أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نعيم عبد مهلهل - عشق دمشق المعتق














المزيد.....

عشق دمشق المعتق


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 20:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



هذه المدينة الأقدم (مأهولة) في سكن البشر ظلت وطوال عمرها تحتفي بغرام شهي مع أهلها وضيوفها.
هذه المدينة (الأسطورة) وبقيت ومازالت عشا هانئا وهادئا لكل المُطاردين عبر محطات تواريخ الذين يُفقدهم القدر عشهم الحنون ، فكانت مأوي لطارق بن زياد مانح العرب مجد الأندلس وعصورها الفاتنة ، وفي غوطتها اختار المجاهد الجزائري الشيخ عبد القادر الجزائري ، فيما رضي الجواهري الكبير أن تكون أغماضة قصيدته الأخيرة بعيدة عن ثري الغري ، مدينة نجف ويختار لمثواه قبرا في ريف دمشق ، ومثله فعل مصطفي جمال الدين وعبد الوهاب البياتي الذي رقد قبر جوار سيده وملهمه الصوفي ابن العربي ليبقي مطلا من خلال ضريحه علي ليل دمشق الساحر كما أصداء حنجرة شوقي وهو يتغني ببردي الهابط بذكريات غرام الياسمين كلما أعطت السماء لدمشق وقاسيون بركة المطر…..!
هذه المدينة التي أدمنت العشق في كل عصورها وألهبت الشعراء وكمانات وأعواد الموسيقى لحن عاطفتها الشرقية المصبوغة بطيبة ونبل أهلها وعراقة حاراتها بقيت وعلى الدوام أريكة حلم لنصوص الكتابة ولأحلام العشاق وريشة الرسامين وصوت الساسة المنفيين عندما ظلت وفية لهروبهم من جحيم الأوطان ليسكنوا أمان صدرها وضرعها وشفتيها وحنانها المسبوك عطر قهوة وشاي علي أرائك مقاهي الروضة والهافانا والكمال وغيرها من أرائك الياسمين الهاطلة بسريالية شوق عاطفي على قيلولة الأدباء والسائحين وعشاق اللحظة المدهشة.أشم عطر فنجان القهوة الذي يحتسيه زكريا ثامر ، والعقيد أبو شهاب بطل باب الحارة وحنا مينا ودريد لحام وصباح فخري وأبو عنتر وميادة الحناوي ويوسف العظمة وكوليت خوري ورشا عمران وعتاب حريب ومظفر النواب وخليل صويلح وناشر كتبي الطيب أيمن الغزالي أبن درعا وريفها الأثري الساحر..!
هذه المدينة الحنون كضرع أم. ومثل شفتي عاشقة أدمنت في تسكع نهارات الضوء وليالي ثمالة المرح النبيل.يقترب منها دخان أسى الانفجار ، يشعل فيها عود ثقاب فأخاف أن يحرق ثوب عرسها بالفتن فتضيع حلاوتها وتخرب نهاراتها وتسكنها كما تسكن بعض جاراتها من العواصم سُرفات الدبابات والمفخخات والكواتم التي تفقد البلدان اكاديميها ومثقفيها وفقراءها وأطباءها وساستها….!
لهذا وأنا البعيد عن ليلها المعطر بياسمين فتنة الأميرات وأنواء شوارعها الفسيحة وعناوين أغلفة كتب مكتباتها أرفع اكف دعاء الحلم أن لايصيب دمشق أي أذى وأن تسعى مع أهلها وصحبها وعشاقها وأن تحل كل إشكاليات مايدفع البعض ليخرجوا في شوارعها وجوامعها ليطلبوا التغيير.
وحتما دمشق بثقافتها وتواريخ ثوراتها الماجدة تدرك معنى أن يطلب احد بحقه فتعطيه دون أن يشذ فيه نازع الحرق والتخريب والتهديم والهوس.
تدرك أن الجميع أبناؤهافي أي مكان من أمكنة الحديقة (السورية).
الحديقة التي يعيش في الفتها الحنون (السنة والشيعة والمسيحيين والكورد والدروز والشراكسة والعلويين) وكل أطياف فسيفساءها المدهشة حتى صارت في ظل تقلبات العولمة واستفزازاتها مثالا رائعا للتعايش بين جغرافيات الأرض كلها.فوحدهُ باب توما يريك روعة المشهد الكنيسة قرب الجامع وعلي امتدادهما حارة تسمي والى الآن حارة اليهود….!
يسكنني عشق لدمشق.وخوف على دمشق.ورهبة مما يجري قرب أطراف أجفان دمشق.
أخشي أن يحترق الأخضر واليابس فتفقد دمشق معنى دهشتها وسحرها وعطرها وبياض ياسمينها.
أخشي أن افقد حلاوة مدينة هي الأقرب إلي حلم المسافر والشاعر والفقير…
لهذا تراني أنا أقف في باحة كل أضرحة ساداتها وأولياءها وأنبياءها نرفع اكف الدعاء كما يرفع المؤذن صوته والكاهن قداسه تقرباً إلى سماء زرقة المدينة ليدعو الله أن يحفظ هذه المدينة (الرائعة) من كل سوء....!
دوسلدورف في 14 فبراير 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ...المقدس الذي لايحتاج الى فالنتين.....!
- فصل من رواية ( المونليزا تحبُ السمكَ المشوي)
- طقوس الطور الصُبيِّ
- العراق والشام من دون المسيحيين ...!
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!
- كتابات
- أكتشاف كوكب جديد ..أسمه ( مسماية *) ..!
- الريف يعزف لثياب الأناث بصوتِ نبي..!
- نوح وتايتانك والمطر ...!
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟
- يسيلُ العسل والشفاهُ آنيتهْ ..!
- من الأجمل ..الوردة أم العولمة ؟
- مازن لطيف ..وأنموذج الناشر المثقف.....!
- هل ارئيل شارون طائر العنقاء..؟
- الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نعيم عبد مهلهل - عشق دمشق المعتق