أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطية.















المزيد.....

غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطية.


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 19:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطية.
الشعب العربي، ومن ضمنه المصريين، رزح تحت ضغط ونير استبداد الدكتاتورية ( سواء الناعمة أو الشرسة) بمختلف أشكالها لأزيد من نصف قرن. كانت الدولة (وماتزال في الغالب) شبه إقطاعية يوجد في أعلا هرمها الديكتاتور وفريقه أو طاقمه من طبقة الأثرياء أو الأغنياء، وفي أدناها غالبية الشعب الفقير والمفتقر. خلال هذه الفترة المظلمة من تاريخ الشعب العربي الإسلامي، تشكلت عناصر وسمات اقتصاد وسياسة وثقافة وتربوية. وبموازات ذلك كانت ( أو كونها النظام الدكتاتوري) طائفة من الشعب، غير قليلة، مكونة من عائلة الدكتاتور ووزرائه ومستشاريه ومن مدراء الوزارات ورؤساء الأقسام والمحافظات والجماعات المحلية والقروية ومن رجال الأعمال وغيرهم، تستفيد من البنية الديكتاتورية المستحكمة في خيرات البلاد...
وفجأة حصلت الثورات العربية الإسلامية. لم تكن في حسبان أو توقعات حتى أشطر وأذكى الساسة عبر العالم...وحصل ما حصل بفعل جهة أو أخرى...بقيت الكرة بين يدي من هم أكثر غلبة وتنظيما في ساحة الهيجان والتوثر الثوري...وبطبيعة الحال أفرز وضع ما بعد الثورة وصول الإسلاميين إلى حكم مصر وتونس والمغرب...
لماذا الإسلاميين دون غيرهم من التنظيمات السياسية ؟
الأسباب متعددة. ومن ضمنها، باختصار شديد: وجد الإسلاميون أنفسهم في مقدمة الساحة السياسية نظرا للفراغ السياسي...الثقافة الإسلامية السائدة ساعدتهم على إقناع غالبية الشعب...
لكن الإسلاميين ( لأسباب أخرى) وجدوا صعوبة في الإنتقال من زمن الديكتاتورية إلى زمن الثورة...لأنهم لم يكونوا متوقعين حدوث ثورة بهذا الشكل ولا في هذه المرحلة...المهم أنهم وجدوا أنفسهم مرغمين على قيادة البلاد بدون أن تكون لهم نظرة وخطة واضحة...
ورغم ذلك، فالشعب لم يهدأ من صخبه وتوتره...لم يفهم ماذا جرى...ولماذا ؟ لأن غالبية الشعب ألف سير وحكم الديكتاتورية وتأقلم مع معطياتها، استسلم لأمر الدكتاتور وحاشيته وانتهى بنواهيهم كقضاء وقدر...الفكر الديني التخلفي كان يكرس تجدر الديكتاتورية بنظرية القدرية...تهميش المعارضة أو نفيها أو شراؤها من طرف الديكتاتور و حاشيته زاد في اقتناع الشعب بأزلية الدكتاتور...وقدرية الواقع...
وكان ما كان من فوضى وشوشرة وتقتيل وثورة مضادة...وباسم الثورة ...وظهر في مصر وتونس مثلا ما يسمى ب " جبهة الإنقاد الوطني" أو ما شابه ذلك...رغم وجود أطراف من أعضاء هذه الجبهة تستمد مشروعيتها من فلول وديول النظام الدكتاتوري السابق...أصبحت هذه الجبهة شوكة في حلق الثورة المصرية والتونسية...
الطبقة المثقفة جربت أو عاشت تجربة كل سبل إيجاد الحلول الممكنة للوصول للديمقراطية، وتبدى لها أن الإشتراكية والشيوعية والرأسمالية والعسكرية والدكتاتورية والملكية والجمهورية والإسلام والمسيحية كلها أنظمة سياسية تصب في مجرى واحد ألا وهو التسيب والإستبداد والظلم والإستحواد على خيرات الدولة وتفقير وشقاوة العامة والخاصة.. النتيجة هي تيه المثقف. وجد نفسه بدون اديلوجية يؤسس عليها مبادئه وتصوراته لما بعد الثورة ...أصبح المثقف غير مقتنع بأي نظام سياسي يقنعه بصدق ما سينقله للعامي من الشعب...كان عليه إقناع نفسه قبل إقناع المحيط به من عامة الشعب...ومن ثم كانت أزمة المثقف وسط كل الأنظمة وحتى بعد الثورات...
النتيجة هي سقوط الطبقة المثقفة في الإحباط ثم الفراغ الإديلوجي...لا وجود لحل وسط في زحم كل التنظيمات السابقة الذكر...فكان الحل الوحيد والأنسب هو التشبت بالديمقراطية...الديممقراطية كانت هي الحل الوحيد والأوحد؛ قيمتها تابتة عبر الزمان والمكان والتجربة. لكن المشكل هو أن الديمقراطية توجد بأنظمة سياسية مختلفة...فهي توجد في الملكية وفي الجمهورية، وفي الرأسمالية والإشتراكية وحتى في فترينات أو واجهات الدكتاتورية...
فتبين لها أن الديمقراطية تابتة القيمة كيفما كان نوع النظام السائد. ففهمت أن الديمقراطية هي المخرج من الإحباط والتيه الإديلوجي...
فعلا الديمقراطية هي الحل الوحيد الذي يسترشد به لمعرفة الصحيح من الفاسد في السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة...
مشكلان يعرقلان الإقتناع باستعمال الديمقراطية كقياس ( سياسي واقتصادي واجتماعي...) للوصول إلى توزيع خيرات البلاد بشكل عادل، ألا وهما :
- كم من المثقفين يؤمنون بالديمقراطية؟
- وهل هناك قاعدة لنصرة الديمقراطية؟
سؤالان محرجان وغير موثوق بالإجابة عنهما.
المشكل الأول هو أن من زمرة المثقفين من لا يؤمن بالديمقراطية لأنه لا يستوعب معنى الديمقراطية...وثانيا أن الشعب ليست له ثقافة وعلم بمبادئ ديمقراطية...
ومن ثم فطبقة المثقفين نوعان : طبقة المثقفين الديمقراطية وطبقة المثقفين الغير الديمقراطيين...
حين نعد عدد المثقفين الديمقراطيين نجده مكون من قلة من اليساريين والإسلاميين واللبراليين...وهذه القلة تدوب وسط ضوضاء وشغب المثقفين الغير الديمقراطيين من اليساريين والإسلاميين ووسط عامة الشعب الجاهل للديمقراطية أصلا...
والطامة العظمى أن وسط اليساريين والإسلاميين من المثقفين لا يوجد ديمقراطيون...فهم يريدون أن يسقطوا وينفذوا أفكارهم بدون قواعد ديمقراطية...وكأنهم ورثة الدكتاتورية أو ورثة مثقفي الدكتاتورية...بل دكتاتوريو المثقفين...لهم ثقافة يسارية غير ديمقراطية أو ثقافة إسلامية غير ديمقراطية...وهم لا يعلمون أن اليسارية أو الإسلامية لا وجود ولا محل لهما من التداول والإقناع بدون ديمقراطية...
ومن ثم لم تجد الثورات العربية مساندا قويا لدى طبقة المثقفة لترشد الجميع بمصداقية وصدق الديمقراطية ونجاعتها للقضاء على الظلم والإستبداد وتوزيع خيرات البلاد بشكل عادل...وتستغل فرصة الثورات العربية لتؤسس زمن الديمقاطية بشكل من الأشكال...
أما الشعب بعوامه والمنساقين مع التيه والتشردم الفكري فلم يفهم المثقفين. وهنا أصبح المثقفون لا يفهمون عامة الشعب...وعامة الشعب لا تفهمهم. قطيعة خلقها النظام الديكتاتوري لكي يبقى المثقف تائها والعامي خاضعا...المثقف لا يجد نقط الإلتقاء مع العامي المنعدم الثقة في كل ما يحيط به...العامي عبر عن فشل المثقف في تأطيره وتوجيهه للديمقراطية بمبادئها التاريخية والإنسانية...
وزاد في تخلف الشعب العربي الإسلامي إحباط وتدمر واستسلام طبقة مثقفة في لخبطة الوضع وتحريض أو مساندة فلول النظام الديكتاتوري السابق. القطيعة والهوة بين المثقفين وعامة الشعب تجدرت واتسعت... الحوار بينهما انقطع. كل بأفكاره يسير ويدبر أمره...

