أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العاهرة الاخوانية تضاجع الامريكان واليهود على فراش الخيانة















المزيد.....


العاهرة الاخوانية تضاجع الامريكان واليهود على فراش الخيانة


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإخوان المسلمين لا يتغيرون على الإطلاق ، قديما حصلوا على منح تأسيسهم من بريطانيا التى كانت تستعمر مصر وقتها وبعد ذلك وضعوا أيديهم في يد القصر الذي هاجموه قبل ذلك لكنهم عندما وجدوا فرصة لهم بين مريدي الملك إنقلبوا إلى مؤيدين له ضد كل الحركات الوطنية ويذكر التاريخ أنهم كانوا أول من عقد الإتفاقات مع وزارات الأقلية التى حكمت مصر حكما بوليسيا إبان الإحتلال الإنجليزي لمصر بينما تحولوا في لحظة إلى ثوار على الملك مع قيام ثورة يوليو ثم ثائرين عليها عندما لم يحصلوا على مكاسب حددوها مسبقا ليعودوا لممارسة دورهم القديم في التحالفات المشبوهة بدعمهم للسادات أثناء حربه الشعواء التى شنها على اليسار المصري وما تبقى من رموز الناصرية !!...

مما لاشك فيه ان الاخوان يحرضون الشعب المصري على نفسه وعندما يحددون للبسطاء وهم جمهورهم الحقيقي أن من ينزل إلى التحرير هو خارج على الدين ويحاول تخريب مصر ويحاول أن يضرب الاستقرار وما إلى ذلك من مقولات تشي بما نعرفه منذ نشأة الإخوان المسلمين وهي إنحيازهم الدائم لمصالحهم بصرف النظر عن مصالح مصر وشعبها....الإخوان أصدروا بيانا قبل ثورة 25 يناير يتبرأون فيه من الثورة والثوار ويعلنون فيه أنهم لن يشاركوا فيها وببساطة كان ذلك لأن الحزب الحاكم ومبارك كانا في سدة الحكم ولكن بعد أن وجد الإخوان أن النظام يترنح تحت ضربات الثوار قرروا أن يسرقوا ثورة مصر ويحتكروها لحسابهم الخاص وكان ذلك وفقا لتفاهم أمريكي إسرائيلي يصر على أن يجد بديلا لمبارك في مصر لكن بشرط أن لا يكون البديل من الثوار ممن يدرك الأمريكان والإسرائيليين أنهم غير قادرين على التعامل معهم وكان البديل الجاهز على الفور هو الإخوان الذين عرضوا أنفسهم على إسرائيل كبديل على مدار ثلاثين عاما بعد أن عرضوا أنفسهم على أمريكا منذ عام 1952...القصة لها بدايات يجب ذكرها بالتفاصيل ونبدأ من البداية :


البداية الحقيقية التى يمكن أن نرصدها للتقارب الإخواني الإسرائيلي بدأت عبر تأسيس مؤتمر سنوى برعاية إسرائيلية تحت عنوان (المؤتمر اليهودي ـ المسلم) والذي بدأ أول أعماله سنة 2010 في بريطانيا ثم توالت الإجتماعات بين ممثلين للإخوان وبين ممثلين لإسرائيل على مدار العام لتصل إلى ثماني إجتماعات عقدت خلال هذا العام وحده في الدول الآتية وفق للترتيب الآتي: بريطانيا ثم بلجيكا ثم فرنسا ثم هولندا ثم إيطاليا ثم سويسرا ثم ألمانيا ثم أستراليا... ولعله من اللافت للنظر أن جهاز الموساد الإسرائيلي الذي كان مهتما بشكل خاص بحادث مقتل خالد سعيد وقرر رصد الظاهرة رصدا مخابراتيا ليحدد ويقدم تقارير حول تنامي القدرة لدي قطاعات الطبقة المتوسطة من المصريين على إسقاط النظام وفقا لتحرك نوعي جديد كان يرصد أيضا تنامي الرغبة في ذلك وكان أن كون في النهاية وجهة نظر مفادها أن الثورة على نظام مبارك قادمة وأن المسألة مسألة وقت ... ولعله ليس سرا أن كل أجهزة المعلومات الإسرائيلية كانت تتوقع سقوط نظام مبارك قبل نهاية عام 2011 بعكس الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت تنظر للأمر على أن بعض الترضيات يمكن أن يقدمها مبارك للشعب المصري مع تقديم نجله كرئيس توافقي لإنقاذ البلاد من مصير مجهول يجري ترسيخ الإقتناع به لدي طبقة غير النشطاء في مصر وهي الأغلبية الساحقة والتى وفقا لتصور أمريكي سترضي ببقاء الحال على ماهو عليه بدلا من المغامرات المحفوفة بالمخاطر....


