أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر مهدي الشبيبي - عفوا يا سيادة القاضي.. لقد نسيت انه عصر القطط!















المزيد.....

عفوا يا سيادة القاضي.. لقد نسيت انه عصر القطط!


جعفر مهدي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم اعرف أن نهمي للكتب في بداية حياتي كان سببا لإيذائي لاحقا؟
كان من مساوئي الكبيرة إنني القف كل ما تقع يدي علية من كتب ، و حتى ما أجدة على الأرض من كتب او مجلات او حتى صفحات من كتاب او ورقة دفتر نظمت عليها خاطرة أو كتبت فيها ذكرى و ما أكثر العلم الذي اعتصر عقول مفكرين كثر ، ذهب في أغلفة حب زهرة الشمس او أكياس جمع المسامير ..
كنت امشي في ظهيرة يوم جميل و إنا عائد إلى البيت من الإعدادية أسير على حافة الطريق تحدثني نفسي بشيء لا اذكره سوى أنني اعرف انه جميل كأيام الشباب تلك ..
و استهوى نظري كتاب ملقى على الأرض قريب من إحدى الجدران !
تقدمت نحوه و إنا أترقب بعين الحياء إن أكون متطفلا على عقل أو ملك أحدا !
تقدمت و أخذت اداعبة بقدمي كأنني أجس نبض أوراقه و ما خط بين دفتية .
تناولته بيدي و استهواني عنوانه الفلسفي الجميل كان كتابا في الفلسفة الإسلامية الممنوعة في ذاك الوقت من الزمن ألبعثي !
ما أن قلبت أوراقة حتى نسيت نفسي، أين إنا ومن أين أتيت و إلى أين إنا ذاهب؟ رحت اقلب و امضي فيه كالذي وجد كنزا عظيما وهل هناك أحسن من عصارة فكر إنسان و أنت ترى من خلاله ساعات حياته ، وقته ، جهده ، تركيزه ، أصوات أنفاسه ، دقات قلبه ، دموعه ، ألامه ،غاياته ، أفكاره ،عملة ، نتاجه ، أنها أسطورة كبيرة تمخضت ، أنتجت ، أنجبت معارف للبشرية ما أروعها و ما أروع زماننا الذي نحن فيه نقلب و جهها بدون خوف أو تكلفة ؟
أخذت اقلب سائرا و إنا أنهم ما كتب فيه نهما و ما أروع ما وجدت وما أحسنة أخذت تشدني البداية إلى عالم جميل منمق أبدع الكاتب فيه كثيرا و خاصة بمادة جامدة كالفلسفة!
و خطوات خطوات لم اشعر بها. و في لحظة من السكون على من خلفي صوت سيارة مسرعه و صيحات مجلجلة و أصوات سحب السلاح و علا الغبار و قفز من السيارة رجال عدة وهم يقولون اوكف اوكف!
يا ربي هل أنني سرقت جهلا كتاب السلطان!
أو تجاوزت على أفكار الأمير قمر الزمان!
أو دنست غلاف كتاب البعث لميشيل عفلق أو كتاب ألقذافي الأخضر !
طوقت بالأيدي ، سحبت إلى السيارة و وسطوني بين اثنين منهم و تحركت السيارات و اذكر إنني بقيت مذهولا لا اعرف ماذا فعلت؟
أدخلت إلى دائرة الأمن العام وعلى المدير لاحقا و بعد الضرب قدم لي الأخير قدح من الشاي !
و قال أنت صغير على التعذيب ؟ اعترف بابا و خلص !
كان الاعتراف يتضمن أنني اعمل مع خلية فكرية أسلامية معادية فكريا للدولة و يتبادلون الكتب القديمة المحفوظة أعواما تمتد إلى نصف قرن يتبادلون قراءتها و مناقشتها فقط دون إن يخططوا لقتل عامل خدمة أو عريف، أو نصير في الحزب؟
أخذت بعد عدة أيام إلى القاضي و الى بناء المحكمة الذي لم أره في عمري !
فقال إي يا مجرم! اعترف!
وذهلت من وقع كلمة المجرم التي ألفها في قاموسي و لا في شجرة عائلتي و لم اسمع عنها سوى في الأفلام و العجب إني أراها اليوم تلصق بي دون أن أكون مجرما سفاحا و لا قاتلا مأجورا .
فقلت يا سيادة القاضي الموقر هل القانون يحمي المغفلين و كان الجواب معروفا جدا و خاصة من السادة القضاة عندما تكون ضحية نصب و احتيال جرب و ستسمع هذه الكلمة المشهورة ؟
فقلت يا سيادة القاضي إنا مغفل لكوني أريد أن اخرج من دائرة الجهل و لكوني فهمت إحدى شعارات الدولة التي تقول العلم نور و الجهل ظلام فهمتها على انني يجب ان أكون متعلما مثقفا .
و الواجب أن أكون كالقط الصغير الأعمى أفضل لي و أسف جدا إن أهدرت وقتك و وقت جهاز امن الدولة بالتخطيط للكمين الجبار و العملية النوعية التي قاموا بها وشكرا لدولتنا العظيمة التي تقتفي اثر كتاب واحد ملقى في إحدى الأركان وهذا دليل لو ان احدا فكرا في ان يسرق لوقع عليه رجال الامن من السقف انه الامان الذي نلتحف به في ليالينا الدهماء ؟
ودمتم للنضال!
ألا إنني لا اعرف هذه الجماعة الفكرية و لا انتمي لهم و استجوبوهم قبلا تحت التعذيب فلم يعرفوني و لم يروني بحياتهم كما إنني للتصحيح متهم و ليس مجرما و إنا بريء و حق القائد الضرورة صدام حسين المجيد!
فقال لي قل حفظة الله و رعاة (قشمر) و أمر بإعادتي إلى الزنزانة للتعمق في التحقيق!
و استمر الفلكلور الوطني و امن الدولة المهيبة مرة أخرى و إنا اقلب كفي حزنا و ألما و جزعا و أضمد جراحات التعذيب بالدمع و الأسى..
و أخيرا تمخضت الدولة و أمنها و سيادة قاضيها الموقر على أطلاق سراحي بكفيل ضامن و تعهد خطي إن أبقى كالقط الأعمى لآن امن الدولة هكذا يريد ، و الانكى من ذلك سلموني عند خروجي رزمة كتبي و دفاتري المدرسية التي فتشوها جيدا و لم يسلموني كتاب الفلسفة الأسطوري الذي قادني للتعرف إلى أكثر أجهزة الدولة قمعا و ظلما و جورا ؟
فعرفت أن الكتاب أراد إن يخبرني بشكل عملي جدا عن معنى الحرية و خوف الدكتاتور منها و أن من أقوى أسلحة الحرية تلك التي تقوم على أساس فكري متين .
و أن القط الأعمى لا يضر الظلم و الدكتاتور شيئا، لأنه لا يسمح لنفسه بالضحك ألا عندما يبتسم القائد المفدى و لا يغضب ألا عندما يزمجر و لا يهز شاربيه ألا عندما يقول متى تهتز الشوارب .
وقبل سنة أو أكثر أخذت إلى قاضي تحقيق الكرادة مجددا و التهمة ألان لم تكن حول كتاب فلسفة إسلامية بل كان حول الوقوف بمظاهرة في وجه دولة الأحزاب الإسلامية!
وما أشبة امن الماضي بزبانية اليوم وما أشبة قاضي الأمس بقاضي اليوم فالاشباة تتوالد و الأفكار تتسلح بالسلاح و تتقاتل و ما أنكى أن تتلبس الرذيلة ثوب الوقار و رداء الدين !
مجددا يا سيادة القاضي إنا اعرف منطقكم جيدا لكنني لا زلت مغفلا و انتم لا تحمون أمثالي المغفلين فعذرا إن أريق وقتكم هدرا وجهلا و غفلة !

و أسف جدا لكوني خسرت صديقا أصبح برلمانيا اليوم قضى على انتفاضتي مع ابناء شعبي التي خرجت تقول اين حقوقي، أوقفني بجنده المجلجلين بالسلاح و الذين ينادونا اوكف اوكف مجددا و هل انا اعرف كيف اهرب لو كنت اعرف الهرب ، التملق، أو أكون قط أعمى لكنت في جانب أخر، اسمح لنفسي بان لا أكون موجودا يوما ، لكني و عذرا يا سيدي القاضي أؤمن بحكمة إنا أفكر أذن إنا موجود؟
و هذا الصديق البرلماني عرفته يوم كان منتمي إلى خلية أسلامية فكرية فقط وكنت إنا ضيفا تلقى العذاب في دائرة الأمن العام كما بينت لكم مسبقا ، لقد كان مجاهدا استحق أن يكون برلمانيا !
كان مجاهدا يرمي الكتب على الطريق فقط !
و لا ادري ، ما افرح إخوة يوسف لو وجدوا اليوم معنا لأصبحوا برلمانيين لهم حصانة وحشم وخدم و سيارات مصفحة أفضل مئات المرات من قطيع اغنامهم و حميرهم ،كيف لا و أنهم رموا يوسف في البئر ليلتقطه السيارة !
وما أكثر من سطع نجمة و أصبح قائدا يقود الملايين لان والدة كان رجل دين أو إخوة و لسان العرب يقول الفتى ليس من قال كان أبي بل من قال ها انا ذا ، مع انه لا فكر له و لا منطق وان سمعت منطقة اشمأزت نفسك منه ومن أتباعه وما أكثرهم يحجبون قرص الشمس و لكنها سنة و حياة و عصر صغار القطط!
إنا اعلم أنني اعتقلت بدون سبب ألا لكوني مغفل و قانون الصديق البرلماني و الشرطي و القاضي و المجتمع لا يحمون و لا يرحبون ألا بالقطط لكوننا لسنا في عصر إنسانية سارتر بل في عصر القطط !
وما أحلى المواء بعون الله!



#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين أفيون الشعوب حقيقة و إثباتا!
- الجلبي خلف صولاغ و الاسدي يمسك الفرشاة من المنتصف
- اشكالية حزب الدعوة و تصريحات وزير التعليم العالي
- بين نجوى كرم و مدير في وزارة الاتصالات و عن جد حبيتك
- بعد الفيضانات الاعصار الكبير قادم و المالكي فقط يحذر
- المشروع الإسلامي في المنطقة هل دعوة للتسليم ام التحطيم?
- بيضه و دجاجه وعلم
- هل تكلم ارسطو عن مجار بغداد
- عفوا ان عمامتي علمانية


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر مهدي الشبيبي - عفوا يا سيادة القاضي.. لقد نسيت انه عصر القطط!