أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب عزيزي - إنتظرني نصف صيف..تقول المدينه.














المزيد.....

إنتظرني نصف صيف..تقول المدينه.


الحبيب عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


إنتظرني نصف صيف .. تقول المدينه.

بينما الضباب يهذي كامرأة مسجونة خلف النافذة،كتمثال خجول،تمد وجهها القرنفلي فتمسح في وجهي أعشاب الخريف.تقول إنتظرني نصف صيف. إنتظرني ساعة الأفول.
..
في المدينة يبكي طائرالبحرمن ثقب على القصبات الميته.يفكر في ما تنشده العربات.في الماء المعلق على الجدران الجائعه.
..
الرباط تكشف كل مساء عن منافذ التبان و التنوره
تشرب كالعطشى ما تبقى من محار المحاره
فيعبق أريج السجن الموؤود بين أصابع المناره
تمد أصبعا لتشرب العيون
تمد أذرعا للماء النائم في الأفق
ليهيج الموج في وجه البحاره
...
في المدينة تختبئ ملابس الطفولة فأرى الخيل تسبح في الغبار وأصبع الشاهد الميت على الزناد.وفي كل الجدران أرى وسادة جدتي تفترس التعاويذ المقدسة وتفترس كل تمائم الأضرحه.
..
في شارع مدينتي القديم
ثلاث نسوة يحملن نفس باقة ورد صغيره
واحدة تسير في إتجاه موعد حب في الحظيره
واحدة نحو الحفل التنكري
وأخرى في اتجاه المقبره
...
في كل ربيع يولد ربيع لشهر مارس
فتغتاله المدينه
في كل سريريولد طفل من بقايا غجر
فتغتاله المدينه
في كل درب سحيق تولد شارة نصر
فتغتالها المدينه
يعطش باطن الأرض فيشرب من بحيراته، وتولد نار للشهر الثامن.تموت ملامح الحي فتمد صوتها للفصول القابعة في السلال المهمله..
المدينة تضحك "من عينيها"(ريتسوس)
مثل شاعر يخرج الآن من ماخور.
..
لا تدري من أين تأتي الرياح
شاحبة الوجه كالنواح
من جرح المدينه
من إنكسارات في جوف الراعي
أم من ثقوب القصبة الحزينه
..
يدي الآن محطمة مثل حامل لواء الغاره. وزعانف الشارع تمسح عن أقدامي حمأة البرودة.عاليا أسمع فقاعات الماء تصرخ في وجه المارة.وترفع صلاة الغائب لعائد لم تشربه طحالب المحيط.
..
للسعال الخريفي .لمدينتي أضرحه
ومقالع للملح
وخفين للوادي
بضع أصابع سائله
ولمدينتي أجنحه
كالفزع النائم في الساحات
تماما أجنحه
...
واسع صمتك .واسع صياحك
واسع خوفك من هذا الصمت..من هذا الصياح
أنت الموؤود بلا رباطة عنق. بلا مقبره
بلا رقم على الباب المفتوح على الأغنيات الماجنه
تسرق السمع للرابط الأيقوني يلد ذاته في الطيف الوردي
يقول جهرا :أنا الآن أستجدي قارورة ضوء وملابس من الجنازات التي مرت بعدي.
ووجه المدينة يمحي خطوط العوده
فلماذا حفر المطامر هذا الصيف
ماتت في الذاكرة ولادة السنابل
وكبرت صغار المنجل في البيدر
من ملابسي القديمه بنيت مدينتي.وزرعت عينا في أصبعها الخشبي للتجسس على أحلام العائدين توا في القارب.
في ستائر عينيها يمرح الزورق الازرق
وتلهو الرايات بكراسي الريح العتيقه
ويجهد مجانا حارس الأتجاهات
لوضع رأس الحبل
في ثقب الغارب.
أريدك ظلا
دانيا.ودانيا
..........وأدنى.تقول المدينه
نقطف زهور الشمس من المسيرات في شارعنا الكبير
كما كنا.
ونرسم على سراديب الخرائط.ممرات شتى
ليمرالأطفال الملونون
وتمر الصور العالقة في الظلال العطشى
لمن كل هذه الخزانات المجنونه.تبني للظلام جسرا نحو العتمه.
والكتب الموبوءه
ترسل من البعد الآخرصفير الموتى.
مر التاريخ من هذه الأزقه ،دون أن يترك قطرة ماء. ومر العالقون في قطار يظهر ويختفي عبر صخور الوادي. يرسم أزيزا كالوشم على جبهة الصومعه.مشى في كل القيعان عائدا نحو الجغرافيا الواطئه. من هذا الحشد نخرج بلا ألوان. بلا أكسوسوارات للوجه نخرج..
تارة في هيأة رجل مخصي
وتارة إمرأه
تأكل الأصابع الزائدة على فرامل القاطره.
..
صباح أعشى.
صباح آخريسقط باردا من عين النهار.يلفظ الحمم البيضاء على فوهة الفنجان. ماذا ترى من ثقب المسمارإذن.
أنت الجالس كالخراب على الكرسي الخشبي
تلعق الملح الساقط من جبين سائقي العربات
تنزع كالأفعى جلباب ثمالة الأمس
ماذا ترى من ثقب المسمار.عجلات تهوي تحت ثقل الضجيج. هتاف زائد عن الحد ينفجر في أذن الجياد.تربة تسافرعبر الإسفلت. طلعة الهاربين المملوء بالكدمات.
كان في قديم الزمان..تقول المدينه
وفي حديث الزمان..وفي كل الأزمنه
غراب.
يضرب برأسه على الصخر ويبكي..
" طارق" المدينة أحرق سفن العوده
رفع وداعا حارا لراية البلاد.يا عاشق قرطبة حتى السراب
قرطبة الآن تنزع عن وجهها قبلات الخراب.
ترمي مقلب العشاق للمضيق الأخير.
حيث أجنحة العيد كالحرب ترفرف في سماء المدينه المسقوف بالأزيز. وأنا هنا . "أقبل ذا الجدار وذا الجدار".
أكتب كلاما شهيا كالسقوط من أعلى.عن قنفذ تزهر أشواكه.
عن الصحن الهوائي داخل قفصنا الصدري.
عن معنفات يلمعن زجاج الدار
عن يسوع يفر من الصليب.عن نبي يكسر جماجم الآلهة.عن المفتي الذي ضاجع جثه
عن سفينة طوفان نسيت أن تحمل الشمس .عن قبيلة ذهبت ريحها ولا تدري
عن هارب من مصر يعبد بالإسفلت البحر..
خمسون عاما ولا أحد تزوج في المدينه
لكني وكل يوم
أسمع زغاريد الولاده
وأرى الحانوتي يبيع الخرق البيضاء
وأرى
هواة يلتقطون الصمت الساقط تحت السنديان.
يغازلون بالأصبع الشاهد أزرار القمصان.

الحبيب عزيزي.2013



#الحبيب_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة : وحدة اليسار..الآن.على أرضية فشل اليسار الإنتخابوي
- القلب الأخضرللماركسية
- قصيدة شمس الكادحين


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب عزيزي - إنتظرني نصف صيف..تقول المدينه.