إسرائيل قررت التحرك بعيدا عن التصور الأمريكي لكن مع الحفاظ على تنسيق وتشاور بينهما فإسرائيل دائما تجد نفسها أكثر قدرة على فهم منطق الأحداث في المنطقة أكثر من الأمريكان الذين يعترفون المرة تلو المرة بأنه يسيئون التقدير كثيرا فيما يخص توقعات الأحداث في المنطقة...هكذا أصبح لدي إسرائيل قبل السنة الحاسمة في مصر علاقة مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين وهي علاقة تصدر العمل فيها رجل دين إسرائيلي هو الحاخام مارك شناير الذي إستطاع تكوين علاقة وثيقة مع الإخوان في مصر عبر هذه الإجتماعات الثماني التى سبقت عام 2011 بكل ما فيه من تداعيات تحت ستار التجهيز لمؤتمر اليهودي المسلم الذي يجري التأسيس له تحت لافتات لا يختلف إثنان عليها من حيث التعايش السلمي الفهم الصحيح للدين ووفقا لما ذكرناه نحن وغيرنا قبل ذلك فإن إجتماعا دار بين ممثلين للإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر أثناء أحداث الثورة المصرية جري فيه الإتفاق على الخطوط العريضة والتى حددت بضمان أمن إسرائيل وضمان شكل من أشكال تصدير الغاز مع ضمان أمريكي بالتأثير على دول الخليج لمنح تسهيلات مالية كبيرة وتعهد أمريكي بإسقاط جزء كبير من الديون المصرية لأمريكا ولأوروبا علي أن يكون ذلك وفقا للسيناريو التالي والذي كان مقترحا إسرائيليا في الأساس:

يمتنع الإخوان عن ترشيح أحد لإنتخابات الرئاسة المصرية او الظهور كسلطة حاكمة لمصر خلال الأعوام الصعبة التى تلي الثورة مباشرة وهو ما ينأي بهم عن مواجهة صعوبات جمة يتوقع الأمريكان والموساد الإسرائيلي انها لن تترك الرئيس القادم يكمل فترة ولايته وبذلك تكون يد الإخوان نظيفة تماما حين يصعدون إلى منصة الحكم ووقتها فقط تبدأ المساعدات الملموسة في الظهور ليجري الربط بين صعود الإخوان للحكم وبين الإنتعاش الأقتصادي وهو ما يستتبع إستقرار الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ ووقتها يصبح الإخوان موجودين بإرادة شعبية وقبول عام يصعب علي التيارات الأخرى صاحبة التوجهات المعادية فعليا للسياسة الأمريكية والتى تجد أن تحقيق قدرا من التواصل مع باقي ثورات المنطقة قادر على خنق المشروع الإسرائيلي....

اللافت للنظر هو ما تم في 12 مايو 2011 بمدينة كييف في أوكرانيا حيث تم عقد لقاء مطول بين ممثلين إسرائيليين وممثلين للإخوان جري فيه وضع النقاط على الحروف حول مستجدات الموقف في مصر والتأكد من إلتزام الإخوان المسلمين بالسيناريو والإتفاقات السابقة وكان أهم ما يشغل القائمين على الإجتماع هو تنامي الرفض للإخوان بين طبقات المثقفين الذين بدأوا يتحدثون كثيرا عن خفايا التعاون بين الإخوان وجهات خارجية سواء خليجية أو غربية لكن الإخوان حددوا موقفهم بأن الأمر لا يعدو أن المثقفين المصريين يجدون أن الإنتخابات البرلمانية القادمة حسمت مقدما لصالح الإخوان والتيارات الإسلامية الأخري التى تعمل لصالح الإخوان على الأرض وهو ما يعنى برلمانا إخوانيا صرفا مع دستور يكرس لصعود الإخوان للحكم ... وأن كل ما لدي المثقفين بعض الكتابات والحوارات لكن القدرة على الحشد تظل حكرا على الإخوان...على صعيد اخر كان اللافت للنظر هو الحديث من الإسرائيليين عن تنامي شعور قوي خاصة لدي الإتجاهات اليسارية بأن المعركة بينهم وبين الإخوان قد تكون حتمية حتى لو دارت كصراع مسلح وهنا أيضا طمأن الإخوان الجميع بأن جاهزيتهم لمثل هذه الحالة التى يستبعدونها كبيرة !!...الإدارة الأمريكية من ناحيتها لم تكن مطمئنة تماما لفكرة وصول الإخوان للسلطة في مصر وقدرتها على الوفاء بمصالحها في المنطقة لكن شهادة واضحة من مدير المخابرات الأمريكية ليون بانيتا في إجتماع مع لجنة الأمن القومي في الكونجرس حددت الأمر بأن الإخوان المسلمين جماعة برجماتية على إتصال مع أكثر من 16 جهاز مخابرات حول العالم منها الموساد الإسرائيلي وأنه لا يجد خطرا في إمساكها بمقاليد الحكم في مصر لأنها تسعي لذلك منذ فترة طويلة وتعرف كيف تتعامل مع المصالح الغربية على حد وصفه مؤكدا أنها الجماعة الأكثر تأثيرا التى لدينا إتصالات وعلاقات معها...http://www.youtube.com/watch?v=Jrxc7t3aP-w&feature=player_embeddedلأول مرة، بعد أول حكومة لأول رئيس منتخب بعد ثورة ٢٥ يناير، وفي عهد وزير إعلام ينتمي للإخوان المسلمين التليفزيون الرسمي، يستضيف محلل عسكري إسرائيلي لتحليل ما حدث في مذبحة رفح ويبدو أن حالة العشق العميق والتفاهمات الواسعة التى عقدها الإخوان مع الإدارة الإسرائيلية قد بدأت في الظهور أخيرا!!..

الشئ الأكثر إثارة للدهشة أن كل شئ كان يسير وفقا للمخطط المحدد بدقة بالغة فالإخوان بالفعل استطاعوا أن يكرسوا وجودهم على الساحة السياسية بشكل غير مسبوق بعد ثورة يناير كما أنهم أصبحوا أكثر الجماعات السياسية توافقا مع النظام الحاكم في البلاد خلال تلك الفترة للدرجة التى منحتهم القدرة على صياغة تعديلات دستورية وخريطة طريق سياسية تخدم مصالحهم تماما فمن التعديلات الدستورية التى دخل الدين فيها كعامل رئيس للقبول والرفض إلى الجدول الزمنى لإنتقال السلطة الذي يخدم تماما المخطط الإخواني المدعوم إسرائليا وأمريكيا إلى تراجع القوى التى حركت الثورة المصرية نتيجة لغياب القيادة المتفق عليها وإنغماس البعض في صراعات ما قبل قطف الثمار أصبحت الساحة خالية تماما للإخوان المسلمين ولا يوجد من يشعر بالخطر وفقا لهذا السيناريو سوى المسيحيين المصريين الذين عبروا عن مخاوفهم في أكثر من مناسبة وبأكثر من شكل خاصة أنه أصبح من الواضح أن الإجراءات العقابية الصارمة اصبحت تطبق على الثوار الليبرالين بينما نشطاء الإخوان والإتجاهات الإسلامية يجري التغافل عنهم وغض الطرف عن ملاحقتهم التى إن حدثت تكون بأكبر قدر من الليونة !...

