أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الحمصانى - قصة قصيرة : الصبى ذو الخمسة أحرف














المزيد.....

قصة قصيرة : الصبى ذو الخمسة أحرف


أسامة الحمصانى
كاتب

(Osama Homosany)


الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


صاحبى / الصبى ذو الخمسة أحرف
تحية وبعد ،،،،
أصدقك القول أنى أغار منك .. نعم ... فأنت على صغر سنك علمتنى وعرفت من وراءك الكثير ... و أنا أتلمس خطاك .... أسير على نهجك !! إن كنت تنهج حياتك ... أحاول أن أحظى بنقاؤك وطهرك ... وأن أكون خالص السريرة والعلن ... حقا أنا ألقى صعوبة فى الوصول إلى ذلك ... و لكن تذكر أنى قلت ..أحاول عزيزى الصبى .. تمنى لى الخير و النجاح ... و إلى اللقاء
صاحبك
أ س ا م ة
قصة قصيرة : الصبى ذو الخمسة أحرف
بقلم: أسامة الحمصانى
حاول أن يتذكر .. هل مر عام على هذا اليوم .. عامين .. ثلاث عشرة .. أكثر .. أقل ..لا يدرى كم من الأعوام مرت على يوم الحادث .. إلا أنه يعرف اليوم جيدا وما جاء به و كيف غير هذا اليوم مسار حياته .. كأنه بالأمس .. أو أقرب من ذلك ... النار تقلّب الدار وتعتصره.....
***
أطلق الصبى يلهو منتشيا بذلك الصباح فى صحن الدار ... الباب الخشبى العالى المتهالك ... الذى يجهل الجميع صانعه .. و عمره ... بمطرقته التى هى عبارة عن قبضة يد من الصلب الثقيل .. متى قرعت الباب دوى صداها فى عقر الدار ... الممر الطويل المؤدى إلى درج السلم على اليمين و أرضه المشققة ... فى نهاية الممر منحدر صغير لطالما تدحرج وانزلق عليه مع اقرانه متخذين من ورق الصناديق الكرتونية زلاجتهم.
على اليسار غرفتين إحداهما "للعجوزة " هكذا يحلو لهم أن يسمونها حتى نسوا أسمها الحقيقى ظاما الغرفة الأخرى لسكير يشترى النوم كل ليلة بشراب اسود مجهول التركيب ... و فى الجهة المقابلة اليمنى درج السلم المؤدى إلى الطابقين الباقيين فى هذه الدار.. وباب عتيق أكله القدم لمخزن واسع يمتلئ عن آخره بأجولة الغلال... يأتيه رجل أو رجلين ترتسم على بدنيهما كل معالم القوة .. تعبث أصابعهما فى ظلام المخزن باحثة عما يريداه من ذرة أو فول أو قمح ....يزأر مرة ومرة فيحمل على ظهره الجوال الثقيل كثقل رجل أو رجلين ويهرول للخارج حوله صاحبه يعاونه معاونة كاذبة .. وهكذا الحال... لنصعد السلم إلى الطابق التالى نجد مع التفاف الدرج غرفة خشبية اشبه بكوخ تمتلئ بألواح خشبية مما تستخدم فى البناء و صفائح صدئه و غير ذلك.. نكمل الصعود وقبل أن نصل إلى الطابق نجد نافذة ذات أسياخ حديدية تطل على مخزن الغلال .. وعندما نصل إلى الطابق المقصود لا نجده يخلف عن سابقه كثيرا أما الطابق العلوى التالى فهو بنفس عدد الغرف و لكن بسقف يغطى الغرفات دون الردهة. فقد كان فى الأصل سطح المنزل و لكن تحول على فترات إلى غرف للسكنى وعششا للطيور.
***
فى إحد الأيام تجمع الصبي حول الرجل الضخم يدق شبكة معدنية حول النافذة المطلة على مخزن الغلال إتقاء عبث الصغار وإهمال الكبار .. فالدار على صغره به من الأطفال دون سن العاشرة عدد ثلاثة كفوف ... أقترب أحدهم صبيا يحمل إسما من خمسة أحرف.. سأل الرجل .. لماذا ياعم ؟؟؟ أجابه " النار ياولدى ... إذا أمسكت بالمخزن أتت على المنزل بمن فيه ... أرتعد الصبى و تراجع ومن وقتها أيقن صدق الرجل... أقرانه بعود ثقاب واحد يعدمون ما فى صندوق القمامة المجاور للنافذة ..كل مساء .. يدورون حوله راقصين مهللين ...
***
وأصبحت الشباك المعدنية لا تعجب الصبية ... راح أحدهم يعبث بأطرافها .. جذبها نزع المسمار الأول .. فصاح فرحا ... لم يأت المساء حتى كانت كل مسامير الشبكة منزوعة و تعرت النافذة من جديد ... جاء الرجل الضخم من جديد يعاود إصلاحها ومرات ومرات حتى يئس فأصبحت النافذة كما كانت بلا حائل يمنع تسلل أذى الماء أو النار إلى المخزن ...
***
ذات مساء ...تجمع الصبية حو الصندوق القمامة كعادتهم ... تبرع أحدهم بإحضار أعواد الثقاب ... جاء .. حاول الأول .. حاول الثانى .. فشل الثالث ... نجح الرابع ... نهرهم الصبى ذو الخمسة أحرف وهو يرتعد خوفا مما سمعه من الرجل .. سخروا منه.. وصموه بالجبن .. راحو جميعا فيما عداه يلقون الأوراق التى جمعوها إلى صندق القمامة المشتعل ... الورقة تلو الورقة و النار تتوهج و ترسل لهيبها الى السقف طارت إحداها لتسقط فى النافذة المطلة على المخزن ... صرخ الصبى ذو الخمسة أحرف ..... جرى إلى دكان الرجل .. عاد الى البيت ... يصرخ ... افتحوا باب المخزن .. جرى الى امه فلم يجدها ... عاد إلى الرجل فى دكانه إنشغل عنه ظن انه يعبث به ...عاد الى البيت نادى جارتهم الاولى لم يجدها ... الثانية ... لم يجدها ... عليه التصرف اذن ... رأى الصنبور حاول ان يملأ دلوا ... أو علبة من الصفيح أو حتى كفيه الصغيرين ... و الصغار فروا جميعا ... لم يجد منهم من يساعده .. جرى الى باب المخزن يحمل دلوا صغيرا بكل عافية صبى ركل الباب مرة ... حاول الثانية .. حاول مرات... سقط ... انخلع المزلاج .. حمل الدلو تخطى الباب بشجاعة .. فألتقمته النار .... جاء الرجل ... أحضروه الصغار ... أخبروه أن الصبى ذو الخمسة أحرف هو فاعلها...
***
حاول أن يتذكر .. هل مر عام على هذا اليوم .. عامين .. ثلاث.. عشرة .. أكثر .. أقل ..لا يدرى كم من الأعوام مرت على يوم الحادث .. إلا أنه يعرف اليوم جيدا وما جاء به و كيف غير هذا اليوم مسار حياته .. كأنه بالأمس .. أو أقرب من ذلك ... النار تقلّب الدار وتعتصره.....تركه مشوه الوجه والذراعين والصدر ... لم يعد له بشرة صبى ناعمة ... لك يعد له ذلك الأنف الدقيق و شفتين طريتين ...طمست النار وجهه وكل شيئ
***
واليوم يتذكر لا يهمه صورته الجديدة . لا يهمه ما فقده . لا يريد أن يتذكر كم من السنوات مرت ... ولكنه أقسم ولم يصدقه أحد ... يقسم ولا يصدقه أحد ... وفى كل مرة يقول .. يصرخ .. لست أنا فاعلها .. لست أنا ... و لن يصدقه أحد.



#أسامة_الحمصانى (هاشتاغ)       Osama_Homosany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : أبو حنفى
- قصة قصيرة: حديث خاص جدا
- حكاية رسائل (3) لا ياهاجرة
- حكاية رسائل (2) هذيان محموم
- حكاية رسائل (1) مخلوقة نادرة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الحمصانى - قصة قصيرة : الصبى ذو الخمسة أحرف