أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - سمعا وطاعة , سمعا وطاعة














المزيد.....

سمعا وطاعة , سمعا وطاعة


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 19:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طاعة الأمير واجبة وجوب طاعة النبي محمد , ولا يُشترط مقابل هذه الطاعة عدل ولا إنصاف من جانبه , حتى وإن غصب هذا الأميرُ مالَك وضرب ظهرَك ولطم قفاك , فليس عليك إلا السمع والطاعة . ومن يحاول الخروج على هذا الأمير فجزاؤه ضرب عنقه , " فمسرور" سياف الخليفة متأهب في قصر الخلافة لمثل هذا. ذلك هو فكر الاستخذاء الذي صاغه الفقيه الذي خان الله ورسوله , وكانت غايته هي ترسيخ فكرة طاعة السلطان دون السؤال عن شرعيته , وصوَّر للناس أن هذا هو الدين ومراد الله , ووضع لذلك عددا من الأحاديث نسبها إلى النبي نبي العدل والرحمة .
أحد هذه الأحاديث يقول :" من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني , ومن عصى أميري فقد عصاني . وحديث آخر يقول: " من أتاكم وأمرُكم جميع على رجل واحد , يريد أن يشق عصاكم , أو يفرق جماعتكم , فاقتلوه " .
والله " يأمرنا " أمرا واضحا مباشرا بعصيان كل حاكم مفسد في الأرض , غير مصلح , ووصفَه في قرآنه بالإسراف , يقول :{وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُون} الشعراء 151-153 . والسرف لغة هو مجاوزة القصد والحد , والمسرف هو الجاهل والغافل والمخطئ .
ويقاس قرب الأمة أو بعدها عن دين الله بمدى القرب أو البعد عن تحقيق المقاصد الشرعية التي من أجلها أرسل الله رسله إلى الناس. وهي ليست مقاصد تعبدية كما يظن البعض بقدر ما هي - في المقام الأول - مقاصد سياسية واقتصادية واجتماعية . فغاية الدين هو أن يلجم الدنيا , فلا يأكل كبيرُها صغيرَها , ولا يقهر عزيزُها ذليلَها .
ففي المجال السياسي : تكون الأمة بعيدة عن منهج الله إذا استبد السلطان بالحكم واستأثر بالسلطة وحال دون تداولها وقام بتوريثها لأبنائه من بعده , وحال دون مشاركة الناس في حكم أنفسهم , واستولى على أموال بيت المال , وأدار الدولة واستثمر البلاد والعباد لمصالحه الخاصة , تكون الأمة بذلك بعيدة عن مراد الله وإن صلى الناس فيها آناء الليل وأطراف النهار, وإن صاموا فيها صيام داوود , وإن كان هذا الخليفة المحتال يحج إلى بيت الله كل عام .
وفي المجال الاقتصادي : تبعد الأمة عن منهج الله إن سادت الطبقية الاقتصادية من إقطاع أو رأسمالية واستأثر الملأُ بالأموال وآلت ثروات الأمة إليهم دون عموم الناس وزاد التفاوت الطبقي بين أفراد الشعب , فيكون منهم من يموتون جوعا بينما آخرون تقضي عليهم التخمة . وإذا كان ثمة احتكارات تحُول دون توزيع ثروات الأمة على أبنائها بحيث لا يتوفر لهم سوى حد الكفاف لا الكفاية, وإذا ترعرع الفساد تحت عين وسمع السلطان وفقيهه , فذلك ليس من الإسلام في شئ , إذ لا يصلح عليه دين ولا تستقيم به دنيا حتى وإن قص الفقهاء الشوارب وأعفوا اللحى , وإن ارتدت النساء الحجاب والنقاب .
وفي المجال الاجتماعي : إذا غابت العدالة الاجتماعية وانتشرت المحسوبية تكون الأمة بعيدة عن الإسلام وإن حمل الرجال المسابح والمباخر ورقصوا في حلقات الذكر. وإذا علا البعض فوق القانون: فإذا سرق فيهم العزيزُ أموالَ البنوك أو استولى على أراضي الدولة أفلت بفعلته , بينما لو سرق جائعُ رغيفَ خبز طالبوا بقطع يده ورقبته . وإذا كُممت الأفواه فلم يجرؤ أحد على رد ظلم الظالم, وإذا لم يأمن الناسُ على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم , وإذا أخذهم جنودُ السلطان بالظنة , تكون الأمة بعيدة عن مقاصد دين الله حتى وإن كان في مدينة واحدة من مدنها ألف مئذنة يزعق من فوقها ألف مؤذن خمس مرات في اليوم الواحد .
وتبقى الأمة بعيدة عن إسلامها إن استمر إيمانها بالتراث الأصفر من المرويات التي تروج للغبائيات وترسخ العقل الخرافي غير العلمي . وإن كان فقهاؤها يجهلون أبسط مبادئ العلوم الحديثة ويعيشون خارج العصر فيتكلمون بما يثير سخرية الناس من الإسلام والمسلمين , بذا يكون المسلمون خارج العصر وإن قيل إن فقهاءهم هم ورثة الأنبياء .
ومع أن الإسلام ينفي بشكل قاطع الألوهية عن ما سوى الله , إلا أن خَرْقَ الإسلام خلَق نوعا جديدا من العبودية للأشخاص المقدسين غير الله وبدلا منه : الحاكم والفقيه . فقد أعادنا فقيه السلطان إلى وثنية جديدة , إذ عبّد الناس للسلطان عبودية المخلوق للخالق , وأوجب على الناس طاعة الخليفة كما لم يوجبها لله الواحد القهار . وأوجب على الناس تقديس رجل الدين فهو الواسطة بين الناس والفهم الصحيح للدين وهو سبيلهم إلى الجنة !
وإذا كان شرط القرشية ضروريا لشرعية الحاكم - وهو شرط ينضح بالعنصرية ويرسخها - فكيف يمكن العثور على هذا القرشي في أزمنة اتساع دولة الإسلام . وإذا كان الإسلام للعالمين - وهو كذلك - أيكون من العدل أن يحكم عربَهم وعجمَهم قرشي قد يكون جاهلا أو غبيا ليس له من مسوغات الحكم غير عِرقه ونسبه ؟! وقد أثبت التاريخ أن من حكمونا ممن زعموا القرشية كانوا من أضل خلق الله , ومن أبطأ به إيمانه لم يسرع به نسبه . وقال الفقيه السلطاني بنيابة قريش عن النبي في حكم الناس , ثم قال بنيابة المسلمين عن الله في حكم العالم , وهي نيابات مزيفة ما أنزل الله بها من سلطان . ولم يقل أحد بالنيابة الوحيدة الصحيحة : وهي نيابة من ينتخبه الناس - بمحض إرادتهم ويملكون خلعه متى أرادوا - من مجموع المواطنين : المسلم منهم وغير المسلم , ويرعى مصالحهم وفقا لمراد الله .
كان ذلك من كتاب منشور قبل الثورة بأكثر من عام ,وعنوانه (خرافة اسمها الخلافة-قراءة في سقوط الدولة الدينية ) -يمكن تحميله من مكتبة موقع الحوار المتمدن



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد الحرابة بين جهل الفقيه وتضليل المؤرخ
- الملك هو ظل الله في أرضه,ينطق باسمه ويضرب بسيفه (وطظ في اللي ...
- تهمة سب الذات الملكية ,السلطانية ,الأميرية ,الملوخية
- لا أُريكم إلا ما أَرى – أو حكاية المستبد العادل
- بين الاستنعاج والاستلطاخ يا قلبي لا تحزن
- الأمة وفحشاء الملوك
- السُّلطة (بضم السين) وليس السَّلطة (بفتح السين)
- التاريخ يعيد نفسه , ومامن متعظ
- قراءة في هراء تراثنا السياسي
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟الجزء ...
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟
- الله يتوعد المستضعفين بجهنم -المقال الثاني من سلسلة (لا تلوم ...
- لا تلوموا بشار الأسد , ولكن لوموا أنفسكم . (المقال الأول)
- العقل الشعبي :لا يجمعنا مثل الدينار ولا يفرقنا مثل العصا , م ...
- العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ول ...
- العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-ال ...
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - سمعا وطاعة , سمعا وطاعة