الذي حدث مؤخرا أن الإخوان وجدوا من وجهة نظرهم جملة إعتراضية تمثلت في حملات إعلامية ضدهم يشنها ناشطون ومثقفون لكن اللافت للنظر أيضا أن من يشن هذه الحملات يشنها بعيدا عن أجهزة الإعلام الرسمية من تليفزيون الدولة إلى صحفها التى أصبحت أخيرا تستضيف رموزهم بينما يجلس على رأس جهاز التليفيزيون رجل محسوب حاليا على التيار الإخواني فيما تفرغت بعض الفضائيات الخاصة لإستضافة رموز التيار الإخواني خاصة والإسلامي بصفة عامة من قنوات رجال الأعمال الذي يبدوا أن البعض منهم إما وصل لصفقات مع الإخوان أو جرى تطمينه بشكل أو بآخر أن حملات الملاحقة لن تشمله عبر قنوات إخوانية فتحولت قنوات مثل دريم المملوكة لرجل الأعمال أحمد بهجت صاحب العلاقات المتميزة مع نظام مبارك إلى مستضيف دائم لشيوخ الإخوان ... مروروا بقنوات الحياة التى يملكها الرجل الذي تسانده إرادة خليجية واضحة دكتور / سيد البدوي الذي وصل إلى الرئاسة في حزب الوفد في توقيت مثير للريبة والذي قام بعد ذلك بتصفية جريدة ليبرالية واسعة الإنتشار هي الدستور دون أن يحقق من وراء شراءه لها منفعة إقتصادية !!...الجملة الإعتراضية التى وجدها الإخوان خروجا على النص هي فضائية رجل الأعمال نجيب ساويرس أون تي في وفضائية إبراهيم عيسي وهي فضائيات مفتوحة دون إشتراكات وهو ما يجعلها تحقق نسب مشاهدة جيدة لكن الإخوان كان لديهم عقيدة تقول بأن العمل على الأرض هو الأهم وهم هنا يمتازون بأفضلية توفرها لهم كوادر تعمل في عمق الريف المصري المحافظ الذي يتأثر تماما بالخطاب الدينى بصرف النظر عن بعض الإستثناءات مثل مدينة المحلة وكفر الدوار ذات التوجه اليساري العمالي وهكذا كان لا يضير الإخوان أن يخسروا عواصم المدن بينما هم قانعون تماما بأن وجودهم على أرض الريف البعيد عن التيارات السياسية الليبرالية واليسارية ضمانة مؤكدة لهم في أي إنتخابات قادمة !!..

أمر واحد أثار مخاوف الإخوان وهو عودة نشطاء الفيسبوك للدعوة ضدهم وبشراسة إلى جانب تحرك تيارات يسارية على أرض الواقع والإخوان أكثر من يقدر أهمية تحرك اليسار المصري على الأرض فالإخوان كانوا أكثر المستفيدين من القدرات التنظيمية للمنضمين لهم من اليسار المصري بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وهؤلاء حققوا نقلة نوعية في التنظيم والعمل والتوافق مع العصر وهكذا فإن سلسلة المخاوف بدأت تتصاعد مع دخول أطراف أخرى للعمل ضد الإخوان فإئتلافات شباب الثورة التى وجدت أن تشرذمها وتصارعها جعلها تنصرف عن حقيقة واضحة وهي أنها مستبعدة تماما من كل مجالات العمل السياسي ورسم المستقبل في الوقت الذي تزايدت فيه مخاوف المسيحيين المصريين من صعود الإخوان إلى جانب تخوف جزء كبير من الأغلبية الصامتة التى وجدت في ممارسات السلفيين تهديدا لها وهو ما شعر به المجتمع والذي يفشل الإخوان المسلمين كثيرا في كبح جماح شطط السلفيين رغم أنهم في النهاية يعملون لصالحهم لكن الإخوان يشكون في مجالسهم التنظيمية من أنهم حليف ملكي أكثر من الملك ويملك شططا قد يصيب عملية تقسيم الأدوار بالعوار!!...هنا كانت بداية شكوى الإخوان من وجود حملة ضدهم وهي شكوى عبروا عنها كثيرا رغم أن أجهزة الإعلام كانت معهم في أغلبها لكن ما لم يذكره الإخوان أن مواقع التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنت والمدونات أثبتت على مدار العامين الماضيين أنها هي الأخرى تملك القدرة على الحشد وهو ما مارسه النشطاء بذكاء خلال الفترة السابقة من توزيع الفيديوهات التى تكشف كثيرا مما يخفيه الإخوان وفي عصر يمكنك أن تصور ما تشاء عبر جهاز موبايل صغير الحجم فإن الأسرار تصبح هي المادة الأولى في المشاهدة الأكثر من ذلك أن الدعوات التى تنطلق عبر المواقع الإجتماعية يمكنها أن تحقق أهدافها بصرف النظر عن من أطلقها وعن شخصيته الحقيقية ففقط يكفي أن يثير مشكلة عامة أو مخاوف محسوسة أو يدعو لتحرك عليه توافق ليتحول الفضاء الإلكتروني إلى جموع حاشدة في ميادين التحرير المصرية وهو ما حدث بالفعل !!!...


الكارثي في الأمر أن الإخوان وجدوا أنهم يتلقون اللوم والكثير من الأسئلة من الدعمين لهم سواء من دول الخليج التى تجد في الإخوان السد الأول لها في وجه إمتداد الشرارة الثورية أو من خلال الكثير من الإستفسارات التى يتلقاها قادة الإخوان من الأصدقاء في أمريكا وإسرائيل وفي النهاية كان على الإخوان أن يثبتوا قوتهم على الأرض وكان ذلك عبر دعوات لمظاهرات مضادة مظاهرات الثوار وقوى المجتمع المدني في مصر إلى جانب البيان الكارثي الذي أصدره الإخوان المسلمين تحريضا على من ينزل إلى التحرير وهو ما جسد طلاقا واضحا في شهر العسل القصير بين الإخوان وقوى المجتمع المدني في مصر....الإخوان في بياناتهم يلقون بكل أوراقهم مرة واحدة على طريقة لاعب البوكر الذي يدافع عن مكاسبه كلها في لعبة واحدة فمن ناحية ينحازوا للمجلس العسكري الحاكم في مصر دون مواربة ودون تحفظ أو نقد كما أنه يصف كل من يخرج عن توجههم بأوصاف تحرض الشارع على النشطاء وهم أصحاب الثورة الحقيقيون ... ومن جهة أخرى فإن الإخوان الذين يعلمون أن طائفة واسعة من شباب الإخوان قد لا تجد توجهات القيادات مفهومة لها وتشكوا هي الأخرى من الاقصاء قد يشكل تواجدها ضمن فعاليات النشطاء السياسيين الآخرين صفعة للإخوان .... لكن الإخوان حاولوا الإلتفاف على الأمر عبر الحديث عن أن الأمر متروك لمن يريد النزول ليس كممثلا للإخوان ولكن بصفته الشخصية وهو نفس ما فعلوه يوم ثورة الغضب المصرية لكن اليوم يختلف كثيرا عن الأمس ... فبالأمس كان الإخوان قادرون على إستغلال حاجة المجتمع للتوحد وهو ما أفرز قبولا حذرا بهم أساءوا إستخدامه كثيرا ولكن اليوم فإن الطلاق قد تم والأدوار قد تحددت والعلاقات الخفية للإخوان قد ظهرت على السطح لدي الكثيرين لتصبح الساحة الآن مقسمة بدقة .... ولو إنتصر التحرير غدا فإن طور من الذبول سيحيط بالإخوان بينما لو لم يكن الحشد كما هو متوقع أو جرى إجهاض محاولة ثوار التحرير وقوى المجتمع المدني فإنها تملك أن تعاود الحشد مرة ومرات في معركة مستمرة أظنها محتومة في النهاية وإن غدا لنظيره قريب....



أما في خلال الثلاثين عاما الماضية ورغم العداء المعلن على السطح بين الجماعة والنظام السابق إلا أن صيغة من التفاهم كانت قائمة بينهما فالنظام استمد شرعيته على أرض الواقع من كونه ضمانة للدولة من السقوط تحت يد الإخوان وكلما علت الأصوات التى تطلب الحرية كلما أخرج لهم النظام فزاعة الإخوان وبقدر ما تكون سلطة مبارك مهددة من قبل شعبه بقدر ما يحصل الإخوان على مزيد من المقاعد في البرلمان المصري...بالطبع ليس سرا أن حصول الإخوان على ثمانين مقعدا من مقاعد مجلس الشعب وقتها كان بإتفاق وتفاهمات مع جهاز أمن الدولة الذي لم يكلف نفسه ولو مرة عناء القبض على مرشد الجماعة المحظورة بينما اكتفي بالقبض على صغار منتسبيها لكن يبدو أن كل شئ كان يدور في فلك الإعداد لمسرحية يحصل من خلالها الإخوان على مزيد من المكاسب مقابل دعم غير معلن لخطة توريث وقفت مصر كلها ضدها لكنه دور الإخوان الذي لا يقبلون غيره !!..


