أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - التستر على المرض العقلي














المزيد.....

التستر على المرض العقلي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 11:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


من المفارقات في الأسرة العراقية والعربية ايضا، انها تهتم بمن يصاب فيها بمرض عضوي، فتراجع به الطبيب المختص وتنشر الخبر بين الاقارب والاصدقاء والجيران، فيما اذا اصيب احد افرادها بمرض عقلي فأنها تتكتم عليه كما لو كان سرّا خفيا،او نوعا من الفضيحة.

والذي لا يدركه كثيرون ان التستّر على المريض العقلي كالتستّر على مجرم قاتل، والاوجع ان المجرم القاتل يستهدف عدوا فيما المريض عقليا يستهدف الأحبّة!.
ليس في كلامنا هذا تهويل او مبالغة، واليكم هذه الحادثة:
كنت مصطحبا طلبتي بقسم علم النفس الى مستشفى الرشاد للامراض العقلية (الشماعية) فالتقينا برجل في الخامسة والثلاثين من العمر وحاصل على بكلوريوس تجارة من جامعة بريطانية. هذا يعني انه مثقف وفي اواسط العمر..اتعلمون ماذا فعل؟. لقد قتل أمه!..لأنه كان يشك بأنها تريد ان تضع له السمّ في الأكل!.
وحادثة اخرى في الشماعية نفسها..ولكن هذه المرّة كان فلاحا" من ريف الناصرية..قتل زوجة أخيه..ولما استوضحنا منه اجاب بأنه رأى الامام الفلاني في الحلم وأمره بأن يقتلها..فاستدرجها وقتلها تنفيذا لأمر الامام!.
وثالثة..ان احد المعلمين دخل صباح احد الايام غرفة التدريسيين وقتل ثلاثة منهم دفعة واحدة!.
والمرض العقلي ليس له وطن ، ولكنه يؤدي الى نفس المآسي المروعه سواء حدث في هذا البلد او ذاك.ففي امريكا اقدم الشاب (آدم – 20 سنة) على قتل أمه بالاضافة الى عشرين تلميذا وعددا من المعلمين!، لأنه كان يعاني من متلازمة اسبرجر وأحد اضطرابات الشخصية. ويشير تقرير رسمي الى ان نسبة حوادث قتل الاباء والامهات على يد ابنائهم في الولايات المتحدة بلغت 13% من اجمالي حوادث القتل على نطاق العائلة، وان الاشخاص الذين يقتلون امهاتهم يكونون في اغلب الاحيان مرضى عقليا.
ان السبب ليس في القدر الذي يستهدف ابن هذه العائلة او تلك بمرض عقلي، انما التستّر عليه والعمل على اخفائه. اذ يشير اختصاصيو طب النفس العدلي الى ان الذين يقتلون امهاتهم او اباءهم يكونون في معظم الاحيان اشخاصا محتاجين الى العلاج ولكنهم لم يحصلوا على ذلك العلاج في الوقت المناسب. وتبين لهم انه في حالة قتل الامهات يوجّه اولئك المرضى ضربتهم غالبا الى الاشخاص الذين يعطونهم اعظم قدر من الحب!.
والمفارقة المحزنة ان الذي يقتل أمه او احد افراد عائلته لا يشعر بفضاعة ما ارتكب الا بعد تلقيه العلاج.لأنه قبل ارتكابه الفعل يكون قد فقد الادراك والبصيرة والسيطرة على السلوك.
فحين تشتد وطأة المرض على الشخص المصاب بفصام الشخصية او البارانويا او الاكتئاب الذهاني..تتحول افكاره المختلطه الى مشاعر بالعظمه أو الاضطهاد والشك والاوهام وسرعة الاستثاره والغضب الجامح..وتدفعه رغما عنه الى الاندفاع نحو الاجهاز على الضحية.
ان التستّر على المرض العقلي، سواء بدافع الخوف من عار اجتماعي، او بدافع العطف والشفقه، يفضي الى تلك المأسي المروعة التي يمكن تفاديها بمراجعة المصاب للمصحات العقلية حال ظهور اعراضه. ونكرر التحذير..بأن التستّر على المرض العقلي كالتستّر على مجرم قاتل..والاقسى..ان المصاب به..يستهدف قتل اعزّ ناسه!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الفلوجية
- ثقافة نفسية(75): الشعور بالذنب..والضمير
- العشائر العراقية..قراءة في ازدواجية المواقف
- الحكومة تريد..اسقاط الشعب!
- الطلاق.. صار يوازي الارهاب!
- ايها السياسيّون..كلكّم أحول عقل!
- من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين
- سيكولوجيا الكذب
- الصعاليك
- رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه
- يستر الله..المسألة معكوسة!
- ثقافة نفسية(74):نصائح للمعلمين والمعلمات..مع التحية
- نظرية عراقية
- ثقافة نفسية(73):رثاء الذات
- عفيفة اسكندر..الصورة الأخرى
- الانتحار..يأسا
- العرب ..ماضيون
- الجنسيون المثليون في العراق
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - التستر على المرض العقلي