أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر















المزيد.....

في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 23:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تمر علينا اليوم الذكرى الثانية لانتفاضة 17 فبراير المجيدة التي أزالت من الوجود رمزا لأزيد من أربعة عقود من الفاشية العسكرية المقيتة شهدت خلالها بلادنا انهيارات وتفكك على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية وحتى الأخلاقية، ولا زالت رواسب فساده وإفساده تفعل فعلها في عقول الكثير منا.. عقود اربع كان يمكن لليبيا التي حباها الله بكل الخيرات، لو حضيت خلالها بنظام عادل ووطني يسعى للتقدم والرقي ان تشهد نقلة نوعية تضعها في مقدمة الدول النامية وتحتل مركزا مرموقا يجعلها مقصدا ومحجا لكل باحث عن فرصة للعيش الكريم والرفاهية وتحصيل ثروة بالطرق المشروعة..

نستدعي -ونحن نعيش الاحتفالات بهذه المناسبة المجيدة- ذكريات تلك الايام العصيبة التي عشناها لحظة بلحظة بكل مراراتها ومخاوفها وروعاتها ومفاجآتها نتطلع لنور الحرية ونسيمها الذي ظهرت بشائره مع فجر السابع عشر من فبراير من مدينة الثورة بنغازي، عندما عاهد شباب وشابات هذه المدينة وشيبها وعجائزها الله وأنفسهم على المضي في مشوار الثورة لاجتثاث هذه الفاشية غير المسبوقة في تاريخ ليببيا، واستجاب إخوتهم في طرابلس والزاوية ومصراته والجبل الغربي لهذا العهد ومضوا في مشوار الحرية حتى نهايته معبدين طريقه بجماجم الشهداء من زهرة شبابنا محققين الانتصار النهائي على طاغية العصر بتحرير طرابلس من قبضته وملاحقته حتى القبض عليه ومقتله على شاطئ سرت التي حولها الى خرائب وحطام بعناده ومكابرته ورفضه التسليم لإرادة شعبه والإرادة الدولية التي طالما ناشدته التسليم وتجنيب البلاد وشعبها المهالك والمخاطر..

فما إن أشعل البوعزيزي فتيل انتفاضات المقهورين ضد الفاشيات العسكرية التي تتربع على أجزاء واسعة من وطننا العربي، حتى تحركت الشجون وسيطر الترقب على شراح واسعة من شعوب البلدان العربية وفي مقدمتها ليبيا التي تعيش تحت هيمنة اقدم دكتاتورية وفاشية عسكرية في المنطقة.. توقع الطاغية انتقال لهيب الثورة الى بقايا امبراطوريته المتهالكة ، فبادر الى إعلان عدائه لانتفاضة الشعب التونسي، ولم يتمالك نفسه فبادر الى المجاهرة بهذا العداء ودعوة التونسيين الى الاستمرار في الخضوع لصنيعته وخريج مدرسة الفاشية العسكرية الجنرال بن على وحاول ان يسوق له صورة مزيفة في الشارع التونسي كمنقذ لتونس وضامن لسلامتها متجاهلا ان هذا الشارع قد كسر حاجز الصمت والخوف وامتلك الجرأة والشجاعة الكافية للمجاهرة بضرورة تغيير واقعه المزري وإزاحة كابوس الفاشية العسكرية عن كاهله..

وصل صهيد انتفاضة إخوتنا في تونس منذ انطلاقها الى قلوب الليبيين المتعطشين للحرية.. وبدأت تطرح على نطاق واسع بين الليبيين وبشكل مجاهر تساؤلات عن موعد اشتعال الانتفاضة في ليبيا التي وصلت حالة تعفن نظامها الى درجة لم تعد تحتمل.. تعلقت قلوب الليبيين وعيونهم أمام الشاشات الفضية متابعة لما يجري في تونس دقيقة بدقيقة ولسان حالهم يقول متى نخرج نحن لإزاحة هذا الكابوس؟ .. هرب الجنرال بن على مخيبا آمال ملهمه في ليبيا، ارتفعت نسبة التفاؤل بين الليبيين باقتراب موعد رحيل طاغيتهم، ازدادت حالة الخوف لدى القذافي، اوعز لقادة كتائبه الأمنية والقمعية اتخاذ احتياطات لمنع تسرب شرار انتفاضة تونس إلى قلعته.. تطاير الشرر متجاوزا مفازات ليبيا الواسعة ليشتعل على حدودها الشرقية في مصر.. تنفس القذافي الصعداء آملا ان تكون مصر السيل الذي يبرد أوار هذه الانتفاضات التي تشتعل على حدوده ويئدها قبل ان يشتد لهيبها؛ ليفاجأ بانهيار حليفه على الحدود الشرقية ونجاح الانتفاضة واعتقال اركان النظام ووضع مبارك في إقامة جبرية اختارها بنفسه.. وانطلقت النكت المستفزة لليبيين تدعوهم لطأطأة رؤوسهم للسمحاح للثوار في تونس ومصر بالتواصل، أشعلت هذه النكت والعداء السافر الذي ابداه القذافي لانتفاضتي تونس ومصر واستهانته بإرادة شعبي البلدين، جذوة الانتفاضة في نفوس الليبيين المحتقنين بعقود من الدكتاتورية والفوضى.. وكان خروج ثلة من أهالي بنغازي الشجعان للمطالبة بالعدالة لضحايا مجزرة بوسليم وإطلاق سراح محامي هؤلاء الضحايا الشجاع الذي اعتقلته أجهزة القذافي يوم 17 فبراير حدثا مباغتا لم يتوقعه القذافي فأوعز لإبنه الساعدي الذي يكن له اهل بنغازي كراهية مقيته وذراعه القمعية عبدالله السنوسي معالجة تلك الشرارة التي انطلقت في ميدان المحكمة بالعنف والقوة معتقدا ان الدم والقتل سيرهب اهل بنغازي، ناسيا ان مشاهد الانتفاضة في تونس ومصر قد أيقضت في نفوس أهل بنغازي وكل ليبيا إحساسا بضرورة استعادة كرامتهم وحريتهم، وكشفت لهم أنهم محكومين برهاب الخوف وأن الدكتاتورية نفسها قصير وستنهار أمام إصرارهم على إجتثاثها.. وخاضت بنغازي والبيضاء ومصراته والزاوية والجبل الغربي الايام الثلاثة الأولى للثورة بإصرار لم تفلح تهديدات ووعود القذافي في اختراقه.. كانت طرابلس تغلي وتمور حتى بلغ السيل الزبى وخرجت كل أحيائها يوم 20 فبراير لتعلن وبشكل مجاهر باغت القذافي وأجهزته القمعية انضمامها للثورة وعلت الهتافات في كل أحياء المدينة وضواحيها وفي ميدان الشهداء "بالدم بالروح نفديك يا بنغازي" "جاك الدور جالك الدور قذافي يا دكتاتور" ارتعدت فراص سدنة النظام وصدرت الأوامر واضحة من القذافي بالركون الى القوة والقتل لإسكات تلك الأصوات الشجاعة، وكأنه لم يستفد مما جرى في بنغازي ليكرر نفس الخطأ في طرابلس، وسقط عشرات الشهداء تلك الليلة في كل احياء طرابلس ليدشنوا بدمائهم الطريق للانضمام للانتفاضة التي ستطيح بأعتى دكتاتور عسكري في الوطن العربي بعد ستة اشهر من المواجهات الدموية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الجرحى والمفقودين..

واليوم ونحن نحتفي بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نستدعي هذه الذكريات بكل آلامها ومراراتها ولحضاتها الحزينة وإكراهاتها ، وكلنا أمل في أن يأخذ منها الليبيون العبرة والعضة ويعيدوا حساباتهم التي حادت عن المسار الصحيح الذي اعلنوه يوم 17 فبراير برهانهم على ضرورة اجتثاث نظام صادر حريتهم وفرض عليهم الجهل و التخلف والقهر والفرقة واشاع بينهم كل الفتن والخلافات والأمراض.. لابد لنا اليوم ايها السادة من إعادة قراءة تلك اليوميات المجيدة التي جسدنا فيها تلاحما رائعا ، نفتقده اليوم ونبدده في سبيل مكاسب واهية وسراب خادع وندفع بما تبقى من هذا الوطن الى مزالق وهاوية الفناء والزوال محققين بدون ان ندرك تنبؤات ذلك النبي الكاذب الذي لوح بتقسيم ليبيا وسقوطها تحت هيمنة الطامعين في خيراتها بعده.. حان الوقت بل فات منه الكثير يا ابناء ليبيا لاستغلال ما تبقى منه في إعادة بناء ليبيا موحدة كدولة مدنية لجميع اهلها دون اي إقصاء او تهميش، والتخلص من أنانيتنا ونظرتنا الضيقة للحياة ونكوصنا الى الماضي الذي لا يفيدنا في إصلاح واقعنا السيء بل ينحدر بنا الى المزيد من الانهيار والتخلف.. إن ليبيا التي ضحينا من أجلها باكثر من 30 الف شهيد ومئات آلاف الجرحى والمفقودين، لن تبنى ولن نحقق لها مكانة محترمة بين الدول إلا بتجاوز كل خلافاتنا واختلافاتنا ومرارتنا، والتوجه نحو البناء وتعويض ما تبدد من وقتنا للحاق بركب الحضارة الانسانية ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الحب على الطريقة الليبية
- عطالة العقول تسيل الدماء في تونس
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر