أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!














المزيد.....

محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!

نعيم عبد مهلهل

ينحدر الملحن العراقي والمطرب محمد عبد المحسن 1928 ــ 1983 من جنوب يتفنن في أشواقه إلى ماء الغراف حيث عشيرته ( بني ركاب ) تستظل بنخيل الرفاعي وتولج مدى أحلامها في أعمق الصحراء القائمة عند الأفق الشمالي حيث تأتي من هناك سيمفونيات الغياب الروحي التي يضربها الدراويش على دفوف أناشيد الذكر في باحة مقام سيد محمد الرفاعي الغير بعيد عن مضارب القبيلة التي ينتمي إليها هذا الموسيقار العذب برهافة حداثة خواطره وصوته التي نسجت خواطرها البغدادية بأداء ستيني وسبعيني ساحر يتدفق في آهاته التي شغلت في وجع الذات والروح مساحة من شجن الرؤيا لهذه الصوت الذي قتلته سيارة مفخخة في موت يغدو نادرا في العراق أيام الثمانينات القرن الماضي ..بعدما صار اليوم موت السيارة المفخخة موضة وحداثة وشيوع عام في شكل الموت العراقي اليومي ليموت هذا الصوت الرخيم والملحن الذي كانت صباح الصالحية حيث مبنى الإذاعة والتلفزيون تسميه بتهوفن الشاي ...عندما يركن إلى أريكة مقهى ( أبو ناطق ) وينفصل عن عالم ( صايات ) الدومنة .وضوضاء حديث المنشدين عن تأخر الأجور ويسجل ويلحن لصوته تلك الأغنية الرائعة ( سلم ..بعيونك الحلوة ) التي انشدتها له المطربة امل خضير باداء شفاف ونغمة متميزة .ولتشغل في ذاكرة الجنود مساحات الغزل واباحية الشوق فيهم كلما مرت ارتال الحرب وهي تخترق المدن في تناقلاتها بين الجبهات ويصادف الجنود اناث الشوارع المطرة بفتنتهن فيطلقون غزل الحلم والشوق لهن وهم ذاهبين الى مجهول الشظايا ويغنوا من فوق الديابات المحمولة بالشحانات الكبيرة : سلم ..سلم بعيونك الحلوة ...تدري سلام العين ..لقلب اليحب سلوى...!
عاش في الظنك الذي قاده ليكون مبدعا ومزج في روحه وموسيقاه بين العاطفة الجنوبية والاجواء البغدادية الاصلية التي عاشها في محلات جانب كرخ بغداد وطور ذائقته ليلحن في اللهجة المصلاوية فحين تسمعه وموسيقاه يشعرك صوته بنبرة الدفئ والحنين الاتي من المدينة الحديثة ظلت هذه الروح مشبعة بعشقها للصوت واللحن كما في هذه الحكاية التي يرويها هو:
بينما كنت أسير، وصلت إلى مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد، وكنت بعمر صغير، عبرت الشارع، ودخلت المقهى رأسا دون سلام ولا كلام، وكان المقهى يعج بكبار القوم من الشعراء والأدباء وكبار السن، ورحت استمع لصوت المطربة سليمة مراد، غير مبال لنظرات جلاس المقهى وأعجبهم من هذا الطفل الذي اقتحم عليهم خلوتهم وانسجامهم مع صوت سليمة مراد جرأته وجلوسه بينهم. رأى رجلا يجلس بمهابة على منصة عالية وأمامه جهاز الكرامفون مع عدد كبير من الاسطوانات السود والتي كانت تسمى (أم الجلب) يقول: اقتربت من الرجل، وسألته بحرارة كيف تغني هذه المطربة داخل هذا الصندوق الصغير؟! فضحك وقال: روح بابه روح.. أمك أدور عليك.
وخرجت من المقهى حزيناً، وقد صممت على شراء هذا الجهاز من يومياتي (الخرجية)، وبعد مدة تمكنت من شرائه، وكان جهاز الكرامفون كنزي الذي اطلعني على كبار المطربين والمطربات، وتمكنت تقليدهم وفي نفس الوقت كان التقليد مفيداً لي كونه يشكل أهم تمارين الصوت والإلقاء السليمين.
محمد عبد المحسن المولود قرب ينابيع الضوء في نهر الغراف يمثل بعض الدهشة المنسية في ذائقة الفضائيات والاذاعات العرقية وهو الذي غنى من الحانه الكثير من الفنانين العرب ومن العرب المطربات مها الجابري وسميرة توفيق ورندة ومها صبري وسحر ومن المطربين مصطفى كريدية ونصري شمس الدين.

دوسلدورف 2013
[email protected]



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاولية مونت كارلو
- ذاكرة الورد ..ذاكرة الغزال .. ذاكرة العمر
- متحف لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي..!
- عشق دمشق المعتق
- المرأة ...المقدس الذي لايحتاج الى فالنتين.....!
- فصل من رواية ( المونليزا تحبُ السمكَ المشوي)
- طقوس الطور الصُبيِّ
- العراق والشام من دون المسيحيين ...!
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!
- كتابات
- أكتشاف كوكب جديد ..أسمه ( مسماية *) ..!
- الريف يعزف لثياب الأناث بصوتِ نبي..!
- نوح وتايتانك والمطر ...!
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟
- يسيلُ العسل والشفاهُ آنيتهْ ..!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!