علكة الوطنيه

وميض خليل القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 22:08
المحور: كتابات ساخرة
    

الوطنيه في العراق صارت كقطعه العلك تمضغ في كل الأفواه ..فنحن من عام 2003 ونحن نسمع ان الوطن هو عباره عن وحده وطنيه للجميع ونتمتع فيه بحقوق الأنسان ..لكن نحن من عام 2003 ونحن في خلافات سياسيه تتطور للدينيه ..وكل خطوة يقوم بها الحكام والمسؤولين عن المجتمع تقيم من خلال أختلافاتنا
والمشكله أن البلد مع توسع مساحه استعمال وسائل التواصل الأجتماعي صار الجميع فيه يمنحونا متعه معرفة وجهه نظرهم في كل شيء ..وطبعا كل مصرح هو وطني ويطرح وجهات نظره من كل القضايا بصيغة وطنيه مطعمه بأختلافاته
مثلا عيد الفالنتاين ...مناسبه عاطفيه ..لكن في العراق تم أدلجتها سياسيا ودينيا وأقتصاديا وأعلاميا وكلها بختم الوطنية والدين وبهارات الأختلافات
وخرجت المناسبة محملة بأكثر مما تعني ..وتحولت الى كرة ثلج كبيره ..حملها البعض مطالب حزبية وخدمية ...ففقدت قكرتها اللطيفه ..وصارت مجرد حجه لترويج فعاليه ممكن أن تروج في مناسبات سياسية أو مدنيه

البعض قرر أن يستغل الفالنتين ليطرح وجهات نظره ..ومع أنتشار برامج حواريه ساخره أصيب البعض بمرض التحول لناشطين ساخرين ..مشكلتهم أن الناشط الساخر مثقف سياسي له حس نكته ...وهم مجرد مضحكين يفتقرون للياقه واللباقه السياسية ..فقرروا أن يجب أن لانحتفل ونكرس ماننفقه لتنظيف بغداد ...للعلم هناك ملايين الحملات لتنظيف بغداد ..ولحد الأن بغداد غير نظيفه ...فربما الخلل ليس في القديس فالنتين ولكن في منظمي الحملات ؟؟

البعض أراد كسب الجنه فنصح أن نوزع الأموال للفقراء..سؤال البقال وبائع الورد والدبابيب والنادل في المطعم وباقي المنتفعين من العيد هل هم مثلا مليونيرات ويمارسون مهنهم حبا في العمل ؟؟لو ألغينا الفالنتين وأخواننا المسيحين ألغوا الكرسمس ( ثلاث مرات في الأعوام الأخيره ) والعيد الأسلامي صار يأتي بدعاوي المقاطعه ...ولا أعرف أي عيد لانحتفل به غير أعياد دينيه أنا متأكد أنه لايمكن أن تستنفع تلك المصالح التجاريه منها ...لو ألغينا كل عيد ومناسبه لاجل الفقراء الا نكون ندغع الكسبه ممن يعيشون براتب يوم ويوم للشارع ؟؟

طبعا هناك من كفر الفالنتين ولكنهم يكفرون كل شيء ..فصار الموضع وكأنه لم يحدث

الناس طبعا احتفلت وبمبالغه ..ولكن من حق الأنسان أن يحتفل ..كان سيكون الأحتفال سيكون أجمل لو قرر البعض أن يتركون عيد حب عادي بلا وطنيه

الوطنيه في العراق قصتها طويله وتحتاج مخ وأعصاب وشيء من الصبر ...وللوطنيه بقية

#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات