أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - عباءه لبشار














المزيد.....

عباءه لبشار


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحدثت الزيارة لسوريا التي قام بها وفد من المؤيدين للنظام السوري يمثل نقابات مهنية أردنية، كتعبيرعن التضامن مع النظام والرئيس بشار الأسد، جدلا واسعا في البلاد، وأثارت غضب الكثيرين وخاصة الجماعات الإسلامية. وعبر الوفد للأسد عن تأييده لسياسته وتضامنه معه ضد "المؤامرة الكونية" وألبس رئيس الوفد بشار الأسد "عباءه" عربية، وهو تقليد عشائري أردني ينم عن تكريم على أعلى مستوى ويدل على الإحترام والإعجاب والإمتنان. واستنكرت بعض الأوساط الأردنية التصريحات التي نسبتها وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا لأمين سر نقابة المحامين الأردنيين، سميح خريس، الذي ترأس الوفد إلى سوريا، وخاصة لأنه خاطب الأسد باسم الأردنيين.

لا شك أن عملا كهذا يثير الجدل ولا يرضى عنه كثير من الأردنيين، فلا يستطيع المرء أن يبرر المواقف التي إتخذها بشار الأسد منذ أن إشتعلت الإحتجاجات ضد نظامه قبل سنتين، ولو كان بشار حكيما وأكثر تواضعا، ولو كان يحب شعبه لما تفاقمت الأوضاع في البلاد ولأصبح الحل السلمي ممكنا. فخطابه الأول بعد الإحتجاحات، الذي ألقاه في مجلس الشعب السوري في 30 مارس آذار عام 2011 ، كان إهانة لأهالي المواطنين السوريين الذين قتلوا في درعا وغيرها من المدن السورية قبل الخطاب بأيام قليلة، واستهتارا بالشعب لم يسبقه إليه أي دكتاتور عربي في التاريخ الحديث. فالذي استمع للخطاب على التلفزيون السوري وبقية الفضائيات رأى الرئيس السوري مبتهجا، يكاد أن يرقص على أجساد الضحايا التي لم تكن قد بردت بعد، ولم يترك فرصة تفوته بدون أن يُنكّت ويَضحك ويُضحك أعضاء البرلمان السوري الذين كانوا في حالة نادرة من الابتهاج، يضحكون معه، ويصفقون له كتلاميذ المدارس الابتدائية، لا بل ويرفعون أصواتهم، رجالا ونساءً، ليمتدحوه، شعرا ونثرا.

لم ير الأسد، أو رئيس مجلس الشعب، أو أي من الأعضاء، أن المناسبة تقتضي أن يقف الجميع، قبيل الخطاب، دقيقة صمت على العشرات، أو ربما المئات، من أرواح السوريين التي أزهقت خلال الأيام التي سبقت الخطاب -- أرواح أناس كانوا يحتجون سلميا مطالبين بالحرية والإصلاح وليس بالإطاحة بالنظام أو برئيسه. لم ير الأسد، أو رئيس مجلس الشعب، أو احدٌ من الأعضاء أن عائلات هؤلاء القتلى تستحق منهم دقيقة صمت أو كلمة عزاء. وزاد هذا التصرف من غضب الناس وحنقهم وتصميمهم على مواجهة الجيش والأمن السوري بالعنف وأصبحت المصالحة صعبة المنال.

والحقيقة أن رأي الأردنيين منقسم إزاء هذه الزيارة، فقسم منهم يميل إلى تأييدها لأنه يعتقد أن النظام السوري والرئيس الأسد يقف ضد مؤامره غربيه امريكيه وإسرائيلية هدفها إضعاف سوريا وتقسيمها. وهؤلاء من اليسار ومن القوميين العرب وهم يؤمنون بهذه الأفكار منذ عقود، وحتما قبل أن تبدا ثورات الربيع العربي، ولم يغيروا هذه المبادىء ويحق لهم أن يعبروأ عنها ويؤيدوا الأنظمه التي تتبناها، حتى ولو إختلفنا معهم. وقد رأى هؤلا كيف تطور ما كان يجري في سوريا الى العنف والقتل والفوضى العارمة المدمرة وكيف تزعم الإسلاميون المتطرفون المقاومة المسلحة ومارسوا القتل والتدميروالعمليات الإنتحارية بتشجيع من بعض وسائل الإعلام العربية، وخاصة قناة الجزيرة، التي أعطت الإنطباع باستمرار أن نجاح الثوار بات قاب قوسين أو أدنى.

أما القسم الآخر فمعظمه من المجموعات الإسلامية في الأردن التي شنت حملة شعواء على الوفد الذي زار سوريا. فقد أدانت "اللجنة التنفيذية للتجمع النقابي الإسلامي" الزيارة واعتبرتها "إستفزازا لمشاعر الشعب السوري ومشاعر كل المخلصين لقضايا أمتهم والمدافعين عن حريات الشعوب." الإخوان المسلمون الأردنيون لا يحق لهم أن يهاجموا الذين زاروأ بشار الأسد وصفقوا له، لأنهم هم كانوا أكبر مؤيدين له قبل إنتفاضة الشعب السوري. ففي أوائل أذار من عام 2006، عُقد مؤتمر للأحزاب العربية في دمشق وحضره وفد من جبهة العمل الإسلامي، التي تناست في ذلك الوقت أرواح الآلاف من الإسلاميين الذين قضى عليهم حافظ الأسد في مدينة حماه السورية عام 1982، وذهبت إلى دمشق لمدح النظام وقائده بشار الأسد. وفي هذا المؤتمر إستهزأ بشار الأسد بالأردن لأنها كانت ترفع شعار "الأردن أولا" وقال: هل الشعار "الأردن أولا" معناه إسرائيل وأمريكا ثانيا؟ وصفق له الحضور ومن ضمنهم كبار مسؤولي جبهة العمل الإسلامي في الاردن وعلى وجوههم علامات الإبتهاج. هؤلاء لا يحق لهم أن ينتقدوا الذين زاروا سوريا لأن هؤلاء الأخيرين، على الأقل، لم يغيروا مبادئهم.

لماذا ذهب الإخوان الأردنيون إلى سوريا في عام 2006؟ هل كان بشار الأسد يحقق انتصارات ضد إسرائيل؟ الشىء الوحيد الذي كان يفعله هو السماح للقتلة والمتطرفين بالدخول إلى العراق لتنفيذ المذابح هناك. هل كان الشعب السوري راض عنه وعن حكمه؟ لماذا وقف الإخوان الأردنييون مصفقين له عندما أهان الأردن؟ ألا يحق للذين تمسكوا بمبادئهم القديمة ولم يدوسوا عليها، كما فعل الإخوان، أن يعبروا عنها ويعلنوها على الملأ في زيارة كهذه؟ الم يذهب الوفد الإخواني إلى دمشق عام 2006 ليشجع النظام السوري على انتقاد الأردن ومجابهة النظام الأردني بعد أن ساءت العلاقات بين البلدين رغم أن الأردن لم يتدخل في ما كانت سوريا تصنعه بلبنان قبل وبعد مقتل الحريري؟



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - عباءه لبشار