لكن جزءا كبيرا من الشعب، إن لم نقل نصفه، يرفض الثورة...يرفض الديمقراطية...وسبب رفضع للثورة هو عدم قدرته وإدراكه لمعنى الثورة والديمقراطية...فهو غير مهيأ للقيام بثورة تفضي إلى تأسيس دول ديمقراطية...
ومن ثم تصح إلى حد معين المقولة التي تدعي أن الشعب العربي ليس في مستوى التعامل بالديمقراطية...والأصلح له أن يأخذ الديمقراطية على دفعات وعبر مراحل متتالية...هذه المقولة هي التي سادت مند السبعينات وجاءت الثورات العربية لتؤد صحتها...

الشعب العربي ألف الديكتاتورية والعبودية لا يرى في الثورة مصلحة ولا فائدة...لا يدرك حاجته إلى الثورة...لأنه لا يعرف ولا يستوعب المعنى الحقيقي للثورة...
الفرق بين زمن الديكتاتور وزمن خلفاء الثورة العربية هو أن في الزمن الأول كان القمع والبطش والاستبداد الظاهر والباطن، وتوزيع خيرات البلاد كانت تستحقها طبقة فلول وديول النظام الديكتاتوري؛ وكل من سولت له نفسه من السياسيين والتنظيمات الحزبية أو النقابية نقد أو إفساد البنية الإقتصادية والسياسية للنظام الديكتاتوري ولا يسير في خطه فهو إرهابي أو مخل بالنظام العام ومصيره الإقصاء والتهميش أو السجن أو القتل...
أما ما بعد الثورة فقد خول للمواطن أن يعبر عن رأيه ويختار من يحكمه...أصبح المواطن العربي يحس بقدره وحقه في خيرات البلاد...أصبح له صوت يعبر به عن رأيه...
الشعب العربي تنقصه الذاكرة نسي ما كان يعاني منذ زمن غير بعيد...
يخيل له أن بعد الثورة سينال كل فرد من الشعب حقه من خيرات البلاد؛ يعتقد أن بمجرد سقوط الدكتاتور ووصول خلفاء جدد للنظام الدكتاتوري ستوزع هذه الخيرات بقرار ينفذ في الحال...قياس الزمن في تصور المواطن العربي لا يشبه قياس الزمن لدى باقي مواطني الشعوب الأخرى...
الفكر العربي يفتقر إلى المنطق...
يخيل لجزء من الشعب أن وصول "الإسلاميين" لدفة الحكم يعني ضياع الثورة وعودة زمن الإستبداد والظلم...والفكر الأحادي...يعتقدون أن مصر ستصبح إيران...
وهذا تصور خاطئ...
ويخيل "لللإسلاميين" أنهم سيحلون خلال حكمهم كل المشاكل المطروحة في ساحة الواقع...
فليتواضع الجميع لكي يفقه الشعب أولا معنى الثورة ومعنى الديمقراطية...
وليراجع الشعب والمثقفون سواء اليساريون أو الإسلاميون أو الليبراليون أو الفلول الديمقراطيين أو غير الديمقراطيون أفكارهم...فالإسلاميون لا يمكن أن يستحوذوا على مصر وخيراتها أو يفرضوا على المصريين نظاما دون آخر...فالشعب منذ الثورة هو الفكر الجماعي المدبر للتوجه السياسي والاقتصادي السديد...
الحايل عبد الفتاح، الرباط، المغرب. 11 02 2013



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية المغربي
- هل بالجزائر آخر نظام عسكري في الدول العربية؟
- كيف نميز بين الصحيح من الخطإ ؟
- قلة المتخصصين والخبراء بالمغرب مشكل حاد وعويص.
- لوبيات بوزارة التربية والتعليم بالمغرب
- الفيروزات والميكروبات الفكرية الضارة
- مساهمة في إصلاح منظومة القضاء بالمغرب
- رسالة مفتوحة إلى معالي السيد الوزير الأول المغربي بن كيران
- الثورة المصرية بين جهل التابعين والمفسدين وتقاعس غالبية المث ...
- هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟
- سرقوا منا مؤقتا إنسانيتنا ووطنيتنا وكينونتنا.
- المهم هو إنجاح الثورة المصرية بالتصويت بنعم
- الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد
- اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين
- التصويت المصري بنعم للدستور انتصار للمسار الديمقراطي
- سرية معلومتا الخلد والملك في النص القرآني
- رسالة مغلقة لجناب وزير التربية والتعليم المغربي
- فشل تجربة كل الإديلوجيات لدى العرب
- الثورة العربية الإسلامية الثالثة


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطية.