أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تضعضع القطب الواحد للعالم















المزيد.....

تضعضع القطب الواحد للعالم


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام1989انفردت واشنطن بإدارة شؤون العالم بعد هزيمتها لموسكو في الحرب الباردة،محققة وضعية (القطب الواحد للعالم)في حالة غير مسبوقة سوى من روما إثر هزيمتها للمصريين في عام31قبل الميلاد في معركة أكتيوم:حافظت روما على هذه الوضعية حتى عام330ميلادية عندما نشأت القسطنطينية كعاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية.منذ ذلك الحين،لمادخل البيزنطيون في منافسة الرومان،ثم الفرس،لم تستطع دولة كبرى أن تنفرد بالعالم،وهذا ماينطبق على المسلمين في دمشق وبغداد وبعدهما القاهرة و اسطنبول،ثم على مدريد ولندن التي أصبحت بعد هزيمتها مدريد في معركة الأرمادا(1588)ثم الفرنسيين في حرب السنوات السبع(1756-1763)عاصمة الدولة الأعظم في العالم حتى عام1945قبل أن تفضي نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ثناية القطبين للعالم بين واشنطن وموسكو.
أدارت واشنطن الأزمات العالمية منفردة،في أزمة الكويت(منذ2آب1990)التي أفضت إلى حرب الخليج الثانية في عام1991،حيث منعت مبادرات فرنسية- جزائرية،ثم سوفياتية من غورباتشوف وبريماكوف،لحل الأزمة بعيداً أوبالتفارق مع الأجندة الأميركية،ثم في حرب البوسنة(1992-1995)لماأفشلت خطة فانس- أوين في1993ولمااستطاعت تغيير موازين القوى لغير صالح الصرب ولمصلحة الكروات ومسلمي البوسنة قامت بجلب المتحاربين إلى قاعدة أميركية في مدينة دايتون بالشهر الأخير من1995وأنتجت حلاً أميركياً لأزمة أوروبية . في 1999شنت واشنطن حرباً على صربيا بسبب اقليم كوسوفو بعيداً عن مجلس الأمن وضد إرادة روسيا والصين.في عام2003حصل غزو العراق من قبل الأميركان ضد إرادة باريس وبرلين وموسكو وأنقرة والرياض والقاهرة ووسط صمت صيني مطبق وكاد تجاهل الولايات المتحدة للأمم المتحدة أن يؤدي بها إلى مصير عصبة الأمم إثر الغزو الايطالي للحبشة في عام1936. أيضاً في تشرين أول1991كان واضحاً الهيمنة الأميركية على مؤتمر مدريد لتسوية النزاع العربي- الاسرائيلي رغم المشاركة الرمزية السوفياتية،وبمعزل عن الأوروبيين.عند القطب الواحد للعالم،ظهرت أيضاً قدرة أميركا وتصميمها على نزع النفوذ الفرنسي في منطقة البحيرات الافريقية الكبرى(رواندا- بوروندي- زائير)من خلال استغلال انفجار نزاع قبيلة التوتسي ضد أكثرية الهوتو الموالية تقليدياً لباريس وماأدى إليه هذا النزاع بين عامي1993و1994من تداعيات أطاحت بالجنرال موبوتو في زائير بعام1997الذي أرسل الرئيس ديستان بعام1977القوات الفرنسية لإنقاذه من حركة تمرد داخلية.في الجزائر بعهد بوتفليقة(منذ نيسان1999)حصل حلول أميركي كبير مكان النفوذ الفرنسي،وهو ماجرى أيضاً بالتزامن وبشكل نسبي في موريتانية والسنغال وتشاد.في أزمة جنوب السودان أدارت واشنطن الأزمة بالوكالة من خلال أوغندا(التي كانت وكيلاً اميركياً في أزمات البحيرات)وإثيوبية،وفي دافور منذ2003عبر تشاد. في الفضاء السوفياتي السابق سيطرت واشنطن على عقود نفط أذربيجان وغاز تركمانستان وحصلت على قواعد وتسهيلات عسكرية في قرغيزيا وأوزبكستان ووصلت قوى موالية لواشنطن للسلطة في جيورجيا وأوكرانية في عام2004.
أتت النذر الأولى لتضعضع قوة واشنطن من منطقة الشرق الأوسط لماأدت تداعيات "اليوم التالي" لغزو العراق إلى أرباح ايرانية كبرى جعلت بغداد عملياً في قبضة القوى الموالية لطهران،وهو ماأدى إلى تحويل ايران إلى "قوة اقليمية عظمى"على حد تعبير القائد السابق ل(الحرس الثوري الايراني) الجنرال رحيم صفوي،الأمر الذي جعلها تفك تحالفها مع الأميركان أثناء غزو العراق لتبدأ منذ آب2005باستئناف برنامجها للتخصيب النووي ثم تدخل في مجابهة مع واشنطن في لبنان2005-2008وغزة2007واليمن عبر دعمها للحوثيين ثم تقوم بالتفرج على الأميركان وهم يدخلون منذ ازدياد مقاومة طالبان في تخبط أفغاني بدأ منذ ربيع2006 هو شبيه بماجرى للسوفيات هناك بالثمانينيات.عملياً،أفلت الشرق الأوسط من أيدي واشنطن منذ عام2006بخلاف خطط واشنطن مع غزو العراق في بناء"الشرق الأوسط الجديد" لتقع المنطقة في مدارات أصبحت طهران اللاعب الأكبر بها.
قاد هذا التضعضع الأميركي إلى عودة واشنطن لدور الوكلاء الذي تخلت عنه في حرب1991ثم في غزو العراق:قامت بتعويم الدور التركي منذ عام2007والباكستاني منذ نفس العام مع بينازير بوتو ثم مع زوجها وحزبها لماحاولت الضغط على المؤسسة العسكرية لكي تقف خلف حكم مدني من وراء الستار رأت أنه سيناريو أفضل لمواجهة (طالبان)و(طالبان باكستان)و(القاعدة).أعطى هذا صورة عن ضعف أميركي مستجد في منطقة أتت واشنطن مباشرة إليها بجيوشها عامي 2001و2003 لكي"تعيد صياغتها من جديد"،مصطدمة مع الحلفاء(أنقرة والرياض والقاهرة أثناء غزو العراق،وفي غزو أفغانستان عام2001مع الحليف الباكستاني)ومتجاهلة ومهملة الوكيل الاسرائيلي القديم،ليوحي هذا الضعف بعجز وفشل (القطب الواحد للعالم)لأول مرة منذ عام1989في التعامل مع منطقة كان يقول عنها الجنرال ديغول بأنها"قلب العالم".
في آب2008قامت روسيا باستعراض يظهر استيقاظ قوتها من خلال حربها على جيورجيا،مستغلة تلك البوادر للضعف الأميركي التي ظهرت في المنطقة الممتدة بين كابول والشاطىء الشرقي للبحر المتوسط . خلال سنوات2009-2011استطاعت موسكو استعادة نفوذها القديم في أوزبكستان وقرغيزيا وأوكرانية وأن تساهم بعام 2012في دعم القوى التي هزمت انتخابياً الرئيس ساكاشفيلي الموالي لواشنطن في جيورجيا كماحصَلت توازناً للقوى يعادل أويقترب من القوة الأميركية في أذربيجان وتركمانستان .
خلال الشهر التالي للحرب الروسية- الجيورجية حصل انفجار الأزمة المالية- الاقتصادية في الولايات المتحدة،والتي لم تمتد للجماعة الأوروبية إلافي عام2011.في يوم16حزيران2009أعلن عن قيام(مجموعة دول البريكس)من روسيا والصين والهند والبرازيل قبل أن تنضم جنوب افريقية في العام التالي. في بيانه الأول التأسيسي أعلن هذا التكتل عن عن السعي إلى انشاء"عالم متعدد القطب":حسب التصنيف العالمي في عام 2008للقوة الاقتصادية ،وفق الناتج المحلي الاجمالي، تحتل الصين المركز الثاني بعد الولايات المتحدة والهند الرابع وروسيا سادساً والبرازيل تاسعاً،وإذا أضفنا اليابان الثالثة فإن هذا يعطي مؤشرات على بداية على المدى المتوسط والبعيد لانتقال الثقل الاقتصادي العالمي من ضفتي الأطلسي إلى آسية،حيث روسيا أيضاً التي هي في أوراسيا . لم يترجم هذا التكتل العالمي الجديد صوته في الأزمات العالمية إلافي عامي2011و2012أثناء الأزمة السورية لمادخل،وبالتحالف مع ايران،كحائط صد أمام واشنطن،واستطاع هذا التكتل ليس فقط أن يجبر واشنطن على أن تأخذ وضعاً دفاعياً في الأزمة السورية،وإنما أن يظهر الأميركان في وضعية مجبرون هم فيها على الإقرار بأن مفتاح حل الأزمة السورية في موسكو وربما أيضاً في طهران،في رسالة أراد فيها الكرملين القول،وعبر اختبار عملي،بأن (القطب الواحد العالم)لم يعد قادراً على إدارة أزمة أوحسمها،وذلك في أزمة بلد كانت في مرحلة مابعد الحرب الباردة هي أول أزمة تأخذ طابع المجابهة والمواجهة وكسر الإرادات بين موسكو وواشنطن،فيما رأينا في أزمات أخرى سابقة كانت موسكو وباريس وبكين وبرلين ،عندما لاتتفق مع القطب الواحد في هذه الأزمة أوتلك، تختار الاحتجاج أوالصمت من دون الدخول في مجابهات مع الأميركان .
الفرنسيون ،من جانبهم، كان تزعمهم لعملية الناتو في ليبيا عام2011،ثم للعملية العسكرية في مالي في2013،تعبيراً أيضاً مثل الروس عن استغلالهم لضعف واشنطن ولمحاولة تحينهم لهذا الضعف الأميركي من أجل تقوية النفوذ الفرنسي. في كلمة أوباما ببداية فترته الثانية هناك نزعة انكفائية نحو التركيز على المشاكل الداخلية الأميركية:ماذا يعني هذا،في ظل خيبات العراق وأفغانستان عند الأميركي،الذي مازال يعاني من آثار أزمة2008المالية- الاقتصادية ولومع إشارات تعافي قوية بدأ يظهرها الاقتصاد الأميركي بخلاف الأوروبي منذ عام2012؟..



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراغات القوة العربية وصعود الجوار الاقليمي
- ستة أشهر من حكم الاخوان المسلمين في مصر
- مرحلة انتقال مابعد الثورة
- استنتاجات غزاوية
- عن أرجحية تكسر موجة المد الاسلامي في دمشق؟..
- المعارضة السورية والوطنية
- أوباما ومنطقة الشرق الأوسط
- الاسلاميون خلفاء القوميين
- عام على مجلس اسطنبول
- الأنظمة والاصلاح
- تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-
- أداء المعارضة السورية في الأزمة
- المعارضة السورية أمام تدويل الأزمة
- السوريون في الأزمة
- الأزمة السورية كتظهير للوضع الدولي
- الاخوان المسلمون وايران الخميني – الخامنئي
- القاهرة:تكرار اصطدام قطاري العسكر والاخوان
- الاستيقاظ الروسي:عامل ذاتي أم بسبب الضعف الأميركي؟..
- التدخل العسكري الخارجي وتفكك البنية الداخلية
- مرحلة انتقال مابعد الثورات


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تضعضع القطب الواحد للعالم