|
البطاط في عصر البطاطة
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 11:38
المحور:
كتابات ساخرة
ان كلمة (البطاط) من مفهومها تدل على العنف والبطش ، وهو لقب عائلة تسكن الجنوب ، وقد اشتهرت بهذا الاسم منذ ثلاثة ارباع القرن تقريباً . والبطاطة قريبة من كلمة البطاط من ناحية تركيبها اللغوي ، وهي مادة غذائية معروفة ، نطلق عليها في العراق (بتيتة) ، وان العراقيين مولعين في تناولها ، كونها اولاً زهيدة الثمن ، وثانياً انها غنية بالفيتامينات ، وثالثاً ،وهو الاهم ، انها لا تستهلك زيتاً كثيراً عكس بقية المواد الاخرى ، مثل الباذنجان (وحش الطاوة) . الامر الذي حدى بوزارة التجارة ان توزع الزيت في الحصة بشكل مستمر وتؤجل بقية المواد الى اجل غير مسمى ، يعني كسر بجمع تشفط بقية المواد فتذهب الى اصحاب الكروش . وعلى كل حال ، فقد ظهرت شخصية البطاط في عصر البطاطة ، وهي شخصية مثيرة للجدل وللعنف معاً ، لتضاف بذلك الى مآسي ومحن العراقيين ، وما اكثرها ، فضلاً عن الفساد المالي والاداري وتعاطي الرشوة والسرقة والمحسوبية وغيرها ، مما هو يعصف في كل محافظات العراق . هذه الشخصية تدعى واثق البطاط ، وواثق الظاهر انه فعلاً واثق من نفسه ، وقد ظهر على حين غرة ، وفي فترة متشنجة سياسياً ، ووضع منتفخ او داجه وقابل للانفجار باي لحظة ، ليؤسس جيشاً يهدد امن المواطن يطلق عليه ( جيش المختار) والمختار شخصية تاريخية ايضاً مثيرة للجدل انقسم فيها المؤرخون الى طائفيين احدى تؤيده والاخرى تعده كذاباً . البطاط بهذا يتحدى الدولة ويعتبرها (وكالة من غير بواب) بحسب تعبير المثل المصري ، وقد قامت جماعته وتابعيه بتوزيع استمارات خاصة لمن يرغب بالتطوع في هذا الجيش المزعوم . وهذا يعتبر تحد واضح للحكومة ، والا كيف نفسر دولة لها سيادتها ودستورها وجيشها وحكومة منتخبة من قبل الشعب ويجري هذا داخل كيانها . الحكومة تقول ان لديها امر قضائي بالقبض على هذا الشخص ، وهو ينتقل في عدة امامكن (واثق الخطوة يمشي ملكاً ) وفعلاً واثق لكنه واثق البطاط وليس واثق الخطوة ، مع شديد الاعتزاز بكاتب هذا البيت الدكتور ابراهيم ناجي في قصيدة (الاطلال) التي غنت معضاً من ابياتها كوكب الشرق ام كلثوم . اذا كانت الحكومة فعلاً لديها امر قبض لهذا الشخص فكيف يصعب عليها ذلك ، وهي تمتلك جيشاً وقوات امن وشرطة اتحادية وغير ذلك ، وبالتالي هي عاجزة عن قبض شخص مطلوب للعدالة . اليس ان في الامر شيء ؟ والغريب انه يظهر في بعض وسائل الاعلام يصرح ويوضح ويلوح ، بل ويهدد ، وواضح من ذلك مدعوم من قبل دولة مجاورة ، وهذه الدولة لها تأثير مباشر بقرارات الحكومة وتدخل سافر لا يمكن السكوت عليه ، واذا سكت سياسيونا على هذا وغيره من الامور والقضايا ، فمن السهل اليسير بمكان ان تتجيش جيوش وتحدث قضايا وتجري امور ، وساستنا الافندية تتصارع فيما بينها صراح الديكة على الكرسي والمناصب وتقاسم الغنيمة ، والبطاط وامثاله تعيث فساداً وظلماً بالعراقيين . ايميلي الجديد/[email protected]
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كرة القدم افيون الشعوب
-
الحمار والثور والسياسة العراقية
-
نوال السعداوي مثال للمرأة العلمانية المتحررة
-
الافعال الناقصة
-
يابسة على تمن
-
اكراماً للسلاطين
-
الشعب: اضحك كرر ... اوعى تفكر
-
البطاقة التموينية : الجانت عايزة التمت
-
اطار ابو الريحة والعملية السياسية
-
حينما اكلت حماراً بحاله
-
هي وكرّتها ب14
-
عذر ملوح
-
عراقي يقترن اسمه بالسماء
-
يا اميو العالم اتحدوا
-
استيراد قضاة
-
سولفها عالكرطة
-
محمد والسحر
-
مي بارد بربع
-
ديلاب الهوا يغلب الطيارة
-
انا استاذ ارسطو
المزيد.....
-
موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي
...
-
التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
-
1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا
...
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|