المثير في الأمر أنه بينما كانت دماء الشهداء تسيل على أرض ميدان التحرير وفي كل ميادين التحرير المصرية كان الإخوان يلتقون بالنائب عمر سليمان لقاءا آخر غير اللقاء المعلن ليتفق معهم عمر سليمان على تخليهم عن شباب ثورة 25 يناير مقابل أن يحظي الإخوان بشكل أقرب ما يكون بـ ( التيار الأولي بالرعاية) وهو الإتفاق الذي اعترض عليه هيثم علي أبو خليل العضو البارز السابق في جماعة الإخوان وكان سببا في إستقالته من جماعة الإخوان المسلمين لكن على ما يبدو أن الإتفاق مازال قيد التنفيذ والمراقب للساحة المصرية يدرك أن الإخوان المسلمين قد تحولت حاليا من (الجماعة المحظورة) إلى (الجماعة المحظوظة) التى تجري من أجلها الإستفتاءات قبل موعدها ومن أجلها لذلك لم يكن غريبا أن يحشد الإخوان كل ما يستطيعون للخروج بنعم إخوانية صريحة لإستفتاء لا يصب إلا في مصلحتهم ومصلحة من والاهم من السلفيين والجماعات الإسلامية التى إلى جانب باقي التيارات الإسلامية لا تمثل على أرض الواقع سوى فصيل إخواني في لعبة يجيدونها جميعا لتوزيع الأدوار !!!...

الإخوان التى بدأت تحصل على المكاسب التى وعدت بها كانت قد قدمت ودفعت الثمن مقدما للجميع فمن تفريغ ثورة 25 يناير من مضمونها وإجهاضها وهو ما ظهر جليا في سيطرتهم على منصة التحرير لفترة ومنعهم النشطاء من إعتلاء المنصة بينما كانت المنصة تستقبل خومينى مصر القرضاوي !!! إلى جانب عربات الإخوان ذات الميكروفونات التى جابت شوارع مصر إلى جانب الجوامع التى أصبحت لا تتحدث سوى عن شئ واحد: نعم للتعديلات الدستورية...الإخوان ضمن رسائل التطمين المتعددة وجهوا رسالة صريحة لإسرائيل وأمريكا عبر عنها دكتور عصام العريان الذي تحدث إلى برنامج السي إن إن الشهير hard talk ليعلن صراحة أن الإخوان يضمنون أمن إسرائيل لأن الإخوان ليسوا دعاة حرب وأن عداء إسرائيل ليس ضمن مخططاتهم بينما حاول طمأنة أمريكا وهو يؤكد أن حكم الإخوان في مصر هو ما يمكن أن يضمن لأمريكا والغرب وصول النفط العربي لهم بأسعار مقبولة ضمن ما بشرهم به من حالة إستقرار في حالة وصولهم للحكم!!..

عصام العريان كان يتحدث للسي إن إن بينما كان الإخوان قد بدأوا بالفعل في التنسيق مع باقي منتسبيهم من السلفيين والجماعات الإسلامية للسيطرة على الإنتخابات النيابية المصرية الماضية تاركين لباقي مصر مشاهدة الحوار الوطنى الممل الذي تنقله شاشات التليفزيون المصري .... وبينما إنخرط الجميع في مكلمة يستمتع بها نائب رئيس الوزراء الجمل كان الإخوان يتفقون على أن يحصدوا بوجه مكشوف ما حجمه ثلاثين في المائة من مقاعد مجلس الشعب صراحة بينما تتوزع باقي المقاعد بين ممثلين للتيار السلفي فيما كلفت الجماعة الإسلامية بالسيطرة تماما على المقاعد الإنتخابية في محافظات الصعيد !!...ببساطة الأمر كان يتعلق بمجلس شعب يحتكره التيار الإسلامي بالكامل مع بعض المقاعد التى ستذهب لمحترفي الإنتخابات من النظام القديم فيما قد يحصل بعض المستقلين على مقاعد فردية في ظل إنتخابات تقرر أن تعقد على عجل قبل أن تستكمل الآلة الديمقراطية بناء نفسها ووفقا لنظام إنتخابي فردي يساعد الإخوان وفصائلهم المتسترة بالخروج عليهم من حصد غالبية المقاعد وفي النهاية سنجد أنفسنا أمام مجلس شعب أغلبة الأعم خاضع لسيطرة الإخوان وهو مجلس الشعب الذي يمنح عبر أصوات 30 عضوا من أعضاءه الفرصة لأي مرشح لرئاسة الجمهورية من الترشح وبمعنى آخر فإن الإخوان الذين أعلنوا أنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة سيكونون هم من يقرر المرشحين المتنافسين في الإنتخابات القادمة.....

الأخطر أن الرئيس الذي سيكون قد جاء وفقا لتفاهم مؤكد مع الإخوان المسلمين سيكون عليه أن يختار نائبا له خلال ستين يوما من توليه منصبه ويمكن أن يكون هذا النائب إخوانيا صريحا متاحا له تكملة فترة رئاسة الرئيس المنتخب إذا ما ألم بالرئيس القادم أي طارئ كمرض أو وفاة أو ما شابه.....أما ما يثير الخوف وقتها فهو أن الرئيس القادم ومجلس الشعب القادم هما الجهتان اللتان ستتحكمان في شكل الدستور الدائم لمصر لعقود قادمة والذي من المتوقع أن يخرج دستورا إسلاميا حتى النخاع ينزع عن مصر شكل المواطنة الذي حلمنا في خطوة واسعة نحو ما حلم به الإخوان ويصلون إليه الآن بفاتورة سددوها من دم أحرار مصر الذين خانوهم قبل أن تجف دمائهم التى سالت في ثورة 25 يناير بينما كان الإخوان يحتسون أكواب الشاى بالياسمين مع رجل المخابرات الذي تقمص دور نائب الرئيس لعدة أيام ....الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية كلها وجوه لكيان واحد علينا جميعا أن نقف ضده بكل الطرق قبل أن تصبح مصر مجرد واحدة من جمهوريات آل سعود الإسلامية التى تنفذ فيها الحدود على سواد الشعب بينما ينعم قادة الدولة بكل شئ وفقا لتخريجات دينية يجيدون صياغتها !!!...



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا دى سيلفا كان اكثر عدلا ورحمة واحساسا بشعبه من مرسى المت ...
- العهر الاخوانى الزائف التمويهى
- اتلم المتعوس على خايب الرجا
- الشارع المصري لم يعد مراهقا وأصبح قادرا علي فرزالمواقف
- مرسى يحمل المعارضة فاتورة فشله السياسى (لقد فقدت شرعيتك)
- على مرسى وجماعته أن يتمصروا لأن مصر لن تتأخون
- الى حمد حاكم دولة قطرائيل لاتغتر بجزيرتك فيومك قريب
- الفوضى الخلاقة الاخوانية دفع ثمنها اولتراس الاهلي وجماهير بو ...
- حاكموا طنطاوى ومجلسه العسكرى على مذبحة بورسعيد يستقيم ميزان ...
- الاخوان المجرمون نكبة على أمننا القومى
- وداعا (عاصم عبدالعزيز حموده ) ورحمة الله عليك
- سليمان خاطر القديس الذى فتح أعيننا على أشياء كانت غائبة عنا ...
- سلاح الصحافي قلمه وعدسته... وحمايته تقع على عاتق الدولة
- امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية لل ...
- الاخوان والامريكان تاريخ طويل من العمالة !! فلما الانكار؟؟
- جاسوسة عراقية هى السبب الرئيس لاقالة وزير داخلية مصر حسن الا ...
- اعلان ماسونى يهدد مرسى ... كل عميل بالاشارة يفهموا يامرسى
- بانوراما ثورة 25 يناير
- الجنيه ابو شفايف
- حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العاهرة الاخوانية تضاجع الامريكان واليهود على فراش الخيانة