أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - كل الطرق تؤدي إلى آزاتسي















المزيد.....

كل الطرق تؤدي إلى آزاتسي


عبد الحفيظ العدل

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


كل الطرق تؤدي إلى "آزاتسي"
مقاربة أولية لرواية مجاهد البوسيفي

ثمة أسئلة كثيرة ..لابد أن تمسك بتلابيبك ما ان تنتهي من قراءة " آزاتسي " للشاعر مجاهد البوسيفي .. وهي الرواية الاولى له والتي يفاجئك من خلالها أنه لم يأت للرواية كضيف ثقيل الظل وانما كروائي قادر على ان يعلن عن نفسه بإمتياز في خارطة الرواية العربية منذ العمل الأول .رواية مجاهد تمتاح نسيجها من تربة الواقع الذي عاشه وعاشه معه كل الليبيين ..وإن ظل بعضهم عاجزا عن التقاط تفاصيل الواجع الكامنة في تفاصيله ..وهي التفاصيل التي تشكل مداميك هذه العمارة الروائية الرائعة التي لاتتجاوز صفحاتها ال223صفحة .ولسنا بحاجة إلى القول أن كل واحد من هذه التفاصيل يكفي لكتابة رواية بحد ذاتها ..فهذا مايمكن للقاري استنطاقه من خلال هذه الرواية ..والتي بقدر ماهي تحكي وجع شاعر انسان ..فإنها تحكي في الوقت ذاته عن وجع وطن بأسره .
وكما يمكن للقاريء.. أن يلاحظ ومنذ السطور الأولى للرواية التي استغرق زمن كتابتها مدة اربع سنوات ..كما نقرأفي الصفحة الاخيرة منها ..أن المؤلف قد نأى بنفسه عن الثرثرة والحشو الذي لاطائل منه ..كما نقرا في اغلب الاعمال الاولى للكثير من الروائيين العرب ..فهو يضعك مباشرة في أتون الفاصل بين حياة الوجع التي كان يحياها..وبين ماهو مقبل عليه من حياة أرادها ان تكون نقيضا لذلك كله..حيث نقرا:
"بعد يوم طويل في مركز استقبال اللاجئين بمطار امستردام اصطحبت موفة دائرة الهجرة مجموعتنا الصغيرة إلى محطة القطارات الواقعة تحت الارض قطعت لنا التذاكر اللازمة وأشرفت على صعونا لقطار الذاهب إلى مدينة لايدن .
كنا ثلاثة أكراد وعربي من العراق ,أربعة افغان بينهم إمرأة وافريقي ن سيراليون .معظمنا لم يركب قطارا وحتى لم يره مباشرة في حياته ,لذلك لم نكف عن سؤال من حولنا وتبادل الخبرات الطارئة في مجال القطارات ومحطاتها وبعد أن كدنا نتيه مرات عدة .تمكنا من الوصول بمشقة كبيرة إلى مركز إيواء اللاجئين على طرف المدينة حيث تم توزيعنا على الغرف "
إن هذا المجتزا الطويل من مفتتح الرواية إن جاز التعبير..يمكن ان يكون مفتاح الرواية كلها أيضا.. وبؤرتها المركزية ..فالقطار هودلالة على الانتقال من حياة إلى حياة .. والخوف من التيه بين محطاته .. هو الخوف الذي يلازم شخصية السارد في الرواية ذاتها .. من أن يظل فريسة الواقع المرير الذي كان يعيشه..والتيه بين فسيفساء الوجع فيه والتي تصل حد الغرائبية .كما يمكننا القول أن دلالة تنوع الشخصيات بين عرب وأكراد وافغان ..هي إشارة إلى أن مجتمعات الوجع تتشابه في نتائج ماتفرزه ..وإن تعددت اسباب ذلك ..وبالرغم من أن البعض قد يتهمنا بالشطط في التأويل ..إلا أنه يمكننا ان نقرأ الاشارة إلى ان القطارات التي يتم الانتقال بواسطتها من المطار الى مركز اللجوء تقع تحت الارض ..تعنى ان الانتقال عبرها إنما هو بعث جديد وكأن "آزاتسي" هو برزخ العبور إلى حياة جديدة ..لعل المؤلف لم يرد الايحاء بذلك ..ولكننا من خلال قراءة الرواية كاملة ..يمكننا ان نقرؤها كذلك .
ومن هذا المفتاح الذي يقدمه لنا المؤلف في سطور روايته الاولى يمكننا أن نبحر في قراءة الرواية كاملة ..حيث ينجح المؤلف ببراعة في المزاوجة بين تفاصيل الحياة داخل مراكز اللجوء ..المتنوع تنوع الاجناس التي حلت به ..وبين حياة السارد ماقبل ذلك ..أوحياة الشخوص الذين عايشهم والتصق بهم ..وهي شخوص يمككنا القول ان كل واحدة منها تختزل بداخلها شخصيات عدة ..وكما نعلم فإن الروائي وإن استند إلى الواقع في رسم شخصياته ..فهو ليس مطالبا بان ينقلها لنا كما هي ..دون ان ينفي ذلك ان مجاهد في روايته الاولى هذه قد نجح في خلق نماذج بشرية لايمكن التغاضي عن بحث عن شبيه لها ربما نكون قد التقينا به مصادفة في عرض الطريق..ذات سنة بعيدة .أو أننا نعرفه .. ولكن المؤلف ببراعة قد قدمه لنا هذه المرة بصورة واضحة لم نكن نتبينها جيدا ..كيحي عنقود وسوف الوداني ووهاب وغيرهم
هذه المزاوجة بين الحياة داخل" مركز اللجوء"وبين ماكان قبلها ..يمكن ان تقول لنا ببساطة متناهية أن كل الطرق كانت تؤدي إلى " آزاتسي"..وأزاتسي التي نعنيها هنا ليس من المفترض ان تكون مجرد مركز لجوء..فقد تكون هروبا من الواقع ..سواء عن طريق المخدرات او الدروشة او حتى التطرف ..بل ان الركون إلى حيثيات الواقع او الاستسلام له ..قد تعني ايضا العجز عن تبين معالم الطريق إليها.
ولأننا هنا لسنا في وارد تلخيص الرواية إلا انه لامناص من الاعتراف بان الحديث عنها في هذه العجالة ..التي لا أزعم أنها نقد ..وإنما هي قراءة قد تختلف مدلولاتها لدى قاريء آخر .... وكما يقول الشاعر مفتاح العماري " لكل عاشق قراءته".إن الحديث عنها يغمطها حقها ..فهي وإن كانت العمل الاول لمؤلفها ..إلا أنها تجمع في طياتها بين المتعة والتشويق والقراءة المبضعية لنزف الواقع والربط بين كل ذلك باسلوب يشدك إليه منذ البدء ..ولعله ليس من باب المصادفة أن يشير المؤلف في بداية الرواية إلى انه كان عاكفا على قراءة دون كيخوته وكانه بانتقاله الى مركز اللجوء بكل تبعاته إنما اراد ان يكف عن مصارعة طواحين الهواء التي لن تفلح في تغيير الواقع ..وأن يعمد بدلا من ذلك إلى تحرير واقعه من كل هذا اللامعقول الذي كان يعيش فيه ..ولأن المؤلف كان يعي كل هذ المرارة ..لم يرد ان يتخبط داخل متاهة هذه الطواحين كما حدث للجنرال في رواية ماركيز ..وإنما اراد ان يقرا الحياة كما هي ..ليس في الجريدة التي كان حريصا على قراءتها داخل مركز اللجوء ..وإنما من خلال مايريدها ان تكون عليه ..ولعله لهذا السبب قد أنهى فصول روايته عند حدث حصوله على اللجوء السياسي ..ليبدأ بذلك مرحلة جديدة من حياته ..قد نقرؤها في
ر واية ثانية له..
وبغض النظر عن كل القراءات الممكنة التي تفرضها هذه الرواية على المتلقي كلا حسب ذائقته فإن مجاهد البوسيفي قد استطاع ببراعة ان يقدم لنا في روايته الاولى عنونا جديدا ومهما ليس في الرواية الليبية فقط .. وإنما في الرواية العربية عموما ..وهو عنوان لابد ان يلقى صداه الذي يليق به ..لان المسكوت عنه والمضمر ..أكثر بكثير من المباح والمعلن

عبد الحفيظ العدل



#عبد_الحفيظ_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادرون إذا أردنا
- حوار مع الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله
- بيروت صغيرة بحجم اليد


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - كل الطرق تؤدي إلى آزاتسي