أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لنبوة الوطن السوري أنتمي :














المزيد.....

لنبوة الوطن السوري أنتمي :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنبوة الوطن السوري أنتمي :ــ
أهي أرض آرام ...التي اشتاقت للدماء وما اكتفت من مذابح الغزاة فوق جسدها؟ أم صراخ الخوف انتفض لينتزع ريش الصمت...فعاجلته سيوف الخصومة المدفونة بين ثنايا عباءات تدعي الانتماء لنبوةٍ لم تُستَشر يوماً بحشدِ الأتباع والإتجار بالموالاة والصحابة والأصحاب؟...أهي ثارات حقدٍ توارثته أجيال هولاكو حيث غرق الموت في تلابيب كرياتهم، ولم تستطع سنين المحبة والوئام محو عفونة الغواية للتسيد على حساب ذاكرة الحلم وملحمة الياسمين ، التي حملتها أبواب دمشق المشَرَّعة على قوافل الحجيج...لمرابع غسلت دماء المعارك القديمة على أمل قيام فجر لضمير لن يرتاح إلا إذا امتدت شرايينه على مساحة الحدود التي رُسمت خارطتها بأيدِ غريبة عنها؟! ...لكنها تمكنت من شق طريق عبدته بماء بردى ومدت فوقه بساط المعرفة والمحبة يستقبل كل حالم وطموح ينتمي لهذي البقاع...
لم تكن تدري تلك الفيحاء أن خصومها سيخرجون من أرحامها، التي هجعت عقوداً لتفرط حبات سبحة المحبة، ولتنهش من لحم الخواصر الضعيفة لدى أحفاد هولاكو فتسلخ منهم ضمير الوطن والمواطنة وتبتر كل شريان أو خيط في نسيجٍ حبكته قلوب النساء وسطرته أقلام من عُلِقت مشانقهم على أعواد المرجة ووسط بيروت...كتبوا وعلمونا بحبر دمائهم كيف ومن أين تأتي الحرية ...وبنوا مناراتها كي تهتدي بها العيون الزائغة عن درب سوريا وبحرها...
طال الانتظار في شواطيء غربة لم تحمل إلينا بعد رياحاً تتجه شرقاً...فكل الشرق تخيم عليه آثار الحزن المُحتل...أو الحزن المُستمر، ــ وإن تغير لون الحزن ومصدره ــ فمتى تلفظ أرض وطني من ينتهك عرضها ويعبث بصفو مائها؟...متى تستقر العيون على مواقع الألم...وفوهات البراكين الخامدة أو الخافتة...فتراها قبل أن تتأجج ...تراها قبل أن تختلط بدمي ودم أخي....المولود في بيت النبي الناصري...أو في خيمة الرسول الكريم ومن كرم الله وجهه من آل علي وأسرته الفاطمية؟...أدور حول نفسي فلا أرى في جهاتي الأربع سوى عصافير تذبح وسواطير تقطع كل شجرة يافعة مثمرة...وجراد جائع...يغزو حقول القمح ...وحده أنين الضياع والفقد يدل على مواقع الخراب...
كلما أعددت حقيبة العودة...رسم طقس الوطن أمامي خارطة بؤسٍ جديدة تكشف حجم المأساة وهَول الفواجع الذاهبة واللاحقة ...أو المُنتَظَرة...كل ثانية تعبر الزمن تتكور وتتدحرج ككرة ثلج تكبر مع الموت وتتضخم مع الخراب...كل العيون ترقب والقلوب تجرح وتصرخ...لكن تضارب المصالح وتضارب الأهواء لم يعد يقتصر على من خرجوا من رحم الوطن أو من استقروا في أحشائه قادمين مغامرين ، فقد غدت أرضنا ...أرضُ ميعادٍ وحلم للمتجاذبين والمتناقضين...لا أحد يسأل كيف يعيش سكان هذه الأحياء ...التي يتصارعون فوقها؟!...لاأحد يكلف نفسه أن يفكر للحظة مامصير القابعين خلف الأبواب بانتظار صمت البندقية أو صوت الموت؟!
كل الأيام تدوسنا...تحطم مابقي صالحاً من أضلاعنا..كل الجحافل تعلونا باسم الحرية...وباسم إعادة الحياة لمن يموت كل يوم...هل يقدر على الحياة من يصنع الموت؟؟؟
يُلبِسون أشجارنا ثياب الحرائق...ويؤجلون البت في مصيرنا...إلى أن تتوقف معامل الكبريت عن تزويدهم بما يحرق...كل الأطراف تتهم وكل الأطراف متهمة...لاشك أن الميزان مخاتل ومعيب...لاشك أن غزو التتار لن يتوقف...إن لم تكن مصلحة أصحاب القرار قد شبعت وظمأها للدم قد ارتوى..مالذي سيأتي به الغد أكثر سوءاً من المسير في نعشنا؟ مازال المقامرون يُعَدِّلون في جلساتهم وخطبهم...مازال المساومون يسعون لحشد دعم أكبر...ومازال السياسييون يتمطون في أسرتهم ...بانتظار حسم عسكري يقوي من مواقعهم ...يقوي من معادلات الشد والجذب باتجاه ريحٍ مواتية... الخاسر الوحيد في وجهتها هو الشعب السوري.فكيف ندخل ...حيث يعلقون أوسمة بطولاتهم...وإنجازاتهم ...وجُلها مشلول أو مثقوب...وغير مُنجَز؟...على من نعلق آمال الخلاص ، والعجز يتثاءب على أطراف المعارك...وما من يد قادرة على اقتناص لحظة الانتصار ــ مهما صَغُرت ــ ليصنع منها على الأرض موطيء قدم لحرية، ويعزز تواصلاً مع المنكوبين والمحتاجين لصورته وصوته وإغاثته...فأين تقبع جحافل المعارضات السورية وماذا تنتظر؟..إخراج الغزاة على ألوانهم يحتاج لقوة عسكرية ــ سياسية تفنذ برامج العمل حاضراً ومستقبلاً، تنصب قيود المنع لكل من يخرق ويخالف شرعة الإنسان، تؤمن معابر السلم والأمن لمن لايدخل الرغيف بيوتهم ولا الدواء عياداتهم...يوقف زحف الطاغوت وآلته باتفاق داخلي أولاً، ومبادرة ترضي مصالح من بيده لعبة الأوراق الرابحة...العبوا بأوراق السياسة لا بحياتنا...فقد شبع الشعب السوري من مقامراتكم الفاشلة...أغيثوه أو ارحلوا ودعوه يتدبر أمر نفسه.
ــ باريس 19/ 02/2013



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن بذمة المعارضة السورية
- أحكام من رحم الآلام:
- العنف سيد الموقف
- طرائف من بلاد واق الواق السورية:
- السوري طريدة أينما حَل:
- لماذا سكينة، فيدان وليلى؟
- ضياع:
- أبوح لكم بعجزي:
- رؤيا:
- للعقلاء والأشراف من أبناء الوطن :
- تتمة لخواطر سابقة
- خواطر من الإنسان وإليه:
- في لحظة بكاء
- ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟
- شكراً لك مرسي، فقد اهديت الثورة السورية درساً يعيد لها صوابه ...
- أين الإئتلاف الوطني من - الدولة الإسلامية- في شمال سوريا؟
- وسأظل أحبك حتى بعد الموت
- مقامرة في كازينوهات السياسة
- اطبخوا مؤتمركم جيداً من أجل سوريا الحلم
- من هم المرتزقة ياسيد لافروف؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لنبوة الوطن السوري أنتمي :