أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خولة عبدالجبار زيدان - من الذاكرة 8شباط الأسود















المزيد.....

من الذاكرة 8شباط الأسود


خولة عبدالجبار زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 00:47
المحور: سيرة ذاتية
    



.زوار ما قبل الفجر يوم 8 شباط الأسود د.خولة عبدالجبار زيدان

زوار ما قبل الفجر


""السلام هو ضحكة طفل بريء
السلام هورائحة الطعام عند العشية
السلام هو أن لا نخا ف حين نسمع دقا على الباب حين يأتي الليل""

طرقات قوية تدق باب بيتنا بكرادة مريم....قتل فيها السلام.

جاؤوا قبل الفجر ..أصواتهم عالية وكريهة يبحثون عن والدي

لم يكن أحد من في البيت يعرف أين هو؟ربما والدتي لكنها لم تخبرنا

أخبرتهم والدتي أن عمله يشمل العراق من البصرة الى الموصل أينما تكون خطوط سكك حديد

ولا أحد يعرف أين هو تلك الساعة! وممكن أن يكون في أي مكان.

رب الدار غير موجود أذن "خلي نفتش عن الكتب التي يقتنيها هي أول ما يدينه"

وكل ما أذكر عن تلك الليلة المشؤومة ,ليلة 8على 9 شباط أن الكثير من حولنا في كرادة مريم

تعرضوا للأغتيال أو التفتيش أو الأقتياد الى حيث لا يعلم أحد.

وأنا أتكوم على نفسي تحت اللحاف من الفزع وأسمع أصواتهم تأتيني عالية من ركن مكتبة والدي الغائب عن البيت . كانوا يحاولون أصطياد أي كتاب ممنوع......!

"هذا كتاب أسمه ثمن الحرية" قال أحدهم .

"أين يقرؤونه؟" سأل أخر

"أكيد في بلاد الحرية" وهو يضحك مستهزئا

"يمعود عوفه شوف غيره هذا المؤلف مالته أمريكي مو روسى" رد أخر

"يا أبن؟؟؟؟؟أين الكتب الممنوعة؟ معقول ماكو؟؟؟!!"بدا صوته يائسا وغاضبا.

كانت والدتي منذ الصباح وقبل يوم قد أحرقت كل شيء في الحمام الغربي الجديد الذي أنفطر الى نصفين أخيرا .لقد أستعملت الحمام كي لا تصل رائحة الحرق الى جيراننا من اليمين لأنهم غير أهل للثقة .وبيتنا كان ركن لا جيران على اليسار بل الشارع.

كنت صغيرة أعتقدت أن الحمام أنفطر حزنا على الكتب المحترقة لأن بعضها دفن بالحديقة الخلفية.

نسيت والدتي أن تحرق كتاب "والفولاذ سقيناه"هو الذي كنت أخبئه تحتي وتحت اللحاف معي.

وجعلني أتظاهر بالنوم وأنا مسكونة بكل أنواع الفزع والرعب والخوف على أهلي.

وأنقذتني ظفيرتي التي يبدو أنها كانت ظاهرة صدفة فوق اللحاف.

وأنا متكومة على نفسي من الخوف سمعت أقدامهم تقترب من غرفتي المفتوحة وقفوا قليلا بالغرفة وتوقف قلبي.

وأذا يصوت "ماكو شي هنا ,هاي بنية صغيرة نايمة" . تركوا الغرفة وأنا أرتجف ولولا حجمي الصغير وأنا متكومة ولولا ظفيرتي لا أدري ما كان سوف يجري...تلك الظفيرة هي من أنقذت كل البيت لو وجدوا ذلك الكتاب. وللأن أحب الظفائر وأفرح حين أرى بنات أو نساء بظفائر.

هل كان حدس والدتي وأحساسها الشفا ف الذي ورثته عنها,حدسها هو الذي جعلها تحرق وتدفن أشياءأخرى بعد أن غلفتها بالنايلون كي لا تتأثر بالتربة في الحديقة الخلفية لأنها تواجه بيت صديقتها المدرسة أم فلاح والتي هي أبنة خالة فضيلة زوجة الشهيد جلال الأوقاتي وكان قد أغتيل أمام بيته وأمام أبنه الصغير علي . كن الثلاثة والدتي وأم علي وأم فلاح صاحبات و صداقتهن جعلت كل تبكي مصاب الأخرى.

وكان أبطال ثورة تموز وثورة 14 تموز تغتال وينقل التلفزيون كيف أغتيلوا وكيف أغتيلت .

لم تكن أي حرمة للموتى عند مجرمي وقتلة 8 شباط الأسود يا للهول.وعلى التلفاز.!!!

دفنت والدتي في الحديقة الخلفية أشياء كانت عزيزة علي وتخصني أنا و أختي, دفنتها خوفا علينا أن لبسناها صدفة. دفنتها وصبت عليها الأسمنت بالقرب من تنور البيت و بمساعدة أحد المخلصين لوالدي ,وكان يساعد بأعمال البيت.

وأسفا على مقتنياتنا الصغيرة كانت تحمل شعارات وأيضا"وطن حر وشعب سعيد"

كنا نحلم وها أنا في عام 2013 ما نزال أنا وغيري نحلم بالوطن الحر والشعب السعيد.

لماذا يرعب الأوغاد واللصوص هذا الشعار وحين يسمعونه كأن عقربة لسعت واحدهم؟؟

ويقولون عنه شيوعي!!!!.

الشارع كله والناس وكل الشعب الأن ينادي بالحرية والعدالة والمساواة والسعادة للجميع و مكافحة الفساد.

أذن هل الشارع كله شيوعي؟ نعم كل من يطالب بكل هذا هو شيوعي بدون شك وأن لم ينتمي للحزب الشيوعي فكل الشعب وكل كادحيه وفقرائه وكل من يعشق الوطن حقيقة ولا يلبس أقنعة وشعارات لا يؤمن بها الا امام القنوات والشهداء من الشيوعين وغير الشيوعيين يلتقي الكلفي حلم واحد.

لم نعرف أخبارا لأبي الا بعد فترة .كانوا قد أقتادوه حين وصل للموصل في نفس اليوم الذي داهموا فيه بيتنا بتهمة أنه مسؤول التنظيم ل5000خمسة الاف موظف وعامل من الموصل للبصرة .

حين أخذتني والدتي لرؤية والدي ,تبرأ أقرب أصدقاء أهلي منا ...ذهبنا الى ناس علاقنتا بهم ليست قوية ,أستضافوا ورحبوا بوالدتي بحفاوة و دبروا زيارتنا لوالدي مثل كل أهالي الموقوفين وكان الكل موقوف بملعب كبير في الموصل .والدتي لم تأخذ أحدا سواي لأن معالمي مثل صبية صغيرة وخافت على أختي الأكبر وأخوتي الأولاد الذي قتل البعث واحدا منهم هو عماد الدين بين نهاية عام1969و1970.

والدي الأنسان الحكيم الهادىء النبيل المؤمن بالقدر رأيته بنفس الصورة وهم ينادون على رقم عنده زيارة ...وحين جاء الرقم كان والدي وعلى باطن كفه رقم وعلى معصميه حديد.
قتلة 8شباط حولوا أصحاب الفكر الأنساني الى أرقام .
أخبر أبي والدتي يصوت هادئ أن لا يصيبها خوف أن جاءت مرة أخرى ولم تقابله و أكمل
"كل يوم ينادون أحدنا ولا يرجع أبدا كوني قوية عزيزتي نونا " هكذا كان يسميها.

أعتذر منك أبي لأني تشبت بك وبكيت كثيرا ذلك اليوم وكل الأيام كنت صديقي خسرتك أخيرا يوم 9كانون الثاني 2002 ولم يكمل حلمك برؤية نهاية هولاكو العراق.

بعد أقل من سنة لم يستطيعوا أن يأخذوا أعترافا ولا ورقة تثبت عليه شيء هو أو رفاقه. لأن من كان يعرفهم بالموصل قليل جدا ومع هذا كان هناك لا يزال ناس شرفاء و عوائل معروفةفي الموصل عملت على أخراجهم وهم مازالوا في التوقيف. والأن يطالب الأرهاب وقسم كبير من توابع مسلسل 8 شباط بحقوق الأنسان وهم لم يعرفوا حقا لأنسان.
لقد سرقوا شبابنا وصبانا الذي لن يرجعا وسرقوا أحلى أيام عمرنا لكنهم لم يستطيعوا
سرقة حلمنا.
"لا شيء يعيد للعشب أخضراره اليانع بعد يبوسه
ولا شيء للوردة أحمرارها الجميل بعد ذبولها
لاشيء لاشيء ولكن الماضي جزء منا نحن الذين عشناه"

........................................................................
د.خولة عبدالجبار زيدان

بغداد12شباط2013

شعر سبليندر أن ذ كراسهناك الكثير حاولت الأختصار
وشكرا































































#خولة_عبدالجبار_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر...................................أمرأة تتعرض للعنف يومي ...
- شعر


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خولة عبدالجبار زيدان - من الذاكرة 8شباط الأسود