أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد أبو مهادي - سقط الخوف فانكشف المقدس














المزيد.....

سقط الخوف فانكشف المقدس


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 20:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سقط الخوف فانكشف المقدس
بقلم: محمد أبو مهادي

خرجت الملايين العربية في عواصم كثيرة تخطّ مستقبلها وأحلامها في العيش الكريم والآمن، في وطن المواطن الحرّ الذي تصان حقوقه وتحترم إرادته وتفكيره، بعد أن ضاقت ذرعاً بواقعها المؤلم تحت نار الفقر والبطالة والتهميش ومصادرة مختلف أشكال الحقوق لعقود طوال ظنّ معها المرء يأساً أنه لن ينكسر، فانكسر اليأس وسقط الخوف وأسبابه، لحظات تاريخية شهدها العرب لن تمحى من ذاكرة أجيال طويلة لموكب جنائزي صاخب لجثمان إسمه "الخوف"، تم الدفن والميت لن يعود ولم يعد بمقدور أي كان اعادة استنساخه حتى داخل صندوق اقتراع.

المشهد العربي المتحرك الثائر المتحول في جدل مستمر نحو المستقبل، أعلن عن ثورة مستمرة على الماضى بكل مكوناته وآلامه، ثورة على السجون وعقلية البوليس وتغييب العقل وترهيب الناس، ثورة طرحت تحديات جديدة أمام الجميع حول المستقبل، وماهية المجتمع الذي تصبوا إليه الشعوب، وأصبح الجميع أمام مخاض ديمقراطي إنتقالي أسفر عن فوز جماعة الاخوان المسلمين في بلدان الثوارت عدا ليبيا.
سقطت نظم الإستبداد الى غير رجعة، سقوط خلّف حالة فراغ متاحة لمن يقود الحالة العربية، ويمتطي صهوة هذا الخيل الجامح الذي يسابق الزمن نحو المستقبل، وكعادة كل ثورة كان هناك من ينتظر، رجل الدين الواعد الواعظ المهذب المعذّب طوال العمر في سجون القهر، يلوّح بمشروع نهضة، عمران، اقتصاد، تنمية، خفض أسعار، إسكان، تعليم، صحة، حرية صحافة وإعلام، أمن، إستقرار، وهذا أول الكلام وليس نهاية الأحلام للواعظ .

يا إلهى كم هو رائع هذا السّحر النهضوي ليلتف حوله الجميع ويقنع الثوار والقوميين واليمين واليسار، يا الهي كم رائع رجل الدين هذا حينما يقسم في الميدان أغلظ الأيمان على حماية الثورة وأهداف الثورة وشباب الثورة، ويحافظ على القانون والدستور ودم الشهيد المغدور، يا إلهى على عظمة هذا القديس الذي كان يستحق في كل بيت أن يشعل له عيدان البخور !!!

فاز الساحر الماهر صحاب الحلول لكل المشكلات رجل الشرع والشريعة، وفاز معه كهنة المعبد، وما بين القصر والمعبد هناك مسافة لا تقل عن أربع وثمانون عاماً من التعبد والدعاء على الطغاة البغاة الذين حوّلوا الشعوب الى حفاة عراة، ثمانون عاماً يحيكون لباساً للعارى، وحذاءاً للحافي، وطعاماً للجائع، ومشفاً للمريض، ومدرسة للأمي، وطرقاً للمارة قد عبّدوها بالإيمان قبل أن يدخلوا فاتحين الى القصر بالنصر المبين إلى أن سقط القناع.

كان هذا موجز ثورة أصابت بهزيمة طاغية، وأخطأت بإختيار رجل دين، ثورة أختارت شعارات ولم تدقق في مضامين هذه الشعارات وصدقيتها، وانساقت وراء عواطف كانت سبباً من أسباب هزائم العرب وتخلفهم على مدار سنوات طوال، ثورة لم تدرك أن رجل الدين هذا وحزبه كانوا جزءاً من النظام، اذا ما اعتبرنا أن قوى المعارضة هي جزء من النظام السياسي في أي بلد.

كيف لثورة ضد النظام أن تطال نسقاً فيه وتبقى على نسقاً آخر دون تمحيص أو تدقيق؟ وكيف لثورة ضد الظلم لا تدقق تاريخ حافل من حكم رجال الدين في العالم العربي على مدار أكثر من ألف وأربعمائة عام ولا تتعض من تجربة حكم رجال دين في المجتمعات الأوروبية وتحصى ضحايا هؤلاء الرجال ذوى القداسة الحاكمين بأمر الله؟ كيف لثورة لا ترى حاضر رجال القداسة حينما قسّموا السودان، ودمروا الصومال، وعاثوا في الجزائر والباكستان وأفغانستان وغزة التي لا زالت حاضرة طعنة في خاصرة وطن إسمه فلسطين يرزح تحت الاحتلال؟

لا بأس ولا يأس، أن تأتي متأخراً خيراً من العودة الى الظلام، فقد أميط اللثام عن الساحر الواعظ على أبواب القصر، وسقطت خطة الشراكة السياسية مع حلفاء الميدان، وخطة الأمن والإستقرار ودولة القانون لصالح خطة الميليشيات، وخطة الدولة لمواطنيها لصالح الدولة لكهنة المعبد، لا دستور ولا قانون ولا شرع مخالف لما يٌشرع في المعبد، المعبد فقط مسؤول البحث عن أموال قارون الضائعة في البحيرة لينقذ الاقتصاد، وسيفتح أبواباً جديدة للصحة عبر العلاج الروحي، وسيمنح فرصة للراحة لكل تعبان من العمل، وفرصة للتسرب المدرسي لكل من لا يحب التعليم الدنيوني، وفرصة للتمرد على القوانين الوضعية الكافرة، فلا مجال للشرطة بعد رجال الأمر بالعروف والنهي عن المنكر، ولا داعي للإعلام فلديه آلاف خطباء المساجد والدعاة ممكن ينشرون الفضيلة ويدافعون عن حكم الله في الأرض في وجه المشركين الضاليين، أصحاب بدعة الحرية والديمقراطية.

رجال الدين أرادوا حصاد الربيع بسيوفهم وباعوا الناس خطباً وشعارات، من غزة الى تونس الى مصر وأينما خرجوا من عتمة معبدهم إنكشفوا، وتجاهلوا أن الشعوب تمردت، وأن السعى لحكمها في الحاضر والمستقبل لا يمكن أن يتم بأدوات الماضي، فإدارة البلاد والعباد مختلفة عن إدارة منظمة سرية تعمل ليلاً بإمرة أمير، لقد سقط الخوف وسيلحقه المقدس.
[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً بمصالحة تؤسس للمحاسبة
- لا تسقط حقك في المشاركة والمحاسبة
- غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير ...
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس
- لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....
- أبو مازن بين أيلول والمعارك الصغيرة ...
- خمس حقائق في عهد الديكتاتور الصغير
- مشروع سياسي جديد ... لينهض الجميع في مواجهة المهزلة !!!
- الابتزاز المالي في السياسة الفلسطينية


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد أبو مهادي - سقط الخوف فانكشف المقدس