أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - الجندي صدمته سيارة في السماء














المزيد.....

الجندي صدمته سيارة في السماء


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 18:22
المحور: المجتمع المدني
    




لا أحد ينسى تقرير الطب الشرعي للشهيد خالد سعيد، وحكاية اختناقه بلفافة
البانجو، بينما يحاول شرطيان خلوقان إنقاذه من الموت! والمئات من شهداء الثورة خلال عامين، ومهرجان "البراءة للجميع" كلها شواهد على كفاءة ونزاهة مصلحة الطب الشرعي!
وحسب ما تسرب من مقاطع التقرير نقرأ عبارات من عينة:
• "الإصابة المشاهدة والموصوفة بالرأس قد تغيرت معالمها الأصلية لما طرأ عليها من تطورات وعوامل وأشياء مضى الوقت عليها، فضلا عن التدخلات الطبية التى كانت تجرى للمجنى عليه".
• "وجود كسر شرخى بيمين الرأس نتيجة ارتطامه بجسم صلب أيا كان نوعه". (مهم هنا أياً كان نوعه)
• "الإصابة بالرأس توجد يسار الجبهة والوجه والموصوفة ظاهريًا كانت فى الأصل عبارة عن إصابة أرضية احتكاكية على غرار ما يشاهد فى حالات الارتطام الاحتكاكى بجسم أو أجسام صلبة ذات سطح خشن مسطح أياً كان نوعه وهى تشبه حواجز الارتطام بقوة والاحتكاك سريعًا بسطح الارض. (مرة أخرى جسم صلب)!
• الإصابات الموجودة بالوجه والصدر والظهر والطرفيين العلويين والسفليين كانت فى الأصل ذات طبيعة أرضية احتكاكية،حدثت كلا منها بالمصادمة مع جسم صلب ثقيل وتشير التطورات الاتلامية بالاصابات الصادق وصفها الى جواز حدوثها فى تاريخ معاصر بتاريخ اختفاء المتوفى المذكور يوم 27 يناير.
• وجود إصابات المجنى عليه التي تقع على الجانب الأيسر من الوجه والجذع متخذه شكل إصابات التى تنشأ من حوادث الاصطدام بسيارات".

طبعاً واضح مهنية التقرير، فهو لا يستطيع أن يجزم بالإصابات، لمرور وقت طويل، وأيضاً للتطورات العلاجية لمحاولة إنقاذه، ثم بقية التقرير "لف ودوران" لترجيح اصطدامه بجسم صلب ثقيل سحله أرضاً، هذا الجسم المرجح هو سيارة.
دعونا، نعيد ترتيب السيناريو:
1. محمد الجندي ناشط سياسي شاب، خرج مع أصحابه في مظاهرات الذكرى الثانية للثورة مساء الجمعة 25 يناير ثم اختفى أثره.
2. مساء الخميس 31 يناير تم الإعلان عن وجود الجندي بين الموت والحياة في مستشفى الهلال، فاقداً للوعي، وفي روايات أخرى ميتا أكلينكياً.
3. أقوال كثيرة "مرسلة" عن القبض على الجندي وعشرات غيره وتعذيبهم في معسكرات الأمن المركزي، وفي حالة محمد تحديداً أنه حدثت مشادة لفظية بينه وبين أحد الضباط شتمه بأمه فرد عليه. وثمة شهود قالوا إنه رأوه فعلاً في معسكرات التعذيب هذه! وطبعاً في لحظات مثل هذه يختلط الحابل بالنابل ويمكن القبض على عشرات دون أن ينتبه أحد، إلى من تم القبض عليه ومن فر.
4. سنعتبر هذه الأقوال لا تمثل دليلاً، ووفقاً للتقرير الشرعي المهني جداً، إذا ما صحت "فرضية السيارة" فهو لا يجزم هل صدمته عمداً أو عرضاً.. برغم أن أوصاف التقرير نفسه، والحالة الصحية التي انتهى إليها الشهيد، تؤكد أنه سحل عمداً بقوة بلدوزر وليس سيارة فقط! فمن هو عدو الجندي الذي يمكن أن يدهسه بسيارة بكل هذه الوحشية؟
5. إذا أخذنا بالاحتمال الثاني بأنه حادث سير "غير عمدي" وليس بنية القتل، ووضعنا في الاعتبار أن الجندي كان مع زملائه في التحرير ووسط مظاهرات، فكم يا ترى تكون سرعة السيارة في الميدان؟ 20كم في الأحوال العادية؟ وفي حالة مظاهرة؟ 10كم؟ هل يعقل أن "السيارة المزعومة" وبهذه السرعة (حتى لو بسرعة 50كم) تحدث كل هذه الإصابات؟
6. بالتأكيد عندما تصدم سيارة شابا في ميدان التحرير تحدث فرملة شديدة ويلتف الناس حول الصوت.. ويمكن بسهولة الحصول على "النمر".. فأين هي السيارة القاتلة المزعومة؟ وهل يعقل أن تصدمه سيارة وسط كل زملائه في الميدان ولا ينتبه أحد؟
7. سنفترض جدلاً (استمراراً لفيلم السيارة) أن السيارة صدمت الجندي في ميدان آخر لا يعلمه إلا الله، وفي لحظة قدرية لا مثيل، حيث لا سيارات ولا بشر.. الكون كله خلا عدا من الجندي والسيارة.. ولأنه سائق جبان، متعمد أو غير متعمد.. فر بسرعة.. بالتأكيد كان سيطلع النهار ويظهر سائق آخر ابن بلد أو عجوز خرج للصلاة.. أو أي إنسان ويقوم بنقله إلى أقرب مستشفى؟ وطبعا يستطيع بسهولة أن يعرف كل بياناته من بطاقته أو موبايله.. لأنه غير معقول أن من يصدم أحداً بسيارة يهبط ويسرق نقوده وبطاقات هويته وموبايله، قبل أن يهرب.. لكن ما تفسير اختفاء الجندي عن الوجود قرابة أسبوع؟
8. ثم، لماذا ظهر الجندي في مستشفى الهلال الذي لا يبعد سوى أمتار عن ميدان التحرير وليس في مستشفى آخر؟ ومن الذي أوصله وكيف عثر عليه؟ لا إجابات واضحة. وكأن الجندي بعد أن دهسته سيارة هاربة في السماء سقط وحده على الارض مرة أخرى وبقدرة سحرية سار على قدميه وسلم نفسه إلى مستشفى الهلال؟
9. إن التقرير الذي يناقض نفسه، يفتقر لأبسط قواعد المنطق، لأنه في كل محيط مستشفى الهلال وميدان التحرير، لا يمكن لسيارة أن تدهس إنساناً على هذا النحو المروع، حتى لو حدث، فلن يختفي كل هذه الأيام؟ والمنطق الوحيد أنه بعد تأديب الجندي وسحله و بعدما لقنه الضابط "درساً" في احترام أسياده، تم تركه بين الحياة والموت قرب مستشفى الهلال، ويمكن جداً أن تكون سيارة دهسته بأمر الضابط نفسه لتمويه آثار التعذيب.. ليس أكثر؟
10. وإذا كان التقرير الشرعي "نزيه" جداً، لماذا تصرف الريس مرسي وحزبه وحكومته على طريقة "يكاد المريب يقول خذوني".. فوزير العدل ومساعد وزير الداخلية صرحا بأن الجندي دهسته سيارة حتى قبل صدور التقرير النهائي للطب الشرعي؟ كيف علم المسئولان الكبيران بنتيجة التقرير قبل صدوره؟ قطعاً عن طريق نظام "الشفافية" المعمول به بين أجهزة دولة الإخوان المسلمين؟



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
- خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
- الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط
- إيجى راجح.. أهلا وسهلا
- من مواطن مصري إلى الرئيس الأسد
- نهاية مأساوية لرجل متفاءل
- عشر أمهات للبصق على وجه مبارك
- وكل عاشق قلبي معاه (ليس رثاء لإبراهيم أصلان)
- دفاعاً عن نجيب محفوظ ضد الشحات


المزيد.....




- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - الجندي صدمته سيارة في السماء