أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجاهد عبدالمتعالي - الجميلة ورجل الظلام














المزيد.....

الجميلة ورجل الظلام


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


ــ أنا جميلة.
ــ وماذا بعد؟!
ــ الم ترَ صورتي؟! أنا جميلة.
ــ فعلاً... أنت جميلة.
ــ فقط.. "جميلة".
ــ جميلة وفاتنة.
ــ كم أنت ممل وكئيب.
ــ لماذا؟
ــ هل تعلم كم كلفة الكحل بعيني، والأساس على بشرتي، وأحمر الشفاة، و..
ــ أعرف أعرف... من أفضل الماركات التي لا أعرفها، ولا تهمني.
ــ ما دمت تعرف.. فلماذا لم تجد سوى كلمتين تقولها بفم بارد.
ــ أي كلمتين؟
ــ أقصد عندما سألتك عن صورتي فقلت: "جميلة" ثم أضفت بلا مبالاة كلمة "فاتنة".
ــ وما المشكلة؟ هل تريدين أن أرقص مثلاً، أو أكتب قصيدة نزارية!!؟!
ــ فعلاً أنت ممل وكئيب، ولا تعرف من الأنثى سوى احتياجك الحيواني الحقير.
ــ عفواً... هل طلبت منك ممارسة الجنس تلميحاً أو تصريحاً؟
ــ يا ليتك فعلت ذلك!
ــ لماذا تتمنين هذا؟
ــ كي أشعر أني انتصرت على عقلك البارد العقيم.
ــ وما علاقة عقلي كي تصفيه بالبرود، وما علاقتك بحياتي الزوجية لتعرفي هل أنا عقيم أم لا؟!!
ــ أنت تعرف ما أقصده تماماً فلا تتهرب!
ــ أعرف أيتها النرجسة ما ترمين إليه، ولكنك نسيت شيئاً مهما في حياة الرجل.
ــ وما هو؟
ــ لعبة الإغواء..
ــ ما بها... فأنا سيدة الظلال والمرايا.. يمسكون بظلي ومرآتي دون أن يدركني أحد... يسمونني "أميرة السراب"
ــ صحيح.. صحيح.
ــ إذاً ما المشكلة؟
ــ يكمن سر اللعبة في التراضي المضمر..
ــ وماذا يعني هذا؟
ــ يعني أنك لم تعودي جميلة ولا فاتنة.
ــ كيف؟ والكل يشهد بهذا؟
ــ إنهم يستمتعون باللعبة لأنهم هواة، وشرط اللعبة أن تبقي جميلة... عفواً.. وفاتنة أيضاً كي لا تغضبي.
ــ وما الفرق؟
ــ المقامر لم يعد مهووساً بالمال، بل يصبح مهووساً بلعبة القمار ذاتها... هل عرفت الفرق؟!
ــ لا يهم.
ــ ولأنه لم يعد يهمك هذا الفرق... فلم تعودي جميلة أو فاتنة.
ــ فماذا أكون إذا؟
ــ لعبة جمال وفتنة.
ــ لعبة في ذهن السخفاء أمثالك... وأنا سأبقى كالسراب ولن يرتوي مني أحد.
ــ لأنك فعلاً سراب/ماء كاذب.
ــ كاذب!؟!! من الكاذب؟
ــ عفواً... أقصد أن الجمال له جلال/كاريزما وقد فقدتِ الجلال/الكاريزما مع استمراء اللعبة.
ــ وما الفرق؟ فما زلت جميلة رغماً عنك.
ــ ستبقين جميلة لأنك كذلك، ولكن بدون جلال، مجرد مال في صالة قمار... سراب الربح يلذ فقط لمدمني القمار.
ــ أعانك الله على أوهامك وبرودك وظنونك وعقدك من كل جميل.
ــ وأعانكِ الله يا سيدتي الفاضلة على قدرك في أن تكوني صالة قمار.
ــ احترم نفسك... أرجوك.
ــ عفواً... لقد أوجعتك بكلامي... كما أوجعني فؤادي منك يوم كنت في عيني جليلة.
ــ وجميلة أيضاً.
ــ جميلة وفاتنة... تدعي العلمانية وهي تخلط الخمرة بماء زمزم.
ــ ومتابع لكتاباتي أيضاً.
ــ لأنك جميلة.
ــ أوففف مللت من هذه الكلمة.. جميلة جميلة.. خلاص أكرهها، أو ابحث عن كلمة جديدة معبرة أكثر.
ــ أووفففف بل أنا من ملَّ منكِ أيتها العقيم الباردة.
ــ لست عقيمة... هذه طفلتي... أخبرني هل هي جميلة..
ــ أوفف كم أنت مقرفة..
ــ أنا مقرفة... لماذا أيها الحقير؟
ــ لأنك تنتظرين ظل اللعبة حتى في ابنتك الصغيرة.
ــ فهمت ما تريد قوله... انصرف أيها التافة الحقير الموغل في السخائم والتيه النفسي.. أي لعبة وأي قمار؟
ــ تريدين أن أقول: جميلة وفاتنة كــ "أمها" فكأني قلت لك من جديد: أنت جميلة.
ــ ألا تمل من هذا الوسواس والخزعبلات؟
ــ بلى... لقد مللتُ منكِ.
ــ إذاً لماذا تخاطبني الآن؟
ــ لأنكِ ظلي الذي يشبهني... وظلي يظهر في الضوء، فإذا كان الظلام... أصبح الظل وصاحبه سواء.
ــ ما الذي تقصده عليك اللعنة؟
ــ قدركِ أن تكوني سراباً ولعبة قمار... إذا لحقتي بي في الظلام، ستصبحين أنا، ولن تكوني شيئاً، وإن حاولتُ اللحاق بكِ في النور... فمن هو المجنون الذي يلحق ظله!!... أنتِ مجرد ظل يعرف قدره جيداً، ولا ذنب لكِ في شئ... لا ذنب لكِ في شئ.
ــ بصقت عليه وهي تصرخ: أيها الذكوري الشيزوفريني...
((مسح البصاق من على وجهه... ودخل في الظلام... واصل حياته من غير ظل... لقد قرر الحياة في الظلام... وجدوها عاشت ظلاً لرجلٍ آخر... كانت تستمتع بجنونه في أول علاقتها به... كان رجلاً يطارد ظله... كما قال لها ذلك "رجل الظلام"))



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجاهد عبدالمتعالي - الجميلة ورجل الظلام