أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام














المزيد.....

قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 23:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام
نايف عبوش
تتجلى الصورة الناصعة للعلاقة العضوية التاريخية بين العروبة والإسلام، في دورالعرب التاريخي الرائد في قيادة ركب مسيرة الدين الاسلامي،ونشر نوره في كافة بقاع الارض،اضافة الى انهم كانوا البيئة الحاضنة له عند نزوله. فلا شك أن الله - تعالى -عندما اختار النبي العربي محمدا بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- من بينهم لتبليغ رسالته إلى الناس أجمعين، قد من على العرب بهذا الاختيار بقوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
وفي حدود ما يتبادر إلى الذهن من فهم لمراد الله وحكمته من هذا الاختيار،يتراءى للباحث في جدلية العلاقة بين العروبة والإسلام، أن هذا الاختيار الإلهي، إنما هو في جانب منه، قد جاء استجابة من الله لدعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- لربه، أن يبعث الله - تعالى-في العرب رسولاً منهم، كما اخبرنا بذلك القران الكريم، إذ قال - تعالى-على لسان أبي الأنبياء إبراهيم في هذا السياق: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم) فكان العرب ابتداء، هم المعنيون بالخطاب الإلهي (وأنذر عشيرتك الأقربين)، بعد أن خصهم الله بحكمته البالغة بهذا الشرف العظيم، ليكونوا مشروع الهداية الربانية على الأرض، عندما استجابوا لهذا الاختيار الرباني لهم، وناؤا بحمل رسالة الإسلام، وقاموا بأداء واجب هذا التشريف على أحسن وجه، حتى امتدحهم من شرفهم بهذا التكليف بقوله عن الجيل الرباني الاول منهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه). وإيضاحاً لهذا الاستنتاج من بين مرادات الله في هذا الاختيار، فقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم- سر شرف هذه المكانة الرفيعة، التي كرم الله بها العرب، إكراماً لنبيه محمداً المختار من بينهم عندما قال:(إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) فكان بهذا الاصطفاء الإلهي (خيارا من خيار من خيار)، ما لبث أن أكده - صلى الله عليه وسلم - بانتخائه لذاته، يوم حمي الوطيس في معركة بدر الكبرى، بهتافه الشهير: ( أنا النبي لا كذب..أنا ابن عبد المطلب).
على انه يجدر بالملاحظة الاشارة الى انه كما اختار الله - تعالى -خاتم الرسل محمدا من امة العرب، فقد اختار اللسان العربي أيضا ليكون لغة الوحي، ولغة الخطاب الإلهي في الدين الجديد، فقال تعالى:(إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون)،وهذا بلا شك شرف إضافي للعرب، ليضاعف مسؤوليتهم الدينية في حمل لواء الرسالة، وليكونوا حاضنة الإسلام البشرية، ووعاءه المادي،ومصدر امداده بالكادر،والعدة،ومهده المكاني الرحب، قاعدة للانطلاق المتطلع، إذ طالما انه نزل بلغتهم، فهم سيكونون بلا ريب، أفهم الناس بمراداته، وأقوم للعمل بمقتضاه، وإذا كانت لغة العرب بأساليبها المعروفة، هي لغة نص الخطاب الإلهي للعالمين من خلال القران الكريم، فلا عجب إذن أن يكون للقرآن الكريم الفضل الكبير، في حفظ اللغة العربية، ونشرها بين الناس، لتكون لغة عالمية، محددة المفاهيم والقواعد، وبذلك حفظ القران اللسان العربي، وصانه من العجمة واللحن،والانقراض،فصار مرجعاً أساسياً لنحوها، وعلومها على مر العصور، إذ قد تكفل الله بحفظه مطلقا حيث: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، وبالإضافة إلى ما تقدم من فضيلة تبادلية بين الإسلام والعروبة، فإنه لابد من الإشارة إلى