، وَيُقَرِّبَ مَا لاَ يَتَقَارَبُ) .
في اعتقادنا أن ابن تيميه وأتباعه إلى يومنا هذا قاموا وبنجاح لا نظير له بدور ناقل الردى على ظهره من موضع إلى موضع لرأي يحدثه بعد رأي من خلال إلصاق ما لا يلتصق وتقريب ما لا يمكن له أن يتقارب أو يلتحم، أما سر نجاحهم المدوي .
كما قلنا أن ابن عبد الوهاب ليس إلا ملخصا وناقلا عن شخص آخر وهو ابن تيمية الذي عاش في الفترة من نهاية القرن السابع الهجري وحتى القرن الثامن الهجري (661 – 728 هـ) وقبل هذا كان هناك العديد من الكتب التي طرحت تصورا للعقيدة الإسلامية دار النقاش فيها حول صفات الذات الإلهية والجبر والاختيار ولكن لم يرد فيها تناول لمسألة التوسل والوسيلة باعتبارها من القضايا العقدية.
فمن أين جاء ابن تيميه بهذه القضية وانفرد باعتبار التوسل شركا مخرجا من الملة مضيفا لذلك ضرورة هدم أضرحة الأنبياء والأئمة بعد أن أعلنها أصناما وأوثانا تعبد من دون الله؟!.
من ناحية أخرى فقد ولد ابن ميمون عام 1135م، الموافق لعام 529هـ، وجاء إلى مصر قبل سقوط الدولة الفاطمية ببضعة أعوام وتوفي عام 1204م/600هـ، أي بعد ما يقارب من 35 عاما أمضاها في بلاط الدولة الأيوبية طبيبا ومستشارا بل وواضعا لأساس الدولة الصهيونية المعاصرة وقبل مولد ابن تيميه بستين سنة فقط لا غير.
(اختير ابن ميمون طبيباً خاصاً لنور الدين علي أكبر أبناء صلاح الدين، وللقاضي الفاضل البيساني وزير صلاح الدين. واستخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط السلطان لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد) .
يقول عبد اللطيف البغدادي الذي زار مصر في هذه الفترة، في كتابه (الإفادة والاعتبار): وكان قصدي في مصر ثلاثة أنفس ياسين السيمياوي والرئيس موسى ابن ميمون اليهودي وأبو القاسم الشارعي، وجاءني موسى فوجدته فاضلا في الغاية قد غلب عليه حب الرئاسة وخدم أرباب الدنيا وعمل كتابا في الطب كما عمل كتابا لليهود سماه كتاب (الدلالة) ولعن من يكتبه بغير اللسان العبراني (ووقفت عليه فوجدته كتاب سوء يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يُظن أنه يصلحها)!!.
كان ابن ميمون طبيب البلاط الأيوبي وهي مكانة رفيعة جعلته صاحب كلمة مسموعة وشفاعة مقبولة لديهم حيث يذكر المؤرخون أن شمويل ابن يهوذا بن تبون، وكان وقتئذ يترجم دلالة الحائرين إلى العبرية، طلب منه أن يأذن له بزيارته فحذره من الظن أنه سيحدثه في أي موضوع علمي ولو مدة ساعة واحدة بالليل أو بالنهار لأن عمله اليومي يجري على النحو الآتي: "فأنا أقيم في الفسطاط بينما يقيم السلطان في القاهرة على بعد مسيرة (ميل واحد ونصف ميل). وواجباتي نحو نائب السلطان جد ثقيلة؛ فعليَّ أن أزوره في كل يوم في الصباح الباكر وإذا ما كان هو أو أحد أبنائه منحرف المزاج فلن أجرؤ على مغادرة القاهرة بل عليَّ أن أقيم معظم النهار في القصر. ولا أعود إلى الفسطاط إلى ما بعد الظهر... وأكون وقتئذ قد أوشكت أن أموت من الجوع. ولكني أجد غرفة الاستقبال مزدحمة بالناس، من رجال الدين، وموظفي الدولة والأصدقاء والأعداء فأنزل عن دابتي، وأغسل يدي، وأرجو مرضاي أن يصبروا عليَّ حتى أتناول بعض المرطبات- وتلك هي الوجبة الوحيدة التي أتناولها كل يوم. ثم أستقبل مرضاي... وأظل كذلك إلى أن يحل الليل، فأصف لهم الدواء وأنا مستلق على ظهري من فرط التعب، حتى إذا جن الليل تكون قواي قد خارت حتى لا أستطيع الكلام. ولهذا لن يستطيع إسرائيل أن يجتمع بي على انفراد إلا في يوم السبت. ففي ذلك اليوم يقبل عليَّ جميع المصلين، أو الكثرة الغالبة منهم على أقل تقدير، بعد صلاة الصبح، ليتلقوا عليَّ بعض العلم...
وقد استند البعض للدور الذي لعبه ابن ميمون فى الدولة الأيوبية، فقام بوصفها وإدراجها ضمن الدول التي تحترم حرية العقيدة ، متناسيا فى الوقت نفسه الجرائم التى قام بها الأيوبيين فى حق الشعب المصري سواء مسلمين أو مسيحيين، كما قامت هذه الدولة بعمل اكبر تغير ديمغرافى فى مصر فغيرت التركيبة السكانية انتماءا وعقيدة ،إضافة للجريمة البشعة التى ارتكبها حين قتل العالم المسلم الكبير الإمام السهروردى.
ولكي تتواصل عملية التغيير السكاني حرص صلاح الدين على تشجيع الهجرات السكانية إلى مصر بشكل عام وبالإضافة إلى الأجناد والعسكريين فلقد قدم إلى مصر في ذلك العهد عدد كبير من الناس على اختلاف أجناسهم من المناطق المختلفة .
ومن الاضطهاد الذى مورس فى حق النصارى أن منع الاحتفال بأعيادهم، كما كان الحال فى الدولة الفاطمية حيث كان الفاطميون يشاركونهم أعيادهم فاختفت هذه المشاركة الرسمية من الدولة حيث كان الفاطميون يضربون في هذا العيد خراريب من ذهب ويفرقونها على أرباب الدولة برسم التبرك بها فبطل ذلك في دولة صلاح الدين" .
بيد أن الأطم من هذا أن موسى بن ميمون قد استخدم نفوذه في البلاط الأيوبي أولا (لحماية يهود مصر) ، ثم لما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها.
يضاف إلى ذلك ما يقوله المؤرخون (وعبر القرون توالت الفتاوى، حول ضرورة بناء الهيكل، والذي أصّل لذلك "موسى بن ميمون" الذي زار القدس عام 1267م، (أثناء العصر الأيوبي) ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل، ليكون رمزاً لوحدتهم.. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس , بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. وذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل الثالث لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، وإنما سينزل كاملاً من السماء.
إنه إذا من فتح باب الاستيطان اليهودي في فلسطين وهو المؤسس الحقيقي للمشروع الصهيوني المعاصر وليس حاييم ويزمان أو هرتزال.
يقول ابن ميمون في كتابه (دلالة الحائرين):
معلوم أن أبانا إبراهيم (عليه السلام) نشأ في ملة الصابئة ومذهبهم أن ليس ثم إله إلا الكواكب وأن الشمس هي الإله الأعظم وكذلك أيضا قالوا أن سائر الكواكب السبعة آلهة، لكن النيرين أعظم، كما قالوا بقدم العالم وزعموا بأن آدم مولود من ذكر وأنثى ولكنهم يعظمونه ويقولون أنه كان نبيا رسول القمر.
وبحسب تلك الآراء أقام الصابئة الأصنام للكواكب أصنام الذهب للشمس وأصنام الفضة للقمر وقسموا المعادن والأقاليم للكواكب وبنوا الهياكل واتخذوا فيها الأصنام وزعموا أن قوى الكواكب تفيض على تلك الأصنام فتتكلم تلك الأصنام وتفهم وتعقل وتوحي للناس وتعلم الناس منافعهم.
كذلك قالوا في الأشجار التي هي من قسمة هذه الكواكب إذ أفردت تلك الشجرة لذلك الكوكب وغرست به وفعل لها وفعل بها كذا فاضت روحانية ذلك الكوكب على تلك الشجرة وتوحي للناس وتكلمهم في النوم، تجد كل ذلك منصوصا في كتبهم التي أنبهك عليها وهؤلاء كانوا أنبياء البعل وأنبياء العشتروات المذكورين عندنا الذين تمكنت عندهم هذه الآراء حتى تركوا الرب ونادوا أيها البعل أجبنا كل هذه لشهرة تلك الآراء وفشاء الجهل وكثر هذيان العالم حينئذ في هذا النوع من الخيالات فنشأت فيها آراء وصار منهم مشعبذ ومتفائل وساحر ومن يرقى رقية ومن يسأل جانا أو تابعه ومن يستشير الموتى.
وقد بينا كيف قام أبانا إبراهيم بنقض تلك الآراء حتى نبئ فكمل الغرض فأمر بقتل هؤلاء ومحو آثارهم واستئصال شأفتهم وهدم مذابحهم ومنع من تبع شيء من سيرهم تلك.
وقد علمت من نصوص التوراة في عدة مواضع أن القصد الأول من الشريعة كلها إزالة عبادة الأصنام ومحو أثرها وكل ما يتعلق بها حتى ذكرها وكل ما يؤدي إلى شيء من أعمالها مثل الجان والتابعة والإمرار من النار والعراف والمشعبذ والمتفائل والساحر ومن يرقي رقية ويستشير الموتى والتحذير من التشبه بشيء من أعمالهم هذه.
فما أعظم كل فريضة تخلصنا من هذه الغلطة العظيمة وتردنا إلى الاعتقاد الصحيح وهو أن ثم إلها خالقُ كلِ هذه وهو الذي ينبغي أن يعبد ويحب ويخاف لا تلك المظنون بها أنها آلهة وأن هذا الإله الحق لا يحتاج في القرب منه وحصول رضاه لأمور فيها مشقة بوجه.
ويواصل ابن ميمون: إن كثيرا من الشرائع إنما بين لي معناها وعرفني عللها وقوفي على مذاهب الصابئة وآرائهم وأعمالهم وعبادتهم وقرائتي لكتبهم وأكبر كتاب لذلك هو كتاب (الفلاحة النبطية لابن وحشية، وهذا الكتاب مملوء من هذيانات عابدي الصنم ومما تميل إليه أنفس العوام مثل الطلسمات واستنزال الروحانيات والسحر والجن والغيلان التي تأوي البراري....
فهذه كلها هي أسفار عبادة الصنم التي أخرجت للسان العربي وهي مشتملة على أكثر آراء الصابئة وأعمالهم المشهور بعضها في العالم أعني بنيان الهياكل واتخاذ الصور من المسبوكات والحجارة فيها وبنيان المذابح والتقريب عليها إما ذبائح أو طعام أو اجتماع للصلوات ويجعلون فيها مواضع معظمة جدا يسمونها هيكل الصورة العقلية.....
ومعرفة تلك الآراء وتلك الأعمال هو باب كبير جدا في تعليل الفرائض لأن شريعتنا كلها أصلا وقطبها الذي عليه تدور هو محو تلك الآراء من الأذهان وتلك الآثار من الوجود لمحوها من الأذهان ولمحوها من الوجود قال: تنقضون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتمحون أسماءهم من تلك المواضع .
من حق القارئ أن يتساءل عن الفائدة من عرض آراء هذا الحاخام اليهودي الذي يتحدث عن الصابئة ومعتقداتهم في حين يقودنا البحث إلى أن الأفكار التي طرحها هذا اليهودي الصهيوني (الذي تمكن ومن خلال موقعه في البلاط الأيوبي أن يؤسس للوجود اليهود في فلسطين)، كانت ولا زالت بالغة التأثير في الواقع المعاصر للعالم الإسلامي وهذا ما دعى الكثير من المؤرخين يطلقون عليه الفيلسوف المسلم!!!
وقد كتب أحدهم: أما موسى بن ميمون فقد عاش فى المحيط العربى والإسلامي، بعد فيلون بستة قرون، فقد وُلِد فى قرطبة سنة 1135 ميلادية، وتوفى فى القاهرة سنة 1204 ميلادية، واشتهر بأنه أهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى، كما اشتهر كتابه دلالة الحائرين بأنه واحدٌ من أهم الكتب التى دوَّنها اليهود.
كان ابن ميمون قد تلقَّى العلم على يد ثلاثةٍ من العلماء المسلمين، فتلقَّى مباشرةً من ابن الأفلح ومن أحد تلاميذ ابن الصائغ .. وتلقى من ابن رشد بشكلٍ غير مباشر، حين عكف - كما يذكر ابن ميمون نفسه- على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة ثلاثة عشر سنة .
والمطالِعُ فى أحد أهم كُتب ابن ميمون : دلالة الحائرين. لا يجد إلا صدى لأفكار فلاسفة الإسلام وعلماء الكلام - خاصةً الأشاعرة - ولذلك فحين ألَّف إسرائيل ولفنسون كتابه موسى بن ميمون حياته ومصنفاته وهو الكتابُ المنشور بالعربية فى القاهرة سنـة 1936 م كتب الشيخ مصطفى عبد الرزاق مقدمة الكتاب فقال فيها: إن موسى ابن ميمون يعدُّ من الفلاسفة المسلمين! ثم ذكر العديد من الأدلة المؤيدة لذلك ..
وفى مقدمة تحقيقه لكتاب "دلالة الحائرين" يقول الدكتور/ حسين آتاى: إذا أخذنا فى الاعتبار أنَّ الشهرستانى قد عدَّ حنين بن إسحاق النصرانى، فيلسوفاً إسلاميّاً؛ فإنه لاوجهَ للتفرقة بينه وبين موسى بن ميمون الإسرائيلي .. وكما يعتبر الفلاسفة اليهود المشاركين فى الفلسفة الغربية- يقصد أمثال: اسبينوزا وكارل ماركس وبرجسون - فى بلاد الغرب، فلاسفةً غربيين؛ فإن الفلاسفة اليهود والنصارى الذين شاركوا فى الفلسفة الإسلامية وعاشوا فى العالم الإسلامي آنذاك يعتبرون فلاسفةً إسلاميين ؛ فمحمد أبو بكر بن زكريا الرازى مع أنه كان لا يعتنق ديناً ما، فقد اعتُبر من بين فلاسفة المسلمين. وعلى ذلك، فالفلاسفة أمثال موسى بن ميمون لا يعتبرون فلاسفةً من ناحية الشكل فحسب، لمجرد انتسابهم للمجتمع الإسلامي، بل لمشاركتهم فى ثقافةِ ذلك المجتمع أيضاً؛ لذلك فموسى بن ميمون فيلسوف إسلامي من ناحية الشكل ومن ناحية الموضوع، لأنه نشأ فى ذلك المناخ الفكري، فساهم فيه وأضاف إليه بقدر ما أخذ منه. وقولنا إنه فيلسوفٌ إسلامي، لايعنى أنا نقول بأنه مسلمٌ آمن بالإسلام ديناً - كان موسى بن ميمون قد أشهر إسلامه وهو فى المغرب ثم ارتد فى مصر -بل هو فيلسوفٌ إسلامي بالمعنى الثقافي الحضاري فحسب. والدارس للثقافة الإسلامية ولا يزال الكلام هنا للدكتور آتاى حين يقرأ كتابه "دلالة الحائرين" يرى أن موسى بن ميمون حتى فى مناقشاته لنصوص التوراة، إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية ، وأنه عندما ينتقد المتكلمين المسلمين يكون نقدُه لهم بأسلوبٍ خالٍ من الشدة التى ينتقد بها المتكلمون المسلمون بعضهم بعضاً، وأنه ينقد بنى دينه بشكلٍ أشد .. إذن، فأبن ميمون يُعتبر فيلسوفاً إسلاميّاً .
إنه فيلسوف من فلاسفة الإسلام – كما يزعم الشيخ مصطفى عبد الرازق – في تقديمه لكتاب (إسرائيل ويلفنسون) عن ابن ميمون الذي أطنب فقال: (أبو عمران موسى ابن ميمون فيلسوف من فلاسفة الإسلام فإن المشتغلين في ظل الإسلام بذلك اللون من ألأوان البحث النظري مسلمين وغير مسلمين يسمون منذ أزمان فلاسفة الإسلام .
الرجل كما وصفه عبد اللطيف البغدادي (يريد أن يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يُظن أنه يصلحها) والوصف الصحيح لما قدمه الرجل في كتابه (يريد أن يفسد العقائد بما يوهم أنه يصلحها لا بما يَظن أو يُظن).
وحتى نفصل فى قضية هوية ونشاط موسى بن ميمون،فسنعرض كتابا آخر وهو، "فلسطين ـ إليكم الحقيقة"، لجفريز ترجمة أحمد خليل الحاج، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر.. كثيرة هي المواقع العربية التي تقتبس من كتاب مستر جفريز، وقد لفت انتباهي ان ثمة فقرة من الكتاب تعود إلى عهد السلطان صلاح الدين الايوبي وعلاقته باليهود أوردتها مواقع عربية عدة على لسان جفريز هذا نص الفقرة كما تظهر في موقع ملتقى الادباء والمبدعين العرب في مقالة بعنوان ( قتلة الأنبياء على مر الزمان والعصور): "ولكن إذا رجعنا للوراء إلى جذور الحركة الصهيونية لوجدنا أن فكرة الاستيطان اليهودي في فلسطين ترجع إلى القرن الثاني عشر للميلاد , حيث يقول مستر - جفريز - مؤلف كتاب فلسطين إلى الحقيقة :" لما استعاد صلاح الدين الأيوبي مملكة الإسلام وجد اليهود عطفا منه , وكانوا عندئذ قلة في فلسطين , وهناك حادث تاريخي غريب ذو بال قلّ من عرفه , وهو أن صلاح الدين استقبل ثلاث مئة حبر من أحبار اليهود سعيا وراء الاستقصاء عن إمكانية هجرة اليهود إلى فلسطين , غير أن مهمة الأحبار لم تسفر عن أي نتيجة ".
وهذا نص الفقرة نفسها كما وردت في مقالة للدكتورة حنان أخميس بعنوان ( اليهود الشرقيين السفارديم ):
قال مستر جفريز مؤلف كتاب( فلسطين – الحقيقية)أن فكرة استعمار فلسطين على يد الصهاينة ترجع إلى ما قبل نابليون بحوالي ستة قرون وذلك عندما جاء ثلاثمائة حبر من أحبار اليهود إلى صلاح الدين الأيوبي لتوفير الإمكانيات لهجرة اليهود إلى فلسطين فيقول " لما استعاد صلاح الدين الأيوبي مملكة الإسلام وجد اليهود عطفاً منه وكانوا عندئذ قلة في فلسطين وهناك حادثة تاريخية غريبة وهو أن صلاح الدين الأيوبي استقبل ثلاثمائة حبر من أحبار اليهود جاؤوا من إنكلترا وفرنسا وقد جاءوا هؤلاء سعياً وراء الاستقصاء عن إمكانية هجرة اليهود إلى فلسطين غير أن مهمة هؤلاء الأحبار لم تسفر عن أية نتيجة".
ونختم بعبارات تصف عودة اليهود إلى القدس فى عهد صلاح الدين كما وردت على لسان الشاعر اليهودي الكبير ابن تلك الفترة يهودا الحريزي في كتابه الشهير "تحكموني" يصف المشهد قائلا :وبينما كنت ماشيا وجدتني وجها لوجه إمام احد سكان المدينة الذي بادرني بالقول: أخالك واحدا من أقاصي بلدان المهجر.. أجبت: ظنك في محله.. والآن أريد أن أسألك أنا أيضا عن أمر في نفسي.. متى عاد اليهود إلى المدينة (يقصد القدس).. أجاب: منذ استعادها بنو إسماعيل عاد اليهود ليسكنوا فيها.. سألت: ولماذا لم يسكنها اليهود تحت حكم الجماعة إياهم.. أجاب: لأنهم (أي المسيحيين) يعتقدون أننا قتلنا إلههم... سألت: وكيف تهيأت الأسباب لعودتهم (أي اليهود) إلى المدينة.. قال: لقد منّ الله علينا برحمة من لدنه بعودة أبناء عيساو (ابن إسحاق ابن إبراهيم ويقصد العرب) فشاء الله تعالى أن يعود معهم أبناء يعقوب (أولاد عمومتهم)...وقد ألهم الله ملك بني إسماعيل (أي العرب المسلمين) بعدما تفقده برحمته وجعل أورشليم بيده، بأن أمر فنادى منادي يدعو أبناء افرايم (بني إسرائيل) كل من نزح منهم إلى بلاد أشور ومصر..... لعودة الراغبين منهم إلى القدس.. وها نحن نعيش بها براحة وطمأنينة" ... .
خلاصة القول إن الصهيونية ليست وليدة الاستعمار الأوروبي في المشرق لا في الماضي البعيد ولا القريب ، بيد أننا يمكن أن نقول أن الاستعمار استطاع توظيفها على نحو امثل .
مؤامرة تهويد الإسلام:
لقد جاء الرجل في موعده مع التاريخ الذي كان يشهد في ذلك الوقت أبشع عملية إبادة للحجر والبشر والعقل الإسلامي على يد القائد الأيوبي يوسف بن أيوب حيث تمثل هذا في القضاء على الدولة الفاطمية وتصفية موجوداتها ومنتجاتها الفكرية والثقافية والعقلية وتمهيد الأرض أمام إقامة الكيان الصهيوني في الأرض الفلسطينية المقدسة، تلك المهمة التي لا يمكن لها أن تكتمل إلا من خلال تهويد العقلية الإسلامية، وكذلك المسيحية أيضا.
أما تهويد المسيحية فقد أصبح الآن حقيقة واقعة يعرفها قراء الصحف والمجلات الذين يقرأون يوميا مصطلح (المسيحية الصهيونية).
أما تهويد الإسلام أو الاختراق الصهيوني للإسلام فهو ذلك اللغز الذي ما زال يحتاج إلى من يفك رموزه وهذا ما نحاول القيام به من خلال هذا البحث.
كيف يمكن أن يكون الصهيوني موسى ابن ميمون القابع في بلاط صلاح الدين (فيلسوفا مسلما) وهو في نفس الوقت (فاتح باب الاستيطان الصهيوني في فلسطين ومؤسس الهيكل الثالث).
إنها البلاهة والخيانة بعينها ولا عجب أن ينجح الصهاينة الآن في التلاعب بقادة أمة لا تعي ولا تقرأ وإن قرأت لا تفهم ناهيك عن أنها لا تعتبر بما لحق بها من مآس قريبة أو بعيدة.
من هم الصابئة؟!.
ترى من هؤلاء الذين يقصدهم ابن ميمون بالصابئة المسئولين عن خراب العالم وفساد العقائد والذين يتعين (محو آرائهم من الأذهان وآثارهم من الوجود محوا لها من الأذهان والوجود ومن هؤلاء الذين يتعين نقض مذابحهم وكسر أنصابهم ومحو أسماءهم من تلك المواضع)؟!.
هل كان هناك ثمة وجود للصابئة في مصر التي كانت فاطمية عند وصول ذلك الصهيوني ثم أضحت أيوبية ، وفى الوقت الذى تم الاحتفاء فيه بموسى بن ميمون وثلاثمائة حاخاما يهوديا آخر،تم طرد مئات الآلاف من موالى وأتباع أهل البيت إلى المنافي والفيافي والقفار والهند وجنوب أسوان؟!.
الجواب واضح ولا يمكن أن يفهمه إلا من تمرس على الاستماع للصهاينة المعاصرين الذين يصرحون بشيء ويقصدون شيئا آخر لمجرد وجود تماثل معه في بعض الصور والأشكال.
الصابئة الذين يقصدهم مستشار الدولة الأيوبية وطبيبها الصهيونى ابن ميمون هم المسلمون وهو المصطلح القديم المستخدم من قبل كفار قريش في وصف المسلمين الأوائل، تماما مثلما يصف الصهاينة المعاصرون، المقاومين بالإرهابيين والمخربين.
يقول أبو أنس ماجد البنكاني في كتابه عن الصابئة: (أصبحت هذه الكلمة علماً لكل من أسلم وتبع النبي محمد حيث كان كفار قريش يسمون من أسلم بالصابئ. ألا ترى أنه لما بعث محمد وصفه المشركون بالصابئ وربما دعوه بابن أبي كبشة الذي هو أحد أجداد آمنة الزهرية أم النبي كان أظهر عبادة الكواكب في قومه فزعموا أن النبي ورث ذلك منه!!. وفي حديث عمران ابن حصين أنهم كانوا في سفر مع النبي ونفد ماؤهم فابتغوا الماء فلقوا امرأة بين مزادتين على بعير فقالوا لها انطلقي إلى رسول الله فقالت الذي يقال له الصابئ قالوا هو الذي تعنين، وساق حديث تكثير الماء.
وكانوا يسمون المسلمين الصباة كما ورد في خبر سعد بن معاذ أنه كان صديقا لأمية بن خلف وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما هاجر النبي إلى المدينة انطلق سعد ذات يوم معتمرا فنـزل على أمية بمكة وقال لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أطوف بالبيت فخرج به فلقيهما أبو جهل فقال لأمية يا أبا صفوان من هذا معك قال سعد فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصباة.
كما يروي ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" قصة بالغة الدلالة تظهر أن التيار الأموي القرشي المعادي للإسلام كان يرى أن الدعوة التي حملها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله تمثل امتدادا للدعوة الصابئية التي حملها جد النبي لأمه (أبو كبشة) الذي نسب إلى المعتقد الصابئي.
قال ابن أبي الحديد: روى الزبير بن بكار في (الموفقيات) وهو غير متهم على معاوية ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة على عليه السلام، والانحراف عنه: قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية فكان أبى يأتيه فيتحدث معه، ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة، وظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: مالي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم، قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به. إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلا، وبسطت خيرا فإنك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بنى هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه، فقال: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر ثم ملك أخو عدي، فاجتهد وشمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر، وإن ابن أبى كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات: (أشهد أن محمدا رسول الله)، فأي عملي يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلا دفنا دفنا.
ومن المفيد أيضا أن يطلع القارئ على ما ورد في موقع التاريخ المسيحي تحت عنوان (مكة "مقة" معابد الله إله القمر الوثني) حيث يفتري هؤلاء على نبينا صلوات الله عليه زاعمين أن المسلمين يعبدون إله القمر ويمكن لمن أراد المزيد أن يطالع الموقع نفسه.
لا يحتاج المرء أن يكون عبقريا ليدرك أن الصابئة الذين نوه عنهم (الفيلسوف المسلم) ابن ميمون ودعا لإبادتهم وتحطيم أصنامهم من الوجود هم نحن المسلمون!!!.
كان على السذج الذين أوردنا مدائحهم سابقا لابن ميمون أن ينتبهوا أن هذا اليهودي وجريا على عادة أسلافه ممن حاربوا نبينا محمدا صلى الله عليه وآله يجمع بين خصلتين: الأولى إنكاره للنبوة المحمدية والثاني عداؤه لها وهو في ذلك يختلف عن غيره من أهل الكتاب ممن اكتفوا برفض الاعتراف ولم يتجاوز الأمر بهم إلى حد العداء الصريح.
ما نقله ابن تيميه عن ابن ميمون:
ننتقل إلى ابن تيميه وهو يكرر وينقل عن ابن ميمون ربما بصورة حرفية واقرأوا النص التالي نقلا عن كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: "وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله لئلا يفضي ذلك إلى دعاء المقبورين والصلاة لهم وكلا الأمرين قد وقع فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتعزيمات ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم على مذهب المشركين من الهند والصابئين والمشركين من العرب وغيرهم مثل طمطم الهندي وملكوشا البابلي وابن وحشية وأبي معشر البلخي وثابت بن قرة وأمثالهم ممن دخل في الشرك وآمن بالجبت والطاغوت وهم منتسبون إلى أهل الإسلام (لاحظ أن نفس هذه الأسماء وردت في دلالة الحائرين وأنه يدرجهم في إطار الإسلام بينما يسميهم ابن ميمون بالصابئة)، كما قال تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) وقد قال غير واحد من السلف: الجبت السحر والطاغوت الأوثان وبعضهم قال الشيطان وكلاهما حق، وهؤلاء يجمعون بين الجبت الذي هو السحر و الشرك الذي هو عبادة الطاغوت كما يجمعون بين السحر وعبادة الكواكب وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام بل ودين جميع الرسل أنه شرك محرم بل هذا من أعظم أنواع الشرك الذي بعثت الرسل بالنهي عنه ومخاطبة إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه لقومه كانت في نحو هذا الشرك وكذلك قوله تعالى (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض إلى قوله تعالى إن ربك عليم حكيم) فإن إبراهيم عليه السلام سلك هذه السبيل لأن قومه كانوا يتخذون الكوكب أربابا يدعونها ويسألونها ولم يكونوا هم ولا أحد من العقلاء يعتقد أن كواكبا من الكواكب خلق السموات والأرض وإنما كانوا يدعونها من دون الله على مذهب هؤلاء المشركين. انتهى.
هنا نجد تطابق واضح فى المباني الفكرية والسياق والألفاظ،فما هو سر هذا التطابق الذي يكاد أن يكون حرفيا بين كلامه وكلام ابن ميمون حتى أن التطابق يصل إلى اقتباس المراجع فكلاهما يقتبس من ابن وحشية وهذا يجعل منه حجة على الصابئة المسلمين وذاك يجعله حجة على المسلمين الصابئة.
ولا شك أن لابن تيميه ميزة يتفوق بها على ابن ميمون وقدرة أكبر على تحقيق الغرض الأساسي كونه (شيخا للإسلام) ومن ثم فهو لن يعاني صعوبة إدراج المسلمين في خانة المشركين وعبدة الأوثان تمهيدا لتوجيه الضربة القاضية لهم وهي هدم أوثانهم ومحوها من الأذهان هذا طبعا بعد تحديد هذه الأوثان التي سيتضح بعد قليل أنها أضرحة الأنبياء والأئمة تمهيدا لإزالتها نهائيا من الأذهان والقلوب ليسود الأرض (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) كما يقوا ابن تيمية ومن ثم ابن عبد الوهاب.
يمتاز ابن تيميه بقدرة على أسلمة أفكار ابن ميمون من خلال استخدام كلمة (أو) الساحرة........
نص ابن تيمية الساحر:
(والخليل صلوات الله عليه أنكر شركهم بعبادة الكواكب العلوية وشركهم بعبادة الأوثان التي هي تماثيل وطلاسم لتلك الكواكب أو هي تماثيل لمن مات من الأنبياء والصالحين وغيرهم وكسر الأصنام) .
فالتماثيل هي طلاسم لتلك الكواكب أو أو لمن مات من الأنبياء.
هل هي للكواكب أم للأنبياء؟!.
إما هذه أو تلك!! ولكنه على كل حال فن الأسلمة عبر الإزاحة خطوة وخطوة حتى تصل الى المستهدف والاستغفال!!.
إنه فن أسلمة الأفكار الصهيونية عبر إزاحة المعاني والتلاعب بالألفاظ وعلى القارئ الغبي أن يأخذ كلام ابن تيميه (أو) كلام ابن ميمون وكلاهما يخلط بين الكواكب والأنبياء وبين المسلمين والصابئة اعتمادا على فلاسفة آخر الزمان الذين يأخذون هذه الكلام السام على علاته رغم أن هذه الاتهامات لا تخص المسلمين من قريب أو بعيد ولكن شيخ الإسلام قام بإسلمته ودحرجة كرة النار إلى عقر دارنا لتحرقنا وتحرق كل الأغبياء الذين يحسنون ظنا بالصهاينة وأزلامهم حتى ولو تلقبوا بألقاب الإسلام والإسلام منهم براء.
فقط كل ما هو مطلوب منك أيها المسلم أن تقبل أن توصف من قِبل ابن ميمون أو نتنياهو بأنك صابئي إرهابي مشرك نجس وأن اليهود وحدهم هم شعب الله المختار.
أنه نفس ما صرح به محمد بن عبد الوهاب في كتابه المسمى بالتوحيد عندما اتهم المسلمين بعبادة الأوثان قائلا: (ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله). باب:
ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان ... التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة).
إله القمر؟!!
من أين جاء هؤلاء بهذا الادعاء عن عبادة المسلمين لإله القمر؟!.
تحدثنا سابقا عن أولئك الذين أشادوا بالخدمات الجليلة التي قدمها ابن ميمون للإسلام والمسلمين وهو ما لا يختلف عن إشادة بعض (الزعماء السياسيين) بتوجهات نتنياهو وشارون السلمية.
ولكن هل كان هؤلاء هم أول من اخترع هذا الاتهام ووفر مادته؟!.
إن توفر مادة الانحراف سابقة دائما على منهج الانحراف ذاته، ولهذا قلنا من قبل أن الانحراف الذي حدث خلال الرواية عن النبي (ص) فيما سماه البعض الصحاح هو الذي وفر هذه المادة التي يمكن استخدامها حين تتوفر الشروط الموضوعية لوضع منهج الانحراف فقد جاء فى البخاري :
553 ـ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً ـ يَعْنِي الْبَدْرَ ـ فَقَالَ ‏"‏ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ‏"‏‏.‏ ثُمَّ قَرَأَ (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ق 39. قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ‏.‏
814ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ ‏"‏هَلْ تُمَارُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ‏"‏‏.‏ قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ قَالَ ‏"‏فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ‏"‏‏ قَالُوا لاَ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ‏.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الْقَمَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ‏.‏ فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ‏.‏ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا‏.‏ فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلاَّ الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ‏.‏ وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ‏"‏‏‏ قَالُوا نَعَمْ‏‏ قَالَ ‏"‏ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَهْوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولاً الْجَنَّةَ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا‏.‏ فَيَقُولُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ‏.‏ فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ باب الْجَنَّةِ‏.‏ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ‏.‏ فَيَقُولُ فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ‏.‏ فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى باب الْجَنَّةِ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا، فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ‏.‏ فَيَقُولُ اللَّهُ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ‏.‏ فَيَضْحَكُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ تَمَنَّ‏.‏ فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَمَنَّ كَذَا وَكَذَا‏.‏ أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لأَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنهما ـ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ قَالَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ‏"‏‏.‏ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمْ أَحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَوْلَهُ ‏"‏ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ‏"‏‏.‏ انتهى.
الحديث إذا عن عبادة بعض المسلمين (لرب القمر) لم تأت من فراغ بل جاءت مادتها من تلك الخرافات والأكاذيب التي غصت بها هذه الكتب والتي يستميت البعض ويصر على اعتبارها صحيحة ويرفضون القيام بأي مراجعة لها بل ويرون فيمن يطالب بهذه المراجعة زنديق يريد أن يهدم الإسلام ويقضي عليه.
كيف يمكن لمسلم يقرأ في كتاب الله (ليس كمثله شيء) أن يصدق أكذوبة (رؤية الله على هيئة القمر) أي مثل القمر حتى ولو كانت هذه الرؤية المزعومة يوم القيامة؟!.
المسلم الذي يقرأ قول الله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) لا يمكن مقارنته أو مشابهته بالصابئي الذي يتصور (سواء كان هذا صدقا أو افتراءا عليهم) أن هذه الكواكب هي آلهة تعبد من دون الله وما هي إلا خلق من خلقه وآية من آياته كما جاء في النص القرآني.
الادعاء على الإسلام والمسلمين بما لم يكن يوما ما عقيدة لهم هو افتراء فج ومجاف تماما لكل الحقائق وهذا هو دأب أعداء الأنبياء والمرسلين الذين لم يقصروا في الافتراء عليهم بما لا حاجة ملحة لذكره في هذا المقام.
النموذج النظرى:
النموذج أو القالب النظري الذي أسس له ابن ميمون وأسس عليه هو نموذج الصابئة الذين يؤمنون بأن الكواكب هي الآلهة ويقيمون الهياكل لعبادتها ويضعون فيها الأصنام والتماثيل ويتقربون لهذه الآلهة بتقديس هذه الأصنام والذبح لها واستشارتها الخ الخ، وهو نفس القالب النموذج الذي قام ابن تيميه بأسلمته ووضعنا فيه ولكن هذه المرة من أسفل إلى أعلى أي أنه لم يبذل جهدا كبيرا في إثبات أن المسلمين يعبدون الكواكب ويقيمون لها الهياكل بل بدأ من اتهامنا بصناعة الهياكل (الأضرحة الأصنام التماثيل) ثم التقرب بها إلى الإله (اللي بالي بالك) وهو بكل تأكيد ليس هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فالمساجد التي توجد بها أضرحة الأنبياء والأئمة هي نفسها هياكل عبادة النجوم التي يتعين إزالتها من الوجود ومن الأذهان أو كما قال ابن ميمون.
أما ابن تيميه فكان واضحا فاضحا في حملته على قبور (هياكل) أنبياء (إله القمر) الذي يفتري علينا هو وابن ميمون وموقع التاريخ القبطي بعبادته قائلا في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: (فهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم يتعين إزالتها بهدم أو بغيره هذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعروفين وتكره الصلاة فيها من غير خلاف أعلمه ولا تصح عندنا في ظاهر المذهب لأجل النهي واللعن الوارد في ذلك ولأحاديث أخر وليس في هذه المسألة خلاف لكون المدفون فيها واحدا).
أما محمد بن عبد الوهاب فكان أكثر وضوحا من أساتذته المشار إليهم سابقا عندما قال أن (بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)!!.
وكفاكم تخفيٍ أيها (الصابئة المسلمون)!!. أو كما قال ابن تيميه وابن ميمون!!!.
إنكار البعث:
لماذا يصر صاحب التوحيد الميمونى الصهيونى الوهابى على اعتبار أن التوسل بالموتى هو شرك بالله؟!.
الجواب: أن ابن ميمون كان منكرا للبعث الجسدي وهي قضية كانت ولا زالت مثار خلاف بين اليهود ما بين منكر ومثبت .
يقول آلان أنترمان: (ووفقا لما ذكره الرابي شيا فإن المرء إذا مات انقطع وعيه بما يحدث على الأرض ودعم رأيه بما ورد في سفر الجامعة "لكن الموتى لا يعرفون شيئا" أما وجهة النظر الأخرى المعارضة فقال بها معاصره الرابي يوناثان وهي أن الميت يبقى واعيا حقا بما يجري.... ورغم أن ابن ميمون يذكر عقيدة البعث كواحدة من مبادئه العقدية الإيمانية فإنه تناولها بشكل غامض وفي كتاباته التي تنحو نحوا فلسفيا لم يتناول إلا مسألة الخلود ومسألة طبيعة الروح بعد تخلصها من الجسد وقد اتهمه زملاؤه بإنكار عقيدة البعث وتقويض أسسها) .
وبينما يقول ابن ميمون: (وصار منهم مشعبذ ومتفائل وساحر ومن يرقى رقية ومن يسأل جانا ومن يستشير الموتى).
نرى ابن تيميه يدلي بدلوه: (وإذا كان السفر إلى بيت من بيوت الله غير المساجد الثلاثة لا يجوز وقد جاء في قصد المساجد من الفضل مالا يحصى فالسفر إلى بيوت الموتى من عباده أولى أن لا يجوز). انظر كتاب اقتضاء الصراط المستقيم.
وهكذا فقد اعتبر ابن تيميه السائر على نهج أستاذه ابن ميمون حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، أضرحة الأنبياء والأئمة الطاهرين مجرد بيوت للموتى!!.
لا حاجة بنا أن نذكر بقوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) .
وقوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) .
ومن ثم فالذين يرفضون التواصل بين من يمشون على الأرض من الأحياء وبين سادات الأمة من الأنبياء والأوصياء الذين هم وبكل تأكيد أحياء عند ربهم يرزقون هم إما من الصهاينة الذين يكرهون هذه الرموز ويرون فيهم أعداء دائمين للمنهج الصهيوني الاستكباري أو من الملاحدة الذين حكى عنهم كتاب الله العزيز (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) .
لهذا نقل عن ابن تيمية في كتابه الرد على المنطقيين ط6 (ص454 وما بعدها): إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء وصابئة مشركون.
أما الصابئة الحنفاء فهم بمنـزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والإنجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل من اليهود والنصارى. وهؤلاء حمدهم الله وأثنى عليهم. والثابت أن الصابئين قوم ليس لهم شريعة مأخوذة عن نبي، وهم قوم من المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين، ولكنهم عرفوا الله وحده، ولم يحدثوا كفراً، وهم متمسكون "بالإسلام المشترك" وهو عبادة الله وحده وإيجاب الصدق والعدل وتحريم الفواحش والظلم ونحو ذلك مما اتفقت الرسل على إيجابه وتحريمه وهم يقولون "لا إله إلا الله" فقط وليس لهم كتاب ولا نبي. والصحيح أنهم كانوا موجودين قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأرض اليمن.
وأما الصابئة المشركون فهم قوم يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.
لقد قام (التوحيد الوهابي الصهيوني) على الأسس التالية:
1- أن المسلمين هم جماعة من الصابئة بعضهم حنفاء وبعضهم مشركون وثنيون يعبدون الأوثان أو كما قال ابن تيميه فيما ذكرناه سابقا.
2- إنكار البعث والمعاد والحياة الآخرة ومن ثم عدم جواز التواصل مع (الموتى) وهم الأنبياء والأئمة والصالحين.
3- ضرورة إزالة الأصنام والأوثان (أضرحة الأنبياء والأئمة) ومحوها من الوجود تمهيدا إزالتها من المعتقد والأذهان بالكامل.
4- إنكار نبوة محمد الذي لم يأت بشيء من عنده وإنما قام بنقل ما ورثه عن جده (أبي كبشة) وهو ما صرح به بنو أمية أكثر من مرة (فلا خبر جاء ولا وحي نزل) وما يستتبع ذلك من إنكار لوجود أئمة أهل بيت النبوة، إذ لا نبوة ومن ثم لا بيت.
5- تشريع حروب الإبادة التي تعرض لها النبي وأهل بيته والآن مقاماتهم وأضرحتهم عودة بنا إلى الوضع الأصلي (الصابئة الحنفاء).
نماذج عقائدية من التطابق اليهودي الوهابي :
ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس و القعود و الاستقرار و الثقل و الوزن و الحجم و العياذ بالله من كفرهم.
ففي نسخة التوراة "المتداولة" التي هي أساس دين اليهود فيما يسمونه "سفر الملوك" الإصحاح 22 الرقم "19-20 :" و قال فاسمع إذاً كلام الرب قد رأيت الرب جالسًا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره". وفى سفر مزامير الإصحاح "47" الرقم "8" يقول:" الله جلس على كرسي قدسه".
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود فيها التصريح بالكفر بنسبة الجلوس إلى الله تعالى ، و إليك طائفة من أقوال الوهابية تعتمد اللفظ عينه.
في كتاب " مجموع الفتاوى "- المجلد الرابع- ص 374 لابن تيمية يقول ما نصه:" إن محمدًا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه".
و في كتاب " شرح القصيدة النونية " لابن القيم الجوزية تأليف محمد خليل هراس ص / 256 يقول:" قال مجاهد: إن الله يُجلس رسوله معه على العرش".
و في كتاب " مجموع الفتاوى " - المجلد الخامس ص/527 ، وكتاب شرح حديث النـزول - طبع دار العاصمة ص / 400 يقول ابن تيمية:" فما جاءت به الآثار عن النبى من لفظ القعود و الجلوس فى حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب و حديث عمر أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد"،وفي الصفحة ذاتها يقول:" إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سُمِع له أطيط كأطيط الرَّحل الجديد" .
و هذا الكتاب المسمى شرح حديث النـزول فيه بيان شدة فساد كلام ابن تيمية و بعده عن الحق و هو كتاب مطبوع فى الرياض سنة 1993 ، قام بطبعه دار العاصمة ، و علّق عليه محمد الخميس.
علما بأن لفظة الجلوس لم يرد إطلاقها على الله لا فى القرآن و لا فى الحديث إنما هي من بدع ابن تيمية نقلا عن ابن ميمون.
و في كتاب الأسماء و الصفات من مجموع الفتاوى الجزء الأول - طبع دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ص / 81 يقول ابن تيمية: " إذا جاءهم و جلس على كرسيه أشرقت الأرض كلها بأنواره".
و في كتاب الدارمى (هو عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 282 هـ ، و هو غير الإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن بهرام الدارمي رحمه الله صاحب كتاب السنن الذى توفى سنة 255 هـ ، فلينتبه لهذا). على بشر المريسي) - طبع دار الكتب العلمية ص / 74 بتعليق محمد حامد الفقي يقول المؤلف الدارمي:" و إن كرسيه وسع السموات و الأرض ، و إنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، و إنه له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد من يثقله" و ينسب هذا الكفر إلى النبى و العياذ بالله و هذا الكتاب يعتمده الوهابية، وفى نفس الكتاب ص /71 يفتري الدارمي على رسول الله أنه قال:" ءاتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي و هو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش و تارة يكون بذاته على الكرسي"، و في ص / 73 يقول الدارمي قال رسول الله:" هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه"، و يقول:" قالت امرأة: يوم يجلس الملك على الكرسي" ، و في ص /85 من الكتاب المذكور سابقًا يقول الدارمي و العياذ بالله:" و قد بلغنا أنهم حين حملوا العرش و فوقه الجبار فى عزته و بهائه ضعفوا عن حمله و استكانوا و جثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول و لا قوة إلا بالله فاستقلُّوا به بقدرة الله و إرادته ، و لولا ذلك ما استقل به العرش و لا الحملة و لا السموات و لا الأرض و لا من فيهن ، و لو قد شاء - يعنى الله - لاستقر على ظهر بعوضه فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبـيته فكيف على عرش عظيم".
و في كتاب "طبقات الحنابلة" - الجزء الأول من طبعة دار الكتب العلمية - الطبعة الأولى 1997 لمؤلفه أبي يعلى يقول ص / 32 :" و الله عز وجل على العرش و الكرسي موضع قدميه".
و في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول: قال النبي: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".
و في ص/ 236 يقول و العياذ بالله:" قال النبي: ثم ينظر يعنى الله فى الساعة الثانية فى جنة عدن و هو مسكنه الذى يسكن" .
و في كتاب بدائع الفوائد طبعة دار الكتاب العربي 4/40 لابن قيم الجوزية يقول: و لا تنكروا أنه قاعد و لا تنكروا أنه يقعده ,و قد كذب على الدارقطني فى نسبة هذا البيت له.
و في الكتاب المسمى " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب طبعة دار الندوة الجديدة بيروت ص/ 356 يقول حفيد محمد بن عبد الوهاب موافقاً لعقيدة اليهود:" قال الذهبي حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: إذا جلس الرب على الكرسى".
نسبتهم الصورة و الشكل الى لله:
ومما تتطابق فيه الوهابية مع اليهودية فى قضية الإيمان بالله هو اثباتهما الشبه لله ( تعالى الله عما يقولون)، فإنك تجد في نسخة التوراة سفر التكوين الإصحاح الأول الرقم 26-28:" و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا على شبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرًا و أنثى خلقهم" .
وفى سفر التثنية الإصحاح " 4" الرقم 15-16 :" فإنكم إن لم تروا صورة ما في يوم كلَّمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالا منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر او أنثى".
و في الكتاب المسمى " التوحيد " لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية تعليق محمد خليل هراس ، ص / 156 يقول:" ثم يتبدّى الله لنا بصورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم"، و في ص / 39 يقول محمد خليل هراس المعلّق على الكتاب المسمى " التوحيد " لابن خزيمة:" فالصورة لا تضاف إلى الله كإضافة خلقه إليه لأنها وصف قائم به"
و في كتاب " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن " تأليف حمود بن عبد الله التويجري ، وفيه تقريظ كبير لابن باز ، طبعة دار اللواء في الرياض – الطبعة الثانية يقول المؤلف في ص / 16:" قال ابن قتيبة: فرأيت في التوراة: إن الله لما خلق السماء و الأرض قال: نخلق بشرًا بصورتنا" ،و في ص / 17 يقول:" و في حديث ابن عباس: إن موسى لما ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجَّر و قال: اشربوا يا حمير فأوحى الله إليه: عمدت إلى خلق ٍ من خلقي خلقتهم على صورتي فتشبههم بالحمير ، فما برح حتى عوتب".
نسبتهم الوجه الجارحة إلى الله و العياذ بالله:
و من أبشع مشابهة الوهابية لليهود قولهم بالوجه الجارحة في حقه تعالى ولا عجب فهم مولعون بالتشبه بهم حتى في المعتقد و إليك بيان ذلك:
ففي التوراة سفر المزامير الإصحاح "31" الرقم "16:" أضئ بوجهك على عبدك"، وفى السفر ذاته اصحاح44:" لكن يمينك و ذراعك و نور وجهك" .
أما فى سفر التكوين الإصحاح "33" الرقم "10:" لأني رأيت وجهك كمايرى وجه الله"، وفى الاصحاح32:" فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهًا لوجه".وفى سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم "4:" وجهًا لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار".
وعلى هذا مشايخ الوهابية واسلافهم كابن تيمية الحراني و محمد بن عبد الوهاب و ابن باز والعثيميين،وإليك نص عبارتهم:ففى كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره ص /159 يقول المؤلف:" كل شئ هالك إلا وجه نفسه الذي هو أحسن الوجوه و أجمل و أنور الوجوه و إن الوجه منه غير اليدين ، واليدين منه غير الوجه"، وفى ص / 161 يقول:" فصعد - أي جبريل - بهن - أي بكلمات الذكر - حتى يُحَيِّ بهن وجه الرحمن"، و في ص / 167 يقول الدارمي:" نور السموات والأرض من من نور وجه الله"، و في ص / 190 يقول الدارمي:" و النور لا يخلو كم أن يكون له إضاءة و استناره و منظر و رواء ، و إنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا كشف عنه الحجاب كما يدرك الشمس والقمر فى الدنيا".
و في الكتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " تأليف عبد الرحمن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب ، تحقيق بشير محمد عيون - طبع مكتبة المؤيد الطائف – سنة 1990 - يقول المؤلف ص / 187:" روى ابن جرير عن وهب بن منبه: فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه ثم يقولون فأذن لنا بالسجود قدامك"، و في ص / 27 يقول المؤلف:" قال رسول الله:فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن"،و في ص / 40 يقول المؤلف:" إن الله خلق الإنسان على صورة وجهه الذي هو صفة من صفات ذاته".
و مما يدل على أن الوهابية يعتقدون هذا الكفر البشع و إن أخفوه عن كثير من العوام ، وفى كتاب " للذي يسأل أين الله " - طبعة دار البشائر – بيروت. تحت عنوان: ما هو شكل الله يقولون ص / 100:" لا نعرف لله شكلاً وهو أمرٌ خارج عن نطاق البحث الفعلي".
نسبتهم الصوت إلى الله و العياذ بالله :
يدين اليهود بالتجسيم و يقرّون بالتشبيه،ويدعون الهدى ويتبعون الردى، ويخضون فى ألغى والعمى، و أشربوا في قلوبهم حب الهوى، و قد تبعهم في ذلك جماعة ابن تيمية الحراني الوهابية الذين ينسبون كاليهود الصوت إلى الله سبحانه و تعالى.
ففي التوراة سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم "26":" من جميع البشر الذي سمع صوت الله" .
أما سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم "24 ":" إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا" ، وفى نفس السفر إصحاح "4" الرقم "12" : فكلمكم الرب من وسط النار و أنتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتاً" .
أما سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم " 8- 10":" و سمعا صوت الإله ماشياً في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة" .
وجاء فى سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "19 ":" و موسى يتكلم و الله يجيبه بصوت" . وفى سفر أيوب الإصحاح "37" الرقم "2- 6":" الله يرعد بصوته عجباً" . أما سفر خروج الإصحاح "19" الرقم " 3- 6:" فناداه الرب من الجبل ... فالآن إن سمعتم لصوتي و حفظتم عهدي" . وفى سفر التثنية الإصحاح "4" الرقم "35- 36" يقول اليهود:" لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه من السماء أسمعك صوته"
و بعد أن استعرضنا كلام اليهود نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله(تعالى الله عن إفكهم):
ففي كتاب " مجموع الفتاوى " - المجلد الخامس ص / 556 يقول ابن تيمية الحراني و العياذ بالله:" و جمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله ، وقد تكلم به بحرف وصوت" .
و في كتاب " شرح حديث النـزول " - طبعة دار العاصمة – الرياض - علّق عليه محمد الخميس ص / 220 يقول ابن تيمية مفتريًا على سيدنا موسى:" إن موسى لما نودي من الشجرة { فاخلع نعليك} أسرع الإجابة و تابع التلبية و ما كان ذلك منه إلا استئناسًا منه بالصوت و سكوناً إليه و قال: إني أسمع صوتك و أحسّ حسّك" .
و في حاشية الكتاب المسمى " كتاب التوحيد " لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية ص/ 137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى ) من وراء حجاب) [ سورة الأحزاب:53 ]:" يعني تكليما بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه و لا يرى شخصه" . و في ص/ 138 يقول المعلق أيضًا:" و إن كلامه حروف و أصوات يسمعها من يشاء من خلقه" . و في ص/ 146 يقول المعلق أيضًا:" يسمعون صوته عز وجل بالوحي قويا له رنين و صلصلة و لكنهم لا يميزونه ، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت و شدته" .
و في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني الجزء الأول دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض ردّه على الجهمية ص/ 73:" وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك ، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله" .
و في كتاب " شرح نونية ابن القيم " لمحمد خليل هراس ص/ 545 يقول المؤلف:" و لكنه – أي القرآن – قول الله الذي تكلم به بحروفه و ألفاظه بصوت نفسه" ،و في ص/ 778 من المرجع السابق يقول:"بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرآن لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه" .
و في كتاب المسمى " فتاوى العقيدة " لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى مكتبة السنة ، الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول في ص/ 72:" في هذا إثبات القول لله و أنه بحرف و صوت ، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت" .
و في كتاب " معارج القبول " تأليف حافظ حكمي الجزء الثاني – طبع دار الكتب العلمية – بيروت ص/ 191 يقول:" فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته" و ينسب هذا للنبي و العياذ بالله.
فما قامت به الوهابية فى باب العقيدة ماهو إلا نشر عقيدة اليهود على خير وجه خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية.
و مهما حاولوا أن يبرئوا ساحة زعيمهم ابن تيمية الحراني عن هذا الضلال المبين فها هي كتبهم و مؤلفاتهم طافحة بما سطرته أيديهم الأثيمة من كلام الدارمي إلى ابن تيمية الحراني و ابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب و حفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد خليل هراس و حافظ مكي و أبي بكر الجزائري و عبد الرحمن دمشقية و عبد الله السبت و غيرهم من المشبهة المجسمة ممن يروجون و ينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود و يدافعون عنها ممن عرضناه سابقا.
نسبتهم الفم واللسان إلى الله :
في سفر أيوب الإصحاح "37" الرقم " 2-6 ":" اسمعوا سماعًا رعد صوته و الرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات" و قولهم: " من فيه " أي فمه - على زعمهم - و على هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية الحراني و أسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.
ففي كتاب " الأسماء والصفات " لابن تيمية ، الجزء الأول ص/ 73 يقول ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية:" و حديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان" .
و في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره و هو مخبأة لكفرهم يقول الدارمي ص/ 112 عن الله تعالى:" إن الكلام لا يقوم بنفسه شيئا يرى و يحس إلا بلسان متكلم به" ، و في ص/ 123 يقول المؤلف:" و هو يعلم الألسنة كلها و يتكلم بما شاء منها ، إن شاء تكلم بالعربية و إن شاء بالعبرية و إن شاء بالسريانية" .
و في كتاب " الرد على الجهمية " لأبي سعيد الدارمي السابق ذكره ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه أخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى" ، ثم يقول بعد هذا الكلام القبيح:" فهذه الأحاديث قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله" و العياذ بالله من هذا الضلال المبين و الكفر العظيم.
و في كتاب طبقات الحنابلة لأبي يعلى الجزء الأول طبعة دار الكتب العلمية ص/ 32 – 33 يقول:"وكلَّمَ الله موسى تكليمًا من فيه – يعني من فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده" .
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام أحمد الذي طبعة الوهابية ص/ 77 يقول المؤلف:" و كلم الله موسى تكليمًا من فيه" .
و مما يدل على فساد معتقد الوهابية ما قاله ابن العثيمين ، فقد قال ما نصه:" المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز و جل فلا يجوز أن نثبت له اللسان و لا أن ننفيه عنه لأنه لا علم لنا بذلك" انتهى بحروفه. ( اللقاء الشهري ، رقم 3 ، ص/47 – طبع دار الوطن – الرياض) و هذا دليل على تخبطهم في أمور العقيدة و كأنهم لم يفهموا قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [ سورة الشورى:11]
نسبتهم التغير و الحدوث والحركة والارتفاع و النزول الحسي الى الله:
فى سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5":" فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو آدم يبنوهما" ، أما سفر التكوين الإصحاح "46" الرقم "3- 4:" فقال أنا الله إله أبيك .... أنا أنزل معك إلى مصر" ، وفى سفر خروج الإصحاح "13" الرقم "21" يقول اليهود:" و كان الرب يسير أمامهم نهارًا" ، وفى الإصحاح "19" الرقم "21":" لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء" ،وفى الإصحاح "19" الرقم "9 " يقول اليهود:" قال الرب لموسى ها أنا أتٍ إليك في ظلام السحاب" ، وفى الإصحاح 10:" و استراح في اليوم السابع" .
أما اعتقاد الوهابية، ففى كتاب " جهالات خطيرة في قضايا اعتقاديه كثيرة " طبع ما يسمى دار الصحابة ص/ 18 يقول مؤلفه و هو عاصم ابن عبد الله القريوتي في تفسير الاستواء على العرش ما نصه:"صعد أو علا: ارتفع أو استقر و لا يجوز المصير إلى غيره" .
و في كتاب رد الدارمي ص/ 117 يقول الدارمي:" قال أصحاب النبي: والقرآن كلام الله منه خرج و إليه يعود" ، و في ص/ 73 يقول:"قال رسول الله: هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه" .
و في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني ص/ 91 يقول ابن تيمية:" فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه" .
و يقول محمد زينو في كتابه المسمى مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع طبع دار الاصميعي الرياض ص/ 21:"إن الله فوق العرش بذاته منفصل من خلقه" .
و في كتاب معارج القبول تأليف حافظ حكمي السابق الذكر ص/ 235 من الجزء الأول يقول المؤلف:"إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له في كل سماء كرسي، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه" ثم يقول:" يعلو ربنا إلى السماء إلى كرسيه"،و في ص/ 236 يقول:" قال النبي: إن الله يفتح أبواب السماء ثم يهبط إلى السماء الدنيا ثم يبسط يده" ، و في ص/ 238:" قال رسول الله: إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا" و ينسب هذا الكفر إلى النبي.
و في ص/ 243 يقول:" قال رسول الله: يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه" ، و في ص/ 250-251 يقول المؤلف:" قال رسول الله: و ينـزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي" ، و في ص/ 257 يقول المؤلف:" فإذا كان يوم الجمعة نـزل على كرسيه أعلى ذلك الوادي" .
و في كتاب " شرح قصيدة النونية " لمحمد خليل هراس السابق ذكره ص/ 774 يقول المؤلف:" فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار قد أشرف عليهم من فوقهم" .
و في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 54 يقول المؤلف:" معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان" ، و يقول في ص/ 54:" فإن أمارة ما بين الحي و الميت التحرك و ما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله الأصنام الميتة" ، وفى ص/ 55:" فالله الحي القيوم الباسط يتحرك إذا شاء" ، وفى ص/ 55:"إن الله إذا نـزل أو تحرك" .
و في كتاب رد الدارمي المذكور سابقاً ص/ 75 يقول:" و لو قد قرأت القرءان و عقلت عن الله معناه لعلمت يقيناً أنه يدرك بحاسة بينة في الدنيا و الآخرة فقد أدرك موسى منه الصوت في الدنيا و الكلام هو أعظم الحواس" ، و يقول في ص/ 75:"لا يخلو أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها" ، و في ص/ 76 يقول:"و أن لا شئ: لا يدرك بشئ من الحواس في الدنيا و لا في الآخرة ، فجعلتموه لا شئ" ، و في ص/ 121 يقول:" لا نسلّم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنزول والمشى والهرولة والغضب والحب والمقت كلها أفعال فى الذات للذات وهى قديمة". و في ص/ 200 يقول:" لأن الله يحب ويبغض و يرضى و يسخط حالا بعد حال في نفسه".
و في مجموع فتاوى لابن تيمية 6 / 160 يقول عن الله و العياذ بالله:" و إن كان الكمال هو أن يتكلم إذا شاء و يسكت إذا شاء" .
نسبتهم اليد و الساعد و الذراع والكف والأصابع جوارح حقيقية إلى الله:
جاء فى سفر الخروج الإصحاح" 15" الرقم "16:" بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر" ، الإصحاح "15" الرقم "6 و 12:" يمينك يا رب معتزة بالقدرة ، يمينك يا رب تحطم العدو ... تمد يمينك فتبتلعهم الأرض" ، وفى اشعياء الإصحاح "25" الرقم "10":" لأن يد الرب تستقر على هذا الجبل"، وفى التكوين الإصحاح "2" الرقم "8" : غرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً" ، وفى سفر أيوب الإصحاح "36" الرقم "32:" يغطي كفيه بالنور و يأمره على العدو" .
وفى سفر المزامير الإصحاح "44" الرقم "2-3":" أنت بيدك استأصلت الأمم و غرستهم لكن يمينك و ذراعك" ، وفى حزقيال الإصحاح "37" الرقم "1" : كانت عليَّ يد الرب" ، هذه بعض المواضع التي فيها التصريح بنسبة اليد الجارحة و الذراع و الساعد الى الله عز وجل(تعالى الله عما يقولون).
و إليك الآن ما يذهلك أيها المسلم فإن الوهابية تدعي الإسلام و مع ذلك تقول في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله:
ففي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره ص/ 26 يقول الدارمي:" فأكد الله لآدم الفضيلة التي كرّمه و شرّفه بها وآثره على جميع عباده إذ كل عباده خلقهم بغير مسيس بيد و خلق آدم بمسيس".
و في ص/ 30 يقول هذا المشبه:" فلما قال خلقت آدم بيدي علمنا أن ذلك تأكيد ليديه و أنه خلقه بهما"، و في ص/ 35 يقول هذا المجسّم:"عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئاً من خلقه غير ثلاث: خلق آدم بيده ، و كتب التوراة بيده ، و غرس جنة عدن بيده" ، و في ص/ 36 يقول:" قال أبو بكر الصديق: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام ، و قال لمن في الأخرى ادخلوا النار لا أبالي" ، و في ص/ 37 يقول هذا المشبّه أن رسول الله قال:"ثم يحثي لي بكفه ثلاث حيثات" ثم يقول – الدارمى- أن رسول الله قال:" فمن فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض كف الرحمن" ،و في ص/ 40 يقول المؤلف:" و قد قلنا يكفينا في مسِّ الله آدم بيده"، و في ص/ 44 يقول:" يعني أن الله له يد يبطش بها و له أعين يبصربها"، و في ص/ 154 يقول:" يديه اللتين خلق بهما آدم"، و يقول:" و إن يمين الله معه على العرش" ، و في ص/ 155 يقول:" كلتا يدي الرحمن يمين إجلالا لله و تعظيما أن يوصف بالشمال" .
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم" ، و في ص/ 49 يقول:" قال رسول الله: فأرفع ثم أقوم و جبريل عن يمين الرحمن" ، و في حاشية الكتاب المسمى "كتاب التوحيد"،لابن خزيمة يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب ص/ 63:"فإن القبض إنما يكون باليد الحقيقية لا بالنعمة ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسبب إرادته الإنعام ، قلنا لهم: بماذا قبض؟ فإن القبض محتاج إلى آلة، فلا مناص لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوت ما صرح به الكتاب و السنة" ، و في ص/ 64 يقول المعلق أيضًا:" هذه الآية صريحة في إثبات اليد فإن الله يخبر فيها أن يده تكون فوق أيدي المبايعين لرسوله و لا شك أن المبايعة إنما تكون بالأيدي لابالنعمة والقدر".
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام أحمد و الذي نشره الوهابية ص/ 77 يقولون فيه:" و كلّم الله موسى تكليمًا من فيه – يعني فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده" .
و في كتاب " الأسماء و الصفات " - الجزء الأول طبع دار الكتب العلمية ص/ 314 يقول ابن تيمية الحراني:" فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلَكُمْ".
و في كتاب " العقيدة " لمحمد بن صالح العثيمين طبع ما يسمّى مكتبة السنة - الطبعة الأولى ص/ 90 يقول:" و على كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك ، و كل واحدة غير الأخرى ، و إذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنها أنقص من اليد اليمنى".
نسبتهم الرجل الجارحة والعين على معنى الجارحة الى الله:
فى سفر الخروج الإصحاح "13" الرقم "20": " و كان الرب يسير أمامهم" ، وفى المزامير الإصحاح "53" الرقم "2":"الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر"، وفى سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم "8-10:" و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة" ، وفى التكوين الإصحاح "11" الرقم "5":" فنـزل الرب لينظر المدينة".
أما الوهابية ففي كتاب " طبقات الحنابلة " - الجزء الأول كما مرّ ص/ 32 و هو كتاب معتمد عندهم يقول أبو يعلى:" و الله عز و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه" ، و في وفى الصفحة ذاتها يقول:" و السموات و الأرض يوم القيامة في كفه و يضع قدمه في النار فـتـنـزوي و يخرج قومًا من النار بيده" .
و في الكتاب المسمى " عقيدة أهل السنة و الجماعة " طبع مؤسسة قرطبة الأندلس ص/ 14-15 يقول ابن عثيمين:" و نؤمن بأن لله عينين اثنتين حقيقيتين" و يقول:" و أجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان" .
و في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ص/ 36 يقول:" ثم نظر في الساعة الثانية في جنة عدن و هي مسكنه الذي يسكن" .
و في كتاب " فتاوى العقيدة " – الذى مر ذكره ص/ 88 يقول محمد بن صالح العثيمين:" لأن الله وسع كرسيه السموات والأرض والسموات والأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين" . وفى ص/ 112 يقول:" إن الله يأتي إتياناً حقيقياً"، و يقول في ص/ 114:" فإن ظاهره ثبوت إتيان الله هرولة و هذا الظاهر ليس ممتنعا على الله فيثبت لله حقيقة".
و في الكتاب المسمى " تفسير آية الكرسى " لمحمد بن عثيمين ص/ 27 يقول ما نصه:" و الكرسي هو موضع قدمي الله عز وجل" .
و في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 69 طبع دار الكتب العلمية يقول:" يضع الجبار فيها – أي في النار – قدمه فإذا كانت جهنم لا تضر الخزنة الذين يدخلونها و يقومون عليها فكيف تضر الذي سخرّها لهم" . وفى نفس الصفحة يقول:قال رسول الله: فيدلي فيها رب العالمين قدمه فينـزوي بعضها إلى بعض" ، و يقول في ص/70:" قال رسول الله: إن الله يطوي المظالم فيجعلها تحت قدميه" .
نسبتهم الجهة و الحيز و المكان و الحد الى الله.
نسبتهم المكان و الجهة و الحد و التحيز إلى الله و العياذ بالله :
جاء سفر التكوين الإصحاح "28" الرقم "16":"حقّاً إن الرب في هذا المكان و أنا لم أعلم"، وفى الإصحاح "18:" و ظهر له الرب عند بلوطات" ، وفى سفر زكريا الإصحاح "2" الرقم "13:" اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه" .
وأما الوهابية ففي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 82 يقول المؤلف:" بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق في أعلى مكان و أطهر مكان" ، و في ص/ 96 يقول:" لأنا قد أيـَّنـَّا له مكاناً واحداً، أعلى مكان و أطهر مكان و أشرف مكان ، عرشه العظيم المقدس المجيد فوق السماء السابعة العليا حيث ليس معه هناك إنس و لا جان و لا بجنبه حشٌّ و لا مرحاض و لا شيطان" ، و في ص/ 100 يقول و العياذ بالله:" رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله ، و رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة" ، و في ص/ 79 يقول:" إنه فوق عرشه بفرجة بينة ، و السموات السبع فيما بينه و بين خلقه في الأرض"، و في ص/ 79 يقول:" و إله السموات و الأرض على عرش مخلوق عظيم فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافر به و بعرشه" ، و في ص/ 80 يقول :" لأنه وصف نفسه بأنه في موضع دون موضع و مكان دون مكان" ، و في ص/ 81 يقول:" و أنه على العرش دون ما سواه من المواضع" ثم يقول:" فوق العرش في هواء الآخرة" .
و في كتاب " الرد على الجهمية " للدارمي ص/ 33 يقول:"قال رسول الله: ثم ينـزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر هي مسكنه و لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة: النبيين و الصديقين و الشهداء" ، و في ص/ 43 يقول الدارمي:" فلماذا إذن يحفون حول العرش إلا لأن الله فوقه" .
و في كتاب " شرح نونية ابن القيم " لمحمد خليل هرّاس ص/ 249 يقول:" و هو صريح في فوقية الذات لأنه ذكر أن العرش فوق السموات و هي فوقية حسيَّة بالمكان فتكون فوقية الله على العرش كذلك ، و لا يصح أبداً حمل الفوقية هنا على فوقية القهر و الغلبة" .
و في كتاب " الفوائد " لابن القيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون – مكتبة المؤيد – الطائف الطبعة الثانية 1988 ، ص/ 131 يقول:" أشهدكَ ملكاً قيوماً فوق سمواته على عرشه"، ثم قال:" يرى من فوق السبع ويسمع" .
و في كتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب الطبعة الأولى مكتبة المؤيد – الطائف سنة 1990 ص/ 263 ينقل ما نصه:" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته"، ثم قال:" استوى على عرشه بالحقيقة لا بالمجاز" . و ذكره أيضًا في كتابه المسمى فتح المجيد الذي علق عليه ابن باز موافقاً لهذا الاعتقاد المخالف للكتاب و السنة.
و قال ابن تيمية الحراني في كتابه " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة ص/ 217 ما نصه:" و في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله ، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم ، انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن و لا يحصدن و لا يجمعن في الأهواء ، و أبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم أفلستم أفضل منهن؟ .
و في كتاب شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس ص/ 85 يقول:" فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيًا و لا إثباتًا ، و لا بالجوهر و التحيز و نحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقًّا و لا تبطل باطلا" .
و في كتابه " بيان تلبيس الجهمية " ص/ 427 ، وكتاب " منهاج السنة " ص/ 29-30 الجزء الثاني يقول ابن تيمية نقلا عثمان بن سعيد الدارمي موافقًا له ما نصه:" و قد اتفقت الكلمة من المسلمين و الكافرين على أن الله في السماء و حدّوه بذلك" .
و كتاب " تفسير آية الكرسى " للعثيمين ص/ 33 يقول هذا المشبّه:" فأما علو الذات فهو أن الله عال بذاته فوق كل شئ ، و كل الأشياء تحته و الله عز و جل فوقها بذاته" .
نسبتهم الوصف القبيح و النعت الشنيع الى الله:
لكن الوهابية تفردوا عن اليهود بنسبة الوصف القبيح الى الله عز وجل( تعالى الله عما يقولون)، و إليك التفصيل:
ففي كتاب " فتاوى العقيدة " للعثيمين طبع ما يسّمى " مكتبة السنة " ص/ 50 يقول:"لا يوصف الله بالمكر إلا مقيداً ، فإن قيل كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم قيل إن المكر في محله محمود"، و في ص/ 51 يقول:" إن الله له مَلَلٌ و أما مَلَلُ الله فإنه ملل يليق به عزوجل"، و في ص/ 52 يقول:" و أما الخداع فهو كالمكر يوصف الله به حين يكون مدحا"، و في ص/ 75 يقول:"أولئك الذين يتعمقون في الصفات و يحاولون أن يسألوا حتى عن الاظافر"، و في ص/ 120 يقول:" قال ابن تيمية: و الذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف و الأئمة"، و أقره على ذلك بسكوته عن هذا النقل ، و هذا يلزم منه أن الله يمس و يحس و يجس ، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
و في ص/ 49 يقول:" إن نفي التمثيل هو الذي ورد في القرآن الكريم و لم يرد في القرآن نفي التشبيه".
و في الكتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " لحفيد محمد بن عبد الوهاب ص/ 176 يقول:" و ضحك الله أصل وحقيقة للضحك يضحك كما يشاء" - و في ص/ 178 منه يقول:" و لكنا نقول هو نفس الضحك".
خاتمة:
من خلال صفحات هذا البحث قدمنا أدلة متعددة من مصادر كثيرة نثبت من خلالها تطابق عقائد اليهود والوهابية فى تجسيد الذات الإلهية، وحتى يكتمل بحثنا فإننا نجمل العقيدة الصحيحة التى عليها كل أهل الإسلام الأصيل فى ذات الله تعالى:
أن عقيدة المسلمين سلفاً و خلفاً بلا شك و لا ريب أن الله سبحانه و تعالى هو خالق العالم، قائم بنفسه مستغن عن كل ما سواه، فكلنا نحتاج إلى الله ولا نستغني عنه طرفة عين، والله تعالى لا يحتاج لشئ من خلقه، ولا ينتفع بطاعتهم ولايضره معصيتهم، ولا يحتاج ربنا إلى محل يَحُلُّهُ ولا إلى مكانٍ يُقِلُّهُ،وأنه ليس بجسم ولا جوهر.
واعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون فى المكان،والاجتماع والافتراق، والقرب والبعد من طريق المسافة، والاتصال والانفصال، والحجم والجرم، والجثة والصورة والشكل والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية والمقدار ومن كان ذا مقدار كان مخلوقاً، قال تعالى:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} الرعد:8.
واعلم أن كل ما تُصُوِّرَ فى الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات يجب أن يُعتقد أن صانعَ العالم بخلافه، وأنه تعالى لا يجوز عليه الكيفية والكمية والأينية لأن من لا مِثلَ له لا يجوز أن يقال فيه كيف هو، و من لا عدد له لا يجوز أن يقال كم هو، ومن لا أول له لا يقال مما كان، و من لا مكان له لا يقال فيه أين كان، فإن الذى أين الأين لا يقال له أين، والذي كيَّف الكيف لا يقال له كيف.
فالله تعالى مقدَّس عن الحاجات ، منـزّه عن العاهات ، وعن وجوه النقص والآفات ، متعال عن أن يوصف بالجوارح والآلات ، والأدوات والسكون والحركات ، لا يليق به الحدود والنهايات ، ولا تحويه الأرضون ولا السموات ، ولا يجوز عليه الألوان والمماسّات ، ولا يجري عليه زمان ولا أوقات، ولا يلحقه نقص ولا زيادات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، موجود بلا حدّ، موصوف بلا كيف، لا تتصوّره الأوهام، ولا تقدّره الأفهام، ولا يشبه الأنام، بل هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات واحد فى ملكه فلا شريك له.
والله سبحانه وتعالى خالق العالم بأسره علويّه و سفليّه. والأرض و السموات، قادر على ما يشاء، فعال لما يريد، موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال و لا أمام ولا خلف ولا كل ولا بعض ولا طولٌ ولا عرضٌ، كان ولا مكان، كوّن الأكوان ودبّر الزمان، لا يتخصّص بالمكان، ولا يتقيد بالزمان، ليس بمحدود فيحدَّ، وليس بمحسوس فيجسَّ، ولا يُحس ولا يُمس ولا يُجس.
وكل ما كان من معانى الأجسام و صفات الأجرام فهو عليه تعالى محال، وكل ما ورد فى القرءان أو السنة وصفاً لله تعالى فهو كما ورد وبالمعنى الذي يليق بالله تعالى بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه.
ولا يجوز حمل المتشابه من الآيات والأحاديث على ظواهرها ، ومن فعل ذلك فقد كذَّب القرءان وخرج عن إجماع الأمة الإسلامية.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله:" وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشئ من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين ، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ، وأن مجيئه ليس بحركة ، وأن نزوله ليس بنقلة ، وأن نفسه ليس بجسم ، وأن وجهه ليس بصورة ، وأن يده ليست بجارحة ، وأن عينه ليست بحدقة ، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف ، فقد قال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. وقال:{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. وقال:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}" انتهى من كتابه الاعتقاد و الهداية ص/72.
وعلى هذا الاعتقاد إجماع أهل الإيمان ونقل هذا الإجماع النووي فى شرح مسلم 5 / 24 - طبعة دار الفكر - بيروت عن القاضى عياض المالكى أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارِهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله تعالى:{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء}. ونحوه ليس على ظاهرها بل متأَوَّلَة عند جميعهم.

والله أعلم



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا استثنى منكم أحدا
- الخيار الوحيد
- سوق المتعة
- ماذا يحدث وماذا يمكن أن يحدث 1/1؟!!
- قراءة فى ترشيح الشاطر
- عفوا أكبر ولايتى 1/1
- وثيقة على السلمى وسؤال الهوية 2/2
- وثيقة السلمى وسؤال الهوية
- التحرير ... حزب فاشل فلما الخوف
- فوبيا يا دنيا فوبيا
- هذا إرث مبارك
- التحرير ولجنة شئون الاحزان
- التدين الزائف والوطنية الإمبريالية
- ما الذى يحدث فى مصر
- كلاكيت (هولوكوست) ثانى مرة
- السلفية المفترى عليها 4/4
- السلفية المفترى عليها 3/3
- السلفية المفترى عليها 2/2
- السلفية المفترى عليها 1/1
- رسالة إلى : رجال الداخلية


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - الاختراق الصهيونى للوهابية