أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟














المزيد.....

هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 12:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هل نحن على أبواب ثورة حقيقية وسنعمل بمقتضاها من أجل البديل عن المشروع الإخواني الامبريالي الغادر والكاذب؟ هذا ما سنحاول تقصّيه في هذه الورقة القصيرة.
إنّ المربع الأول المقصود هو ذاك الذي يرتكز على مبدأ آمنا به وآمن به الدستور المتخلي عنه وجسده قانون الأحزاب القبلي لثورة 17 ديسمبر- 14 جانفي ألا وهو عدم جواز الحزب الديني في المجتمع المسلم.

لكن الذي حصل في الواقع يتباين للأسف مع هذا المبدأ حيث إنّ القوى السياسية الجديدة التي أفرزتها الثورة تبنت تمشيا معاكسا لهذا المبدأ وذلك بإيعاز وتهيئة من طرف دوائر خارجية تقودها الولايات المتحدة. فكانت النتيجة عنيفة بقدر عنف التباين بين المبدأ الصحيح وبين ما روجت له هذه الدوائر على أنه مبدأ ولكنه في الحقيقة فكرة مغشوشة ألا وهي اعتبار أنّ الشعب المسلم في تونس، وفي أي بلد آخر، بحاجة لسلطة إسلامية لكي ترضيه وتلبي حاجياته .

ومن أعراض هذا التضارب العنيف فشل السلطة الإسلاموية التي تأسست إبان انتخابات 23 أكتوبر 2011 في تحقيق أهداف الثورة أي في الانسجام مع طموحات الشعب المسلم (في غالبيته). ونحن الآن نعاني من ذروة هذا التناقض وتداعياته على الحياة العامة والخاصة. وقد أبرزت الأحداث والإحصائيات مدى تنامي ظاهرة العنف السياسي والاغتيالات السياسية، و استشراء الأمراض النفسية ، وتزايد مطالب الهجرة فضلا عن استشراء الفساد بمختلف أصنافه، وتدني مستوى المعيشة، وغلاء الأسعار.

في ضوء هذا الانخرام نعتقد أنه ينبغي من هنا فصاعدا فسخ كافة الأكاذيب والمغالطات المترتبة عن الخلط الحاصل بين الإسلام كديانة والإسلام كعقيدة حزبية ضيقة. و تبني الولايات المتحدة بمساعدة عملاء تونسيين فيهم من يحمل الجنسيتين التونسية والأمريكية فكرة التطبيع مع ما يسمى بالإسلام المعتدل يمثل أُمّ المغالطات وأخطرها. والشروع في تطبيق هذا التطبيع في تونس ثم تصديره إلى مصر واليمن فليبيا لا تعدو أن يكون تجربة مخبرية (ومخابراتية) غير علمية بالمرة.

في المقابل نلاحظ والحمد لله أنه لمّا تعثرت المرحلة السورية في تصدير التجربة التونسية، وذلك بوقوف النظام السوري (رغم كل نواقصه) وقفة حازمة أمام ما يسمى بالثورة أو بالأحرى أمام الترسانة الدعائية والحربية التي تم تجهيزها لتحويل وجهة الثورة، بدأ التونسيون أنفسهم يرتابون بمصداقية الفكرة الإسلاموية وينتقدونها بشدة.

ففي هذا السياق بالذات تمّ اغتيال المناضل شكري بلعيد. وليس من باب الصدفة أنّ الاغتيال استهدف رمزا للحرية ولحقوق الإنسان غير عارٍ عن الدفع الإيماني الإسلامي فضلا عن تشبعه بالحس العروبي. بهذا المعنى نشدد على أنّ حادثة التخلص من شكري بلعيد كان المقصود بها ضرب الوعي بالكذبة الكبرى الذي أخذ طريقه إلى التشكل بكل ثبات لدى العديد من الشرائح الاجتماعية. وتتمثل الكذبة في محاولة إقناع الشعب التونسي قسرا بأنّ تقدم بلاده رهنٌ بقبوله بحكم إسلاموي بينما هو شعب مسلم تاريخا وثقافة وديانة. كما تتمثل الكذبة تباعا في محاولة الأطراف الدافعة إلى اعتناق هذه العقيدة السياسية الخاطئة عرقلة الجهود الشعبية و الوطنية الرامية إلى تشييد المشروع العربي الإسلامي الصحيح البديل عن المشروع المغلوط.

وما يزيدنا أملا في أنّ تونس تقع الآن على مشارف ثورة حقيقية تبدأ من أصل المربع الأول (لا للحزب الديني ولا للحكم الديني) هو أنّ الحراك الذي يحدث حاليا على المواقع الاجتماعية و كثافة النشريات والانتقادات المسجلة هنا وهناك تدل على أنّ منسوب الوعي بالكذبة الكبرى في تزايد مُطّرد وأنّ مُغتالي شكري بلعيد قد خسروا الرهان.

بالمحصلة ستُظهر لنا الأيام القليلة القادمة مدى استعداد الشعب التونسي لأخذ مصيره بيده وتولي نخبه الوطنية قيادة الجهود الرامية إلى النهوض الحقيقي بعيدا قدر الإمكان عن المزايدات الملوثة بمكونات الكذبة الكبرى. أما المحرار لذلك فسيكون ما سيسفر عنه ماراطون المشاورات والمناورات في ما أصبح يسمى بمسلسل التحوير الوزاري.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل بلعيد والحاجة لحكومة تصلح الدولة قبل المجتمع
- استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل
- تَعرَّينا...
- شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام
- هذا ما يريده الشعب التونسي، فماذا تريد -النهضة-؟
- هل طاب من الخطاب ما يمحو الاستقطاب؟
- هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟
- ما معنى أن تكون لنا وزارة للغة؟
- من أجل إحداث وزارة للشؤون اللغوية
- هل وحّدتنا صواريخ غزة؟
- الجبهة والتحالف في تونس: قطب ثالث بلا منهاج؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