فضل الإسلام على العرب، ودوره في توحيد أمتهم، وكيف انتقلوا في ظله من رابطة العصبية القبيلة والولاء لها، إلى رابطة العقيدة الإسلامية والولاء المطلق لها، على مبدأ: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، فكان منهج الله هو إطار صياغة الحال العربي، صياغة جديدة، فأخرجهم من الغلظة، والبداوة، والشرك إلى الإنسانية الوادعة، والحضارة المستنيرة الموحدة، حتى استمرؤوا قاعدة الدين بالنبوة باعتبار أن: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، فكان وازع توحيدهم على درب الرسالة، قد فجر في أنفسهم حس الإيمان الجمعي بأهمية الوحدة، وخيرية الاعتصام بها، لكي لا تذهب ريحهم، فتلاشت نزعة الكبر في نفوسهم بالصياغة الجديدة، مما سهل انقيادهم واجتماعهم، على دينهم ونبيهم، حيث ألف الله به بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمة الإسلام إخواناً، ومع إن الإسلام كان ديناً إلهياً، ووحياً سماوياً متعاليا، إلا أنه لم يكن خارج الزمان، والمكان، والبيئة الاجتماعية، التي نزل فيها، فالإسلام إنما ظهر في بلاد العرب، حيث بشر به رسول منهم، بدأ تحنثه الأول في غار حراء بمكة، الذي كان مكان مهبط الوحي، الذي نزل بأول آية: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ليتواصل وحي السماء مع الأرض مكاناً للعرب، لتكون بالإسلام مركز الإشعاع، وقاعدة الانطلاق المؤمن، ومصدر الهداية للعالمين، بما شكلته من امتداد ثقافي للشخصية العربية، وقيمها النبيلة، لتأخذ مداها على أوسع نطاق من التلقي بالقبول بين الشعوب، التي ارتضت الإسلام ديناً، وقيماً، وحضارة، ولا جرم إن الإسلام هو أضخم مكون في تاريخ العرب، فكان الطاقة المعنوية الكبرى، والعنصر الأساسي في ثقافتهم، وموروثهم الحضاري، ولذلك فإن أي محاولة مغرضة لفصل الإسلام عن العرب، أو فصلهم عنه، لا تصب إلا في خانة إضعاف الحال العربي وإنهاكه، واقصائه عن دوره الإلهي والحضاري معاً، مما يفسح المجال لإضعاف وهج الاسلام بالتالي على قاعدة (إذا ذل العرب ذل الإسلام)التي تحمل الكثير من المدلولات الصائبة، عند وضعها في مثل هذا السياق من التحليل المنطقي، وبهذا تكون العلاقة جدلية بين العروبة والإسلام، حيث تبقى العروبة جسداً روحها الإسلام، في حين تكون جثة هامدة من دونه.وبهذه العلاقة العضوية المتفردة،كان النموذج العربي الإسلامي الذي انبثق في الأرض العربية، قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، مصدرا لإشعاع الأمة العربية بتجربتها الرسالية للعالمين، التي أفاضت على الإنسانية بالخير العميم،وحررت الشعوب من طواغيت الوثنية بالتوحيد.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريب العلوم والتقنيات والمعارف..التحديات والضرورة
- خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه
- هوس العقلانية الحداثية وحقيقة قدسية القران
- دعاوى أنسنة النص القراني..بين هوس العقلانية الحداثية وحقيقة ...
- التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات
- الحفاظ على التراث..بين مقتضيات الخصوصية وتحديات العصرنة
- نحو بلورة مشروع عربي للنهوض باللغة العربية
- ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث
- الاعتقاد المؤمن..بين الكتاب المسطور والكون المنظور
- ظاهرة هوس استخدام الهاتف النقال
- اللغة العربية..ومخاطر المسخ بالعامية
- الدين..حاجة وجدانية للانسان
- الوحي الالهي للقران
- بل رب العالمين.. واله الناس
- القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد
- بل محمد هو القدوة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام