أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - من سفوح المجهول لقمم المعرفة














المزيد.....

من سفوح المجهول لقمم المعرفة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 21:38
المحور: الادب والفن
    


من النثر المركز

من سفوح المجهول لقمم المعرفة

كان الحلم يمتدّ فوق مسطحات الزمن للسنوات العجاف.
العالم يتضبب اكثر فاكثر.
تلتف عليه شبكة من الظلم المختوم بالغموض,
والجور الكوني.
تمتد ذراعاه إلى اللانهائي.
ليس للعين بعد العقل قدرة
للّحاق, ومتابعة الاشياء.
الوقوع على اصل الانواع ,
وسر التمدد في محتوى الرصد الكوني,
في المطلق, واللانهائي.
الانسان يتواصل مع من كان حوله
من الجماد ,والنبات ,والحيوان
منذ ان نبت على الارض .
تميّز في اطوار تقلّباته الغريبة.
انغرست الى جانبه علامتى التعجب, والسؤال .
امتدت جذوره في الطين.
كان دأبه التطاول في حدود ما قام طولآ, وعرضاً .
ساقاه رست ,
مثلما ترسو الجبال في المنبسط من الارض .
تفرعت غصونه,
وزهت بالثمار التى اكتسبت الديمومة .
نام والبيئة في فراش واحد.
عانق المناخ,
وعايش كل تقلبات الطقس.
غازل الفصول وتحوّلاتها.
لوى قرون الدهر.
استمرأ الدفء في زمهرير الشتائات.
دجّن الطيور, والانعام .
تعرض كثيراً من فصائل المخلوقات الى الانقراض
من الزواحف, والنبات.
بقى مثل حدبة على الأرض.
لم تصبه موجة الانقراض .
قطع أشواطه الراجحة,
والمتميزة عن بقية المخلوقات .
حضوره كان بشكل صاعق, واسطوري.
استنشق العطر.
إقترب من الورد المدرع,
والمكثف بالشوك الدامي.
دار دورته العصيّة .
غاص في المثلّث من اعماق المحيط,
الى جوف الارض .
ثمّ إنتهك قدسيّة الفضاء
بعد ان غادر مواقع استيطانه الكهوف.
جثا على شواطئ الانهارفي استغراقه للمنح,
وتادية الشكر للخالق العظيم.
اكتنزت وتكتنز الارض له,
ولبقية الخلق ممن انتشروا,
وينتشرون على الارض.
طمح, ويطمح, وليس لطموحاته من حدود.
تحزم بالارادةالقوية التى تجهل مفردات التردد .
قام على التصميم الصلب .
جاوز قوة الحديد القابل للتأكسد.
تبلورثمّ تجوهر.
ذالك هو المخلوق الصغير الحجم.
في ربيع تخيله.
تصور فيما وراء اللاتصوّر,
في المدرك واللامدرك, حيث
ألدخول للستقبل.
إتسم بالتعمية, والانقلاب
مثل بندقة مغلقة على لبّ الأشياء.
أمعن في قراء ة الشفرة داخل البندقة .
أزال القشور.
صعد سلّم النشوء والإرتقاء.
غاص في صقيع القطب الشمالي .
سارعلى خط الاستواء, وقبّعته الشمس
بقميصه الّذي إنتزعه من جلد الحيوانات المفترسة.
صام على المعاكسة,
وفطرعلى التحديات .
عاش و سيموت وهو يجهل طبيعة الماء الراكد
في المستنقع الآسن .
ابجدية النرجسّة .
فلسفته الانطواء على الذات.
يميل الى الرقص عاى حبل السيرك,
وفوق لوح مغروس بالمسامير.
تسحره المغامرة .
لعب لعبة القط والفأر
مال إلى التزحلق على منحدرات الجبال الجليدية,
وفوق مسطحات الماء .
غاص في اعماق المحيطات.
و اعماق الفضاء.
سبح في محيط المجموعة الشمسية.
تفتحت عيناه في الظلام.
كان الكهف عالمه الضيق,
ومصدر امانه الذي يأوى اليه.
يعيش في الغاب وعيونه مفتوحة
خوفآ من ان تنتاشه الضواري
وهوفي غفلةلايغادرألمكان.
مثلما العنكبوت لا يغاد خيمته التى ينسجها.
إتسعت الجمجمة, ونما المخ.
امتدت النظرات لما وراء الهجهول,
والى الاطراف الاربعة من جهات الارض.
راح يقطع المسافات الطويلة في المجهول ,
على سكتي الليل والنهار.
كان يضرب بالمطرقة على الازميل
ليحفر في الخشب,والرخام ,
وليرسم بالّريش مااختزنته ألذاكرة في الذّات.
قبل فك عقدة اللسان ,عرف ما بين الهوة والكهف.
تمرّن على حركة اليد.
صار يحرّك اللسان للتدرّج على استعمال اللغة.
إنتقل الى ترويض الأرض,عند إكتشافه الحبوب,
و رعاية النبات.
راح يرسم ما يحتاج إليه .
لم يغسل اظافره من بقع اللون الاحمر.
حاول أن يجعل من شعره نبالآ مثلما هي
في الدعلج, ودرع القنفذ .
قاس مساحة الارض بعد ان ساح فيها .
كانت بذرة الطموح تنمو,
الى جانب بذرة حب الذات
في النسيج النرجسي.
جرّب التزحلق على السفوح,
والمنحدرات.
تسلّق جبال هملايا .
ركز الراية على قمة افرست.
غاص لما يوازي اعلى قمة على الارض.
جال بناظريه تحت الخيمة الفلكية.
استهوته الشمس, و حب الدوران.
وطأ بقدميه وجه القمر الناصع .
كسر قوس الكبرياء, وعفّر وجهه بتراب الارض.
انتزع من خاصرتيه العيّنات.
اخضع قبائل الافتراس في المتاه الترابي.
وفي اعماق المحيط المائي.
صار يحفر في الطين ,والصوان,
ويسكب الألوان على الألواح الخام,
ويرسم على البردي,
وجدران الكهوف ,والمغارات.
إكتشف مفردة (العُقار)كإكسير مهدّئ.
في لحظة التداعيات, وغياب التركيز,
راح يرسل مواكب الشموع,
وهي ترقص فوق صفحات النهر
تتوغل باضوائها لما وراء غابات الظلام المخضرم.
كانت الاشارات, والاصوات: هي القاسم المشترك .
كان يغني في فرح غامر.
ويبكي بقلب حزين.
تحرك تحت احاسيس تمسهُ بوترية نشوى,
ما بعدها نشوى.
سار مثل من هو غير ملامس للأرض .
عند ما تتحرك القدمان, تنساب الارض من تحتها .
مثلما ينساب النهر من تحت السفينة .

(شعوب محمود)








#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( تنزّ دماً يا عراق )
- (عنقودية الأرث الثقيل)
- (السجن المغلق)
- (الانسان المعاصر رجل الكهوف)
- (ألرسم على الورق )
- تبكين لصخر
- ( الايائل وجعجعة الطواحين )
- ( السير على ضفاف الحاضر )
- انسيابية الزلال
- (التجوال في المعرض)
- (الاغنية والحنجرة الملتهبة)
- (التسكع في الغابة)
- السيف والنطع والاغاني المشبوهة
- (كلمات ملتهبة)
- (اظل احلم)
- (اللوحة والاصابع الحجرية)
- عيون النسر / شعر
- مقدمة في الادب العربي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - من سفوح المجهول لقمم المعرفة